من كنت مولاه فهذا علي مولاه


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم


الفصل7



مكانته وشخصيته
التزامه بالتقية
الظاهر أنّ زهير بن القين كان من الشيعة الملتزمين بتعاليم أهل‏البيت‏عليهم السلام تماماً، وإنّ من أهم تعاليمهم التي يختبر بها مستوى إيمان ‏الشيعي هي التقية، وكان زهير من المتمسكين بها تمسكاً شديداً،وممّا يشهد لذلك:


أولاً:
تشبيه الحسين‏عليه السلام له بمؤمن آل فرعون
تشبيه الإمام الحسين‏عليه السلام له بمؤمن آل فرعون ساعة وقف زهيريعظ القوم يوم العاشر منالمحرم، فقال له الحسين‏عليه السلام:
لئن كان ‏مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء لقد نصحت لهؤلاء،وأبلغت لو نفع النصح والإبلاغ.
كما لعن قاتله لعن قاتل مؤمن آل فرعون في تأبينه له لمّا صرع ، فوقف عليه وقال‏عليه السلام:
لا يبعدنّك اللَّه يا زهير، ولعن قاتلك لعن الذين ‏مسخوا قردة وخنازير.
وإنّما كان مؤمن آل فرعون يمتدح بتقيته، قال اللَّه تعالى:
وَقالَ‏رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْجاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ‏بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ.


ثانياً:
إتهام الأعداء له
لشدّة عمله بالتقية ظنّه عزرة بن قيس أنّه كان عثمانياً، فقال له‏عزرة بن قيس:
إنّك لتزكّى نفسك ما إستطعت، فقال له زهير:
ياعزرة، إنّ اللَّه قد زكّاها وهداها، فاتق اللَّهيا عزرة، فإنّي لك من‏الناصحين، أنشدك اللَّه - يا عزرة- أن تكون ممّن يعين الضلال على ‏قتل النفوس الزكية.
قال:
يا زهير، ما كنت عندنا من شيعة أهل هذا البيت! إنّما كنت‏عثمانياً!!!
قال: أفلست تستدلّ بموقفي هذا أنّي منهم؟!