الفصل 4
من كنت مولاه فهذا علي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم



كان الألم يعتصر قلبي .....
كلّما قرأت في التاريخ أو سمعت من‏الخطباء وخدّام سيد الشهداءعليه السلام ما يتناقلونه عن زهير بن القين، بيدأنّي لم أسمح -في يوم من الأيام- لنفسي أن ألومهم على ذلك، فإنّهم ‏ينقلون ما سطّره يراع العلماء والفطاحل والمؤرخين الكبار.
وأخيراً إستخرت اللَّه وعزمت على متابعة الموضوع واستكشافه ،وسجّلت ما فتح اللَّه عليّ، وله الحمد والمنّة، ولسيد الشهداءعليه السلام ‏الشكر والفضل.
فإن كان ما ذكرناه في هذا الكتاب كافياً وافياً مقنعاً فالحمد للَّه أولاًوآخراً، وإلّا فالأمل كبير في القراء الكرام أن يتجنّبوا ذكر زهيربالعثمانية، فإنّه ذنب لا يحبّ المؤمن أن يذكر به.
ولا يقاس بالحر الرياحي فإنّه لم يذكر بهذه التهمة في التاريخ،حيث أنّه كان قد خرج لقطع الطريق على الحسين‏عليه السلام وأصحابه وهولا يرى أنّهم يبلغون بالحسين‏عليه السلام هذا المبلغ، فلمّا رأى حياة سيد شباب أهل الجنة وصحبه وأهل بيته في خطر انحاز من النار الى‏الجنة، فيما كان مبشراً بالجنة من قبل، يوم سمع الهاتف يخاطبه من ‏ورائه إبان خروجه من قصر بني مقاتل، وكان يعرف للحسين‏عليه السلام ‏وأمّه حرمة صدّته عن ذكر أمّه إلّا بأفضل ما يقدر عليه من الذكرالحسن.
وما ضرّنا أن ندع ذكر زهيربالتعثمن وكراهة لقاء محبوب خاتم ‏الأنبياء، فلو لم يكن هو كذلك حقّاً فلا نخجل منه غداً يوم اللقاء ،وإن كان - وليس كذلك - فلا يسوغ لنا ذكر المؤمن بما يشينه، فإنّ ‏ذلك من الكبائر، واللَّه الساتر.
وفي الختام:
ما كان في ثنايا الكتاب من كلام صحيح نافع فيه الخير والصلاح،فهو من أهل البيت‏عليهم السلام، وما كان شططاً أو خطأً فهو منّي وأستغفر اللَّه ‏لي وللمؤمنين، والحمد للَّه ربّ العالمين.
وأخيراً أتقدّم بالشكر الجزيل للأستاذ الدكتور الحاج محمود البستاني - حفظه اللَّه ورعاه ورحم أمّه وأباه- فقد تفضّل عليّ مراجعة الكتاب مشكوراً مأجوراً إن شاء اللَّه.
اللّهم تقبّل منّا هذا القليل، واجعله نافعاً لنا يوم لا ينفع مال ولابنون، ولا تفرّق بيننا وبين سيد الشهداء الحسين‏عليه السلام في الدنيا والآخرة طرفة عين أبداً، واجعل وجه الحسين‏عليه السلام آخر وجه نراه في‏الدنيا وأول وجه نراه في القبر ويوم يقوم الناس لربّ العالمين،وارحمني به وأولادي وأزواجي ووالديّ ومن ولدهما ومن ولداوالمؤمنين والمؤمنات، وعجّل فرج وليّ أمرك الثائر لدم‏ الحسين‏ عليهالسلام، واجعلنا من جنده وأعوانه والآخذين بثأره.. آمين.