الفصل 3

من كنت مولاه فهذا علي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم



أمّا بعد:
فإنّ الحرب التي حمل رايتها الأمويون ومن سلّطلهم على رقاب ‏المسلمين لم تنته بعد منذ أن بادروا الى مواجهة خاتم النبيين ‏صلى الله عليه وآله ،والى يوم الناس هذا ، وستبقى حتى ظهور المنقذ الأعظم، والطالب بدم الحسين‏ عليه السلام والآخذ بذحول الأنبياء والأوصياء والشهداء.
ولم تكن الحرب المفتوحة هذه تنحصر في صورة أو مشهد أوموقف معين، كما أنّها لم تنحصر في زمن من الأزمان منذ أن سقط هابيل مضرجاً بدمه.
وقد إمتاز الأمويون عبر التاريخ بالإعلام القوي، والحرب ‏النفسية، والتسلل الماكر الى قلوب الناس وأفكارهم، وتغذيتهم‏ بالسموم الفتّاكة ذات المنظر الخداع، وقد اشتهر كلامهم على‏الألسن:
(للَّه جنود من عسل).
وكانت حربهم الإعلامية مع سيد الشهداءعليه السلام قوية ماكرة تتسم ‏بالخبث والشيطنة بحيث صوّرت سبط النبي ‏صلى الله عليه وآله وريحانة الرسول،وسيد شباب أهل الجنة للمغرر بهم من السذج في صورة الخارجي ، وأبدت سكان سرادق العزّ من مخدرات الرسالة وعقائل الوحي في ‏مشهد السبايا..
فإذا كان هذا دأبهم مع المعصومين الأبرار الذي شهد لهم الكتاب ‏والسنة بالطهارة والعصمة والقدس، فما ظنّك بأنصارهم والمدافعين‏عنهم والمحامين عن حريمهم..
وربما إضطر العدو -أحياناً- الى ما يخاله نيلاً من أصحاب الأئمةعموماً، وأنصار سيد الشهداءعليه السلام خصوصاً، لأنّه لا يجد في الإمام ‏مغمزاً ولا مهمزاً، فيحاول الإقتراب من حريمه من خلال التعرض‏لأقرب الشخصيات منه، والسعي في تهديم الأركان التي بنيت عليه‏ أسس معسكرات الهدى.
فكان -فيما نحسب- زهير بن القين، وهو أحد أركان معسكر سيدالشهداءعليه السلام، لأنّه صاحب ميمنته، والمقرّب عنده، هدفاً مهماً للأعداء.
ولذلك نصبوه غرضاً، واتهموه بأقذر تهمة، وسبّوه أقبح سبّة،ورموه بفرية فادحة تقشعر لها القلوب والأبدان، فقالوا عنه»عثماني«، وأنّه »كان يكره لقاء سيد شباب أهل الجنة عليه السلام«.
وتناقل الناس ما قاله عدو شرس من أعدائه وهو »:
عزرة بن‏قيس« الذي كان على خيل ابن سعد - لعنهما اللَّه -.
ولم نجد -على حدّ علمنا- من التفت الى ذلك سوى إشارة سريعة وخاطفة للأستاذ محمد نعمة السماوي حيث قال:
وكان زهير ذاميول عثمانية على حدّ تعبير أحد جنود ابن سعد
وناقش الشيخ محمد جواد الطبسي في المجلد الثالث من كتاب»مع الركب الحسيني« هاتين التهمتين مناقشة مقتضبة سريعة غيرأنّها مركزة ودقيقة، فجزاهما اللَّه خير الجزاء، وبيّض وجهيهما يوم‏الحشر حينما يواجهان زهير بن القين وسيد الشهداءعليه السلام.