السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام مشكور على هذا الجهد يسلموا
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام مشكور على هذا الجهد يسلموا
السلام عليكم
دعواتي المخلصة بسعادة الدارين لمن قرء كتابي
من كنت مولاه فعلي مولاه-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 24
وفي أمالي الصدوق:
وقام إليه رجل يقال له (زهير بن القينالبجلي) فقال:
يا بن رسول اللَّه، ووددت أني قتلت، ثم نشرت، ثم قتلت، ثم نشرت، ثم قتلت، ثم نشرت فيك وفي الذين معك مائة قتلة، وإنّ اللَّه دفع بي عنكم أهل البيت.
فقال له ولأصحابه: جزيتمخيرا.
دفاع زهير ورجاله في الميمنة عن الحسين عليه السلام
أعلن عمر بن سعد - لعنه اللَّه - حربه على سيد الشهداءعليه السلاموأصحابه بسهم وضعه في كبد القوس ورمى به نحو معسكرالحسينعليه السلام، وقال: اشهدوا لي أنّي أول من رمى، ثم بدأت المعركة،فكان أول هجوم شنّه الأشقياء بعد مبارزة عبد اللَّه بن عمير الكلبي- من أصحاب الحسينعليهالسلام- استهدف شخص زين السماوات والأرضين، والحجّة على الخلق أجمعين..
قال الشيخ المفيدرحمه الله وغيره:
وحمل عمرو بن الحجاج على ميمنةأصحاب الحسينعليه السلام -وكان زهير على الميمنة- فيمن كان معه منأهل الكوفة، فلمّا دنا من الحسينعليه السلام جثوا له على الركب، وأشرعواالرماح نحوهم، فلم تقدم خيلهم على الرماح، فذهبت الخيل لترجع،فرشقهم أصحاب الحسينعليه السلام بالنبل، فصرعوا منهم رجالاً،وجرحوا منهم آخرين.
دفاع زهير عن حرم الحسينعليه السلام:
في إبصار العين للسماوي:
وروى أبو مخنف عن حميد بن مسلم قال:
حمل شمر حتى طعن فسطاط الحسينعليه السلام برمحه، وقال:
عليّبالنار حتى أحرق هذا البيت على أهله، فصاحت النساء، وخرجنمن الفسطاط.
فصاح الحسين عليه السلام:
يا بن ذي الجوشن، أنت تدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي!! حرقك اللَّه بالنار.
وحمل زهير بن القين في عشرة من أصحابه، فشدّ على شمروأصحابه، فكشفهم عن البيوت حتى ارتفعوا عنها، وقتل زهير أباعزّة الضبابي من أصحاب الشمر وذوي قرباه، وتبع أصحابهالباقين، فتعطّف الناس عليهم، فكثروهم، وقتلوا أكثرهم، وسلم زهير.
وفي الإرشاد للشيخ المفيدرحمه الله:
وقاتل أصحاب الحسين بنعليعليهما السلام القوم أشدّ قتال حتى انتصف النهار.
فلمّا رأى الحصين بن نمير -وكان على الرماة- صبر أصحابالحسينعليه السلام تقدّم إلى أصحابه -وكانوا خمسمائة نابل- أن يرشقواأصحاب الحسينعليه السلام بالنبل، فرشقوهم، فلم يلبثوا أن عقرواخيولهم، وجرحوا الرجال، وأرجلوهم.
واشتد القتال بينهم ساعة، وجاءهم شمر بن ذي الجوشن فيأصحابه، فحمل عليهم زهير بن القين - رحمه اللَّه - في عشرة رجال من أصحاب الحسين عليه السلام فكشفهم عن البيوت، وعطف عليهم شمر بنذي الجوشن فقتل من القوم، وردّ الباقين إلى مواضعهم.
وأنشأ زهير بن القين يقول مخاطباً للحسين عليه السلام:
اليوم نلقى جدّك النبيا
وحسناً والمرتضى عليا
وذا الجناحين الفتى الكميا
اخي اويس القرني ،،،
تحية طيبة لك ،،،
هذه لفتة موفقة ، وجميلة للغاية ، وتستحق المتابعة ،،،
ولكن لفتني بعض شيء ، اتمنى قبلوها بقبول حسن ،،،
كان معظم الحديث يدور حول " التقية " ، وهذا امرٌ لا ريب فيه لدينا نحنُ الشيعة الامامية .
ايضا ،
لفتني شيء بمقدمة البحث ، لعل الكثير فعلا يجهل ما كان عليه " زهير بن القين " رضوان الله عليه ، وهو الاشهر انهُ عثماني الهوى ، ولكن ما استوقفني / بعض العبارات الشديدة اللهجة في بداية الطرح ، وهنا انت بينت بأن هذا الطرح تشدق بها بعض الاعداء في المعكسر المعادي لـ إمامنا الحسين عليه السلام .
واستمر البحث ليتكلم عن " مؤمن آل فرعون " وتشابه المواقف بينه وبين مولانا " زهير بن القين " ، ولكن ألا ترى انهُ كان من الاجدر ان نتحدث عن هذه الشخصية ونبحث في التاريخ عن احوالها في عهد الرسول الاكرم ، ومواقفها في عهد الاول - الثاني - الثالث - وفي عهد الامير عليه السلام ، لعل تلك المواقف ستكون واضحة وبرهان مميز لمسيرة هذا العظيم .
ايضا ،
لدي تساؤل /
لماذا استخدام مولانا " زهير بن القين " التقية ، وتاريخيا يبدو انهُ من المعاصرين للاحرار الذين انتهجوا نهج الامير دون خوف ولا رعب امثال : حبيب بن مظاهر - مالك الاشتر - ابوذر - عمار - سلمان المحمدي - ... . ولماذا " زهير بن القين " رغم ان هذه الثلة المجاهدة الموالية لأمير المؤمنين كانت تعلن ولائها وانتمائها للامير لدرجة ان يُصلب ميثم التمار وهو يجاهر بالولاء لأمير المؤمنين ؟؟؟
ايضا، وما هو تفسير وما مدى صحة كلام سلمان المحمدي لزهير في بلنجر /
غزونا بلنجر ففتح علينا وأصبنا غنائم ففرحنا وكان معنا سلمان الفارسي فقال لنا : إذا أدركتم سيد شباب أهل محمد فكونوا أشد فرحا بقتالكم معه بما أصبتم اليوم من الغنائم ،
هي مجرد تساؤلات ، طرقت اذني ،،،
اتمنى اني لم اسبب اي إرباك بهذا الصفحة المباركة ،،،
راجيا قبول تلك الكلمات بصدر رحب ،،،
السلام عليكم
اشكركم جدا
وفقتم لكل خير
سياتي البحث عما تفضلتم ان شاء الله فانه بحث مفصل وفيه الاجابة عن كل ما اشرتم باذن الله واجدد شكري لكم
بصراحه معلومات جديده أول مره نعرفها وعجيبه وغريبه علينا
لكن أضيف هذا التعليق
هناك مقوله للشهيد المطهري حول المنبر الحسيني يقول فيها "لقد استشهد الحسين مرتين مرة في كربلاء على أيدي الجناة والثانية على أيدي بعض الخطباء من خلال مايطرح من أكاذيب
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
زهير 25
وفي بحار الأنوار للمجلسيرحمه الله:
لمّا قتل مسلم بن عوسجة صاحت جارية له:
يا سيداه، يا ابن عوسجتاه،
فنادى أصحاب ابن سعد مستبشرين:
قتلنا مسلم بن عوسجة!
فقال شبث بن ربعي لبعض من حوله:
ثكلتكم أمهاتكم، أما إنّكم تقتلون أنفسكم بأيديكم، وتذلّون عزّكم!،
أتفرحون بقتل مسلم بنعوسجة، أما والذي أسلمت له، لربّ موقف له في المسلمين كريم،لقد رأيته يوم آذربيجان قتل ستة من المشركين قبل أن تلتام خيولالمسلمين.
ثم حمل شمر بن ذي الجوشن في الميسرة، فثبتوا له، وقاتلهمأصحاب الحسين عليه السلام قتالاً شديداً، وإنما هم إثنان وثلاثون فارساً،فلا يحملون على جانب من أهل الكوفة إلّا كشفوهم.
فدعا عمر بن سعد بالحصين بن نمير في خمسمائة من الرماة،فاقتبلوا حتى دنوا من الحسين عليهالسلام وأصحابه، فرشقوهم بالنبل، فلميلبثوا أن عقروا خيولهم، وقاتلوهم حتى انتصف النهار، واشتدالقتال، ولم يقدروا أن يأتوهم إلّا من جانب واحد، لاجتماع أبنيتهم،وتقارب بعضها من بعض.
فأرسل عمر ابن سعد -لعنه اللَّه- الرجال ليقوضوها عن أيمانهموشمائلهم، ليحيطوا بهم، وأخذ الثلاثة والأربعة من أصحابالحسينعليه السلام يتخلّلون، فيشدّون على الرجل يعرض وينهب، فيرمونهعن قريب، فيصرعونه فيقتلونه.
فقال ابن سعد:
أحرقوها بالنار! فأضرموا فيها.
فقال الحسينعليه السلام:
دعوهم يحرقوها، فإنهم إذا فعلوا ذلك لميجوزوا إليكم، فكان كما قالعليه السلام...
وأخذوا لا يقاتلونهم إلّا من وجه واحد، وشدّ أصحاب زهير بنالقين فقتلوا أبا عذرة الضبابي من أصحاب شمر.
فلم يزل يقتل من أصحاب الحسين عليه السلام الواحد والإثنان فيبينذلك فيهم لقلتهم، ويقتل من أصحاب عمر العشرة فلا يبين فيهم ذلك لكثرتهم.
شجاعة زهير
زهير 25
السلام عليكم
اشكر مروركم اعزتي القراءوخالص دعواتي لكم وارجو منها الاجابه لانها الدعاء بلسان الغير
وامنيتي لكم ان ترزقوا خير الدارين وسعادت تحقق الامنيات لكم فوق ما تحبون
من كنت مولاه فهذا علي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
شجاعة زهير
لقد امتاز أصحاب الحسين عليه السلام جميعاً بالشجاعة والفروسية والشهامة والإقدام، وأول ما كشف عن شجاعتهم وإقدامهم وشهامتهم هو اختيارهم الوقوف في صف سيد الشهداءعليه السلام كالبنيانالمرصوص، حتى لكأنّك تنظر الى رجل واحد يتكرر في عدّة صور،بالرغم من وجود التفاوت الشخصي بينهم.
وإذا تأملنا في مواقف الأعداء نجد أنّهم قدّموا إعترافات في حقّ بعض أصحاب الحسينعليه السلام كما حصل مع مسلم بن عوسجة، أو فيهم ككوكبة كاملة كما سمعنا منادي القوم يصرخ:
ويلكم يا حمقى، مهلاًأتدرون من تقاتلون؟
إنما تقاتلون فرسان المصر، وأهل البصائر،وقوماً مستميتين...
فهم إذن قوم معروفون بالشجاعة والبصيرة والإستبسال، وأنّهمأصحاب مقامات ووجاهات إجتماعية بارزة.
أمّا:
زهير بن القين:
فهو نجم لامع بين فرسان المصر وأهلالبصائر والمستميتين، وقد رأيناه في مواقفه مع أبي الضيم وسيدالشهداءعليه السلام منذ اللحظة الأولى والشجاعة تتدفق من كلّ روحه وقلبهوجسمه وكلماته وكلّ شيء فيه.
وقد اعترف له العدو لمّا طلب مبارزته أو حبيب، قال المفيدرحمه الله:
وتبارزوا فبرز يسار مولى زياد بن أبي سفيان، وبرز إليه عبد اللَّه بن عمير، فقال له يسار: من أنت؟
فانتسب له،
فقال:
لست أعرفك! حتى يخرج إليّ زهير بن القين، أو حبيب بن مظاهر فقال له عبداللَّه بن عمير:
يا ابن الفاعلة، وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس،ثم شدّ عليه فضربه بسيفه حتى برد...
إنّه طلب مبارزة زهير أو حبيب لأنّهم فيما يرى من أشجع»فرسان المصر«، والقتل بسيفهم مفخرة له لعنه اللَّه.
ونحن لا نريد الإطالة والتكرار، ففي المراجعة السريعة لبعض مواقفه التي سجلها لنا التاريخ كفاية لمعرفة شجاعته التي تذهلالعقول، وتمتلك القلوب!
أرأيته يوم وقف يستأذن الحسين عليه السلام في قتال عسكر الحر الذي خاله البعض سواد النخيل لتلاحمه وكثرته وتداخل راياته وأسنتهوسيوفه ورماحه، وهو في وعثاء السفر، وأتعاب الطريق، على غيرماء ولا ملجأ في وسط الصحراء القاحلة المكشوفة.
ورأيناه يوم وقف أمام تلك الجيوش الجرارة، والوحوشالكاسرة، والأمواج المتلاطمة من الرجال والسلاح، وهو يعظهم بكلّ شجاعة وثبات وإستقامة..
ورأيناه في غاية الثبات والإستقامة والشجاعة والإقدام وهويواسي الحسين بشهادة حبيب، ويواسي العباس عليه السلام بذكر قصة زواجأمير المؤمنين عليه السلام بأمّهعليها السلام ويدفع هجوم الشمر وعسكره على الخيام في عشرة من رجاله فقط!!
ويقف أمام الحسين عليه السلام ليقيه بنفسه فيالصلاة، ثم ينبري وحده ليفرق الجيش ويبعدهم عن الحسينعليه السلاموأصحابه وهم في الصلاة!!
وتوّج كلّ مشاهد الشجاعة في مبارزته وقتاله وأخيراً في شهادته
زهير 26
السلام عليكم
اشكر مروركم اعزتي القراءوخالص دعواتي لكم وارجو منها الاجابه لانها الدعاء بلسان الغير
وامنيتي لكم ان ترزقوا خير الدارين وسعادت تحقق الامنيات لكم فوق ما تحبون
من كنت مولاه فهذا علي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
مقام الوعظ
في تاريخ الطبري،
والبداية والنهاية،
والكامل في التاريخ
،وتاريخ اليعقوبي،
ولواعج الأشجان،
واللفظ للأول:
قال أبو مخنف:
فحدّثني علي بن حنظلة بن أسعد الشامي عنرجل من قومه شهد مقتل الحسينعليه السلام حين قتل يقال له »كثير بنعبد اللَّه الشعبي» قال:
لمّا زحفنا قبل الحسينعليه السلام خرج إلينا زهير بن القين على فرس لهذنوب، شاك في السلاح، فقال:
يا أهل الكوفة، نذار لكم من عذاب اللَّه نذار
إنّ حقّاً على المسلمنصيحة أخيه المسلم،
ونحن حتى الآن إخوة، وعلى دين واحد،وملّة واحدة، ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منّا أهل،فإذا وقع السيف انقطعت العصمة، وكنّا أمّة وأنتم أمّة.
إنّ اللَّه قد ابتلانا وإياكم بذرية نبيه محمد صلّى اللَّه عليه وآلهوسلّم، لينظر ما نحن وأنتم عاملون، إنّا ندعوكم إلى نصرهم،وخذلان الطاغية عبيد اللَّه بن زياد، فإنّكم لا تدركون منهما إلّا بسوء عمر سلطانهما كله،
ليسملان أعينكم، ويقطعان أيديكموأرجلكم، ويمثلان بكم، ويرفعانكم على جذوع النخل، ويقتلانأماثلكم وقراءكم أمثال حجر بن عدي وأصحابه، وهانئ بن عروةوأشباهه.
قال:
فسبّوه وأثنوا على عبيد اللَّه بن زياد، ودعوا له، وقالوا:
واللَّهلا نبرح حتى نقتل صاحبك، ومن معه، أو نبعث به وبأصحابه إلىالأمير عبيد اللَّه سلماً.
فقال لهم:
عباد اللَّه، إنّ ولد فاطمة رضوان اللَّه عليها، أحقّ بالودّءوالنصر من ابن سمية، فإن لم تنصروهم فأعيذكم باللَّه أن تقتلوهم
،فخلّوا بين هذا الرجل وبين ابن عمّه يزيد بن معاوية، فلعمري إنّيزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسينعليه السلام.
قال:
فرماه شمر بن ذي الجوشن بسهم، وقال:
اسكت، أسكت اللَّهنأمتك أبرمتنا بكثرة كلامك.
فقال له زهير:
يا ابن البوال على عقبيه، ما إياك أخاطب، إنما أنتبهيمة،
واللَّه ما أظنّك تحكم من كتاب اللَّه آيتين، فأبشر بالخزي يومالقيامة والعذاب الأليم.
فقال له شمر:
إنّ اللَّه قاتلك وصاحبك عن ساعة.
قال:
أفبالموت تخوفني؟!
فواللَّه للموت معه أحبّ إليّ من الخلدمعكم.
قال:
ثم أقبل على الناس رافعاً صوته، فقال:
عباد اللَّه، لا يغرنّكممن دينكم هذا الجلف الجافي وأشباهه، فواللَّه لا تنال شفاعة محمدصلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قوماً هراقوا دماء ذريته وأهل بيته، وقتلواءمن نصرهم وذبّ عن حريمهم.
قال:
فناداه رجل فقال له:
إنّ أبا عبد اللَّه يقول لك:
أقبل، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت، لو نفع النصح والابلاغ.
وفي العقائد الإسلامية نقلاً عن تاريخ الطبري:...فقال:
عباد اللَّه لا يغرنّكم من دينكم هذا الجلف الجافي.. فو اللَّه لا تنال شفاعةمحمد قوماً أراقوا دماء ذريته وأهل بيته!! ولا يقبل عمل المسلم إلّابحبّهم
وفي تاريخ اليعقوبي:
وخرج زهير بن القين على فرس له فنادى:
يا أهل الكوفة! نذار لكم من عذاب اللَّه! نذار عباد اللَّه! ولد فاطمةأحقّ بالودّ والنصر من ولد سمية، فإن لم تنصروهم، فلا تقاتلوهم.
أيّها الناس!
إنّه ما أصبح على ظهر الأرض ابن بنت نبي إلّا الحسين عليه السلام فلا يعين أحد على قتله ولو بكلمة إلّا نغصه اللَّه الدنيا،وعذّبه أشدّ عذاب الآخرة .
خروجه شاك في السلاح
خرج زهير الى القوم وهو شاك في السلاح، فيما كان يتقدّم إليهمبالنصح والوعظ والإرشاد، ولابد أن يكون لخروجه في كامل عدّته دلالات لأنّه من رجال الحسينعليه السلام ورجال الحسينعليه السلام يومعاشوراء كانوا يتصرفون على مرأى ومسمع ومنظر من سيد الشهداءعليه السلام ولا يطئون موطأ، ولا ينبسون بلفظة، ولا يحركون ساكناًإلا بعد الاستئذان من المعصوم، فتصرفاتهم ينتشر منها شذى العصمة المترشحة عليهم من أبي الأئمة المعصومين عليهم صلوات ربّ العالمين.
ويمكن أن نتصور لخروجه في هذه الصورة عدّة تصورات:
التصوّر الأول:
إنّه متقدّم للموت فنصيحته لا مصلحة له فيها للدنيا
إنّ زهيراً
خرج يعظ قوماً اصطفوا لقتاله، وخرجوا لمحاربته،ومعاطسهم تتمدد وتتهيج بما تتخيله من رائحة دمه ودماء أصحابه،وأنيابهم تصطك استعداداً لتمزيق أبدانهم، وقد مسخوا سباعاًمتوحشة لتمزيق أشلائهم، فهم أعداء، جهلة، مضللين، قد طبع علىقلوبهم، ورانت على أعينهم غشاوة، وفرق بين أن يعظ الانسان قوماً يرجو فيهم الصلاح، ويتسمون بالهدوء والموضوعية والرؤية الإيجابية للناصح، وبين أن يعظ قوماً مسودّة قلوبهم، مظلمةحلومهم، في جو مشحون بالعداوة والبغضاء.
فالموقف مع الطائفة الثانية تظلّه أجواء الشك والريبة وانعدام الثقةبين المتخاطبين، فإذا تقدّم الواعظ للوعظ يحتاج إلى تقديمضمانات تطمئن المخاطب، وتدعوه إلى الوثوق بالواعظ، وسلامةنواياه، وأنّه يتكلّم بدافع إرادة الخير للمخاطبين.
ولهذا خرج زهير شاك في السلاح ليوحي إليهم أنّه لا يبتغي منوراء نصحه مصلحة له، فهو لا يريد أن يثنيهم عن القتال، ليكسبالسلامة، ويمدد فترة بقائه في هذه الدنيا الدنية الزائلة، فهو عازمعلى القتال، موطن نفسه على النزال، مستعد للرحيل عن هذه الدنيا والتحليق إلى مجاورة النبيصلى الله عليه وآله، والانتقال إلى الجنان، ومعانقة الحور الحسان.
ومن كان موطناً نفسه على الموت، مقبلاً عليه غير مدبر، لا يظنأحد أنّه يبتغي مصلحة خاصة له، ويجرّ نفعاً لنفسه، وينصح الآخرين ليجني ثمار نصحه.
التصور الثاني: تحرزاً من القوم
إنّ زهيراً
تقدّم للخطبة والوعظ في قوم شأنهم الغدر والمكر والفتك والاغتيال، لا يعرفون القيم وآداب الحوار، وقد بدرت منهم أكثر من بادرة في إجابة المتكلّم بالسهام والنبال، كما فعل شمر لعنه اللَّه حينماقطع عليه خطابه وختم كلامه بسهم رماه به وقال: اسكت، اسكتاللَّه نامتك
وكما فعلوا مع برير:
روى محمد بن أبي طالب في تسلية المجالس وزينة المجالسقال
: وركب أصحاب عمر بن سعد -لعنه اللَّه-، فقرّب إلى الحسينعليه السلامفرسه، فاستوى عليه، وتقدّم نحو القوم في نفر من أصحابه، وبينيديه »برير بن خضير«، فقال له الحسينعليه السلام كلّم القوم.
فتقدّم برير فقال:
يا قوم، اتقوا اللَّه، فإنّ ثقل محمد قد أصبح بينأظهركم، هؤلاء ذريّته وعترته وبناته وحرمه، فهاتوا ما عندكم، وماالذي تريدون أن تصنعوه بهم؟
فقالوا:
نريد أن نمكّن منهم الأمير ابن زياد، فيرى رأيه فيهم.
فقال لهم برير:
أفلا تقبلون منهم أن يرجعوا إلى المكان الذيجاءوا منه! ويلكم يا أهل الكوفة! أنسيتم كتبكم، وعهودكم التيأعطيتموها وأشهدتم اللَّه عليها؟
يا ويلكم، أدعوتم أهل بيت نبيكم وزعمتم أنّكم تقتلون أنفسكم دونهم حتى إذا أتوكم أسلمتموهم إلىابن زياد، وحلأتموهم عن ماء الفرات، بئس ما خلفتم نبيكم فيذريته، ما لكم، لا سقاكم اللَّه يوم القيامة، فبئس القوم أنتم.
فقال له نفر منهم:
يا هذا، ما ندري ما تقول!!
فقال برير:
الحمد للَّه الذي زادني فيكم بصيرة، اللّهم إنّي أبرأ إليكمن فعال هؤلاء القوم، اللّهم ألق بأسهم بينهم حتى يلقوك وأنت عليهمغضبان. فجعل القوم يرمونه بالسهام.
هذا هو دأبهم، ومبلغ علمهم، أن يردوا الكلام والفضيلة بالسهام والنبال والقتل وسفك الدماء، وقد فعل ذلك أميرهم اللعين يوم قابل وعظ سيد الشهداء الحسينعليه السلام بهذا المنطق الهمجي الأرعن، فاغتاظ عمر بن سعد/ من كلامهعليه السلام ثم صرف بوجهه عنه، ونادى بأصحابه:ما تنتظرون به؟!
احملوا بأجمعكم، إنما هي أكلة واحدة!!
ومن لا تؤمن غوائله، وقد عرف بالغدر والمكر والفتك لابد لمن وقف منه موقف العدو، ونصب نفسه غرضاً مكشوفاً للأعداء أنيتحرز، ويكون على أهبة الاستعداد للقتال والدفاع عن النفس.
التصور الثالث: استعرض القوة والاستعداد أمام العدو
استعراض القوة أمام العدو من أدبيات المقاتل المؤمن، وقد أكدالقرآن الكريم على ذلك، لما فيه من إرهاب للعدو وهزّ لكيانه،وزلزلة في مواقفه فقال: »وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِتُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ«.
وروى سيد الساجدين علي بن الحسين عن أبيه عن عليعليهم السلامقال: قال رسول اللَّهصلى الله عليه وآله: إنّ صهيل الخيل ليقرع قلوب الأعداء،ورأيت جبرئيل يتبسم عند صهيلها، فقلت: يا جبرئيل، لم تتبسم؟فقال: وما يمنعني والكفار ترجف قلوبهم في أجوافهم عند صهيلهاوترعد كلاهم.
وبنفس الإسناد عن أمير المؤمنين عليعليه السلام قال: لمّا كان يوم بدراعتم أبو دجانة بعمامته، وأرخى عذبة للعمامة من خلفه بين كتفيه،ثم جعل يتبختر بين يدي الصفين، فقال رسول اللَّهصلى الله عليه وآله:
إنّ هذه لمشيةيبغضها اللَّه -عزّوجلّ- إلّا عند القتال
فالظهور بمظهر يرهب الأعداء، ويلقي في قلوبهم الرعب،ويكشف لهم عن قوة رجال الحقّ واستعدادهم وتأهبهم للقتالمطلوب من أمثال رجال الحسينعليه السلام الذين اختصهم اللَّه لأبي عبد اللَّهصلوات اللَّه عليه وعليهم.
التصور الرابع: لأنّه قائد عسكري في ساحة الوغى
كان زهير على ميمنة معسكر الأنبياء والأوصياء وسيدالشهداءعليه السلام فهو قائد عسكري مهم، فلابد أن يكون على أهبة الاستعداد دائماً، سيما وأنّه كان يعظهم يوم عاشوراء، وقد أزفت الحرب أن تقوم على ساق، واستعد معسكر الحقّ ومعسكر الضلالللتلاقي، فهو الآن يقف موقف المحارب المقاتل الذي اقتحم ساحةالوغى، ودخل الميدان الذي تحفّه المخاطر وتحوم حوله الأسنةوالرماح كألسنة النيران واللظى، وليست الموعظة هذه كباقيالمواعظ التي يستمع اليها في رحاب الدعة والرخاء.
فالموقف يستدعي أن يكون المقاتل في زيه المرسوم، وإن كانواعظاً، بيد أنّه يرتقي صهوة جواده بدل أعواد المنابر، ويشير اليهمبالسنان بدل البنان...
التعديل الأخير تم بواسطة سيد جلال الحسيني ; 01-28-2009 الساعة 08:55 PM
زهير 27
السلام عليكم
اشكر مروركم اعزتي القراءوخالص دعواتي لكم وارجو منها الاجابه لانها الدعاء بلسان الغير
وامنيتي لكم ان ترزقوا خير الدارين وسعادت تحقق الامنيات لكم فوق ما تحبون
من كنت مولاه فهذا علي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
مضامين خطبته
أولاً:
يا أهل الكوفة
بدأ خطابه لهم بنداء:
»يا أهل الكوفة«،
والكوفة لها مكانتها، قَالَأَبُو سَعِيدٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِصلى الله عليه وآله يَقُولُ:
الْكُوفَةُ جُمْجُمَةُ الْعَرَبِ، وَرُمْحُاللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَكَنْزُ الإيمَانِ
والكوفة لها تأريخها في الوقوف بوجه الضلال، ومحاربة بني أمية ومعاوية، ولها ثارات مع الأمويين، فقد قتل معاوية رجالهم وشخصياتهم وكبارهم في صفين، وبعد صفين، فما الذي حدا بهم للوقوف مع سلطانه المتمثل بيزيد؟!...
والكوفة كتبت إلى سيد الشهداءعليه السلام وسلطان المظلومين تدعوهوتعده النصر(106).
فربما أراد زهير أن يذكرهم بكلّ هذا وغيره...
ثم إنّه ضخّ من خلال هذا الخطاب أنجع دواء لدائهم الفتاك الذي ابتلوا به يومئذ، فلم يخاطبهم بجند الشيطان، أو جند بني أمية، أوجند يزيد، أو ما شاكل، مع أنّهم حقّاً كذلك، بل خاطبهم :
»يا أهلالكوفة«،
فأعطاهم بذلك جرعة مؤثرة تمنحهم فرصة العودة إلىالذات، والتشبث بالإرادة، والتمسك بالهوية الأصيلة التي ميّعتها الأطماع والرغبات والخوف من العقوبات.
»يا أهل الكوفة«..
تذكير لهم بأنّ لهم شخصية مستقلة قائمة بذاتها لها خصوصياتها ومواقفها وآراؤها، ولها أن تتخذ موقفاً بشكل مستقل، لا يكون خاضعاً للأمويين الذي ولعوا بدمائهم..
ثانياً:
إعلانه عن مهمته
لقد أعلن زهير للملأ عن دوافعه في الوعظ وتقديم النصح،ولخّصها في أميرين:
الأمر الأول: الإنذار
»نذار«:
بفتح النون وكسر الراء، أي:
خافوا، وهو اسم فعل منالإنذار، وهو الإبلاغ مع التخويف
وهذا الأمر لا يستدعي أن يكون بينه وبينهم من الوشائج مايدعوه للقيام به، فهو ينذرهم سواء كانوا مسلمين أو مشركين،وعذاب اللَّه ينتظرهم إن أصرّوا على معاندة إمام الدين سيد الشهداءالحسينعليه السلام.
فقال لهم:
»نذار لكم من عذاب اللَّه نذار«.
إنّه إنذار له وقع مهول على القلوب، يهزّ الكيان، ويرتجف له الإنسان، وترتعد منه الفرائص والمفاصل.. نذار لكم.. من عذاب اللَّه نذار!!
إنذار يشبه تماماً إنذار مؤمن آل فرعون حينما قال:
»يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الأَْرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جاءَنا قالَفِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلاَّ ما أَرى وما أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشادِ وَقالَ الَّذِي آمَنَ ياقَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الأَْحْزابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَالتَّنادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْهادٍ«.
الأمر الثاني: النصيحة
زهير 28
السلام عليكم
اشكر مروركم اعزتي القراءوخالص دعواتي لكم
من كنت مولاه فهذا علي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
الدافع الثاني أو الأمر الثاني:
الذي دعاه للوقوف هذا الموقف هوأداء التكليف، وإنصاف الآخرين من نفسه، وقيامه بما عليه منواجب، وما يعرفه وظيفة في دينه، ألا وهي النصيحة.
إنّ للمسلم على مسلم حقوقاً تعلّمها زهير من أئمتهعليهم السلام الذينبينوا له دينه، وهو الآن يقف موقفاً يريد فيه استمالة القلوب القاسية،وتنوير الأفئدة المظلمة، وترويض البهائم الجامحة، وتقويمالمواقف الجانحة، وتعريف الممسوخين بهويتهم الحقيقية، وإزاحة الغشاوة عن أبصارهم وبصائرهم.
قال زهير: »
إنّ حقّاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحنحتى الآن إخوة، وعلى دين واحد، وملّة واحدة، ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منّا أهل، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة، وكنّا أمّة وأنتم أمّة«.
والعصمة: أي المنعة بالإسلام، يقال: من شهد الشهادتين فقدعصم نفسه أي منعها.
ثالثاً:
أتباع الدين الواحد لا يتقاتلون
كان خطاب زهير خطاباً متعدد الجوانب، فهو يلقي الحجة عليهم،وفي نفس الوقت يحاول إقناعهم، وينبش رواسب قلوبهم ليكسح ماران عليها، ويثير كوامنهم لينفض عن فطرتهم ما تراكم عليها منالدنس والظلمات، فيقول لهم:
نحن حتى الآن إخوة، وعلى دينواحد، وملّة واحدة، ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحةمنّا أهل...
إنّنا جميعاً مسلمون، وإنّنا إخوة، وعلى دين واحد، فلماذا يقتل بعضنا بعضاً، تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، تعالوا نحتكم ونرجع إلى الدين الذين تدّعون أنّكم ارتضيتموه، ارجعوا إلى الإسلام الذي تعتنقونه، وتتعبدون اللَّه به، فإذا رضيتم أنّكم مسلمون، فنحن وإياكمعلى دين واحد، ونبينا واحد، وقد بقي من عترته ذكرى واحدة، ألاوهو الحسينعليه السلام ريحانته وسبطه، فلماذا تقاتلونه وهو ابن النبيالذين – تزعمون - تتدينون بدينه؟
رابعاً:
التحذير من الارتداد والكفر
ونحن وإن كنّا حتى الآن إخوة، وعلى دين واحد، وملّة واحدة،كانت لدمائنا حرمة، ولكن إذا وقع بيننا وبينكم السيف انقطعت العصمة، وكنّا أمّة وأنتم أمّة.
فلا تستحقون منّا بعدئذٍ النصيحة، ولا حرمة لكم، ولا تراحم،لأنّنا ننشطر الى فريقين، فريق في الجنة، وفريق في السعير، ولاتبقى بيننا العصمة، وذلك أن لا عصمة ولا تراحم بين أهل الجنة وأهل النار.
إنّكم تحاربون اللَّه ورسولهصلى الله عليه وآله، وتشهرون السيف على التوحيد والقرآن، وتسفكون دم النبيصلى الله عليه وآله، فتخرجون من الدين برمته،وتنكرون شهادة أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمداً رسول اللَّهصلى الله عليه وآله،وتتوغلون في الشرك، والعبودية لغير اللَّه.
خامساً:
زهير29
السلام عليكم
اشكر مروركم اعزائي القراء وخالص دعواتي لكم
من كنت مولاه فهذا علي مولاه
بسم اللهالرحمنالرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
خامساً: ابتلانا اللَّه وإياكم بذرية النبي صلى الله عليه وآله
خطب أمير المؤمنين عليه السلام فذكر صاحبة الجمل مرّة بعد مرّة، فقالعمار:
يا أمير المؤمنين، كفّ عنها فإنها أمّك؟!
فقالعليه السلام: كلا، إنّي مع اللَّه على من خالفه، وإنّ أمّكم! ابتلاكم اللَّه بها ليعلم أمعه تكونون أممعها؟
وقال عمار يحرّض الناس على نصرة أمير المؤمنينعليه السلام علىالبغاة، فذكر صاحبة الجمل وقال:
ولكن اللَّه -عزّوجلّ- ابتلاكملتتبعوه أو إياها.
وفي لفظ آخر:
ولكن اللَّه -تبارك وتعالى- ابتلاكم ليعلم إياهتطيعون أم هي؟
ورواه المفيد في الجمل بلفظ:
ولكن اللَّه قد ابتلاكم لينظر كيفتعملون؟
ولعل هذا يفسّر لنا قول زهير:
إنّ اللَّه قد ابتلانا وإياكم بذرية نبيه محمد صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، لينظر ما نحن وأنتم عاملون«..
فهناك ابتلاهم اللَّه وخيّرهم بين طاعته وطاعة امرأة ركبت عسكراً، وهنا ابتلاهم اللَّه بين طاعة الحسينعليه السلام وهي طاعة اللَّه، وبينطاعة يزيد، بين أن ينصروا اللَّه أو ينصروا الطاغوت.
وقد أمرهم اللَّه بمحبّة ذرية النبيصلى الله عليه وآله ونصرهم والوقوف معهم،وأوجب المودّة لهم على الخلائق أجمعين، وجعل مودّتهم أجررسالة الأنبياء أجمعين، فقال تعالى :
»قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَفِي الْقُرْبى«، ومن أدّى أجر خاتم الأنبياء فقد أدّى أجر الأنبياءجمعياً.
فذرية النبيصلى الله عليه وآله ابتلاء للبرّ والفاجر، وإنّكم الآن في امتحانعسير، لأنّكم تواجهون ذرية النبيصلى الله عليه وآله وعلى المبتلى أن يكون حذراًيقظاً لا تخبطه الفتنة، ولا تستزله الشهوة، ولا تغريه المطامع، ولايعميه بريق الصفراء والبيضاء.
يقول لهم:
إنّنا أمام مفترق طريق لا محيص عن الاختيار فيه، فإمّاأن نكون مع ذرية النبيصلى الله عليه وآله على عدوّه، فنكون من الفائزين، أونكون مع عدّوه حرباً على ربّ العالمين!
والابتلاء لنا جميعاً سواء، فقد ابتلانا اللَّه وإياكم... أمّا نحن فقداخترنا الحسنيين معاً.
سادساً: دعوتهم إلى نصر الحسينعليه السلام
إنّا ندعوكم إلى نصرهم«..
إنّهم قد ران على قلوبهم، وغطّت أبصارهم غشاوة، فلايستطيعون تمييز الحقّ من الباطل، وقد ركبتهم الفتنة، وأعمتأمواجها بصائرهم، فانبرى زهير يعينهم على تمييز الحقّ، ويدلّهمعلى الطريق، ويأخذ بأيديهم إلى الصراط المستقيم، فيدعوهملنصرة الذرية الطيبة، وينصحهم، ويحدد لهم معالم طريق الحقّوالهدى والفوز بالجنان.
والفوز بنعيم الدنيا والآخرة منحصر في أمرين يقومان معاً:
أحدهما: نصر آل محمدصلى الله عليه وآله.
والآخر: خذلان الطاغية.
سابعاً:
دعوتهم إلى خذلان الطاغية
دعاهم إلى نصر آل محمدصلى الله عليه وآله، وخذلان الطاغية، وذكرهم بماذاقوه في ظلّ الحكم الأموي الغاشم، على يدي الأدعياء من أمثالزياد وابنه..
وخذلان الطاغية عبيد اللَّه بن زياد، فإنّكم لا تدركون منهما بسوء عمر سلطانهما كلّه، ليسملان أعينكم، ويقطعانأيديكم وأرجلكم، ويمثلان بكم، ويرفعانكم على جذوع النخل،ويقتلان أماثلكم وقراءكم أمثال حجر بن عدي وأصحابه، وهانئ بنعروة وأشباهه.
إنّها دعوة صريحة واضحة، ونصيحة نيرة لائحة، حدّد فيها زهيرلكلّ ذي عينين معالم الطريق، ورسم له منار المسار، وأقام عليهم الحجة الساطعة، دعاهم بصراحة إلى نبذ الأوثان العالقة فيأعماقهم، والتخلص من الأغلال التي صفّدت قلوبهم، والإقلاع عن ممارسة
بيع الآخرة بدنيا غيرهم، فشجعهم وهزّ نفوسهم المستسلمة بدعوتهم إلى خذلان الطاغية ابن زياد، فإنّه يمثّل الباطل بعينه، وقد بان ذلك في مواجهته إمام زمانه المفترض عليه طاعته، وإطاعتهالأدعياء والطلقاء وخدمتهم، واستدلّ لهم بتاريخه الأسود الذيتتدفق الدماء البريئة من كلّ سطوره وصفحاته.
وقد ذكّرهم زهير بمشاهد عاصروها، ورأوها ملء العين، واكتووا بنارها الحامية، ولا يزالون يئنون من لظاها، وذكرهم بشخصياتهم ورؤوسهم الشامخة التي اقتطفتها أحقاد الأمويين وأذنابهم من أمثالحجر بن عدي وهاني بن عروة الذين صرّح باسميهما، ومن أمثال ميثم التمار ورشيد الهجري وغيرهما ممّن ذكرهم بالصفة التي لقوا اللَّه بها على يدي شرار خلقه من قبيل قطع الأيدي والأرجل والصلب على جذوع النخل....
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات