اللهم صلِ وسلم على محمد واله الاطهــار ..
اعزائــي في هذه الاطروحاات نسعى للاستهداء بقبسات من أخلاق العقيلة المحمدية زينب،
ولنتابع الحديث من خلال هذا الحوارمع الشيخ باقر الصادقي وما تجلى من اخلاقها في
خطبتها العلوية في الشام:
السؤال الذي تم طرحه على الشيخ ..
الشيخ الصادقي خطبة السيدة زينب (سلام الله عليها) في الشام والمعروفة بالخطبة الشامية
التي ألقتها في مجلس الطاغية يزيد قد تذكرنا بخطبة أمها الزهراء (سلام الله عليها) في مسجد
النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) فيما يرتبط بهذا الجانب وما يرتبط بأخلاق السيدة زينب (سلام الله عليها)
وشبهها بأخلاق امها الزهراء (سلام الله عليها) تثار قضية الجامعية بين الالتزام الكامل والشمولي
بقضايا العفة بحيث ان الرواة كانوا يذكرون أنها اذا خرجت الى زيارة قبر جدها رسول الله
(صلى الله عليه وآله) حف بها اخواها الحسنان وامير المؤمنين كي لا يرى شخصها والى
هذه الدرجة والدقة كيف يكون حالها وهي تقف وتخطب في مجلس يزيد ما الذي يعبر ذلك؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم بلاشك ولاريب انها حقيقة ورثت امها السيدة الزهراء في عفتها وفي خدرها.
كما تشير بعض الروايات انها لما اقبل رجل اعمى وكان يسأل فأحتجبت عنه الزهراء (سلام الله عليها) فسألها النبي
(صلى الله عليه وآله) وهو العارف والعالم لم احتجبت عنه وهو اعمى قالت يا ابه ان كان لايراني فإني اراه ،
ثم يشم الريح يعني الى هذه الدرجة عفاف الزهراء، سبحان الله ورثت زينب(سلام الله عليها)
من أمها هذا العفاف فعن يحيى المازني انه قال: جاورت امير المؤمنين ثلاثين سنة فوالله ما رأيت
لسيدتي ومولاتي زينب شخصاً وما سمعت لها صوتاً ليس فقط قضية الرؤية لا بل حتى الكلام
يعني نتيجة العفة والالتزام-
وكانت اذا ارادت الخروج الى زيارة قبر جدها رسول الله (صلى الله علهي وآله) تخرج ليلاً وأمامها أمير المؤمنين وعن يمنها
الإمام الحسن والى شمالها الحسين مع ذلك يقول امير المؤمنين يسبقنا الحسن ويطفيء القناديل فسألت لماذا يا ابت تطفيء
ضوء القناديل قال: اني اخشى ان يطلع احد الى ظل اختك زنيب. يعني الى هذا المستوى من العفاف والعفة وفعلاً ان عفة المرأة من
جملة الاشياء الاخلاقية للمرأة التي ينبغي للمرأة المسلمة ان تحذو وتقتدي بالحوراء زينب (سلام الله عليها) ولكن عند التكليف
وحينما يقتضي الواجب الشرعي ان تقول كلمة الحق وقد تستوجب ان تقف بين يدي ظالم او ماشابه ذلك لتلقي عليه الحجة فهنا
هي في منتهى العفة لكن من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحجة كما خرجت أمها الزهراء
(سلام الله عليها) حينما غصب حقها واقبلت وكما يصف الرواة انها لبست ملابسها واقبلت تطيء ذيولها
ما تحزم مشيتها مشية الرسول فنيطت دون ملاءة فخطبت تلك الخطبة المعروفة في مسجد النبي
(صلى الله عليه وآله) وكانت السيدة زينب صغيرة عمرها خمس سنوات في ذلك الوقت وكانت مع امها
وهي التي نقلت لنا وان دل على شيء يدل على قوة الضبط والحافظة وطهارة النفس والقلب الذي
كان عند الحوراء زينب (سلام الله عليها) بحيث مرة واحدة سمعت هذه الخطبة حفظتها عن ظهر قلب
ونقلتها وروتها لنا كما ورد في بلاغات النساء وغيره اذن عفاف السيدة زينب (سلام الله عليها) لا يمنع
ان تقف بين يدي يزيد لتقيم الحجة على يزيد وتدافع عن الاسلام.
يتبع .. >>
المفضلات