بسمه تعالى
هناك أمور تقرب الناس من الله ومن الدين، مجالس العزاء التقليدية هذه تقرب الناس من الدين، وهذا ما أوصى به الإمام الراحل، إن الجلوس في المجالس والاستماع إلى العزاء والبكاء واللطم على الرؤوس والصدور والخروج في مواكب العزاء، كل ذلك يثير عواطف الناس تجاه أهل بيت النبوة عليهم السلام وهذا أمر عظيم، وهناك ما هو عكس ذلك مما يبعد البعض عن الدين.
أــ بدعة التطبير:
يؤسفني أن أقول إن أموراً جرت خلال الأعوام الماضية وأعتقد أن أيادي تقف وراءها، أموراً جرت أثارت الشبهات لدى كل من رآها، منذ القدم كان متعارفاً أن يضرب الناس أيام العزاء أجسادهم بالأقفال ثم تحدث العلماء عن ذلك فزالت تلك العادة، واليوم ظهرت هذه العادة مجدداً، ما هذا العمل الخاطئ الذي يقوم به البعض (التطبير) أيضاً من جملة هذه الأمور، ويعتبر عملاً غير مشروع.
اعلم أن البعض سيقول لكم من المناسب أن يتحدث فلان عن التطبير!، وما دخله في الأمر، كان حرياً به أن يدعهم يضربون الرؤوس بالقامات (السيوف)، كلا لا يصح ذلك، لو كانت مسألة (التطبير) التي بدأوا يروجون لها في السنوات الماضية سائدة أيام حياة إمامنا الراحل رضوان الله عليه لوقف الإمام بوجهها، إنه عمل خاطئ البعض يمسكون بالقامات ويضربون بها رؤوسهم ليغرقوا بدمائهم، علام ذلك؟ وهل يعتبر ذلك عزاء؟ اللطم على الرؤوس هو العزاء، وعفوياً يلطم الذي نزلت به مصيبة، رأسه وصدره، هذا هو العزاء، العزاء الطبيعي، ولكن هل سمعتم أن أحداً راح يضرب رأسه بالسيف لفقده عزيزاً من أعزته؟ هل يعتبر ذلك عزاء؟ كلا، إنه وهم، ولا يمت ذلك إلى الدين بصلة، وما من شك بأن الله لا يرضى ذلك.
ربما من سلف من علمائنا لم يكن يستطيع أن يصرح بذلك، ولكننا اليوم نعيش حاكمية الإسلام وظهوره، فينبغي أن لا نقوم بعمل يجعل من المجتمع الإسلامي المحب لأهل البيت عليهم السلام والذي يفتخر باسم ولــي العصر أرواحنا فداه وباسم الحســين بن علي (ع) وباسم أميــر المؤمنين (ع) لا ينبغي أن نجعله في نظر باقي مسلمي العالم وغير المسلمين، يبدو وكأنه مجتمع خرافي وغير منطقي.
كلما فكرت في الأمر رأيت أنني لا يمكنني السكوت عن هذا العمل الذي هو بالتأكيد عمل غير مشروع وبدعة، فليكفوا عن هذا العمل، فإنني غير راض عنه، إنني غير راض من كل قلبي عن كل شخص يريد التظاهر بالتطبير، أحياناً كان يجتمع عدد من الأشخاص في ركن ناءٍ ويقومون بهذا العمل بعيداً عن أعين الناس وعن التظاهر بذلك أمامهم، ولم يكن أحد يتدخل في شؤونهم مشروعاً كان عملهم ذاك أم غير مشروع، فقد كان يتم ضمن نطاق محدود، ولكن إذا تقرر أن يخرج عدة آلاف من الناس فجأة في أحد شوارع طهران أو قم أو مدن أذربيجان أو خراسان ويضربوا رؤوسهم بالسيوف، فإننا لن نقبل بذلك، وهذا أمر غير مشروع لن يرضي الإمام الحسين (ع). لا أدري من أين تأتي هذه الأمور لتنتشر في مجتمعاتنا الإسلامية ومجتمعنا الثوري؟!.
ب ــ بدعة غير محبذة في باب الزيارة:
لقد ظهرت مؤخراً بدعة غير محبذة في باب الزيارة. كلنا يعلم أن أئمة الهدى عليهم السلام كانوا يزورون المرقد الطاهر للرسول الأكرم (ص)، كما أن إمامنا الصادق عليه السلام والإمام موسى بن جعفر (ع)، وباقــي الأئمة عليهم السلام كانوا يزورون المرقد الطــاهر للإمام الحســين (ع)، كذلك أصبحت المراقد الطاهرة لأهل البيت عليهم السلام في العراق وايران مزارات يؤمها العلماء والفقهاء والفضلاء، هل سمعتم أن إماماً أو عالماً كبيراً كان ينبطح أرضاً عند دخوله حرم أحد المراقد ويزحف نحو الضريح؟ لو كان هذا الأمر مستحسناً ومجبذاً ومقبولاً لأقدم عليه أئمتنا وعلماؤنا.
المفضلات