تعبان وأخواتها...!!!
تعبان....
زهقان....
هلكان....
مرهق.....
محطم.....
منهك....
مستوي....
دايخ........
مترادفات تسمعها كل يوم.. وربما من كل أحد.....!!!
وكلها تشير إلى حقيقة واحدة...
وهي أن الحياة دار كد وعمل... والراحة فيها عزيزة..!!!
وذلك قوله تعالى:"لقد خلقنا الإنسان في
كبد" أي: في شدة وعناء مع الدنيا وأحوالها.. وأنا وأنت
إذا فهمنا هذه الحقيقة عن دار الدنيا ارحنا أنفسنا وتجهزنا لتصريفاتها وكان الأمر طبيعيا..!!!
لكن إن فهمنا الدنيا على أنها دار راحة وبقينا نبحث عنها ونجري وراءها
فسوف نتعب كل يوم لأننا نجري وراء السراب....!!
فإذا جئت تنشد النوم لترتاح.. داهمك شعور بالقلق لكونك ستصحو..
وإذا أخذت إجازة تكدرت من أول يوم لأنك تفكر كيف سيكون حالك عندما تنتهي...
ويبدو أن الله عز وجل جبل الدنيا على ذلك لتبقى أرواحنا تحن للسماء...
وإذا بحثت عن سبب ذلك وجدته مرتبطا بالأسباب التي يبذل الإنسان جهدا في تحصيلها ..
وإذا قارنت بين المؤمن العامل وغيره في هذه الدنيا وجدت كلا منهما متعبا...
لكن شتان ما بين تعب وتعب.. وإني أشبه ذلك الذي يتعب بغير إخلاص ولا استحضار للأجر
بل يتعب في جمع حرام كراكض في غير مضمار السباق..
فتخيل أنه انطلق مع الصافرة في الجري والكل يجري وهو يجري...
لكن كان للكل نصيب في النهاية وأما هو فليس له من حظ سوى التعب والنصب؛
فإنه يجري في غير ما خط الله له...!! أما أنت فإذا تعبت.. تعبت في الله ومع الله ومن أجل الله..
فكان حقا على الله ألا يخيب سعيك....
والراحة والسعادة إنما هما للروح وليس للجسد.. فكم من متعب من عمله
في آخر النهار سعيد بما قدم وأنجز من عمل يده...!!
وكم من عاطل عن العمل متعب.. لأنه خالف تلك الصبغة... صبغة السعي والمكابدة..
فارتاح بدنه ولم ترتح روحه.. وتراه ينظر إلى الذين يكدون ويجتهدون يتمنى أن يكون
أحدهم نداء صادقا من روحه...
وإذا تأملت فيما خططته وجدتني أدعو لتدبر معنيين...
أولهما: أن التعب أصل.. فامزجه براحة بال لجدك ومسعاك..
وثانيهما: أن تستثمر تعبك فيما يريحك ويسعدك هناك....!!!
دمتم لكل خير وعافيه في حياة سعيده
المفضلات