تتمه :



أمي تحسنت تحسن بسيط ...
الحين صارت واعية بس ما تتكلم و لا تتحرك ...
لا جيت عندها تبتسم لي ...


أنا أدعو ربي كل ساعة أنها تقوم بالسلامة و تتعافى و ترجع لي
... أنا ما لي بالدنيا غيرها ...

حتى لو بتتزوج مو مهم ...
بس خلها ترد زي أول و أي شي ثاني مو مهم ...



اليوم شكلها أحسن ...
كنت جالس جنبها على السرير و حاط راسي بحضنها و إيدي بإيدها ...
كأني أحس بإيدها تحاول تشد على إيدي
... بس ما تقدر ...


الطبيب يقول أنها راح تتحسن بس ببطء ...

سمعت طرقات على الباب ،،
و بعدها انفتح و دخلت وحدة ...
الظاهر أنها من صديقات أمي جاية تزورها ...


أمي طالعت بالزايرة و كأنها تفاجأت ...

- السلام عليكم

قالت الزايرة ،،
رديت السلام و أنا أعدل من جلستي على سرير أمي ...


طالعت المرة فيني و قالت :


- أنت بدر ... ؟
- نعم


و بعدين جت قربت من أمي و مدت يدها لها
... طبعا أمي ما حركت يدها ...
و جت الزايرة و مسكت يد أمي تصافحها و قبلت جبينها ...


- كيف حالك يا قمر ؟ إن شاء الله أفضل الحين ؟

أنا رديت :

- الحمد لله ،، هي أحسن ..

أمي كانت تطالع بالزايرة بنظرة غريبة
... ما فهمتها ...
كأنها تبي تقول لها شي ؟


- حمد الله على السلامة يا قمر
... جيت متأخرة لكن ...
تعرفي الظروف ...



تعابير وجه أمي تغيرت ...
ما أدري وش بغت تقول ؟


سألتني الزايرة كم سؤال
... تطمن فيه على أحوال أمي و أهلي ...


و بعدها قالت كم كلمة تشجيع و دعاء بالشفاء لأمي
... و صافحتها مرة ثانية ...
و راحت تطلع ...


أمي ظلت تشيعها بنظراتها كأنها تبيها ترجع
... ناديت أمي أبي أسألها تبي شي ؟


أمي فجأة نطقت :

- سلطان


الزايرة وقفت ،،
و التفتت صوب أمي على طول ...


طالعت بأمي
... و شفت بريق الدموع بعينها ...
و قالت :


- بخير ... الحمد لله ...

و هزت راسها تأكد كلامها ...
و بعدها طلعت من الغرفة ...


أنا بقيت أناظر في أمي
... مندهش ...
و ما عندي تعليق مناسب ...


عين أمي ملأتها الدموع ...
رحت أمسح فيها و أنا أكرر


- يمه أرجوك لا تبكي ...

أكررها و أنا اللي كنت أبكي على أمي ...

و أحس أنني أنا
... نعم أنا السبب ...
في أن أمي مرضت لذي الدرجة ...



*
* *
*


رحت بيت أخوي ...
أخوي جالس بغرفة مكتبه
... على الكنبة ...
سرحان ... يفكر و يفكر...

لا يكلم أحد ...
و لا يحس بوجود أحد ...
و لا يطلع من الغرفة من دخلها بعد فقد هبة
... يرحمها الله ...



بيت أخوي هو المكان الوحيد اللي كنت أزوره خلال الشهرين اللي مروا ...
و قليل اللي كنت أجي ...

كيف أقدر أتحمل أشوف أخوي يموت قدام عيوني ... ؟
ما يكفي هبة ؟



اليوم مريت عليه ،،
بعد ما زرت قمر بالمستشفى أخبارها كانت توصلني من بعض زميلاتي بين فترة و فترة ...


أنا ما كنت حسيت بوجودها ذاك اليوم ...
كان بالي مشغول مع هبة و هبة و بس ...
انتبهت لها بس بعد ما طاحت مغشية على الأرض ...
و لا أدري وش صار لها قبل و لا بعد ...



دخلت غرفة مكتب أخوي
... سلمت ...
و رد السلام بملل ...


- كيفك اليوم ؟

ما رد علي ...
ليش أسأل و أنا شايفة بنفسي ... ؟

ما فيه أي شي
... بالدنيا يمكن يثير اهتمامه أو انتباهه ...

حتى نواف لا جا يكلمه يبعده عنه ...
ما يبي يشوف أي أحد أو يكلم أي أحد أو يسوي أي شي ...



- سلطان ...

بغيته يلتفت لي بس كالعاده ظل ساهي عني مو هام لي خبر
... و لا معبر وجودي أصلاً ...


- سلطان أخوي ... بغيت أقول لك شي ...

ما تحرك ...
واصلت ...


- لمجرد إني أقوله لك ...

و أنا ببالي
... يمكن ...
يمكن هالجملة تغير شي ؟؟
خلني أجرب ...


- قمر تسأل عنك ...

قلتها و دققت النظر ...
أبي أشوف إذا فيه أي تأثير ...
أي استجابة ... ؟


أخوي ظل مثل التمثال .
.. ما اهتز ...


- قلت لها أنك بخير ...

واضح ...
أن الموضوع و لا أثر و لا على عصب حسي واحد منه ...


استسلمت
... و تراجعت ...
أباطلع ...
ما فيه فايدة
... أخوي انتهى ...
ما أبي أشوفه كذا ... لازم أطلع ...


قبل ما أمشي ...
قلت له :


- إذا بغيت ...
تزورها معي بالمستشفى ...
تقول لها حمد الله على السلامة ...
أظنها بتفرح كثير ...