تتمه :


غطست وراه و مسكته ،،
كنت أشوف بقايا فقاعات الهواء اللي كانت بصدره ،،
تتخلى عنه و تطلع من صدره ،،


من فمه و أنفه بكل غدر ...




شديته لي و رفعته فوق ،،
صرخت ...


- سلطان تنفس ... تماسك سلطان ...
أجوك تماسك ...
تماسك الحين نوصل ...



تعبت ،،
خارت قواي كلها ،،
و احنا بعد ما وصلنا ...
ما ادري كم من الزمن مر ...
يمكن شهر ؟ يمكن سنة ؟؟؟



البحر كان متعطش للفتك ،،
للغدر ...
أمواجه تلاعبت بنا ...
فوق و تحت ...
يمين و شمال ...
قدام و ورا ...

ما بدا لي أن البر موجود ....



ما لازم استسلم ،،
لازم أوصل ...
تمسك يا سلطان ...
باقي قليل ...



سحبته معي ،،
و أنا أسمع أنفاسه مرة ،، و مرة لا ...
و أشوف عينه مفتوحة مرة ،، و مرة لا ...
و أحس بإيده

تمسكني مرة ،، و مرة لا ...



أخيراً قربنا من البر ...
شوي ...
و حسيت رجلي تلامس القاع ...
وصلنا بر الأمان يا سلطان ...
تمسك ...





ارتميت على الرمل ،،
بين البر و البحر ،،
عند مضرب الأمواج ...
التقط أنفاسي ... ارخي عضلاتي المنهكة ...

و أحس بالألم في كل جسمي ...


التفت لسلطان اللي جنبي ....
كان ملقى على بطنه ،،
و راسه على الرمل المبلل ،،

و أمواج البحر توصل طرف
أنفه ...


قمت و سحبته ،،
ابعدته عن الماء ... و قلبته على ظهره ...
و رفعته على رجلي و ذراعي ...

كان مغمض ...
و فاقد الوعي ...


صرخت ،،


- سلطان ... سلطان تسمعني ؟
سلطان رد علي ؟؟؟


و صرت أضرب بوجهه و صدره ،،
و اهز أكتافه بعنف ....



- رد علي يا سلطان ...
رد علي ... تكلم ...
أرجوك ...



قلبته بسرعة على بطنه مرة ثانية ،،
و ضربته على ظهره ..

طلع ماء كثير ...
كثير ... من صدره ....
يا بعد عمري يا سلطان ...




صار يكح ...
و يطلع ماء من صدره ... من أنفه و من فمه ...
و تالي توقف ...

- سلطان لا تموت ...
سلطان حبيبي لا تموت أرجوك لا ... لا ... لا ...




رديت عدلته على ظهره ،،
و صرت أنعشه بأنفاسي ،،
ما توقعت أني راح استخدم الانعاش اللي تعلمناه بالجامعة

يوم من الأيام ،،
و استخدمته ،، لسلطان ...





صار يكح ،،
رفعته على رجلي و سويته جالس ،،
و أحنيته لقدام شوي ....
و أنا أضرب ظهره ....
و هو يكح ،،

بين الواعي و المغمى عليه ...


- سلطان لا تموت ...
أرجوك لا تموت حبيبي لا ...
إلا أنت أرجوك لا ...
أرجوك ...





فتح سلطان عينه ،،
و أخذت راسه بين يديني ...


الماء يقطر من شعره الناعم مثل ما تقطر الدموع من عيوني الحمراء ...

عيونه هو بعد كانت حمراء من ملوحة الماء ...



- سلطان حبيبي أنت حي ؟
رد علي أرجوك ؟؟



كان يتنفس ،،
و عينه كانت تطالعني ...



- رد علي يا سلطان ؟ أنت حي ؟؟
كلمني جاوبني سلطاااان ...


- آه ...



طلعت آهة من حنجرته ...
سلطان بعده حي ... ما مات ....


سلطان حي ... حي ... حي ...




أخذته بحضني ،،
و لفيته بذراعيني ،،
و ضميته بقوة ،، بقوة ،، بقوة ....



ما أدري من وين جبت ها القوة بعد ذاك التعب ...
ضغطت عليه ضغطة ،،
يمكن بغت تكتم نفسه من جديد ...




قولوا عني اللي تبون ...
سلطان بيموت بين يدي ...
لا احد يلومني ...




-لا تموت حبيبي أرجوك ...
لا تموت ... يا بعد عمري ...

لا تمو ت و تتركني ،،
لا ... لا سلطان ... لا ... لا ... لا ...

يا رب لا ... خذني و لا تاخذه يا رب لا ....





رفعت راسي شوي ،، و بعدته عني ،،
أبي أشوف وجهه و أتاكد أنه حي ...

كانت عينه مفتوحة ،،
و الهواء أحس به يطلع من أنفه ...


- أنت حي سلطان مو صح ؟
- ... قمره ...
- يا بعدي ...



رديت ضميته لصدري ،،
بلا شعور ،،
بلا وعي ،،
بلا إرادة ،،
بلا إدراك ...

و أنا أبكي بشدة ،،
مفزوعة مفجوعة ... ماسكتنه بقوة ...
بقوة ... بقوة ... ،،
خايفة البحر يسحبه مني ...

لا ... لا ... لا ...
إلا سلطان ...



مرة ثانية باعدته عني شوي ،،
أتاكد أنه صحيح حي ...



- سلطان ... أنت حي مو صح ؟
أنت حي ؟


حرك سلطان راسه و صار يدور بعينه ،،
طالع صوب البحر و قال :



- نواف ... منال ... شوق ...







عند ذي اللحظة ،،
انهارت عضلاتي ...

فقدت كل احساس ... فقدت كل وجود ...



تركت سلطان من بين يديني ...
رفعت روحي ،، لين وقفت ،،
كأني معلقة بخيوط نازله من السماء ....

طالعت البحر ...
أسود ... غضبان ...
خسر فريسته

لفيت ببصري حوالي ....
شفت ناس تجي و ناس تروح ...
شفت نور كشاف يتولع فجأة ،،
من ناحية البر ...

سمعت أصوات ... ما قدرت أميزها ...
البحر كان يرقص ،،
و أمواجه بعدها تتأرجح ...

حتى الأرض كانت تتأرجح ....
و السماء كانت تدور ...
وين اختفى النور ؟
من طفى الكشاف ؟

ليه الأرض تهتز ؟
أنا بعدني في البحر ...؟

ما عاد أشوف
ما عاد أحس
ما عاد ادري بنفسي ....
سلطان حي ...
الحلم كذاب ....


*
* *
*