تتمه:
*
* *
*
كنا جالسين نسولف ،، و نضحك بمرح ،،
أنا و شوق و قمر ،،
في بيت شوق ...
كانت قمر معظم الوقت ساكتة ،،
و يا دوب تبتسم ...
فجأة ،،
سمعت صوت غريب :
- السلام عليكم
و التفت جهة الصوت عند الباب ،،
و شفت ( منال ) ...
أول شي قفز ببالي على طول ،،
هو قمر
و قبل ما أرد السلام ،،
التفت عليها ...
قمر ما كانت شافت منال من قبل ،،
و كانت خايفة تلتقي بها هذه الليلة ،،
و أنا قلت لها :
( مستحيل شوق تتعمد تجمع بينكم .... )
الحين ،،
و أنا أطالع بوجه قمر ،،
و أشوف عينها مفتوحة لأقصى حد ،،
و وجهها مخطوف اللون ،،
و تعابيره كأنها تعابير المحتضر لا شاف ملك الموت ...
الحين بس عرفت و قدرت الخوف اللي كانت عايشتنه ...
وقفت شوق ،،
و علامات الدهشة على وجهها ،،
و نقلت انظارها بيننا احنا الثلاث ،،
و قالت ترحب بـمنال :
- و عليكم السلام ! هلا منال ...
كان واضح عليها أنها ما توقعت منال تجي ...
أنظار منال الحين جت علي ،،
و وقفت من باب الأدب و سلمت عليها و صافحتها
الدور التالي طبعاً كان ...
على قمر ...
قمر جامدة في مكانها مثل التمثال الخشبي ...
شوق ،، حبـّـت تعرّف عن كل وحدة للثانية ،،
لأنهم أول مرة يلتقون ...
- هذه صديقتي و زميلتي قمر
قالت موجهه كلامها إلى منال ،،
و بعدها ،،
طالعت في قمر ،، بنفاذ حيلة ،،
و قالت :
- ... منال ... زوجة أخوي سلطان ....
منال ابتسمت ،،
و مدت إيدها تبي تصافح قمر ،، و لا هي دارية عن شي !
ضربت جزمة قمر بجزمتي ضربة خفيفة ،،
أبيها تتحرك ،، تقول شي ...
ما أدري ،،
هي حست بالضربة أو لا ؟
بس شفت راسها يطاطىء صوب الأرض ،،
و يدينها ترتكز على الكنبة ،،
كأنها تبي تستند عليهم عشان توقف ،،
و شوي شوي ،،
ارتفع جسمها عن الكنبة كم بوصة ،،
قبل ما تنهار عليه فجأة و تغيب
عن الوعي .....
الأحداث اللي صارت بعد كذا جت بسرعة ،،
ما لحقت أسجل تفاصيلها الدقيقة بذاكرتي ...
كانت ليلة ما تنسى ،،
منها كرهت البيتزا – اللي ما لها ذنب –
و ما عدت آكلها ...
كل البيتزا ،،
و كل اللي أكـَـلـَـتـْـه على ذاك العشاء طلع في حالة مهولة من الترجيع ...
أذكر ،، أن ضغطها ،،
لما جابت شوق جهاز الضغط و قاسته بسرعة ،،
كان سبعين على خمسة و ثلاثين ...
حسيت ليلتها ،،
أن روحها خلاص بتطلع ...
كأنها حالة تسمم حادة ،،
بس كانت صدمة عصب نفسية مباغتة ..
كان نبضها بالمرة مضطرب ،،
و أنا أصريت نوديها للمستشفى في الحال
قمر كانت معترضة ،، تقول باروح البيت ...
بس حالتها ما طمنتني
أصلاً هي ما قدرت ترفع راسها عن الكنبة ،،
كانت دايخة بالمرة و عينها اللي كانت مفتوحة حدها ،،
قبل شوي ،، غمضتها
و ما عاد تقدر تفتحها ...
تقول :
(الدنيا تدور)
جيت أبي أقوم أتصل لأحد من أهلي أو أهلها ،،
يجي يوديها المستشفى ،،
و سمعت منال تقول :
- نخلي سلطان يودينا ؟
ردّت عليها شوق :
- سلطان موجود ؟
- ايه بالمكتب
و كان صبعها يأشـّـر على الجدار اللي ورانا ،،
و بنفس اللحظة طلعت بسرعة ،،
عشان تروح تقوله ...
يا ليت كان عندي سواق ،، ينتظرني عند الباب ...
يا ليت ...
مسكت التلفون ،، بغيت أتصل لأمها ،،
بس شوق منعتني
- ما فيه داعي يا سلمى ،،
لا تخوفينها ،،
شوي و تصير زينة ...
دوخة و تروح ...
و يا ليتها كانت ... ( دوخة و تروح .... )






رد مع اقتباس

المفضلات