الحلقة الرابعة
* * * * * * *



غروب شمس





ما قدرت ...
غصباً علي ... لا تلوموني ...
كنت أبي أتجاهله ،، أبي أنساه ،، أبي أطلعه من بالي ،، لكن ....
ممكن تنسى أن في داخلك روح ؟
تنسى أن لك عين ؟
تنسى أن عندك قلب ؟؟؟

أنساه كذا فجأة ؟
و خصوصاً اللحظة ذيك ،،
و أنا صاحية من النوم مفزوعة عليه ؟؟

و بعدين الفاكس اللي وصلني كان من فاكس مكتبه بالشركة ،، حسب الرقم،،
يعني كان موجود بالشركة ذيك الساعة ...
آخر الليل ...

عرفت أني ما راح أقدر أرد أنام قبل ما استسلم لأوامر القلب،،
و أنفذها ...

كلمة وحدة بس ،،
(( خير ؟ ))
كتبتها و أرسلتها له ،،
و بكرة الصباح لما يجي مكتبه ،،
يشوفها ... و يرد عليها ....


شربت الماء ،،
و رجعت مرة ثانية لفراشي ،،
مرتاحة أكثر ...

ما مداني أحط راسي على الوسادة ،،
إلا و اسمع صوت الفاكس ،،
يستقبل رسالة جديدة ،،
قفزت من سريري و ركضت إلى الجهاز ....

(( مُـرّي المكتب ،، 6 م ،، مع ( شوق ) ،،
مع السلامة ))



تفاجأت ،،
سلطان موجود بمكتبه الحين ؟
في ساعة زي ذي ؟؟
من خط إيده ،، كان باين أنه مستعجل ،،
أو متوتر أو مشغول ...
أخذت الورقة ،،
و رجعت أتمدد على فراشي ،، و ضميتها لصدري ...
سلطان يبي يشوفني ...
سلطان يبي يقول لي شي ....
هل ما زال ... فيه أمل ....؟؟
لا يا قمر ،،
لا تروحي بأفكارك بعيد ....
خلاص يا قمر ...
خلاص ....
خلاص ....



*
* *
*





- هذه هي الكتب ،، و هذه آخر مؤلفاتي ،، ودي أسلمها قبل انشغالي يا ( شوق ) ..
- ما شاء الله عليك ! لحقتي تقريها ؟
- لا ! قريت بعض الأجزاء ،،
و ما أظني أقدر أواصل حالياً ..
ودي أرجّـعها اليوم ،، تجين معي ؟
- هاتيها و أنا أعطيها أخوي ( سلطان ) لما أشوفه ..


سكت ،، ما علـّـقت ،،
ابتسمت شوق ،،
و فهمت أن ورا الموضوع ،، شي ثاني ...
قالت ...

-او أقول ،، أحسن تسلميها له بنفسك ،،
لا يتهمني بأني خربت بها شي و إلا شي !



و اتفقنا نروح الساعة 6 م ،،
و طول ذاك اليوم و أنا في توتر فظيع ...
كأني داخلة امتحان آخر السنة ...


رجعت من الجامعة ،،
و أول شي سويته هو تفقـّـد جهازي الفاكس ،،
بس ما لقيت أي رسالة جديدة ...
و بديت استعد للقاء المرتقب ...



جهزت الكتب اللي كنت مستعيرتنها من العسل ،،
و دوّرت في مؤلفاتي على قصيدة زينة ،،
تصلح للنشر في المجلة ...
و اخترت هذه ...

* * *
*
*





يا شمس و أنت ِ تطلعي،،
كل يوم و تلفـّـي السماء...
و تشوفي خلق الله،،
و تعرفي ديارهم و أخبارهم ...
طلـّـي على ديار الحبيب،،
اللي انخرس و اللي انعمى ...
يمكن شعاعك لا وصل،،
يكشف لنا أسرارهم ...

يا شمس قولي لي ،،
و نورك يعشي بعيوني ...
وين اللي نسيوني ،،
و لا كأنهم يعرفوني ... ؟
راحوا و خلّوني ،،
وحيدة و لا عاد جوني...
ظنـّـيت بعدي يهزّهم ،،
بس خابت ظنوني....

يا شمس خبريني ،،
عسى بالخير ذكروني ؟
اسمي انطرى بالزين ،،
أو كانوا يذمّوني ؟
اشتاقوا لي يا شمس،،
زي ما هـم وحشوني ؟
بعد الفراق ،،
الحين ما ودهم يشوفوني ؟


ملــّـوا هوانا،،
و إلا ما عندنا نجاريهم ...
خلهم يشوفوا حالنا،،
لا جبنا طاريهم...
ذلـــّـونا في حبهم،،
عسى الله لا يورّيهم...
ذل الهوى و العشق ،،
ما تقدر تداريهم...

يا شمس أهواهم ،،
و في صدري مواطنهم ...
في بالي ذكراهم ،،
و عيـّـا القلب ينساهم ...
ارجع و احن لهم ،،
و لو تقسى معادنهم ...
بالشوق أناديهم ،،
و ما تسمع مآذنهم ...

يا شمس ،،
سلمي لي ،،
على ( سلطان ) و قولي له ...
باقي على عهد الوفا ؟
و الحال وصفي له ...
طال البعد،،
إمتى اللقاء ؟
ملـــّـينا تأجيله ....
و إلا نسى حب انقضى ،،
أو شاف تبديله ... ؟؟؟


*
*
* * *