الحلقة العـشـ والاخيرة ــرون
* * * * * * * *
لا تموتي !









عرفت سبب زيارة بو نواف ،،
لأمي ذاك اليوم بالمستشفى !

في نفس اليوم ،،
زارنا البيت و خطبها من جدي ..
أنا تعجبت !
مع أنه الموضوع انعرض و انتهى السنة الماضية ،،

بس ،،
ما أدري ليه جانا مرة ثانية ؟
و أمي بعدها مريضة ،،
و صحتها ما استقرت !


سألت جدّتي :
( ليه جا مرة ثانية !
السنة الماضية أمي ردته !
ما تبيه )

و ردت جدتي :
( أمك تبيه ..
و هو بعد يبيها ..
الله يسعدهم و يوفقهم )




لما عرفت جدتي أم أبوي الله يرحمه ،،
و عميني ماجد و رائد ،،
اعترضوا كثير ...
أنا بصراحة ،،
ما كنت أبي تتزوج أي أحد ،،

لأني ما أبيها تنشغل عني !
بس الدكتورة سلمى ،،
قالت لي ،،
أن أمي موافقة ،،
و إذا سببنا لها أي مشكلة نفسيتها ،،
راح تنهار ،،
و صحتها تتدهور ...



أنا كنت السبب ،، اللي خلاها تمرض لذي الدرجة ...
ما أعرف إش يعني لها هذا الـ بو نواف ،،

بس ذاك اليوم ،،
لما شفتها تدوّر على ذيك الفصوص ،،
مثل المجنونة ،،
حسيت أن الموضوع أكبر من اللي أتصور



واحد من الفصوص ،،
علقته بسلسلة على رقبتها ،،
من ذاك اليوم ،،
و لا عاد شالته !


ودي أعرف ،،
وش قصتهم ،،
بس أخاف أسألها و تنزعج ...


جدي و جدتي و خالي ...
كلهم وافقوا على طلب بو نواف ...


يعني ،،
لا قامت أمي بالسلامة ،،
راح تتزوج ،،
و تروح مع زوجها ،،
و تتركني !

هذا أكثر شي مضايقني
... بس ...
ما لي شغل ...
أباشترط عليهم ،،
إني أظل مع أمي ،، وين ما تروح !


الإتفاق ،،
كان أنه أول ما تطلع أمي من المستشفى بالسلامة ،،
راح يجي بو نوّاف بيتنا ،،
و يتفق مع جدّي على كل شي ،،

و أنا راح أقول لأمي ،،
أنها تشترط في عقد الزواج ،،
إني أظل عايش معها لين أتزوج !





*
* *
*






قابلتني قمر بابتسامة حلوة و خجلة ...
كانت المرة الأولى ،،
اللي نلتقي فيها بعد ذاك اليوم ...

لما عرض أخوي سلطان عليها الزواج ....



- ما شاء الله شكلك اليوم أحسن ؟
- الحمد لله ...
تحسنت بس الطبيب يبيني أظل لين نعيد الفحوصات مرة وحدة ...
و إلا كان رجعت البيت !

- إن شاء الله ترجعي بالسلامة
- الله يسلمك ...



و توقفنا عن الكلام ...
أظن ...
إن قمر متوقعة مني أسألها عن رايها بعرض أخوي ...
و أن هذا السبب في زيارتي لها اليوم ...

شفت تورد خفيف على خدها ...
و توتر على أطراف أصابعها ...
أما نظراتها ...
تخبّت تحت الأرض !



صرت أتأملها ...
و أشوف تعابيرها ...
و أراقب تحركاتها ...

و هي تلقائياً ،،
و لا شعورياً ،،
رفعت يدها اليسرى لعند صدرها ،،
و مسكت سلسلة ،،
كانت متدلية من عنقها ،،

و صارت تقلبها بأصابعها بتوتر ...
و لمحت فص فضي ...
واحد من فصوص سبحة سلطان ...
معلق بالسلسلة ....




ما تحملت ...
كيف أقول لها : لا تتزوجي أخوي ....
و أنا عارفة ...
و أكثر العارفين ،،
أنها تحبه ،،
و تنتظر هذا اليوم من كنا في الجامعة ... ؟

و زواجهم ...
متقرر أنه ينعقد أول ما تطلع من المستشفى بالسلامة ... ؟



كيف أصدمها بطلبي ؟
كيف أكون السبب ،،
في انهيار جديد ،،
راح يصيبها لو قلت لها ...
ابعدي عن سلطان ... ؟

تحيرت ...
ما قدرت اتحمل ...
و غصباً عني بكيت ....


قمر ...
بس شافت بريق دموع بعيني فزعت ...
و قالت بخوف :


- فيه شي شوق ؟


هزيت راسي ( لا )

ردت سألت :

- سلطان بخير ... ؟


رفعت عيني بعينها ...
أكيد راح تسألين عن سلطان ...
يا كثر تعلقك به ...
كيف ما قدرتِ تنسينه بعد كل هذا العمر ... ؟

نفس النظرات ،،
اللي كنت أشوفها بعينها ،،
لما كنت أطري قدامها اسم أخوي بأي خبر يزعل
... أيام الجامعة ....



- سلطان بخير شوق ؟

ردت سألت ...
و صبرها نفذ ...
و هي على أعصابها ...


- بخير يا قمر لا تخافي ...

ارتاحت شوي ...
و ارتخت عضلاتها المقبوضة نوعاً ما ...
و قالت :


- إيش فيه أجل ؟


نزلت راسي للأرض ...
مو عارفة أداري أنه فيه شي ...
ما أقدر أمثل أنه ما فيه شي ...
و لا أقدر أقول ...

ايش اللي فيه ....


- شوق ... أقلقتيني .... ؟

قلت ...
بعد تردد ...


- ... منال ....



كانت كلمة أكثر من كافية ...
قمر تيبست بمكانها ...
و أطراف أصابعها اللي كانت ترتعش قبل شوي
... تجمدت ...

و نظرتها اللي كانت تبرق قبل شوي
... أظلمت ....
و خدودها اللي كانت متوهجة قبل شوي
... انطفت ...


مديت يدي ...
و مسكت يدها و قرصني الندم ...

أنا ليه كنت بها القسوة ؟
ليه مستكثرة على صديقة عمري ...
لحظة سعادة ...؟

ليه قتلت البهجة اللي كانت عليها قبل ثواني ؟
ليه يا شوق ؟
ليه ؟


قمر سحبت يدها من يدي ...
و استندت على مسند السرير ...
و شاحت بوجهها للجهة الثانية ....


- قمر ...

ناديتها ،، و ما ردت علي ...

- قمر ...


ناديتها مرة ثانية ...
و قالت دونما تطالع فيني :


- اتركيني وحدي ...

- قمر ... أنا ...
- اتركيني وحدي شوق ....



وقفت ...
و أنا كارهة نفسي ...
بغيت أسلم عليها ....
أصافحها ....
بس هي ما مدت يدها صوبي لما مديت يدي صوبها ...
و لا التفتت لي ...
و لا ردت علي لما قلت :



- مع السلامة ....


مشيت شوي ...
ببطء و أنا ودي أرجع أتكلم معها ...
أبي أفهمها موقفي ...
أنا ما عندي أي اعتراض على زواجها من أخوي بالعكس ...


أنا أكثر وحدة تعرف إش كثر هي تحبه و هو يحبها
... لكن ... ... ...




و أنا أفتح الباب ،،
في نفس اللحظة كان فيه شخص ثاني يفتحه من الطرف الثاني ...


و انفتح الباب ،،
و بان الشخص
.... كانت سلمى ...




سلمى و أنا ما كنا على وفاق ....
ما أذكر إني شفتها ،،
من وفاة بنت أخوي الغالية الله يرحمها ...

و لا كان ودي أشوفها ،،
لأن الجو بينا مشحون من سنين ...



سلمى اضطرت تسلم علي
– و لو من غير نفس –
كأني المسؤولة عن كل اللي صار لقمر ...


أنا رديت السلام ،،
و سألتها عن أحوالها و أحوال العمل و البيت ،،
من باب الأدب الاجتماعي لا أكثر ....


و بعدها ...
استأذنت و طلعت من الغرفة ....




*
* *
*