تتمه :



أخوي سلطان كان تعبان ...
من يوم ما ردته قمر وهو حالته تسوء كل مرة أشوفه فيها عن اللي قبلها ...

حتى و هو مع بنته ما أحسه يرتاح ...


و ياسر ...
كان يقول لي :


- ( الرجال قاعد يضيع بين يدينا ! )


كلامه يخوفني كثير ...
أخوي بالفعل ...
كان منتهي ...

يعني لو قمر قبلت عرضه ...
كان ممكن حالته تتحسن شوي ؟



كان وقت الزيارة و كنا بغرفة هبة و البنت اليوم تعبانة أكثر من أمس
جا الطبيب و عاينها و ما ارتاح لوضعها و أمر أنها تنقل لغرفة العناية المركزة
أخوي بس سمع كذا فزع ...


- البنت فيها شي جديد ؟

سأل أخوي الطبيب ،،
و رد عليه :


- وضعها متدهور نوعاً ما و لازم أنقلها للعناية المركزة احتياطاً...



أخوي شال بنته على ذراعه و ضمها لصدره بقوة و ضعف في نفس الوقت
... بخوف و رجاء ...
بأمل و يأس ... بحرقة و مرارة ...



كانت هبه نصف واعية و تئن ...
و تتنفس بشكل مو طبيعي ...

انتكاسة شديدة
... و الله يعين ...



دقايق و كنا مع البنت في العناية المركزة ...
عملوا لها تحاليل جت كلها محبطة ...

و قرر الطبيب يحطها على جهاز التنفس الإصطناعي ...



منال بدت تولول و تنحب
... و أنا ما أدري ...
أواسيها و الا أنحب معها ؟؟


أخوي جلس عند هبة و مسك يدها و هي فاقدة الوعي ...

طلب منا الطبيب أنا نطلع عشان ما نربك المكان ...
أخوي ما تحرك و احنا ظلينا رايحين جايين على الغرفة ...



*
* *
*



اللي جابني المستشفى اليوم هو أني كنت أبي أقدم أوراق طلب أجازة
كنت تعبانة و ما فيني أشتغل ...
و الصداع ملازمني طول الوقت و ضغطي مرتفع ...


قدمت الطلب و ظليت بمكتبي أخلص بعض شغلاتي ...
و على العصر مرتني سلمى و جلسنا نسولف شوي ...
قلت لها عن آخر التطورات اللي صارت ...
سمحت لنفسي
... بلا شعور ...
أني أبكي في حضنها ...
لحظة نسيت فيها كل شيء ...

و استسلمت لمشاعري بضعف ...


كم و كم من الأمور مرت ببالي ...
لحظتها حسيت أنه براسي قنبلة شوي و تنفجر ....



سلمى ...
بعد شوي غيرت الموضوع ...
تبي تخلصني من الحالة اللي كنت فيها ...
و سألت :


- متى ماشية ؟
- الحين ... و انت ِ ؟
- و الله عندي مريض تعبان كثير بالعناية المركزة و احتاج انعاش ثلاث مرات من الصباح ..
.. بامر عليه قبل ما أطلع ...



و في نفس اللحظة ،،
جاء النداء العام الحرج للعناية المركزة ...


- و هذه المرة الرابعة !

قالت سلمى و قامت بسرعة و قمت معها ،،
و رحنا على طول للعناية المركزة نشوف مريضها المتدهور ....




أكوام من الممرضات و الأطباء متكدسة عند سرير واحد من المرضى ...
انا كنت أطالع صوبهم ،،
لكن سلمى
لفت صوب سرير ثاني ...



طالعت بسلمى و بالمريض اللي راحت صوبه ،،
و بعدها التفت مرة ثانية لكتلة الممرضات و الأطباء ...

إيش شفت ... ؟؟
سلطان .... !!!


*
* *
*