تتمه :
[ القمر يقول لك : الوداع ]
جملة مكتوبة على قصاصة الورق اللي مع الفص الـ واحد و ثلاثين ...
اللي بعثته لسلطان ...
في الصباح ...
بعدها بدقايق ...
رن التهاتف ..
و استنتجت أنه سلطان ...
تجاهلته ...
مرة و مرتين و خمس ...
ما كنت أبي أسمع صوته و لا تعليقه ...
سكت التلفون أخيراً ...
و ظل ساكت فترة تؤكد أنه قطع الرجاء ...
تنهدت بقوة ...
باسترخاء ...
انقطع الأمل ... و ارتحنا اخيراً ...
سلطان ...
ما عاد أعرفك بعد اليوم ...
انتبهت من أفكاري على طرق على باب الغرفة ...
قبل ما أجاوب ...
كان هو واقف قدامي
... بشحمه و لحمه ...
مو بس في الخيال !
انتفضت ...
ما قدرت اوقف ...
دققت فيه كأني أبي اتأكد ...
حقيقة و إلا خيال ؟؟؟
أنا كثير ...
كثير اللي اتخيل العسل قدامي
... و لا أدري ...
هالمرة حقيقة و الا وهم ؟؟
- صباح الخير ... قمره ...
دخت ...
تبعثرت ... تشتتت ...
اعتقد أن الكلمة اللي المفروض يرودن بها ( صباح النور ) ...
بس كأني سمعت لساني يقول :
- و عليكم السلام !
ما ادري ... مو متأكدة ... !
- كيف أحوالك ؟
أحوالي ؟ تسأل عن أحوالي يا سلطان ؟
يعني ما تشوف ؟ ليش بعد تسأل ؟؟
- الحمد لله
- مشغولة ؟ أو ممكن آخذ كم دقيقة من وقتك ؟
بلعت ريقي ...
حبالي الصوتية جفت وانقطعت و ما عادت تقدر ترد
... صوتي مبحوح ...
مرت ثواني ما قلت فيها أي شي ...
- دقايق بس ... رجاءاً؟
أكد علي مرة ثانية ...
قلت أخيراً :
- خير ؟
اقترب سلطان ...
و مع كل خطوة يمشيها تزيد نبضات قلبي عشر ...
و ترتفع حرارتي درجة ... و تتسارع انفاسي أكثر و أكثر ...
لين جلس على الكرسي اللي قدام طاولة المكتب مباشرة ...
إش فيني تبهدلت ؟
سلطان أنت شـ تسوي فيني ؟
سلطان أنت ساحرني ؟؟
سحبت ايدي من فوق الطاولة و خبيتها تحت الدرج ...
ما كنت أبيه يشوف الرعشة الفاضحة اللي
كانت مسيطره عليها ...
- خير ؟
قلتها أبي أتظاهر بالقوة ،،
لكنها طلعت ضعيفة مبحوحة و متلعثمة ...
كأنها أنة واحد يحتضر ...
- قمره ...
ممكن ... أعرف ليه ... ؟
كأن الباب تحرك شوي ؟
معقولة أنفاسي وصلته و حركته ؟
أكيد أتخيل ؟
فقدت الذاكرة لحظتها ...
دورت بقاموس الكلمات اللي تعلمتها من طفولتي لليوم
... ما حصلت شي ...
إش صار فيني ؟؟
- فيه سبب ؟
و أخيراً طلعت كلمة
– أي كلمة –
على لساني و قلت :
- نصيب ...
توتر ...
رغم الحالة اللي كنت أنا فيها لاحظت هالتوتر ...
قال بسؤال أقرب للجواب :
- نصيب غيري ... ؟
جت عيني بعينه
... و بعدتها بسرعة ...
و نزلت راسي صوب الأرض ...
ابي أخبيها تحت سابع أرض ...
مو عارفة إش أسوي ...
- قمره ....
ناداني ...
و ليته يدري أي تأثير تتركه هالكلمة بجسمي ؟
كأنها مخدر !
رفعت عيني من تحت سابع أرض مرة ثانية لعينه
... و أنا أحس إني شوي ...
و أنام من تأثير المخدر ...
لو يفتحو راسي ذي اللحظة ما حسيت !
كأنه كان يبي يقول شي ...
بس ...
تراجع ...
و وقف فجأة ...
و قال :
- ... يصير خير ...
و طلع ...
و هو يبتعد و أنا عيوني تبتعد معاه
... كأنه سرقها و راح ...
طلعت إيدي من تحت الدرج
... كانت زرقاء ... باردة ...
حطيتها على وجهي ..
تبرد النار اللي شعللها ...
سلطان راح ...
سلطان انتهى ...
سلطان جاني لحد عندي ...
و أنا اللي رفضته ...
سلطان ...
أنا أتمناك ...
أنا بعدني أحبك ...
سلطان ...
رجـّـع عيوني ...
سلطان ...
لا تروح !
*
* *
*
من طريقة كلامه عرفت أن فيه شيء مضايقه ...
و لا استغربت لما قال لي :
- قمره ردتني ...
بصراحة ...
أنا كنت متوقعة كذا و كنت أتمناه ...
حمدت ربي في داخلي ،،
بس رثيت لحال أخوي و هو ضايق الصدر ...
بغيت أقول له أي كلمة مواساة ...
قلت :
- نصيب !
و كأني قلت شي محظور أو كلمة سب أو شتم !
لأن أخوي بس سمعها ثار علي و صرخ :
- نصيب ؟ أي نصيب ؟؟
الدكتور هيثم ؟
هذا نصيبها ؟ هي نصيبه ؟
و الله ما يستاهلها ...
- سلطان !
- و لا حتى بسام
... ما كان يستاهلها ...
طالعت بأخوي و أنا مصعوقة بكلامه
.. أكيد جن !؟
اللي أكد لي كذا ،،
الكلام اللي قاله لي تكمله :
- شوق ... شوق أبيك تكلميها ...
- نعم أخوي ؟؟؟
كأني سمعت غلط ؟
- سمعت زين يا شوق ...
اعرفي منها ليه ردتني ؟
عشان الدكتور سبقني و الا إيش السبب ..
هي ناوية تتزوجه و إلا إش الموضوع ؟
هالمرة انا اللي ثرت بوجه سلطان و قلت :
- لا أبداً ..
و لا أسألها و لا لي دخل أصلاً بالموضع ...
سلطان طلعني نهائياً برى جنونك هذا
كأني كنت قاسة بزيادة ؟
لأنه أخوي شكله زعل
... و طالعني بنظره خيبة أمل ...
و من غير ما يقول أي شي عطاني ظهره و طلع ...
و النهاية مع ها القصة ؟؟
ما خلصنا ... ؟؟؟
في اليوم نفسه شفت منال ،،
و انفتحت سيرة الموضوع ،،
و طبعاً كانت مرتاحة لأنه انتهى على خير ...
لكن ...
و أنا أتذكر نظرة أخوي الأخيرة
... أكاد أجزم ...
أن الموضوع لسه فيه مفاجآت ثانية ...
و انتوا موعودين !!
*
* *
*
... يتبع ...
المفضلات