الحلقة السادسة عشر
* * * * * * *
القمر يقول لك : الوداع
قالت لي جدتي ،،
أن أمي قبلت تتزوج العريس الجديد اللي خطبها قبل يومين ...
أنا الموضوع ذا شغل بالي ...
و بغيت أسأل أمي و أتأكد منها ،،
بس لأنها توها رادة من العمل و شكلها
متضايقة ...
قلت أسألها بعدين ..
خالي جانا ذاك اليوم ...
و صاروا ثلاثتهم ،، جدي و جدتي و خالي ثامر ...
يتناقشوا ( بموضوع سري ) بالمجلس و أنا مبعديني عنهم ...
أدري أنهم يتكلموا عن العريس الجديد ...
كان ودي أجلس معهم ...
هذه أمي أنا أو أمهم هم ؟؟؟
و بعدين من الأهم عندها ...
أنا أو هم ؟؟
من التعابير اللي كانت على وجيههم ،،
بين لي رضاهم ... أو كذا تخيلت ...
انا انقهرت ...
لما شفتهم مطلعيني برى الموضوع و هامليني ...
و طلعت من البيت غضبان و
رحت بيت جدتي أم أبوي ....
كان واضح علي الضيق ،،
سألوني كلهم عن السبب ،،
و ما ترددت كثير لين قلت لهم أنه في رجال اسمه بو نوّاف جا خطب أمي و الظاهر انها هي و البقية موافقين عليه ..
ماجد و رائد بس سمعوا اسم بو نوّاف تفاجأوا ،،
و صاروا يسألوني و يحققون معي ،،
و أنا أسلأهم و أحقق معهم ...
لين عرفت أشياء خطيرة ... صدمتني و طيّرت لي مخي ....
ما أدري وش اللي صار عند أمي لين رديت البيت و أنا مقهور أكثر و أكثر ...
من اللي عرفته ....
*
* *
*
تعبانة و مو قادرة حتى أرفع راسي ...
الدنيا كلها تدور من حولي ...
أسمع صوت طرق على الباب بس ما ودي أقوم أفتحه ،،
و لا فيني قوة عشان أقوم ...
الساعة يمكن كانت تسع بالليل ...
من رديت من العمل و أنا على فراشي ...
أبكي ...
بحرقة وألم ... بحسرة و ندم ...
بكاء اليائسين من الدنيا ...
جفوني تورمت و ما عدت قادرة أفتحها ....
طرق الباب زاد ...
أرغمني على فتح عيني شوي ...
كأني إذا فتحتها باشوف من عند الباب ...
و إيش يبي ...
- قمر لسه نايمة ؟
كان صوت الوالدة ....
لو كانت أي أحد ثاني تجاهلته ... بس رديت على أمي ...
- خير يمه ؟
- ودي أتكلم معك !
جبرت نفسي أقوم ...
و فتحت الباب و أنا أواري نظراتي بعيد عنها ...
بس ما أسرع ما انتبهت لها ...
و كان اول ما قالت :
-... خير ؟ ... كنت تبكين ؟
جيت و جلست على السرير ...
و أنا منتهية ... شبه كائن حي به روح ....
ما كنت أبي أمي تسألني أي شي أو تقول أي كلمة ....
بس هي ...
جابتها مباشرة ...
- موضوع بو نوّاف ؟
رفعت نظري لها ...
جت عيني بعينها لأول مرة من فتحت الباب ...
و سالت دمعتي المحبوسة ...
يا ترى كم بقى بعد غيرها ؟
ما خلّصت ها الدموع ؟
أمي جت جلست جنبي ..
و مسكت إيدي ... و ظلت ساكتة ...
قلت ...
بعد تنهيدة قوية ...
- ما أبيه ...
لساني ...
غصباً عليه طلع الكلمة ...
ما أعرف من فين جاب القوة اللي بها نطق بالكلمة
... كأنها سم ...
كأنها خنجر ... كأنها الموت ...
هي الموت
... هي الموت ...
أنا ما أبي سلطان ؟
أنا ...
أنا كل ذرة من جسمي تتمناه و تبيه ...
و لو تفحصون أي خلية مني تلقون العسل داخل النواه ...
أنا روحي و جسمي مليانين من سلطان حد التشبع ...
حد الفيضان .... حد الطوفان ...
أقول ( ما أبيه ) ؟؟
- خير يا قمر ... إن شاء الله خير ...
أي شي تبينه يصير ...
المهم راحتك ...
حطيت راسي على كتف أمي
... و بكيت ...
ودي أرتاح ... خلوني أرتاح ...
منال دفتني برى الغرفة ...
كأني أشوفها مثل أول مرة شفتها فيها قبل 13 سنة ...
يوم كانت عند الباب ...
منال حطمتني مثل ما حطمتني قبل 13 سنة ...
هالمرة سلطان يبي يتزوجني
... و أنا أرفضه ...
أنا سلطان يجي لعندي ...
و أرفضه ؟؟
معقول ؟؟؟ إنتوا تصدقوا ؟؟
بعد كل هالحب و الشوق ...
و سنين العذاب و الفراق ...
و الأحلام ... و الحسرة ...
يجيني لعندي و أرفضه ؟
يا ليتني مت مع بسام ذاك اليوم ...
يا ليتني أموت هذه اللحظة ،،
و لا أعيش أتمناه و أرفضه ...
أبيه و لا أقدر آخذه ...
أحبه و لا أرضى أتزوجه ...
إش بيصير فيني بكرة ...؟؟
لسه باقي لي بكرة ؟
خلاص ...
أبي أنتهي ...
ما أبي أعيش لحظة وحدة زود ،،
و أذكر فيها أن حبيبي كان جاي لحد عند قلبي
... و أنا اللي طردته ....
أنا ما ظليت عايشة بهاالدنيا إلا لأن بدر اضطرني إني أعيش ...
أنا روحي طلعت ...
يوم شفت سلطان يغرق بالبحر ذاك اليوم
... و ردت لي ...
يوم رجع ظهر بحياتي ...
يمه أنا أبيه !
تفهمي دموعي ؟
تشوفي الحقيقة الصارخة من نظراتي ؟
آه يا يمه ...
ما اقدر ابتعد ... و لا أقدر أقترب ...
يمه أنا انتهيت
... انتهيت ...
انتهيت ...
المفضلات