تتمه :
و أنا مشغول في تجديد صبغ ( عشة الطيور ) في الحديقة ،،
و صاير مبهدل شوي ...
جا رجال غريب
يسأل عن جدي ( أبو ثامر )
الرجال كان متهندم و كاشخ ...
و شكله شخصية مهمة !
أول ما شافني الرجّال صار يطالع فيني بنظرة تفحّص !
و فاجأني لما قال :
( أنت بدر بسام ؟ )
و رد يدقق فيني لدرجة أني حسّيت بشوية خجل ...
خصوصاً بحالتي ذي ،،
و صار هو يعتذر عن
الجيّة دون موعد ...
و دخلته المجلس و ناديت جدّي ....
المقابلة كانت مصحوبة بنظرات الدهشة الكبيرة من جدي ...
و الارتباك من الرجال الغريب ...
بس الظاهر أنهم معارف قدامى و ما التقوا من زمن ...!
خليتهم و رحت أستحم و أبدّل ملابسي ...
ما طوّلت ...
كلها نص ساعة و لما رجعت المجلس شفته فاضي !
رحت أدور على جدي و أنا مستغرب وين راح الضيف ؟
سمعت صوت جدّي جاي من جهة المطبخ
.... كان يكلم جدّتي ...
و رحت أبي أعرف إيش السالفة ؟
قبل ما أوصل أو أحد ينتبه لي ...
سمعت جملة قالها جدي و وقفت بمكاني ....
( جاي يخطب قمر )
تراجعت ...
انسحبت من المكان ...
ما عجبني اللي سمعته ...
أمي قالت لي أنها ما راح تتزوج ...
ليه ردوا جوا يخطبوها ...؟؟؟
*
* *
*
- و الله ما أدري وش أقول لك يا بو نواف ...
أنت أمورك كلها ملخبطة و مالي شغل فيها ..
هذا هو ردّي على سلطان لمّا قال لي أنه طلب يد الدكتورة قمر ...
سلطان أعرفه من سنين ...
عمري كله عشته معه ...
و ولو حاولت أقنع فيه لين أموت ما راح يغير رايه ...
أنا قلت لشوق أخوك بدأ يفقد عقله ...
و تصرفاته لا في البيت و لا في الشركة
- قبل ما يهجرها أواخر الأيام -
... كانت طبيعية .
- ياسر ... تتوقع تقبل ؟
سالني ببساطة ...
يمكن يستهين بي ؟
قلت له :
- وين تلقى عريس أفضل منك ؟
متزوج و عنده ولد و بنت ...
و ثروة ...
كان موجود قدامها و كانت موجودة قدامه من سنين ...
تو الناس ؟
- أعرفك تستهزىء يا ياسر ...
بس لو داخلك اللي داخلي كان سويت مثلي ....
- توّك تكتشف اللي داخلك ...
وينه من سين ؟ ؟
تجاهلني ...
و طلع السبحة الفضية من جيبه ...
و قال ،،
يكلم روحه بصوت عالي :
- لازم تكتمل ... و يلتم الشمل ....
سألته :
- سلطان
.... أنت ... تحبها ...
و إلا حاس بواجب تجاهها لازم تأديه ؟؟
سألت نفسك هذا السؤال ؟
رغم أني كنت أعرف ...
أنه يحبها من سنين ...
و بعدني أذكر كيف كان شكله ...
لما عرف
أنها انخطبت أول مرة ...
في ذاك الزمن ....
يوم جت تبلغه بنفسها ،،
و هو ( صرفها )...
شيئين تمنيتهم لسلطان ...
و يا ما دعيت الله أنه يحققهم له ...
يشفي له بنته ...
و يشفي له قلبه ...
و نشوف ...
أي من الأمنيتين ...
يكتب لها الله أنها تتحقق ؟؟؟
*
* *
*
أنا ما استعدت أفكاري المتشتتة ...
و لا لملمت مشاعري المضطربة المتبعثرة في كل صوب ...
... من يوم ما سلطان ،،
قال لي : ( تتزوجيني ... ؟ )
إلى الآن ...
أعيش بحالة شبه وعي ...
شبه إدراك ... كأنه حلم ...
حلم أخاف أصحى منه بأي لحظة ....
معقول ...
سلطان بعد كل ذا العمر ...
معقول أنه ...
يفكر يتزوجني ؟؟
معقول ...
الشي اللي ياما و ياما و يا بعد ياما حلمت به و أنا بنت صغيرة بالجامعة
... الحين ...
جت الفرصة أنه يتحقق بعد 15 من عرفت سلطان .... ؟
يومين ،،
الخميس و الجمعة ،،
ما شفته ...
و كنت أنتظر يوم السبت بفارغ الصبر ...
أبي بس أتأكد ...
صحيح اللي قاله و سمعته ؟
و إلا من زود حلمي بها الشي تخيلته ؟
صحيح أن اللي بذيك الغرفة
... هو سلطان ...؟؟
و إلا من زود تمني أني أشوفه توهمته ؟
ليلة السبت ،،
كلمتني أمّي ...
و قالت لي أن سلطان جا خطبني من أبوي البارحة !
و أمي تكلمني ...
و أنا عيني معلقة بعينها ...
أبي أقرأ كل ردود فعلها ...
أبي أتأكد ...
أنا أحلم و إلا صحيح ...؟؟؟
الماضي ما جابت له سيرة أبداً ...
عرضت الموضوع بنفس الطريقة اللي عرضت بها موضوع الدكتور
هيثم ...
كأننا نعرف سلطان تونا ...
بغيت أعرف رأيها ...
و رأي أبوي ...
أذكر كلمتها بالحرف الواحد ،، قالت :
- إحنا نبي لك السعادة و الستر ... الله يوفقك ..
الانطباع ... اللي تركته بنفسي أنها ...
وأبوي ما عندهم أي اعتراض ...
أنا ... شوي و أطير ...
أنا طايرة أصلاً من زمان ...
بس ...
أشوفك بكرة يا سلطان ...
و أتيقن أنه مو حلم ...
هذه الحقيقة ...
أنا قمر ...
بعد 15 سنة من عذاب الحب و الحرمان ...
بـ أحظى أخيراً ...
بسلطان ... زوج لي ...
سلطان ... لي ...
حبيبي ... لي ...
اللــــه ....
و لا غمضت لي عين ...
و جا الصباح ،،
و طرت للمستشفى ،،
ما أشوف شي قدامي ...
ما أعرف أحد قدامي ...
أبي المسافة تقصر بسرعة ...
الأرض تنطوي ... و الزمن يمر ...
و أجي لغرفة هبة ...
و أشوف سلطان
... ينتظرني ...
أشوف عينه اللي انحرمت من شوفتها سنين ...
و اسمعه و هو يقول لي
... قمره ...
غصباً علي ...
الدموع أمطرت من عيني و جلست أبكي بعمق ...
و أنا بالمكتب ،،
قبل ما أطلع أشوف هبه ...
لا يا قمر مو وقته ... !
شيلي الدموع و حطّي مكانها أوسع ابتسامة
... أكبر بهجة ...
أعمق فرحة ...
مو هذا الحلم اللي يا طول ما انتظرتيه ؟؟؟
يالله
... سلطان ينتظر .......
حلمك ينتظر ...
ورا هذا الباب ...
... الباب يقترب ...
كان مسكّر ،،
مسكت المقبض و أنا أرتجف و أنفاسي تدخل و تطلع من فمي بدون نظام ...
و حلقي جاف و ما لي ريق أبلعه ...
و رجلي تترنح بي من الربكة ...
دقيت على خفيف...
و فتحت الباب ...
لو أني شايفة شبح
... جني ... وحش ...
أي شي ... كان أهون علي ...
و لا أني أشوف منال جالسة مع بنتها ...
و سلطان مو موجود ..
كل أبواب البهجة اللي كانت مفتوحة لي تقفلت فجأة بوجهي ...
و ظل باب الغرفة هو اللي مفتوح ....
حتى لساني ما قدر ينطق ....
طالعت فيها و كأني أطالع
... في شبح مرعب ...
شي يخوفني و أكرهه ...
شي أبيه يختفي من عالم الوجود ...
أما النظرات اللي هي طالعتني بها
... فأخلي عليكم أنتم
... تصورها ....
- خير ؟ بغيتِ شي ...؟؟
كانت هذه هي جملتها ،،
و اللي قالتها بحدة و بأسلوب تهديد ...
و اللي عنت منها :
( يا متطفلة اطلعي برى أحسن لك ... )
- بـ ... بغيت ...
اتطمن على البنت ...
- ما بها شي ،، شافها الدكتور هيثم ..
تراجعت خطوة للورا
... بعدها خطوة ثانية ...
لازم أنسحب في الحال ...
يا رجلي شيليني أرجوك ...
يا ليتني طحت بحفرة و تكسرت قبل أوصل لهذا الباب ...
ما عرفت أقول أي شي ...
مسكت الباب ...
و جيت أصكه ببطء ...
مو لأني أبي أطيل التفرج على الشبح المخيف ...
و التأمل بنظراته المهددة
... لكن ...
قوتي اللي انهارت لحظة ما شفتها ،، ما سمحت لي بسرعة أكثر من كذا ...
- لحظة يا ... دكتورة قمر ....
الحين
... وصلت لنقطة الهلاك ....
وقفت بنص الطريق ...
نصفي داخل الغرفة و نصفي برى ...
انتظر نزول الكلمات السامة على قلبي ...
منال تقربت مني عشان تتأكد أن كلامها يوصلني و ما يتبعثر يمين و شمال ...
كانت النظرات اللي بعينها كلها تهديد و توعد ...
- ابعدي عن زوجي
... اللي فينا كافينا ...
هذه هي الصفعة اللي وجهتها لقلبي الحالم ،،
قبل ما تصفع الباب بوجهي و هي تدفني برى الغرفة ...
و برى حياتهم
... و برى قلب سلطان ...
و برى الدنيا كلها ....
*
* *
*
المفضلات