الحلقة الثامنة
* * * * * * * *

فجعت قلبي !






سبعة عشر يوم مروا ،،
من ليلة العزومة ...

17 ليلة و أنا أدعي كل ليلة ،،
و أطلب من الله أنه يقــّـوم صديقتي قمر بالسلامة

17 مرة ،،
سألني أخوي سلطان عنها ...



كان كل يوم ،،
أما وهو يوديني أو يجيبني من الجامعة
– بعد ما يوصل منال ،،
و أحياناً بعز الليل ،،
بعد ما يرجع من مشاويره اللي كثرت ،،
يسألني عن صحتها ..



و اليوم الأحد ،،
خلصنا المحاضرات بدري ،،
و رجعت البيت الظهر ،، مع وحدة من زميلاتي ،،
بالتالي ...
ما شفت سلطان من الصباح ..


سلطان ما كان سالني عنها أول النهار ،،
عشان كذا ،،
توقعته يمر علي بالغرفة قبل ما يروح ينام ،،
نص الليل ...



كنت جالسة أراجع بعض النوتات ،،
و كل شوي أناظر الساعة ...
و سلطان ... تأخر ...


يمكن يكون جا ،،
و راح نام ؟
بس ...
غريبة ما سأل عنها اليوم !
أكيد خلاص تطمن ...
و قمر ،،
الحمد لله ،، ردت طبيعية ،،
و رجعت للجامعة من الإثنين اللي فات..



فضولي ما قدرت أقاومه ،،
طلعت من الغرفة أبي أتأكد ،،
أخوي رجع و إلا لا ؟


رحت عند نافذة الصالة ،، المطلة على الكراج ،،
و ما شفت سيارته موجودة ...




- ما أدري وش به تأخر !

التفت ناحية صوت منال ،،
جاي من مدخل الصالة ...


- منال ! لسـّـه صاحية ؟؟
- تأخر ،،
و كلما اتصلت على جواله لقيته مقفل ...

- أكيد جاي بالطريق ...
خلينا نروح نلحق ننام لنا كم ساعة !



قلتها ،،
و أنا مو مقتنعة بها ،،
بالعكس قلقت أكثر لما شفت منال كذا قلقانة ...



- تصبحين على خير


و رجعت غرفتي ...
طفيت الأنوار و غمضت عيني ،،
و غفيت ...



انتبهت من النوم فجأة على صوت طرقات على الباب ،،
ركزت سمعي ،،
أبي أتأكد هذه حقيقة و الا حلم ...
و تكررت الطرقات مرة ثانية ...


( هذي منال ،،
أخوي ما رجع و جت تقول لي ...
أكيد يا رب يكون بخير ... )



قمت عن فراشي و رحت و انا متخوفة للباب ،،
و فتحته بقلق ...


- ... سلطان ... !

حسيت براحة كبيرة ،،
هذا أخوي سلطان قدامي الحين ،،
الحمد لله ...

و ابتسمت ..

- هلا !

- آسف شوق ...

أكدت ابتسامتي ،،
و هزيت راسي مشجعة ( أبداً ، يا هلا بيك )


- أبي أتكلم معك دقيقتين ...
- تفضل أخوي ...


و ولعت الأنوار ،،
و دخل أخوي ،، و صكيت الباب ...



حسيته متردد ،،
طبعاً ،،
أنا عرفت أنه – بلا شك – يبي يسألني عن قمر ...


لكن تردده حيرني ،،
و شفت أني اختصر عليه و أقولها :


- الحمد لله اليوم قمر كانت بألف خير ،،
حتى نفكر نطلع السوق سوى نهاية الأسبوع !



ابتسم ابتسامة خافته ،،
باهتة ،،
ما هي ابتسامة واحد مرتاح البال ...

مع ذلك ،،
قلت انا بمرح :


- إيدك يا أخوي على ألفين ريال !
مكافآت هذا الشهر و اللي قبله أخروها علينا و أنا أفلست !



هالمرة تمدد فمه بابتسامه أوسع ،،
و قال :


- حاضرين ...


- خير سلطان ؟


واجهته بالسؤال مباشرة ،،
أبيه يتكلم دون تردد ...
و أخيراً نطق ...
و أذهلني ...


- أبي أسلم عليها ...


طالعته و أنا مو مركزة ،،
يمكن ما سمعت زين ؟
يبي يسلم عليها ؟



- ... كيف يعني ... ؟؟؟
- بس ... أقول لها :
حمد الله على السلامة ،، و ما تشوفين شر ...

- .... تبيني أوصل لها كلامك ؟
- لا .... ودي أقوله لها ... بنفسي ...


يعني بطريقة أخرى ،،
يبي أخوي سلطان
... يشوفها ...


سكت ،،
ما رديت و لا علّـقت حتى بنظرة ...
لما حس بسكوني الرهيب ،،
قال :


- ما هو ممكن ؟
- قلقان عليها ؟
ما تصدقني ؟ و الله صارت عادية جداً ...

- ما هو ممكن ؟؟؟


شفت بعينه ،،
نظره أقرب للتوسل منها للتساؤل ...
نظرة ما عمري شفتها بعينه من قبل ..
ذبحتني ذيك النظرة...

أجهضت كل كلمة اعتراض كانت بتنولد رداً عليه

- كيف ؟ وين ؟
- أجيبكم بكرة من الجامعة ...
- ... بس ...
بس قمر يجيبها خطيبها كل يوم ...



ما علـّـق ،،
و كأن ّ الجملة ما عجبته ،،
من التنهيده اللي طلعت منه ...



حسيت بعيونه تقول لي :
( يعني ما هو ممكن ؟ )
و كأنها متعلقة بآخر طيف أمل ...
ما اقدر أشوف أخوي الغالي

كذا ...


- طيب ،، راح أدبرها