تتمه:


لازم أكسر حاجز الصمت الرهيب هذا ،،
وش أقول ؟
أحد يسعفني ؟
واحد جالس مع خطيبته ،،
بايش يبدأ الكلام ؟؟؟



- بقى لك كثير من الواجبات ؟
- لا ،، لما أرجع أكمل الباقي ...
- مذاكرة ؟ امتحان ؟
- أبداً ،
موضوع مطلوب مني ألقيه على زميلاتي و جالسة اكتب فيه و ألخّـص ...
زهقت منه ... بغيت أغير جو ...



أما أنا ما عندي ذوق ،،
البنت زهقانة من واجبات الدراسة ،،
و أنا جاي اكلمها عنها ؟
خلني أغير الموضوع أحسن ...


- وين تحبي نروح ؟
- بكيفك ...
- فيه مطعم فاتحينه قبل شهرين ثلاثة ،،
جربته مرة و عجبني كثير ...
نروح نتعشى فيه ؟
- و هو كذلك ...



بعدها ،،
ظلت هي تراقب الشارع و السيارات ،،
يعني وجهها لاف الجهة الثانية ،،
و أنا كل شوي التفت لها ،،
تمنيت نظراتنا تلتقي ،،
بس ظلت شاردة عني و ساكتة لين وصلنا المطعم ...


الحين ،،
صرنا جالسين وجها لوجه ،،
اقدر آسر نظراتها و احتكرها لي !

طلبنا الوجبة ،،
هي ،،
كان اختيارها بسيط جداً ،،
و أنا ،،
مع شهيتي المفتوحة ،، طلبت كل اللي راق لي !


- أنت ِ مسوية ريجيم ؟
- لا أبداً ،،
بس بالليل ما أحب أكثر ...


أنا ( مليان شوي ) و ضخم حبتين ،،
و خطيبتي رشيقة و اقرب للنحافة ،،
يعني لازم أحاول أخفف ،،
و ندمت على الطعام الزايد اللي طلبته ،،
و لا لمسته ...




طول الوقت وأنا اراقبها ،،
و نظراتها على الطاولة ،،
على الشنطة ،،
على كاس العصير على أي شي ،،
إلا على عيني أنا ...


لمحات بسيطة و عابرة ،،
اللي تمنحني إياها من حين لحين ...
و أنا بصراحة ودي اتأمل بعينها ...
و اركز بنظراتها بحرية ...
مو خطيبتي ؟ ؟ ؟



لازم الفت انتباهها ...
و استحوذ على اهتمامها ....


و هي تحرك قطع الجليد بكاس العصير بالماصّـة ،،
و عينها على دوامة العصير داخل الكأس ،،
ناديتها بصوت منخفض ...

- ... قمر ....


رفعت البنت نظرها عن الكأس ،،
و طالعت فيني ...

بلعت ريقي !
كأن الكلام اللي ودي أقوله انبلع مع الريق ،،
و ظل طرف لساني فاضي ...
توهقت ... !

- إن شاء الله عجبك المكان ؟؟؟

( هذا اللي قدرت عليه ! )

- أكيد ...


و رجعت أنظارها للدوامة اللي بعدها ما وقفت ....

انقهرت من نفسي !
البنت كلامها مثل نظراتها مثل أكلها ،،
قليل ...
و أنا مو عارف كيف أبدأ !
لكن مستحيل استسلم ،،
ما أخلي ذي الليلة المميزة تمر كذا ...
لازم اتقرب منها اكثر ،،
لازم أحمّـي علاقتنا شوي ...
بس ما أدري هي وش تتوقع مني و ايش تتقبل عند هالحد ؟
استجمعت عزيمتي مرة ثانية ،،
و انتهزت لحظة شربها
للعصير – و كأنّ الماصـّة حاجز يخفي ارتباكي شوي ! ــ
و قلت قبل ما اتردد :

- عيونك حلوة ...


يمكن العصير اللي دخل حلقها تخرّع من كلمتي و تلخبط و دخل القصبة الهوائية بدل البلعوم ،،
لأنها فجاة شرقت و
كحّـت متواصل لكذا ثانية !


- سلامات ...
- آسفة ...


و بعد ( آسفة ) ما قالت شي ،،
و رجع الصمت ...
و ما رفعت عينها صوبي بعدها
ما ادري ،،
هل ( الشرقة ) سبقت كلامي ؟
ما وصلها ؟
ما سمعتني بسبب الكحة ؟ و الا الكحة بسبب السمع ؟
بس و الله ما أفوتها !
ما صدقت لساني قال ( كلمة حلوة ) !
أكيد سمعت ،،
بس الخجل يمنعها تقول شي ...
و أكيد
تنتظر مني أنا أتكلم ...


- كأنها سما الليل ...
سوداء ... و صافية ...


لمحت شبه ابتسامة خجل على زاوية من من شفايفها ،،
و انحنى راسها أكثر و أكثر ،،
كأنها تبي تبعد نظراتها أكثر و
أكثر ...
كأنها تبي تدفن رأسها بالأرض !


للحق ،، أنا انبسطت !
حسيت بتوترها ،،
يعني كلامي وصلها و عنى لها شي !
و هذا منحني جراة أكبر أني أواصل ...



- أنا محظوظ !

الناس كلهم يقولون عني ( خفيف دم ) ،،
الناس اقصد بهم أصحابي و معارفي و أخواني بالبيت ،،
أما دمي على
الـ ( بنات ) ما أدري كيف يكون ؟
يا ليته يكون خفيف عليك يا قمر ،،
يا ليتك تستلطفي كلامي ...
يا ليت تاخذي عني
انطباع حلو ،،
يا ليت اعجبك !


جيت أبي افتح فمي باقول شي ،،
إلا و الجوال يرن ،،
جوالي !


( الله يهديك يا الوالدة ! هذا وقته الحين ؟؟؟ )