تتمه
أتوقع ،،
لو كان قدّامي ذاك اليوم جبل من الجليد ...
كان انصهر ....
- أحبك .....
تبعثرت حروف الكلمة ...
مع تبعثر جزيئات الهواء ...
في كل اتجاه ...
وصلت لآخر الآفاق ...
وصلت لأبعد الكواكب ...
وصلت لأعمق البحار ...
لكن لأذنه ما وصلت ...
لقلبه ما وصلت ...
لمشاعره ما وصلت ....
ما قدرت رجلي تظل شايلتني ...
ارتجفت ...
فقدت التوازن
ارتميت على الكرسي اللي مع الطاولة ،،
و حنيت راسي فوقها ...
حسيت بالدنيا كلها تظلم بوجهي ...
الشمس اللي غابت ما عاد ترجع ...
الطيور اللي هاجرت ما راح ترد ....
نسمات الهواء اللي تبعثرت مستحيل تتجمع مرة ثانية ....
وصلتني و أنا بها الوضع ،،
ريحة شذية ...
أعرفها زين ....
كانت غترة سلطان عند راسي مباشرة ،،
و عليها العقال و السبحة ...
كان عطره يفوح منها ...
عطره يثير في نفسي شعور غريب ...
ما اقدر أوصفه ...
رفعت راسي بالقدر اللي يسمح لي اشوف الغترة ...
و برقت بعيني السبحة الفضية ...
كانت السبحة رفيقة يده دوم ...
ما مرة شفته إلا وهي بيده تتمايل ...
على كل فص منه مطبوعة بصمات سلطان ....
- قمر ...
انتفضت على صوته يناديني ،،
رفعت راسي و طالعت به ...
كان مازال واقف بمكانه مثل الجبل الفولاذي ....
- لا تضيعي مشاعرك على شخص ما عاد يستحقها ...
ما استاهل ...
جيت أبي أوقف ،،
فيه شي يشدني إني أحط راسي على الطاولة مرة ثانية بدل ما أقوم
قاومته ،،
و وقفت ...
و شفت نفسي أقول دون تفكير :
- ولو ما كنت تزوجت ...؟؟
تردد شوي ،،
و بعدها قال :
- لكن أنا متزوج و الأمر منتهي ،،
ما عاد يفيد التلكين ...
قلت باصرار و عناد :
- و لو ما كنت أنت متزوج ؟؟؟
ما جاوبني ،،
صمته استفزني ...
و قلت و أنا عيني مثبته بعينه أحاول أقرأ منه أي تعبير ... أي اشارة ...
- سؤال واحد بس ،،
و جاوب بصدق و بلكلمة وحدة بس ،...
تحبني ؟
ظل يناظرني ...
و غمض ثوان ...
و كأن ما يبي يشوف أثر الكلمة على تعابير وجهي ... لسانه ما نطق بها ...
لكن صمته أكدها بشدة ...
الى هنا ،،
قررت أنسحب ...
أختفي ...
ما عاد فيه شي ينضاف ...
جيت أبي أمشي ،،
اطلع من الشرفة ...
و وقع بصري على الطاولة ...
و الغترة فوق الطاولة ...
و السبحة الفضية تبرق فوق الغترة ...
ما دريت بنفسي ،،
شفت ايدي تتحرك ...
تمتد صوب السبحة ...
تمسك بها ...
تقبض عليها بين أصابعها ...
تاخذها ...
درت بعيني صوب سلطان ،،
و هو واقف يشاهدني و أنا آخذ السبحة بجرأة ...
و عيني تقول في نظراتها :
( صارت لي ) !
و جا رده بابتسامه خفيفة ارتسمت على وجهه :
( صارت لك ) !
دخلت المكتب ،،
كانت شوق واقفة عند الطاولة ،،
بعد ما رتبت الأوراق فوقها
ما ادري ،،
اي جزء من كلامنا قدرت تسمع ...
لكني متأكدة أنها شافت السبحة الفضية و يدي تدخلها بالشنطة ،،
و سمعتني و أنا أقول :
- يالله نرجع ....
... يتبع ...
المفضلات