تتمه:



ما قلت لـ سلمى أنا ايش رح أسوي ،،
لو عرفت ،،
كانت راح تصرخ بوجهي و تحاول تمنعني ...
و اعرف أن معها الحق ...
لكن ...
سلطان قلبي ... و ما اقدر أعصيه ....



كانت الشمس ترسل خواتم أشعتها قبل ما تودع السماء ....
و تبعثرت الأشعة الباهتة صوب الغرب ...
و لونت الأفق بألوان نارية متدرجة ...
كان منظر جميل ...
الشمس تودع ...
لكن لنا معها بكرة لقاء جديد ....
و صلنا المكتب ،،
أنا و شوق ...
معظم الموظفين غادروا ...
و الباقين ،
يلموا أشياءهم و يرتبوها استعداداً للرحيل ...
أما سلطان العسل ...
فكان واقف عند نافذة الشرفة المفتوحة ...
يتأمل الشمس ....
و يمسك مسباحه الفضي يحركه بين أصابعه ....




- السلام عليكم ،،
كيفك أخوي ؟


كانت شوق أول من تكلم ،،
ابتسم سلطان و رد التحية ،،
و لف تجاهي ،،
و قال :
- مساء الخير ،، قمر ...


ارتبكت بشكل ما توقعته ...
هذا هو سلطان قدّامي الحين ...
يفصل بيني و بينه خطوات ...
تلعثم صوتي و أنا أرد ..

- مساء ..... النور ....

- تفضلوا ...




رفعت ايدي و فيها الكتب ،،
و حطيتها على الطاولة ،،
و قلت أحاول أخفي توتري :

- هذه آخر الكتب ، شكراً ...
- العفو ،، إن شاء الله بس عجبتك ؟
- نعم ،، عجبني اللي قريته منها ...




جا صوت شوق ،،
و هي تحاول تلطف الجو شوي ،،
و قالت بمزحة :

- كم عمود حجزت لها بالمجلة ؟
ترى جايبة معها قصيدة طويــــــــلة !
و هالمرة مو ببلاش !
و الدفع مقدماً !

- احنا حاضرين ... !


و داهمت الجو أصوات سرب من العصافير ،،
كان قوي ...
و التفتنا كلنا صوب الشرفة ...
و فتح سلطان البوابة الزجاجية للشرفة ،،
و طلع يتفرج عليها ،،
و مسكت شوق إيدي و أخذتني معها للشرفة ...


كان عدد العصافير كثير كثير ....
و منظرها يشرح الصدر ...
و الشمس اختفت ،،
و ما بقت إلا أطراف أشعتها تتراقص على أغنية السرب المهاجر ....


ظلينا فترة نراقب جمال المنظر دون كلام ...
و لما تلاشت الطيور ...
انتبهت على صوت سلطان يقول :

- يا ليت لي جناحين مثلها !



لفيت صوبه ،،
كان ما زال يناظر في السماء ...
و نقل أنظاره تجاهي لما حس بحركتي ...
و التقت نظراتنا التايهة ...

كأني حسيت بصدمة ،،
و باعدت أنظاري عنه ،،
و لفيت تجاه شوق ...
و ما لقيتها ...


درت بأنظاري بالمكتب و حوالي ،،
و شفتها واقفة بعيد ،،
عند المكتبة ،، تتفرج على الكتب و تتصفحها ،،
أو بالأحرى ...
تتظاهر بتصفحها ...




كانت الشرفة واسعة ،،
و وقفنا عند أحد أطرافها ...
و خيّم علينا صمت رهيب ....

انتظرته يبدأ الكلام ...
و بدا و كأني راح أنتظر لآخر العمر ....

الشمس الحين سحبت أذيالها ،،
و ما عاد فيه إلا لهيب الشفق الأحمر ...
ينذر بالظلام القادم ...



- إش بغيت ... سلطان ؟

سبقته أنا بالكلام ...
و أنا عيني على الشفق ...

- قمر ... أنا آسف ...


ما زالت عيني على الشفق ...
مصرة تودعه لآخر لحظة ...

- على ايش ؟

قلتها و أنا أتظاهر بالبرود ،،
و داخلي نار تحترق ...

- على كل شي يا قمر ... أبيك ... تسامحيني ..
- هذا كل شي ؟



كأن كلمتي أصابت منه موضع ألم ،،
تأوه ... و تنهد بمرارة ...
تنهيدته ذي ،،
قطعت قلبي ،،
حبيبي يتنهد يعني ضايق ٍ صدره ،،
و أنا ما اقدر أشوفه ضايق الصدر ...

وجهت انظاري صوبه ،،
و قلت ...


- سلامتك من الـ آه ...
- قمر ... قمر ... ما أدري إش أقل لك ...
- اللي بخاطرك ،،
اسمع ... خير ؟


و بعد تردد قصير ،،
قال ...

- قمر ، أنت ِ مقتنعة بـ بسـّـام ؟