تتمه:
*
* *
*
- سلطان ...
وقـّـف عند محل الآيسكريم !
مشتهية واحد !
قالت شوق لما قربنا من محل آيس كريم في طريقنا ...
و وقف سلطان السيارة ،،
و نزلنا إحنا الثلاثة ،، و دخلنا المحل ...
و احنا طالعين ،،
و كل واحد بإيده نصيبه من الآيس كريم ،،
التفتت شوق ناحية البحر ...
- الله !
بالمرة بديع !
وش رايكم ،، خلونا نجلس عند البحر شوي !
مو من اعتباط ،،
كانت تقصد شي ،،
و الفكرة راقت لنا كثير ...
و مشينا لعند البحر ...
الشمس ،،
مازالت في كبد السماء ...
نورها يسطع على الوجوه مباشرة ....
يتخلل عدسات العيون ...
و يبرق لونها العسلي الجذاب ...
و من الناحية الثانية ،،
يترك ضياها ظل طويل ممدود ...
يتراقص على الرمال الناعمة ...
مثل ما تتراقص القوارب
الخشبية على أمواج البحر ...
أحسد الرمال اللي قدرت تعانق ظله و هو يمشي عليها ...
ما أذكر كيف كان طعم الآيس كريم ...
حواسي كلها فقدتها ذيك اللحظات ...
كان بارد و الا حار ؟
كان حلو و الا مر ؟
كان آيس كريم و الا قهوة ؟
ما اذكر ...
وقفنا عند الساحل ...
نراقب الأمواج و هي تضرب بالرمال ...
بدون كره أو نقمة ،،
و كانت رمال الشاطيء مستسلمة
لضرباتها ،،
مثل استسلام الرضيع لضربات راحة يد أمه على ظهره ،،
و هو نايم بحضنها ...
شوق ،،
عشان تتيح لنا فرصة نتكلم ،،
مشت بمحاذاة الساحل ،، و ابتعدت كم خطوة ...
- ألف حمد الله على سلامتك يا قمره ،،
عدّاك الشر و كل مكروه ...
- الله يسلمك ... الشر ما يجيك ...
- إن شاء الله كل شي بخير ؟
وش قالوا الأطباء ؟
- كل شي تمام ،،
عندي موعد بعد كم أسبوع ،، للمتابعة لا أكثر ...
- الحمد لله ...
كأنّ البحر ،،
كان فرحان بلقائنا ؟
كأنّ أمواجه هاجت شوي ،، تغني و تتراقص احتفالاً بنا ؟
ليه تهيأ لي أن كل الكون ...
جاي يحضر لقاءنا و يحتفل ...؟
الشمس ... الطيور .. الأمواج ... الرياح ...
كل الكون ...
يشهد لقاء المحبين ،،
بعد طول فراق ....
اشهدوا معي كلكم ...
أحبه ،،
و مشتاقة له و ولهانة عليه ...
الشعور الـّـي أحس به ،،
لما يكون العسل قريب مني ،،
شعور ...
أعجز و لو كنت أملك قدرات العالم كلها ،،
عن إني أوصفه ...
- متى زواجكم ؟
اخترقت هذه الجملة الدخيلة المشؤومة جمال اللحظات ...
و توقف كل شي عن الغناء و الرقص ...
و افسدت الحفلة ...
طالعت بسلطان ...
و نظراتي كلها لوم و اتهام ...
ليه خرب علي حفلتي ؟؟؟
سلطان ،،
طالعني ينتظر مني الجواب ...
قلت بصوت مخنوق :
- ما تحدد
سكت شوي ،،
بعدين قلت و أنا مقهورة منه :
- ليه تسأل ؟
- مجرد سؤال ...
- مو في مكانه
هزته جملتي الأخيرة ...
و طالع فيني بعمق ،، كأنه يبي يقرأ المكتوب على عيوني ،،
و كأن اللغة كانت غريبه عليه ...
ما عرف يقراها ...
- ليه ؟
- تسألني ليه ؟!
ابتعد بانظاره صوب البحر ...
ما كان يبي يقرا أكثر ...
- سلطان ...
ناديته بصوت ... كله حنين و مشاعر ...
التفت لي ...
- نعم ؟
- تتوقع ،،
أني ... خلال الشهرين اللي فاتوا ...
قدرت أحب بسـّـام ... و أنساك ؟؟
ما عرف يجاوب ... أو يمكن ما بغى يجاوب ...
- سلطان ... أنا ... بعدني .... أحبك أنت ...
تنهد تنهيدة طويلة ،،
و قال ...
ببرود ... أبرد من الآيس كريم اللي كان بايدي ...
- إش الفايدة يا قمره ؟
... إش الفايدة ؟ ....
قمر ...
قمر ... لازم تنسيني ...
لا تخلي ... تعلـّـقك بي يكون السبب ... في أي مكروه يصيبك ...
مو أنا ... اللي
استحق ... مشاعرك ...
أرجوك ...
وجهي مشاعرك لزوجك ...
زي ما أنا ... وجهتها لزوجتي ...
دارت بي الدنيا ،،
امتلكتني رغبة مفاجئة في ( التقيؤ ) ،،
صرت اتلفت يمين و شمال ،،
قلق سلطان ،،
و حس أن فيه شي ...
- قمره أنت ِ بخير ؟
هزيت راسي لأ ...
لأ يا سلطان لا تسوي فيني كذا ...
لا يا سلطان لا تحطـّـمني في عز فرحتي
لا يا سلطان لا تسمح لغيرك ياخذ مشاعري ...
لا يا سلطان لا توجـّـه مشاعرك لأحد غيري ...
لا يا سلطان مو بخير ....
لا مو بخير ...
مو بخير ....
- قمر ... ؟
نادى و هو مذعور و قلق ...
طالعت فيه و دموعي مثل المطر ...
و في قلبي صرخة ما قدرت أكبتها بعد أكثر ...
- هذا اللي بغيت تقوله لي يا سلطان ؟
جايبني هنا عشان كذا ؟؟؟
- لا يا قمر ... مو قصدي
قاطعته بحدة :
- إش تقصد ؟
وضح لي ؟
- قمر نعيد و نزيد ؟
انسيني يا قمر...
اعتبريني ... فيلم و انتهى ...
قصة و خلصت ...
اعتبريني ... اعتبريني ....
و أشار على البحر ،،
و كمـّـل :
- ... اعتبريني موجة و عدت ...
و ما بقى ... إلا الزبد ...
المفضلات