بسم الله الرحمن ا لرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




أعزائي أحضرت لكم قصة رائعة أتمنى أن تنال أعجابكم وتتعايشون مع أحداثها،،

وللأمانه هي من تأليف أختي وأهدتني إياها
و أحببت أن أضعها الآن بين ايديكم
أترككم الآن مع القصة ....






الإهداء:
إلى كل من طاف حول سطوري..
ونالت إعجابه كلماتي..
وبالأخص أختي العزيزة :أحلى زهر ..

***********




عند همس النجوم.. و رحيل القمر
تشرق الشمس لتهنئ كل صديق بلقاء عين
صديقه.. حتى بعد عشرين عاماً........





تارجحت غصون البان، وامتدت أشجار الزيزفون لتعزف فوق أغصانها الطيور الغادية من أعشاشها...

في قصر حديث..أنهت فتاة في عمر الربيع درجات السلم الشاهق الواسع وتقدمت بخطواتها الثابتة إلى المطبخ وهي تتلفت يمنة ويسرة باحثة عن شيء..
وقفت عند باب المطبخ فرات الخادمات منهمكات في عمل الغذاء.. سألت إحداهن:
_أين أمي؟
_سيدتي في المكتبة..
وبخفة!..

اتجهت إلى غرفة المكتبة الكبيرة التي تضم مختلف الكتب العربية والأجنبية ولمختلف المجالات العلمية والأدبية..
طرقت طرقاً خفيفاً على الباب حتى سمعت صوت أمها تقول:
-تفضل
دخلت مبتسمة قائلة:

-.بحثت عنك كثيراً..
فردت الأم وهي ما زالت تتصفح الكتاب الذي لديها دون أن ترفع رأسها..
_ها أنذا .. ماذا أردت ِ ياحبيبتي؟
فردت وقد أحاطت أمها بذراعيها :
_فقط..اشتقت لحضنك الدافئ..
_ألن تعقلي يا(حلا)
_حتى لو خضبني الشيب سأظل ابنتك الصغرى..
فاكتفت الأم بابتسامة..

وبادرت (حلا)من جديد:عمّ تبحثين؟
_أبحث عن حل لمشكلتي..
_وأي مشكلة؟..
_أنتِ تعرفينها تماماً..فلمَ تسألين ؟!!..
_بالمناسبة..أين أبي؟..
_ابحثي عنه و اخبريه بأننا سنتناول الغذاء الآن..
_حسناً..
ودارت (حلا ) أرجاء القصر باحثة عن أبيها فلم تجده..

إلى أن اهتدت إلى الحديقة فأخذت تتجول في أرجائها إلى أن وجدت أبيها يجلس متكئاً متأملاً شجرة التين..
دون أن يلمحها..تنهدت بأسى وقالت:
-ما سر هذه الشجرة..وما سر الحزن المرتسم على وجه أبي كلما نظر إليها؟
فقالت بصوت مسموع حاولت أن تجعله طبيعياً..

_أبي..
فاستدار وهو يمسح دمعة على خده..

فبدت على آثارها (حلا ) كأنها لا ترى دموعه..

_أبي..الغذاء جاهز
فأومأ برأسه علامة للإيجاب..
واجتمعت الأسرة الصغيرة حول المائدة..

فابتدأت الأم:
_أين أختك يا (حلا )
_في غرفتها..
_(أسعد الله مسائك يا أحلى أم) قالتها البنت التي تكبر (حلا ) بسنتين ـ

وهي تقبل أمها وتبعث بمثلها لأبيها..
جلست ..وشرعوا جميعاً في تناول الغذاء..
بدا الأب واجماً على غير عادته..لمحته الأم كذلك فتنهدت بأسى وأبدت اللامبالاة أمام ابنتيها..فهي تعلم جيداً مالذي يجول في خلده.. مرت لحظات صمت إلا من صوت الملاعق والصحون قطعتها (غلا ) بقولها لأختها:
_ كيف هي الأمور معك في المستشفى..
_بخير.. وعلى حسن ما يرام.. فمهنة التمريض مهنة تستهويني.. صحيح أنني في بداية الأيام وقد ارتبك بعض الأعمال..ولكنني سأعتاد ذلك..
فضحكت (غلا ) وأردفت:

-ذلك يحتاج لقلب كالصخر! و أنت.. رقيقة.. حساسة.. مرهفة.. ( توقفت عند هذه الكلمات وهي تنظر إلى أبيها فلاحظت وجومه وبطئه في تناول الطعام فقالت محاولة تبديد ما هو فيه) :
-أبي.. يبدو أنك خائف من (حلا ) فربما دست في جيبها إبرة لتغرزها فيك..
اغتصب ابتسامة فاترة جعلته يغادر مكانه.. مما حذا بـ (غلا ) التفكير فيما قالته وان الظرف لا يلائم المزاح والمرح فتوجهت إليها الأم بهمس قولها:

- ما بك يا (غلا )ألا ترين أباك كيف لا يطيق حتى نفسه.
_ أهذا ذنبي لأنني حاولت إضحاكه..
_ليس في هذا الوقت.. يكفي أنه يرثي لحالك..
_وما به حالي؟!
_جلوسك في البيت بلا هدف ..ألا يستحق الرثاء؟..
وماذا أفعل إذا كنت لا أحب الدراسة..يكفي أنني أكملت الثانوية العامة..
_وذلك في نظرك إنجاز عظيم!.. ها؟ اخبريني كم من السنوات مكثت في البيت هكذا بدون دراسة وبدون عمل.
_أوه يا إلهي..ذلك قدري..
_لو أنك حاولت وأكملت لـ......
_أمي.. أرجوك كفي عن الكلام سأغادر حالاً..
_ما بك يا بلهاء..
_أعرف.. أعرف..تريدين مني مغادرة المكان.. سأغادره حالاً..
فنهضت متجهة لغرفتها .. والدهشة عقدت لسان الأم..

نظرت إلى ( حلا ) التي ما كان منها إلا أن ضحكت.. وضحكت ملئ فمها.. قالت الأم:
-هل تحمل في رأسها عقلاً؟!!
فردت (حلا ):

- ألا تعرفين أختي..تبدي الحماقة دائماً..أما ذكائها فلمصالحها فقط..

بعد انتهاء تناول الغذاء..

انفردت (حلا ) بغرفتها.. جلست عند مكتبها واستخرجت من أحد أدراجه دفتراً كبيراً بدا كدفتر مذكرات تصفحته ببطء..حتى وجدت بين الأوراق صورة فوتوغرافية..
ابتسمت ابتسامة واسعة حينما سقط نظرها عليها ..
ولمع في عينها بريق الذكرى ..
تبين أن الصورة تحويها يوم كانت طفلة ومعها طفل وقد تشابكت أصابع يديهما تخلفهما زرقة بحر واسع...
قبلت الصورة وأخذت تتأملها ملياً وكأنها حديثة العهد بها..
حتى رن هاتفها المحمول فأجابته:
-أهلاً (فاطمة)
_أهلاً بك ..أين أنت..
_أنا في البيت.
_ولماذا في البيت ؟! إنه يوم إجازتك فلماذا تمكثين فيه.
_و إلى أين اذهب ؟
_تعالي إلي.. أنا جارتك ولي حق عليك..
_حسناً يا جارتي العزيزة.. ومتى تريدين مني الزيارة..
_آ.. لاحقاً إن شاء الله..أما اليوم فانا التي سأزورك..
ضحكت (حلا ) حتى قالت:

-إذن..كنت تمهدين لك الطريق للمجيء ..تفضلي في أي وقت شئت..
_شكراً..انتظريني بعد دقائق..
_حسناً.. مع السلامة
********




البقية تأتي...