تتمه :



سلمى ...
كانت واقفة قدامي تصرخ بوجهي ،،
و تدعي على أخوي أن ربي يقضي عليه
.... أنا ...

كنت أبي أصرخ بها ،،
أو حتى أصفعها على وجهها بعد الكلام اللي قالته
... بس ما مداني أسوي شي ...

لأن قمر فجأة صرخت


- لاااااااااااااا



صرختها ،،
كانت قوية و متواصلة ،،
و التفتنا صوبها ...
و شفنا إيدها تهتز بعنف ....
و رأسها يرتفع و يصلب ...

و ظهرها ينشد بقوة ...
و عينها ترف بسرعة ....


أنا بس شفتها شهقت بقوة ...
و وقفت بمكاني أرتجف من الخوف ....


و سلمى ،،
راحت لها بسرعة ،،
و مسكتها ،، و هي تصرخ :


- قمر ... قمر ...



و بسرعة ضغطت على زر الاستدعاء ...
و جت الممرضة تركض ...
و سلمى تصرخ


- تشنجت ... تشنجت ...


في ثوان ...
وصل الطبيب المسؤول ...
و اعطاها جرعة كبيرة من علاج التشنج ...
و لا استجابت ...

و كرر الجرعة مرة ثانية و ثالثة ...
و عقبها ،،
نقلوا قمر بسرعة ،،
لغرفة العناية المركزة .....




الموقف ذا تكرر علي مرة من قبل ...
لما تدهورت صحة بنت أخوي و نقلوها للعناية
... و لا رجعت منها ....



و أنا أرتعد ....
و ما أذكر أن رجلي تحركت ،،
بس شفت روحي معهم ..

بالعناية المركزة ،،
و الكل ملتم حول سرير قمر ....

و سلمى ،،
حاطة يد على قلبها ،،
و اليد الثانية ،،
ماسكة بها يد قمر ...



قمر ... بتموت ....





ما أدري إيش سويت ؟

شفت أخوي سلطان قدام عيوني ...
رميت نفسي بحضنه ،،
و أنا أصيح ....
و أنا أصرخ ...



- قمر بتموت يا سلطان ...
قمر بتموت خلاص ....




شديت عليه بقوة ...
بقوة ...
كأني أمسك روح قمر لا تطلع
... كنت أرتجف ...

أحس بجسمي ،،
كله يتراقص بين ذراعين أخوي ....




أخوي ...
هل هذا أخوي ؟
اللي أنا بحضنه الحين ؟

من وين جا ؟
كيف جا ؟



أنا اللي اتصلت عليه ،،
و قلت له : ( قمر بتموت ) ...
كأني أنا اللي اتصلت ... ؟


وين جوالي ؟

وين الشنطة اللي كانت بإيدي ؟

أنا من طلعني برى غرفة العناية المركزة ... ؟

أنا واقفة على الأرض ؟ و إلا طايرة بالهواء ؟ و الا أخوي شايلني ؟

ما أحس برجلي ...

ما أحس بجسمي ...

ما أحس بأي شي ...

ما أدري عن أي شي ...

ما أدري عن أي شي ....





*
* *
*





أنا ...
صحيح بعيد عن الأحداث ،،
بس باقول لكم اللي صار حسب علمي
– و الله أعلم ....



كنت بالبيت ،،
و سلطان معي ،،
انتظر اتصال شوق ،،
عشان أجيها المستشفى ...

لما تأخر اتصالها ،،
اتصلت بها اسأل وش أخرها ؟

اتصلت ...
و ردت شوق بطريقة غريبة ...
ما أدي كيف أوصفها لكم ....



كنت أسمع أصوات كثير حوالينها ...
أسمع صوت نسائي يقول



- (( لو سمحت ِ الجوال ممنوع داخل غرفة العناية المركزة .... ))


ناديتها و لا ردت علي ،،
خفت و قلت وش صاير ....
رديت أسأل :


- شوق تسمعيني ؟ أنت معاي ؟؟

و كل اللي قالته ،،
بصوت مرعوب مرتجف :


- ( قمر بتموت ) !


بعد كذا انقطع كلامها ...
و ظليت أسمع أصوات فوضوية من حواليها ....
و أنادي و أنادي و لا يجيني رد ..


و انقطع الأتصال ...


اتصلت مرة ثانية ،،
و ثالثة ...
الجهاز كان مقفل ....


قمت مفزوع ...
و سلطان كان معي ...
سألني بقلق :


- خير ياسر ؟؟؟

جاوبت بشرود ،،
و قلق أكثر ...



- ما أدري سلطان ...
فيه شي قاعد يصير لشوق بالمستشفى ،،
لازم أروح ...

- وش قالت لك ؟ وش صار ؟
- ما ردت علي ...
قالت : - ( قمر بتموت ! ) ! !





و في دقايق ،،
كنا أنا و سلطان عند غرفة العناية المركزة بالمستشفى ....

اللي صار بعد كذا شي مزعج ...
ما أحب أذكره ...
الخلاصة ،،
أن الدكتورة قمر كانت في حالة خطيرة ...





أهل قمر جوا بعدنا بشوي ....
و شافونا متجمعين عند باب الغرفة ...
لخبطة كثيرة صارت ...

و سلطان كان مفزوع ...
كان ماسك يد شوق ،،
و واقف على أعصابه عند طرف الباب ،،
شوي و يدخل عليهم ...

كانوا يدخلون الغرفة واحد بعد الثاني ...
و الولد – بدر – بعد ما دخل ،،
ما رضى يطلع



التفت سلطان فجأة ،،
صوب ثامر ،،
و اللي كان ينتظر دوره ،،
عشان يدخل يشوف إخته ،،
و قال :

- ودي أدخل أشوفها ...



صياح ... صراخ ... ولولة ...

ناس تدخل ...
و ناس تطلع ...


جا دكتور ،،
و دخل ،،
- بعدين عرفت أنه زميل الدكتورة في العمل -
و سلطان فجأة جا يبي يدخل معه ...

مسكت ذراعه ،،
و سحبته لبرّى ...



- سلطان ؟؟ انهبلت ؟

- وش جابه هنا ذا ؟



قال سلطان بعصبية ،،
و أنا ماسك ذراعه مانعنه من الدخول ...
و هو يمسك ذراع أي طبيب يطلع من الباب ،،
و يسأله عن قمر ...



شوق كانت تدخل و تطلع كل شوي ...
و كل ما طلعت مسكت بسلطان ،،
و ارتمت عليه منهارة في نوبة بكاء متواصلة
... و هي تصيح ...


- ( لا تموتي يا قمر )



*
* *
*