صفحة 8 من 9 الأولىالأولى ... 6 7 8 9 الأخيرةالأخيرة
النتائج 106 إلى 120 من 135

الموضوع: فجعت قلبي

  1. #106
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :


    كان عندي مريض بالعناية المركزة يحتضر ...
    حالته متدهورة و نتوقع موته في أي لحظة ...


    توقف قلبه ثلاث مرات في الصباح ...
    و في العصر ،،
    لما كنت بمكتب قمر سمعنا النداء الحرج و على طول جا ببالي أنه مريضي توقف قلبه مرة رابعة ...



    جينا نسرع للعناية المركزة ،،
    و أول ما دخلنا شفنا الممرضات و معهم طبيبين أو ثلاثة متجمعين عند سرير مريض ثاني
    ... غير مريضي ...




    رحت أنا لمريضي ،،
    ألقي نظرة على آخر تسجيلات علاماته الحيوية و تحاليله قبل ما أطلع البيت ،،
    و أتركه في رعاية الطبيب المناوب ...




    بصراحة ما التفت في البداية للمريض الثاني ،،
    و كان معه أطباءه و الدنيا زحمة

    بس التفت لقمر ...
    اللي وقفت هناك قرب السرير الثاني ...




    سمعت صراخ و صراخ و صراخ ....


    شي لفت انتباهي ...
    هذا صوت سلطان ! و هذا صوت شوق ...

    جيت بسرعة لعند قمر ...
    كانت واقفة مثل التمثال ما يتحرك فيها الا عيونها ...



    سلطان يصرخ :

    - بسرعة يا دكتور ...

    و الدكتور يصرخ :

    - أطلعوا برى لو سمحتوا لا تربكونا

    منال تصرخ من جهة ،،
    و شوق تصرخ من جهة ...


    - ( البنت ماتت لحقوا عليها )




    فوضى ... ربكة
    ... تشوش ... زحمة ...

    وضع تعودنا نشوفه بحكم عملنا بالمستشفى ...
    بس الصورة صايرة مشوشة أكثر ...
    الدنيا ملخبطة فوق تحت ...



    مسكت يد قمر ...
    بغيتها تمشي معي نطلع برى ...
    بس دون ما تطالع فيني سحبت يدها و عينها معلقة على
    ( المشهد )
    ... على كل حركة ...

    على مؤشرات الأجهزة
    ... على سلطان ...




    أربعين دقيقة مرت ...
    من الإنعاش المستمر ...
    و الأطباء يتناوبوا العملية ...
    و العرق يتصبب منهم ...



    الجو حار ...
    حار
    ... كل شي حار ...
    كل شي أحمر ...
    مثل عيون سلطان ومنال ...
    و شوق و قمر ...

    مثل الدم اللي لطخ أنبوب التنفس متفجر من رئة البنت المنكوبة ...



    أربعين دقيقة ...
    هي مدة أكثر من كافية ...
    عشان يقرر الطبيب أنه يوقف الإنعاش ...
    و يسجل لحظة نزع الروح الأخيرة
    ... و موت الطفلة ...




    رفع الفريق الطبي أياديهم عن المريضة
    ... اعلاناً للنهاية ...


    سلطان طالع بالطبيب ،،
    و صرخ :


    - ليش وقفت ؟

    الطبيب هز راسه ...

    شوق صرخت ...

    - ...... لا ....




    و صراخ بعد صراخ ،،
    و اندوت الغرفة بصراخات الكل ...

    هبة ماتت قدّام عيونا كلنا
    ... كنت أبي أطلع ...
    بس ما قدرت ...



    سلطان ...
    رفع بنته لصدره ،،
    و هو يصرخ :


    - هبه ... ردي علي ...


    ما قدرت أتحمل أشوف أكثر من كذا ...
    رحت لشوق و حضنتها بقوة

    و هي تصرخ :

    - هبة ماتت ؟ ما أصدق ...


    الطبيب و الممرضات يحاولوا يهدوا الوضع ...
    يحاولوا يطلعونا برى


    سلطان ...
    حاضن بنته عند قلبه و متمسك بها بقوة ...
    و منال تهز فيه


    - خلني أشوفها ... ما ماتت ... هبة ردي علي ...



    الضجة اللي صارت هالمرة ،،
    و التفتنا كلنا صوبها كانت جاية من جهة قمر،،

    قمر ... طاحت من طولها مغمى عليها ...


    *
    * *
    *




    تأخرت أمي في المستشفى ...
    كان براسي كلام ودي أقوله لها وكنت أنتظرها من ساعات ...

    اتصلت عليها بالجوال ،،
    بس الظاهر كانت مشغولة كثير ،،
    او الجوال ما هو بمعها ...



    لما جت الساعة 6 المغرب ،،
    جيت أباطلع أشتغل في عشة الحمام شوي ...
    و شفت جدتي جاية تسرع صوب الباب ...



    - خير وش صاير ؟؟؟

    سألتها بقلق ،،
    و ردت بفزع و لهفة :


    - أمك تعبت في المستشفى ... باروح لها


    لما وصلنا ...
    كانت أمي على السرير فاقدة الوعي ،،
    و كانوا على وشك أنهم ياخذوها لغرفة الأشعة ...

    كلمتها ما ردت علي ...


    بسرعة اخذوها ،،
    و ظليت مع جدتي و جدي و الدكتورة سلمى صديقتها بالغرفة ...


    أنا حاولت أسأل الدكتورة إذا تعرف أي شي ،،
    لكنها طلعت بسرعة و ما ادري وين راحت ...




    بعد أقل من ساعة ...
    رجعت الممرضة بأمي على السرير و معها الدكتورة سلمى ...
    و أمي بعدها فاقدة الوعي ...


    سألت جدتي بفزع :

    - وش فيها ؟


    جاوبت الدكتورة سلمى ،،
    و هي تهز راسها بمرارة :


    - نزيف داخل الراس ....



    *
    * *
    *
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  2. #107
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :


    هذه المرة احتاجت قمر عملية مستعجلة
    ... في الرأس ...



    طبعاً أنا شلت يدي من الموضوع كطبيبة ،،
    و ظليت معها كصديقة و وحدة من الأهل ...


    كنت أتابع كل شي
    ... كل صغيرة و كبيرة ...
    أول بأول ...


    الأشعة وضحت أنه كان عندها نزيف بسيط من أيام ،،
    تخثر و ما أحد انتبه له

    أما النزيف الجديد هذا
    ... كان ... شديد ...




    نفس المكان اللي صابته ،،
    نفس الحالة قبل 14 سنة ...





    كانت بآخر الأيام تشتكي من صداع رهيب ...
    كيف ما فكرت أنه ممكن يكون شيء خطير ... ؟

    انا ألوم نفسي أني ما انتبهت ...


    بس كان ذاك من زمن
    ... و انتهى ...
    يا ليته كان انتهى
    ... يا ليت ...





    قمر...
    بعد العملية المستعجلة ظلت بالمستشفى أيام
    ... فاقدة الوعي تماماً ...
    و أسابيع ...
    مشلولة عن الحركة ...




    كنت أول ما أجي المستشفى أمر عليها ...
    و آخر الدوام أمر قبل ما أطلع
    ... و في أوقات الزيارة ...
    كنت أحاول أتحاشى التواجد ...
    ما أقدر أشوف أهلها و أسمع أسئلتهم
    ... ما أقدر ...




    في البداية ...
    كان كل اللي يطلع منها أنات و تأوهات ...
    بعدين بدت تحرك شفايفها و لسانها بصعوبة ...

    و أول كلمة نطقت بها و هي لسة في حالة اللا وعي : ( عسل ) ...


    مرة من المرات ...
    و أنا كنت عندها وعت شوي ...
    فتحت عينها و حركتهم يمين و شمال ...
    مسكت بيدها و ناديت بلهفة :

    - قمر ... تسمعيني ؟


    ما جاوبت علي ...
    شديت على يدها أبيها تحس فيني
    ... كلمتها ...
    بكيت غصباً علي ...
    و أنا أردد


    - تشجعي يا قمر ... ارجعي لنا ... أرجوك ...


    كأني سمعتها تقول ( عسل )
    ... طالعت بعينها ...
    أكيد قصدها تسأل عن سلطان ؟


    سلطان ...
    ما أعرف أخباره
    ... بعد وفاة بنته الوحيدة ...
    ما أدري وش صار فيه ...
    يا ليته مات بدالها ...

    يا ليته طايح بالفراش بدل قمر ...
    يا ليته غرق من سنين بدل بسام ...


    رديت ...
    و أنا بس أبي أشجعها و أشوف تتجاوب معي أو لا :


    - سلطان ؟ سلطان بخير و يسأل عنك ...


    أهي حقيقة أو تهيؤ
    ... مو متأكدة ...
    بس كأني شفت الراحة بعينها ...
    غمضت ثواني و ردت فتحت تطالع فيني ...

    كأنها تقول ( طمنتيني )...
    بعدها غمضت مرة ثانية ...



    *
    * *
    *



    ماتت بنت أخوي
    .. الوحيدة ....
    المدللة الدلوعة ... بهجة قلوبنا كلنا ...
    نشوة البيت و العيلة كلها ...

    ماتت ...
    و ما تركت بعدها الا سواد في سواد



    شهرين مروا من يوم وفاتها
    ... و صورتها الأخيرة ...
    و هي جثة بلا روح ...
    بحضن أبوها و هو يصرخ
    ( ردي علي ) ...
    صورة للحظة ذي ... و لآخر لحظة بعمري
    ... ما نسيتها و لا بانساها ....



    أتذكرها كأنها صارت البارح
    ... قبل شوي ...
    قاعدة تصير قدامي الحين ...



    و أتذكر
    ... قبل سنة ...
    لما كنت أشاهد أروع صورة .
    .. لأخوي و بنته ...
    و احنا بمكتبه بالشركة ...

    و هو شايلنها على ذراعه و حاضننها ...
    و هي تضحك بمرح و حيوية ...
    و النافذة مفتوحة من وراهم ...

    و البدر مكتمل ...
    و النسيم يلعب في شعر البنت الحريري ...



    يومها أتذكر أني تمنيت لو كانت عندي كاميرا أصور بها هذه الروعة ...
    ما كنت أدري ...
    أنها بتظل ببالي كآخر و أروع صورة لهم ...
    محفورة و محفوظة دون الحاجة لأي كاميرا ....

    معلقة بالضبط ..
    جنب صورتها و هي ميتة بحضن أبوها
    ... في المشهد الأخير ...



    ياليت ربي ...
    أعماني قبل ذاك اليوم ...



    شهرين ...
    و أحنا كلنا نموت كل يوم و كل لحظة
    .... بعد هبة ...
    حلت علينا الغيمة السوداء المظلمة ...

    اللي ما قدرت أي رياح و أعاصير ....
    تبعدها عنا لوقت طويل ....



    بعد هالشهرين ...
    توني بس ...
    قررت أطلع من البيت ...
    و كان أول مشوار بغيته
    ... هو المستشفى ...

    قمر ...


    *
    * *
    *
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  3. #108
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :



    أمي تحسنت تحسن بسيط ...
    الحين صارت واعية بس ما تتكلم و لا تتحرك ...
    لا جيت عندها تبتسم لي ...


    أنا أدعو ربي كل ساعة أنها تقوم بالسلامة و تتعافى و ترجع لي
    ... أنا ما لي بالدنيا غيرها ...

    حتى لو بتتزوج مو مهم ...
    بس خلها ترد زي أول و أي شي ثاني مو مهم ...



    اليوم شكلها أحسن ...
    كنت جالس جنبها على السرير و حاط راسي بحضنها و إيدي بإيدها ...
    كأني أحس بإيدها تحاول تشد على إيدي
    ... بس ما تقدر ...


    الطبيب يقول أنها راح تتحسن بس ببطء ...

    سمعت طرقات على الباب ،،
    و بعدها انفتح و دخلت وحدة ...
    الظاهر أنها من صديقات أمي جاية تزورها ...


    أمي طالعت بالزايرة و كأنها تفاجأت ...

    - السلام عليكم

    قالت الزايرة ،،
    رديت السلام و أنا أعدل من جلستي على سرير أمي ...


    طالعت المرة فيني و قالت :


    - أنت بدر ... ؟
    - نعم


    و بعدين جت قربت من أمي و مدت يدها لها
    ... طبعا أمي ما حركت يدها ...
    و جت الزايرة و مسكت يد أمي تصافحها و قبلت جبينها ...


    - كيف حالك يا قمر ؟ إن شاء الله أفضل الحين ؟

    أنا رديت :

    - الحمد لله ،، هي أحسن ..

    أمي كانت تطالع بالزايرة بنظرة غريبة
    ... ما فهمتها ...
    كأنها تبي تقول لها شي ؟


    - حمد الله على السلامة يا قمر
    ... جيت متأخرة لكن ...
    تعرفي الظروف ...



    تعابير وجه أمي تغيرت ...
    ما أدري وش بغت تقول ؟


    سألتني الزايرة كم سؤال
    ... تطمن فيه على أحوال أمي و أهلي ...


    و بعدها قالت كم كلمة تشجيع و دعاء بالشفاء لأمي
    ... و صافحتها مرة ثانية ...
    و راحت تطلع ...


    أمي ظلت تشيعها بنظراتها كأنها تبيها ترجع
    ... ناديت أمي أبي أسألها تبي شي ؟


    أمي فجأة نطقت :

    - سلطان


    الزايرة وقفت ،،
    و التفتت صوب أمي على طول ...


    طالعت بأمي
    ... و شفت بريق الدموع بعينها ...
    و قالت :


    - بخير ... الحمد لله ...

    و هزت راسها تأكد كلامها ...
    و بعدها طلعت من الغرفة ...


    أنا بقيت أناظر في أمي
    ... مندهش ...
    و ما عندي تعليق مناسب ...


    عين أمي ملأتها الدموع ...
    رحت أمسح فيها و أنا أكرر


    - يمه أرجوك لا تبكي ...

    أكررها و أنا اللي كنت أبكي على أمي ...

    و أحس أنني أنا
    ... نعم أنا السبب ...
    في أن أمي مرضت لذي الدرجة ...



    *
    * *
    *


    رحت بيت أخوي ...
    أخوي جالس بغرفة مكتبه
    ... على الكنبة ...
    سرحان ... يفكر و يفكر...

    لا يكلم أحد ...
    و لا يحس بوجود أحد ...
    و لا يطلع من الغرفة من دخلها بعد فقد هبة
    ... يرحمها الله ...



    بيت أخوي هو المكان الوحيد اللي كنت أزوره خلال الشهرين اللي مروا ...
    و قليل اللي كنت أجي ...

    كيف أقدر أتحمل أشوف أخوي يموت قدام عيوني ... ؟
    ما يكفي هبة ؟



    اليوم مريت عليه ،،
    بعد ما زرت قمر بالمستشفى أخبارها كانت توصلني من بعض زميلاتي بين فترة و فترة ...


    أنا ما كنت حسيت بوجودها ذاك اليوم ...
    كان بالي مشغول مع هبة و هبة و بس ...
    انتبهت لها بس بعد ما طاحت مغشية على الأرض ...
    و لا أدري وش صار لها قبل و لا بعد ...



    دخلت غرفة مكتب أخوي
    ... سلمت ...
    و رد السلام بملل ...


    - كيفك اليوم ؟

    ما رد علي ...
    ليش أسأل و أنا شايفة بنفسي ... ؟

    ما فيه أي شي
    ... بالدنيا يمكن يثير اهتمامه أو انتباهه ...

    حتى نواف لا جا يكلمه يبعده عنه ...
    ما يبي يشوف أي أحد أو يكلم أي أحد أو يسوي أي شي ...



    - سلطان ...

    بغيته يلتفت لي بس كالعاده ظل ساهي عني مو هام لي خبر
    ... و لا معبر وجودي أصلاً ...


    - سلطان أخوي ... بغيت أقول لك شي ...

    ما تحرك ...
    واصلت ...


    - لمجرد إني أقوله لك ...

    و أنا ببالي
    ... يمكن ...
    يمكن هالجملة تغير شي ؟؟
    خلني أجرب ...


    - قمر تسأل عنك ...

    قلتها و دققت النظر ...
    أبي أشوف إذا فيه أي تأثير ...
    أي استجابة ... ؟


    أخوي ظل مثل التمثال .
    .. ما اهتز ...


    - قلت لها أنك بخير ...

    واضح ...
    أن الموضوع و لا أثر و لا على عصب حسي واحد منه ...


    استسلمت
    ... و تراجعت ...
    أباطلع ...
    ما فيه فايدة
    ... أخوي انتهى ...
    ما أبي أشوفه كذا ... لازم أطلع ...


    قبل ما أمشي ...
    قلت له :


    - إذا بغيت ...
    تزورها معي بالمستشفى ...
    تقول لها حمد الله على السلامة ...
    أظنها بتفرح كثير ...




    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  4. #109
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :




    طلعت عن غرفة أخوي ،،
    و هو واقف مثل أي عمود أو أي كنبة بالغرفة ...


    و الساعة أربع الفجر ...
    صحيت من النوم على رنة جوالي اللي كنت ناسيته مشغل ...

    كان أخوي سلطان متصل و مصر ما يقطع ...
    خفت و تلخبطت دقات قلبي ..



    عطيت الهاتف لياسر و قلت له بخوف :

    - رد ! أخوي ما أدري وش فيه ؟؟؟

    أخذ ياسر الجوال و رد ...


    *
    * *
    *



    نايم بعز النوم ...
    و باقي على أذان الفجر ساعة و شوي ...
    صحتني شوق بقلق و فزع خوفتني ...


    - ياسر ... رد على الهاتف بسرعة ....

    طالعت فيها أبي أتأكد ما هو بحلم ؟

    بس صوت الجوال كان يرن بالغرفة و بآذاني ...

    - خير ؟
    - أقول لك رد بسرعة ؟

    أخذت الجوال منها و أنا بين الصاحي و النايم ...

    - ألو ؟ نعم ؟

    ما جاني جواب بالأول ،،
    و بعدها جاني صوت سلطان مبحوح :


    - وين شوق ؟
    - سلطان ؟ خير ؟ فيه شي ؟
    - شوق صاحية ؟ أبي أكلمها


    رديت الجوال لشوق و هي رافضة تاخذه ...
    حاسة أن فيه مصيبة ما تبي تسمعها ...



    - يالله شوق خلنا نشوف شالسالفة ؟

    شوق كلمت أخوها و هذا اللي سمعته :

    - ( سلطان ؟ خير أخوي ؟ )
    - ( من ؟ )
    - ( ... ن نعم ... )
    - ( تعبانة ...
    كانت حالتها بالمرة متدهورة بس...
    بس تحسنت )

    - ( نعم سلطان ... أنا زرتها العصر بنفسي ... )


    أنا يمكن كنت نايم
    ... مو متأكد ...
    بعد ما خلصت المكالمة الطارئة سألت شوق :


    - خير ؟

    شوق انفجرت تبكي ...
    قلت أكيد صار لهم شي جديد ؟


    - سلطان وش به ؟
    نواف بخير ؟ أم نواف بخير ؟؟



    انهارت شوق على الوسادة ...
    و بكت بحرارة و هي تقول :


    - يسأل عن قمر ! توه مستوعب أنها بالمستشفى !


    طالعت بالساعة أتأكد من الوقت ....

    أربع الفجر ... !

    سلطان
    ... عليه العوض ....

    و منه العوض ... !


    *
    * *
    *



    ... يتبع ...

    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  5. #110
    مشرفة مالذ وطاب في فن الاطباق الصورة الرمزية دمعة طفله يتيمه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    هناك عند مرقد سيدتي رقيه
    المشاركات
    13,755
    شكراً
    7
    تم شكره 76 مرة في 68 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    11281

    رد: فجعت قلبي

    يااااااااااااااااااااالله كل هذا صار
    مسكينه هبه
    وعسل وقمر يعور القلب....
    والحب باقي....
    يسلموووو غناتي ربي يعطيك العافيه
    الله لايحرمنا من جديدك المميز
    دمتي بود
    موفقه

    يا أبا الفضل أغثني بحق زينب الحوراء أدركني


  6. #111
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دمعة طفله يتيمه مشاهدة المشاركة
    يااااااااااااااااااااالله كل هذا صار
    مسكينه هبه
    وعسل وقمر يعور القلب....
    والحب باقي....
    يسلموووو غناتي ربي يعطيك العافيه
    الله لايحرمنا من جديدك المميز
    دمتي بود
    موفقه


    هلا بكـ يالغلا ،،

    يعطيكـ العافية وشاكرة لكـ حضوركـ الطيب ،،

    وما انحرم نور تواجدكـ ،،

    دمتِ بجمال روحكـ
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  7. #112
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    الحلقة الثامنة عشر
    * * * * * * * *


    سلامات




    من شهور ،،
    و سلطان ما عاد يجي الشركة ،،
    و العمل كله فوق راسي ...


    لأني ظليت صاحي من قبل صلاة الفجر
    – على غير عادتي –
    و جيت العمل ...
    حسيت بعد كم ساعة بتعب و صداع ،،

    اللي خلاني أفكر أرد البيت بدري اليوم ،،
    و استسلم للنوم !



    الصدفة اللي فاجأتني ،،
    بالأحرى فاجئتنا كلنا ،،
    هي أني شفت سلطان ببيتنا ،،
    جاي وقت الظهر


    ( و طبعاً الأمر مو على العادة )
    و الظاهر أنه ما كان متوقع يشوفني ...
    و لو قلتها بصراحة ،،
    ما كان يبي يشوفني ...


    - حيا الله بو نواف
    ... يا حظك ...
    جيت و السفرة جاهزة تفضل بالهناء ...


    الرجال ،،
    رد بكلمة مقتضبة ،،
    مطلعنها غصب من حلقه ...


    - بالعافية


    يعني ما وده يتغذى معنا ...
    صحيح ما هوبغريب ...
    بس ،،
    مو بعدله نخليه بالصالة ،،
    و نروح نتغذى بغرفة ثانية ...

    أنا و شوق طالعنا بعض ...
    قالت :


    - خلاص ياسر ،،
    تغدى أنت و الأولاد ،،
    أنا ودي أكلم أخوي شوي ...



    خليتهم و رحت ...
    أعرف أنه فيه شي ما لي دخل فيه ...

    بعد شوي ...
    جت شوق و قالت أنها طالعة مع أخوها مشوار صغير ....

    ما علقت ...
    قلت خلني أنتظر لين تقول لي هي

    وش اللي صاير ؟
    في فترة غيابها اتصلت أم نواف تسأل عنها و عن بو نواف
    ... انشغل بالي ...
    وين ممكن يكونون ؟؟



    *
    * *
    *



    الوقت ما كان وقت زيارة ،،
    و ممنوع دخول غير موظفي المستشفى داخل المستشفى ،،
    بس كوني دكتورة و لي معارف و علاقات هنا و هناك ...
    سمحوا لنا أنا و أخوي سلطان ،،
    نجي لعند غرفة قمر...



    كانت هذه رغبة سلطان المفاجئة ،،
    أنه يمر يسلم عليها و يتطمن على صحتها ...

    و الظاهر ،،
    أنه مثلي و مثل ياسر ما نام بعد مكالمة الليل ...
    إذا كان نام قبلها أصلاً ..



    طرقت الباب ،،
    فتحته بهدوء ،،
    و طليت أبي أشوف كيف هي ؟


    كانت قمر شبه جالسة مستندة على السرير ...
    و طبعاً ،،
    ما كانت متوقعة إني أنا اللي عند الباب ،،
    عشان كذا شفت الدهشة بعينها ،،،
    و بعدها حلت ابتسامة جميلة مكان الدهشة



    فرحت ...
    و أنا أشوف ابتسامتها ...
    يعني صحتها تحسنت
    ... الحمد لله ...



    جيت لعندها ،،
    و مسكت إيدها أسلم عليها بفرح ،،
    و أنا أشد على إيدها...
    لما سألتها

    - ( أنت طيبة ؟ بخير ؟ )

    هزت راسها بنعم ،،
    ما تكلمت ...
    إلى الآن قدرتها على الكلام ما استعادتها
    ... لكن ...
    الحمد لله ...


    - قمره ....
    معي شخص وده يقول لك سلامات و ما تشوفين شر !



    قلت الجملة ،،
    و ركزت نظراتي على نظراتها أدقق ...
    أستشف الإجابة ...
    أتفحص ردة الفعل ؟


    طالعت فيني قمر بنظرة لا تدعو لأي شك ...
    بأنها عرفت بالضبط أقصد من ....

    الحين ...
    إيدها هي اللي شدت على إيدي
    ... رغم ضعفها ...

    أخوي كان واقف ورا الباب ينتظر ...

    سألت قمر :

    - تسمحي له يجي .... ؟


    لو كانت تبي تقول ( نعم ) ،،
    كان هزت راسها بنفس الطريقة اللي هزتها بها قبل شوي لما سألتها ،،

    ( أنت طيبة ؟ بخير ؟ )


    الطريقة اللي وقفت فيها نظراتها معلقة مع راسها
    ... لا فوق و لا تحت ...
    لا يمين و لا شمال ...
    خلتني أرتعد ...


    ما بغيت أكرر السؤال ....

    و بعد ،،
    ما بغيت أخوي يظل واقف عند الباب
    ... تركت إيدها ...
    و ابتعدت ...
    و جيت لعند الباب ...


    طالعت بها مرة ثانية ...
    يمكن تقول أو تسوي شي ...
    بس ظل كل شي فيها معلق مثل ما كان ....


    طلعت لأخوي ،،
    و أنا مو عارفة إش أقول له ؟
    أقوله أنها ما تسمح يسلم عليها ...
    أو أنها نايمة ...
    أو إش أقول .... ؟


    أخوي العرق كان يتصبب على جبينه ،،
    كأنه تلميذ عنده امتحان عملي !
    و بس شافني سألني :


    - صاحية ؟

    لا شعورياً ...
    لقيتني أهز راسي بنفس طريقة قمر !


    - أقدر أكلمها ؟


    مديت ذراعي ،،
    أسد فتحة الباب تلقائياً ،،
    مثل اللي يبي يمنع دخول واحد عند الباب لداخل الغرفة ،،
    أخوي بس شافني كذا قال :


    - ما بغيت أدخل ،،
    بس ودي أسلم عليها

    و خطا خطوة أقرب للباب ،،
    و مد راسه عند الفتحة و قال :


    - السلام عليكم قمرة ....
    حمد الله على السلامة
    ... ما تشوفي شر ....



    هي كلمتين قالها ...
    و ابتعد عن فتحة الباب ...
    و جاء دوري عشان أدخل ...


    لما دخلت ...
    شفت قمر لافه راسها الجهة الثانية ،،
    و مخبية وجهها بالوسادة ...

    جا على بالي أنها تبي تغطي وجهها،،

    قلت على طول :

    - ما راح يدخل !


    بس قمر ظلت على نفس الوضع ...
    قربت منها و ناديتها
    .. بس ما ردت علي ....

    لفيت حول السرير عشان أجيها من الجهة الثانية
    ... و ناديت ... و لا ردت ....


    شفت الدموع تسيل على خدها و على الوسادة ...
    و هي عاجزة ترفع إيدها تمسحها ....


    تقطعت ...
    إذا كان فيني جزء من قلبي و جسمي بعده صاحي ما تقطع من موت هبة
    ... فها هو يتقطع الحين ...

    و أنا أشوف ...
    صديقتي و زميلتي الغالية ،،
    ممدة على السرير
    ... مشلولة ...
    بلا حول و لا قوة ...


    و لا حول و لا قوة إلا بالله ...


    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  8. #113
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :


    جلست عندها على السرير ،،
    و مديت إيدي و مسحت دموعها ...
    و رفعْت راسها و ضميتها لصدري ...

    و تذكرت
    .... ذيك اللحظة ...
    لما كانت فاقدة الوعي ...
    و أنا أحاول أصحيها بالغرفة اللي كان فيها سلطان
    ممدد على السرير ...
    يوم غرق في البحر ،،

    قبل 13 سنة ...

    يومها ...
    كانت فاقدة الوعي بين يديني ...
    عاجزة عن الحركة ...
    و أنا أحاول أصحيها ،، في الوقت اللي أنا فيه شوي و أغيب عن الوعي ...

    و أمسح دموعها ،،
    و دموعي تسيل مثل الشلالات ...

    و أصيح بها ( تماسكي ) ...
    و أنا اللي منهارة و متبعثرة على كبر الارض ...

    و أخوي ،،
    ينادي ( قمرة ... قومي ) ...
    و هو اللي على متهالك على سريره ،،
    مو قادر يتحرك ....



    بفضل الله ثم فضل قمر
    ... سلطان ظل عايش ...

    مات بسام ....
    لكن هو ظل عايش ....

    ماتت هبه ...
    لكن هو ظل عايش ....


    عايش مثل الأموات
    ... جسد بلا روح ...
    منتهي ...
    وجوده و العدم ما يفرق كثير ...

    محسوب عليه الحياة ...
    و هو مو بعايش ...

    مثله مثل الجسد المشلول اللي قدامي ...
    اللي عاجز حتى عن مسح دمعة سالت من عيونه غصباً عليه ....


    الله يا دنيا ...

    ليت الزمن يرجع للورا ...

    كان خطبت قمر لأخوي اول ما عرفت أنها تحبه ،،
    و هو يحبها ...
    قبل ما الوالدة تفاجئنا و تخطب منال ...

    و تنتهي بنا لعبة القدر في جسد مشلول ....


    - قمر ....

    كلمتها بصوت منتهي ...
    باللي بقى لي من أوتار صوتي المتقطعة المبحوحة ....

    طالعتني ،،
    و هي بالكاد تقدر تحرك كم عضلة من جسمها المنتهي ...



    - قمر ... بعدك ... تحبينه ... ؟


    سألت ...
    و كان جواب أكثر مما هو سؤال ...

    كان واقع أجلى من أن طبقات السنين تقدر تخفيه ...
    و أقوى من أن أعاصير القدر تقدر تهده ...



    - تحبينه يا قمر ؟
    غمضت عينها بمرارة ...
    و لسه دموعها المتمردة تسيل غصباً عليها ...

    إش أبي دليل أكبر من اللي صار لها ... ؟
    مو محتاجة أي سؤال ... أو أي جواب ....



    مسحت على راسها و قلت :

    - هو بعد يحبك يا قمر ...


    فتحت عينها ...
    طالعتني كأنها تقول : ( عيدي ... ؟ )


    قلت :

    - نعم يحبك ...
    أنت ِ تعرفين ...
    تصدقي من ماتت الغالية ...
    هذه أول مرة يطلع فيها من حبس البيت ...

    جا لعندك ...
    أنت ِ يا قمر ...



    - شوق

    كان هذا صوت أخوي
    ... يناديني ...
    رديت :
    ( نعم أخوي ؟ )
    و مسحت باقي دموعي و دموعها ...



    - مشينا ؟

    طالعت بقمر ...
    و ابتسمت لها ،،
    وقلت أخفف التوتر و أتظاهر بالمرح :


    - زيارة غير شرعية !
    لا يصيدونا !



    سلمت عليها بحرارة و مرارة ،،
    و قبلتها بحب و حنان و جيت لعند الباب ...


    أول ما طلعت ،،
    قال أخوي ...


    - نشوفك على خير يا قمرة ،،
    و تقومي إن شاء الله بالسلامة




    لسبب أو لآخر ...
    حسيت بشي من الراحة هذا اليوم
    ... يمكن ...
    عشان أخوي أخيراً طلع من البيت ....

    يمكن عشان قمر تحسنت شوي
    ... أو يمكن ...
    لأني اضطريت أخوي إنه يعزمني على وجبة سريعة في واحد من المطاعم ...
    و شاركته وجبة الغداء اللي قاطعها من مدة ... !؟



    *
    * *

    *
    كنا وين و صرنا وين !

    اليوم قمر راح تطلع من المستشفى ...
    على كرسي العجلات مؤقتاً ...
    لين تسترد صحتها الكاملة إن شاء الله ..

    النزيف اللي صابها كان ممكن يؤدي لاقدر الله لشلل أبدي
    ... بس الحمد لله ...
    ربنا لطف ...

    في لحظة المغادرة كنت موجودة مع عيلتها ...
    نودع المستشفى و نسأل الله أنها ماترجع ...
    طبعاً إلا كطبيبة !
    و إلا هذه المستشفى فيه فكة منها أصلاً ... ؟


    أنا بصفتي صديقة قمر و إختها
    و أقرب الناس لها ،،
    رحت معهم البيت ..
    لما وصلنا بيت بو ثامر ،،
    لقيتهم مجهزين لها غرفة بالدور الأرضي ،،
    أسهل لها ...


    جلست مع قمر بالغرفة ،،
    و معنا أهلها ...
    و ولدها بدر جالس جنبها على السرير ،،
    و كل شوي ،،
    يحط راسه على كتفها ...
    كأنه يعوض حنان مفقود
    ... مثل الأطفال ...
    و في الواقع ،،
    هو بعده طفل كبير ...
    بس حجمه يكبره كثير !


    قمر كانت مبسوطة و وجهها رغم الشحوب اللي عليه
    ... كان مشرق ...

    يوم تطمنت عليها ،،
    و بغيت أقوم أطلع ،، هزت راسها ( لا )

    - بغيت شي قمر ؟


    حركت صبعها تأشر على فوق ...
    و على طول قال بدر :

    - تبي تروحي فوق بغرفتك يمه ؟


    و ابتسمت ...

    ثامر أخوها شالها ،،
    و صعد بها فوق ...
    و بدر شال الكرسي وراه ...
    و أنا و أمها لحقناهم ...

    لما جينا لغرفتها ،،
    وحطاها ثامر على السرير ،،
    و جا بدر جلس جنبها ،،
    أشرت علي ...
    و صارت تطالع فينا واحد بعد الثاني ...


    و فهمنا أنها تبيني أظل معها وحدنا ...
    و طلع البقية ،،
    و ظليت معها جالسة جنبها على السرير
    .. و إيدي بإيدها ...

    - خير قمر ؟

    قمر شدت على إيدي ...
    و صارت تطالع بالخزانة و تأشر لي عليها ...

    - قمر تبيني أفتح واحد من الأدراج ... !

    فتحته ،،
    و شفت فيه صندوق ...
    طلعته و جبتها لعندها ....
    و ساعدتها تفتح الصندوق ...
    داخل الصندوق ...
    شفت عقد جميل مكتوب على حجرة بوسطه (( حبيبتي قمر حلوة )) ...
    و معه ،،
    فصين فضيين ... !


    استغربت ...
    و مدت هي يدها و أخذت فص ...
    و حطته بإيدي ...
    و قالت :

    - سلطان ....


    *
    * *
    *
    *
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  9. #114
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :




    التفاصيل ما سألت عنها ،،
    بس كفاني أني عرفت أن شوق و سلطان ،،
    راحوا المستشفى ذاك اليوم ،،
    يزوروا الدكتورة قمر


    أهم ما في الموضوع بالنسبة لي هو أن سلطان طلع من سجن البيت أخيراً ...
    و شوي شوي صار يروح بعض المشاوير ...
    بس طبعاً الشركة مو من ضمنها !



    أحواله على ما يبدو أنها تحسنت و الحمد لله
    ... أزمة و قريب تعدي ...


    كانت بنته الله يرحمها تعني له أكثر من أي شي ثاني ...
    و إن شاء الله ربنا يعوضه ببنت غيرها ...


    مرّت على آخر مرة شفته فيها يوم جانا البيت وقت الغدا فترة ...
    لكن أخباره كانت توصلني أول بأول ...


    أخباره ...

    أفعاله ...

    و تحركاته ...

    و حتى ...
    هداياه !



    الهدية اللي جت ...
    طبعا ما كانت هدية ...
    كانت ( حلقة ) جديدة
    - الحلقة الـ ( 32 ) من مسلسل
    ( الفصوص الفضية ) و اللي بدأ عرضه من سنتين !




    بصراحة سمحت لنفسي
    – و يا رب سامحني –
    إني أفتح العلبة دون إذن ...
    و أشوف اللي بداخلها ...



    الورقة هذه المرة كان مكتوب عليها ،،
    (( الله يعطيك العافية ))



    احترت ...
    أقول لسلطان عنها ؟ و إلا أخليه في حاله ؟


    نشوف راي شوق !


    - هاتها ... أنا راح أعطيه إياها

    مثل ما توقعت ... !
    بس سألت شوق :


    - كيف تتوقعي ردة فعله ؟
    مو يمكن ...
    نفسيته تخترب ؟ احنا ما صدّقنا انه بدا يعتدل شوي !


    - بالعكس ...
    أتوقع أنه يبتهج ...
    و يتطمن أن صحتها بخير ...



    الفصوص هذه كانت تخدره !
    تاخذه لعالم ثاني ...
    تذكرون كيف كان يصير حاله ؟؟


    أموت و أعرف بس ،،
    هذه الإنسانة ليه تسوي كذا ؟؟؟


    و الله المرأة بكبرها لغز ،،
    و لا احنا بقادرين نعرف له حل احنا يا الرجال !


    يعني لا حبت رجال تدوخه معها الستين دوخة !

    مسكين سلطان !
    آخرتها بينجن ...
    إلا هو مجنون أصلاً من زمان ....
    لو تسوي شوق فيني كذا كان تابعتوا بقية الأحداث بالمستشفى ،،
    صحيح بس بقسم المجانين !



    أقول ...
    خلونا في المهم !



    رحنا أنا و شوق لبيت سلطان ...


    كان جالس يشاهد التلفاز ...
    و ولده نواف هو اللي استقبلنا و دخلنا بالصالة ...


    سلم علينا ،، و صافحنا ،،
    بس وجهه ظل جامد ،،
    ما فيه أي ابتسامة ...


    إش كثر وحشتني ابتسامته !



    جلسنا ...
    و صرنا نطالع معه التلفاز ...
    كانت مباراة ...
    احنا اندمجنا مع المباراة أكثر منه ...

    كنا نعلق إذا صار شي و نواف متحمس و يصفر
    ... أو يهتف ...
    و هو
    ... سلطان ...
    يطالع كأنه يطالع شي جامد ...

    شي ما فيه حركة ...
    ما فيه روح ...


    و اكتشفت ...
    إنه في الواقع ما كان يطالع المباراة ...


    كان يطالع ،،
    صورة لهبة معلقة فوق التلفاز مباشرة ...

    صورة بنته ...
    صورة جامدة ...
    ما فيها حركة ...
    و ما فيها روح ...



    بعد المبارة نواف قال :

    - يبه أنا باطلع مع أصحابي نتمشى شوي عند البحر ...

    سلطان كان متعقد من البحر ،،
    من ذاك الحادث ...
    و ما كان يرضى أبد يجي معنا ،،
    أي رحلة عند الشاطيء
    و قليل اللي يسمح لنواف يروحه
    ... مع ذلك ...
    ما اعترض ...
    و خلى نواف يروح دون تعليق ....



    لما صرت معه وحدنا ...
    و شوق مع بنت خالتها بدار ثانية ...
    حاولت أكلمه عن الشركة ...

    ودي بس تنفتح نفسه للشغل ...
    بس ما تجاوب معي ...



    الأول ....
    كان سلطان مهووس بالعمل ....
    كان مقضي عمره في الشركة و أمور الشركة
    ... كان ...

    حتى لا اجتمعنا في جلسة عائلية أو طلعنا سوى ...
    ما يتكلم الا عن الشغل و يوجع راسي ! ...

    أما الحين ... ؟؟؟

    أنا متاكد أنه لو رد للعمل راح يتحسن كثير ،،
    و ينشغل باله عن التفكير في هبه
    ... يا ليته يطاوعني ...




    شوي و جت شوق ...

    سأل لما شافها :

    - ليه ما جبتوا الأولاد معكم ؟


    كأنه توه يكتشف أنهم مو معنا !

    ردت شوق :

    - ما احنا مطولين ...
    بغينا نتطمن عليك و هذا احنا طالعين ...

    - تو الناس ؟
    - جايين لكم مرة ثانية ...
    بس فيه شي .... ؟



    و سكتت ...

    سلطان طالعها ،،
    و الحين بينت عليه ملامح الإهتمام و القلق ...


    شوق ...
    فتحت شنطتها اللي كانت بإيدها ...
    و منها طلعت العلبة ...


    و ياليتكم تقدروا تشوفوا ...
    اللون الأحمر ،،
    اللي تفجر في وجه سلطان أول ما طاحت عينه على العلبة ...

    كأنه إشارة مرور !



    أخذ العلبة من يد شوق ...
    و مسكها بإيده فترة كأنه يبي يتأكد من حواسه
    ... و بعدين ...
    فتحها شوي شوي ...

    و أخذ نفس طويل ....



    الحين بس ...
    شفت ابتسامة سلطان اللي عنيتها ،،
    بعد غياب شهور ...

    و شفت بريق البهجة يشع من عيونه ...
    سبحان الله !
    صحيح ... !
    ... إنها المرأة !




    طالعت صوب صورة هبة المعلقة فوق التلفاز
    ... و ابتسمت ...

    سلطان
    .... أخيراً ...
    ردت له الروح ....



    *
    * *
    *

    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  10. #115
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :




    طلبت مني قمر ،،
    طلب غريب !


    لما كنت معها بغرفتها ،،
    أول يوم طلعت فيه من المستشفى ...
    عطتني فص فضي ،،
    و طلبت مني أرسله إلى سلطان !



    الطلب استنكرته بداخلي ،،
    لكني ما قدرت أرده لها ...
    توها طالعة من المستشفى ،،
    و عافيتها لسه ما اسردتها كاملة ...
    و بعد سلامتها كل شي يهون
    ... و أي شي يهون ...



    إذا ما خانتني ذاكرتي المزحومة ،،
    بمعلومات الطب ...
    فاعتقد أن هذا الفص ،،
    من مسبحة سلطان الفضية
    اللي قطعتها أنا بنفسي قبل سنين و سنين ... !!



    معقولة قمر ،،
    بعدها محتفظة بالمسبحة ؟؟؟

    لا !
    يمكن هذا شي ثاني !!


    و بعدين ...
    وين بقية الفصوص ؟
    وين السلسلة !

    و ليه قمر تبي ترسل له الفص هذا ؟

    و الله احترت !
    بس ما لي إلا إني أنفذ رغبتها بدون أي سؤال .....



    أرسلت الفص بعلبة صغيرة ،،
    و معه ورقة مكتوب عليها ،،
    (( الله يعطيك العافية )) ...

    وش راح يفهم منها سلطانوه ... ؟
    الله أعلم !


    بصراحة ،،
    بعد الحالة اللي شفت بها الرجال يتقطع لحظة وفاة بنته ،،
    بردت حرتي فيه ...


    أنا مو بشريرة ،،
    و لا كنت أتمنى للبنت أي شر ،،
    بس كان ودي أشوفه ،،
    يتألم ،، و يبكي بمرارة ،،
    و ينكسر ،، و يتحطم ،، و يتهدم ،، و ينهار ،، ويتبعثر ...
    مثل ما سوى بحبيبتي قمر ...


    دعيت عليه ...
    و تمنيت أشوفه متقطع ...
    و القدر حقق لي الأمنية ...
    و شفا غليلي منه ...


    اعذروني !

    و رغم أن موضوع هالفص الفضي ما طلع من راسي و تفكيري ،،
    إلا أني ما فتحت سيرته ،،
    و لا جبت له طاري

    قدامها ،،
    بالرغم من أني كنت أزورها كل يوم تقريباً ،،
    و أتطمن على صحتها ...



    الحمد لله صحتها تحسنت كثير ...
    و مع العلاج الطبيعي المكثف ،،
    قدرت تستعيد قوتها ،، و قدرتها على الحركة
    و الكلام شوي شوي ...



    فترة علاج قمر ،،
    استغرقت شهور و شهور ...
    و بعد ما كانت تتردد على المستشفى كطبيبة
    ... صارت تجيها كمريضة
    ... محتاجة للعلاج ...



    الحمد لله على كل حال ... !


    لما كانت بالمستشفى ،،
    كان الدكتور هيثم يمر يسلم عليها ،،
    من وقت لوقت ...

    و الله خوش رجّال !
    لو أن قمر قبلت تتزوجه ،،
    يمكن ...
    كانت أحداث قصتنا بتاخذ مجرى ثاني !




    عرفت أن شوق كانت تزورقمر ،،
    من وقت لوقت في البيت ...
    و الحمد لله أن الصدف ما جمعتنا ...

    أو بالأحرى ...
    أنا ما سمحت لها أنها تجمعنا ...






    ... يتبع ...


    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  11. #116
    مشرفة مالذ وطاب في فن الاطباق الصورة الرمزية دمعة طفله يتيمه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    هناك عند مرقد سيدتي رقيه
    المشاركات
    13,755
    شكراً
    7
    تم شكره 76 مرة في 68 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    11281

    رد: فجعت قلبي

    بصراحه الحلقه مررره....
    قصيره
    ربي يعطيك العافيه
    والله لايحرمنا منك يالغلا
    دمتي بحفظ الرحمن موفقـــــه
    لاخلا ولاعدم

    يا أبا الفضل أغثني بحق زينب الحوراء أدركني


  12. #117
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    هلا بكـ يالغالية :

    بصراحه الحلقه مررره....
    قصيره

    وش اسوي بعد
    الحلقة ادرجتها زي ماهي
    وما قدرت ادرج غيرها
    وقتي ضيق بس مابقى شي حلقتين وتنتهي القصة

    ربي يعطيك العافيه

    يعافيك يارب

    والله لايحرمنا منك يالغلا

    ولا منك حبيبتي

    دمتي بحفظ الرحمن موفقـــــه

    وانت كذلك موفقة

    لاخلا ولاعدم
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  13. #118
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    الحلقة التاسعة عشر
    * * * * * * * *
    ابتعدي عنّا !





    حالة أمي صارت أفضل بكثير ...
    ألحين تقدر تتكلم ...
    و تتحرك شبه طبيعي ...
    بس قوتها مو كاملة ...

    و تمشي مع المسند ...
    و تصعد الدرج بصعوبة
    ... و أنا جنبها ...


    كانت لها مواعيد كثيرة بالمستشفى ...
    و كنت أروح معها كل مرة ...
    و كل مرة يطمنا الأطباء أنها في تحسن ...


    كنا جالسين على الغداء ...
    أنا و أمي و جدي و جدتي ...
    أمي صارت تقدر تمسك الملعقة و تاكل بيدها ...

    كنا نتكلم عن حفيد العيلة الجديد المرتقب ،،
    ( ولد أو بنت خالي ) ،،
    اللي قرب وقت تشريفه ...

    كانت جدتي تمزح و تقول :

    - إذا جت بنت سميناها بدور ،،
    و حجزناها لك يا بدر !

    - جدتي !
    مو كأني كبير عليها شوي
    ! أنا بالثانوية و هي لسه ما انولدت !
    و بعدين يمكن يجي ولد ؟

    وش راح تسمونه ؟
    - وش رايك تختار له اسم أنت ؟
    - بسام !



    طلع اسم أبوي عفوياً على لساني
    ... كنت أمزح ...
    أنا اللي ما أعرف أبوي و لا أعرف كيف كان ...

    ما أعرف عنه إلا اسمه و صورته ...
    بس لا شعورياً ،،
    طلع اسم أبوي على لساني ،،
    كأني أقول لازم نسميه بسام ،،
    احياءاً لذكرى أبوي الله يرحمه ...



    اعتقد أنها كلمة عادية ...
    ما أظن أن يصير لها أي تأثير ،،
    من أي نوع على أي كان ...

    لكن ...
    أول شي صار ...
    الملعقة طاحت من يد أمي ....

    و بعدها ...
    صارت يدها ترتجف ...

    و بثانيتين ...
    انتقلت الرعشة لكل جسمها ،،
    و صارت تنتفض و عينها فرّت فوق ...
    و عضلاتها كلها انشدت ...

    في أول نوبة تشنج تصير لها ...



    صرخنا كلنا ....
    و جينا نمسكها و جسمها كله متشنج
    ... كله يهتز ...
    كله متصلب ...


    صرخت :

    - يمه ... يمه ... يمـــــــــــــــــــه ....


    في الإسعاف ...
    عطوها حقنة مضادة للتشنج ...
    و فوراً قرر الطبيب أنه ينومها بالمستشفى ......


    - دكتور وش اللي صار بأمي ؟

    سألته ،،
    و أنا مهلوع مفزوع ،،
    ما فيني قوة أوقف على رجلي ...
    جاوبني :


    - هذا تشنج ...
    - وش يعني ؟
    - يعني ...
    مثل اللي يصيب مرضى الصرع ....



    تنومت أمي بالمستشفى ...
    و ردوا سووا لها فحوصات و تحاليل و تصوير أشعة من جديد ...



    *
    * *
    *



    التشنجات العصبية العضلية ،،
    هي شي متوقع يصير في حالات كثيرة ،،
    من أمراض أوجراحات الدماغ ..

    و كنت خايفة أن قمر تجيها لا قدر الله هذه المضاعفات ...
    و اللي خفت منه صار ....


    التشنجات تكررت عليها مرة ثانية بالمستشفى ،،
    و بديناها على علاجات جديدة ،،
    مضادة للتشنج


    تخطيط الدماغ ،،
    و الأشعة المقطعية للراس ،،
    بينت بؤرة التشنج عند منطقة النزيف ،،
    و حولها كتلة من الدم المتجمد ..


    و احترنا ...
    هل نكتفي بالأدوية و إلا نسوي جراحة ثانية ؟


    قررنا نعطي الأدوية فرصة كم يوم و نشوف ...


    في اليوم الثاني ،،
    جيت لعندها و هي بغرفة العناية المركزة ،،
    مو عارفة إش أقول لها ؟؟

    تصبري ؟
    الحمد لله أنت أحسن ؟
    صحتك أفضل ... ؟؟؟
    و أنا أشوفها قدامي من تدهور إلى تدهور ثاني .... ؟؟


    لكن ...
    الحمد لله على كل حال ...
    قمر كانت صاحية و بكامل وعيها ...
    و بنفس قدرتها الحركية ما تأثرت ...
    كانت سرحانة تطالع صوب النافذة ...


    - أم بدر فإيش سرحانة يا ترى !
    أكيد تفكر بالولد المدلل !


    قلت بأسلوب مرح ،،
    و أنا متوجسة من ردة الفعل ،،
    بس أشوى ...
    ابتسمت لي ابتسامة خفيفة ...


    - كيفك اليوم ؟


    سألتها ،،
    و أنا أمد يدي صوبها ،، أبي أصافحها ،،
    و أشجعها على الكلام ،،
    و في الواقع ودي أتأكد من قدرتها على الحركة ،، والكلام ..


    صافحتني ،،
    و قالت :


    - الحمد لله

    ارتحت ...
    و تأكدت من أنها بخير رغم كل شي ،،


    - وش شاغل بالك ؟
    بدر ؟


    سألتها ،،
    و ردت علي :


    - بدر ... ودي أتصل به ...
    أطمنه علي و أتطمن عليه ....


    و طالعت صوب النافذة ...
    و اكتشفت أنها كانت تطالع في الهاتف اللي جنب النافذة
    ... لحظة دخولي الغرفة ...


    كان هاتفي الجوال معي ،،
    بس ممنوع استخدمه داخل غرفة العناية المركزة ...
    قمت و رحت لعند الهاتف
    و اتصلت ببيت أبو ثامر و طمنتهم على قمر ...
    و كلمت الولد ،،
    و قلت له أن أمه ودها تكلمه بس ما تقدر
    تقوم عن السرير ،،
    و الأجهزة موصلة بجسمها


    و على كل ...
    كلها كم ساعة و يجي وقت الزيارة ...
    و تشوفه و يشوفها و ترتاح قلوبهم ....



    و طلعت ( كذابة ) ...
    لما جاها التشنج قبل هالكم ساعة ...
    و اضطر الطبيب يعطيها جرعة عالية من دواء التشنج ...
    خلاها تدخل في نوم طويل و عميق ...





    أذكر نظرة بدر لي ،،
    و هو يطالع أمه و يشوفها غايبة عن الوعي تماماً ...
    و أنا اللي قلت له الصباح أنها
    بخير ،،
    و ودها تتلكلم معه ...


    الولد كان يبكي بمرارة و بحرارة ...
    و أنا ما قدرت أقول أي كلمة زود ...
    طلعت من الغرفة و خليته معها ...

    و برى الغرفة قابلت بقية أهلها ...
    و أول ما سألوني عنها ،،
    قلت :


    - اسألوا الطبيب اللي يعالجها أفضل

    و استأذنت و مشيت عنهم ...


    *
    * *
    *
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  14. #119
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :



    لأني كنت أسأل عنها باستمرار ،،
    عرفت آخر أخبار قمر ...
    و أنها بالمستشفى منومة ....

    سلطان بعد كان يسألني عنها من وقت لوقت ...
    بالتالي عرف مني أنها بالمستشفى

    أخوي طبعاً ،،
    كان بالكاد توه بدأ يلتقط أنفاسه بعد رحيل الغالية
    ... قبل عشر شهور ...



    الشركة للحين ما رد لها ،،
    بس صار يناقش بعض أمورها مع ياسر أخيراً ...

    لما قلت له أن قمر بالمستشفى تضايق ...
    أصر أن إحنا نزورها ..



    هي كانت بالعناية المركزة ،،
    و قانون المستشفى ،،
    ما يسمح لأكثر من شخص واحد يدخل يزور المريض
    في الوقت الواحد ...
    و لا يسمح أن الزاير يظل بالغرفة أكثر من دقيقتين ..



    و في الغرفة ،،
    كل سرير يكون مستور بستار حواليه ...
    و الممرضة غالباً ما تكون جالسة جنب السرير
    تراقب ...



    كنت خايفة أن أهلها يكونون موجودين ...
    و يشوفونا ...
    ما هي عدلة أن أخوي يجي يزورها ...

    و أنا أدري أنها مو عدلة ...
    بس وش أسوي في أخوي ... ؟؟


    أنا بعد هالأخو ما لي غيره ...
    و أبي أسوي أي شي يرضيه أو يسعده
    ... المهم أنه يرجع مثل أول ...




    الحمد لله ،،
    ما كان أحد منهم موجود ...
    الظاهر جوا و راحوا ...

    دخلت عليها ...
    سلمت عليها و صافحتها ...

    ردت علي السلام ،،
    و ابتسمت لي ...


    - ما تشوفين شر ... الله يقومك بالسلامة قريب يا رب ...
    - الله يسلمك ...


    تكلمت معها شوي ...
    و بعدها قلت ،، و أنا متخوفة :


    - بو نواف وده يسلم عليك ...


    و بسرعة ،،
    ارتفعت نبضات قلبها ،،
    و طالعت بمؤشر النبض .... و شفت كيف اضطرب ...
    و رديت أطالع بها ...

    أكيد ...
    مو راضية ...



    من بين أنفاسها اللي شهقت و تسابقت ...
    طلعت كلمة مرتجفة متخوفة :


    - طيب ...

    طيب !
    يعني ما عندها مانع يسلم عليها
    ... ابتسمت ...
    و تركتها و جيت برى الغرفة و أخوي ينتظر ...

    قلت له :

    - تفضل ...

    وقفت عند الباب ...
    و أنا حاطة يدي على قلبي ...
    إن شاء الله ما يجي أحد من أهلها و نصير بموقف محرج !


    و الحمد لله عدت على خير ...


    بعد ثواني ...
    طلع أخوي من الغرفة ...
    و شكله مرتاح ...
    ما أدري إش قال لها ...
    و بإيش ردت عليه ... ؟



    رجعت لها مرة ثانية ،،
    ودي أسلم عليها ...


    فتحت الستارة شوي ،،
    و دخلت عندها ...


    مؤشر النبض كان ضارب سرعة ...
    و العرق يلمع على جبينها ...


    مسكت إيدها و شجعتها ،،
    و قلت ...


    - إن شاء الله تطلعي من هنا قريب ...
    بارجع أزورك مرة ثانية ...



    و الحمد لله في زيارتي الثانية ،،
    كانوا نقلوها إلى القسم العادي ...
    برى غرفة العناية المشؤومة ...



    و احنا رادين بطريقنا في السيارة ،،
    أخوي شغّل اغنية ( أهواك ) لعبد الحليم حافظ !
    و طلع مسبحته الفضية و يلاعبها في إيده ،،
    و هو مبسوط !


    أنا كنت جالسة على الكرسي اللي جنبه ،،
    و أراقبه في كل حركاته ...
    دون ما يدري ،،
    و صرت أعد الفصوص و هو يحركها ...
    كان ناقصها واحد !




    - بانزل معك بيتكم شوق ...

    قال أخوي و احنا نقترب من البيت ،،
    رديت :


    - حياك الله أخوي ...

    دخلنا البيت ،،
    و لقينا الأولاد يلعبوا ...
    و أول ما شافهم سلطان ناداهم و سلم عليهم و حضنهم ،،
    و شال الصغير

    على كتفه و صار يلاعبه و يقبله بحراره ...
    و ولدي مبسوط أن خاله أخيراً رد يلاعبه مثل أول ...

    و هو ما يدرك ...
    انه خاله قاعد يتخيل بنته فيه ،،
    و يعبر عن الأحاسيس اللي فقدها من يوم ما توفت ...



    ياسر شافنا عند الباب ،،
    و جا يسلّم :

    - هلا بو نوّاف ! حياك الله تفضل ...
    - الله يحييك ..
    وحشوني الأولاد قلت أجي أشوفهم ..

    - الاولاد بس ؟
    و أبو الأولاد ؟ ما له رب ؟



    ضحكنا لحظتها بسعادة ...
    سعادة بسيطة ما كنا عشناها من وفاة الغالية
    ... بس ما لحقت تعيش ...


    يوم جا سلطان ،،
    يبي ينزّل ولدي من على كتفه ،،
    الولد تعلق به أكثر ،، مو مصدّق خبر ...
    ياسر ابتسم ،،
    و جا يبي ياخذه بس هو مو راضي ....



    - الولد طالع يحبك أكثر مني يا سلطان !
    وش رايك تجيب له بنت و تزوجه إياها و نتخلص منه ؟



    طبعاً ياسر قالها بمزحة ،،
    و مزحة عادية جداً ...
    بس سلطان طاحت عليه كأنها صخرة ،،
    كسرت قطعة السعادة الزجاجية اللي كانت عليه ...
    و نزّل الولد على الأرض ...
    و قال :



    - يالله ... أنا ماشي ...


    بعد ما طلع أخوي سلطان ،،
    تهاوشت مع ياسر ...


    يعني لازم يجيب طاري بنت قدّام سلطان ؟
    أنا ما صدقت أنه أخيراً ،،
    ابتسم و بدا يتغيّر ...



    بعدين ...
    اتصل علي أخوي ،، و قال لي :


    - ( لا بغيت ِ تزوري قمرة قولي لي )

    ها الشي خلاني أحس ...
    أنه سلطان قاعد يحاول ينسى حزن بنته ،،
    بأنه يشغل تفكيره بقمر ...

    و الفكرة ...
    ما عجبتني أبداً ...




    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  15. #120
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :



    بعد كم يوم ،،
    رحت أنا و أخوي نزور قمر في القسم العادي ...


    تعمدنا نجي قبل موعد الزيارة بربع ساعة ،،
    و سمحوا لنا تجاوزا ندخل الجناح ..


    قمر كانت بحالة مستقرة ،،
    و ابتهجت لما شافتني ...
    و شكلها توقعت أن سلطان جاي معي ... !

    أو يمكن هو اللي قال لها ،،
    إنه راح يجي ...
    لما زارها المرة اللي فاتت ؟؟




    عدلت وضع الحاجز جنب السرير ...
    لأن أخوي قال أنه يبي يدخل الغرفة ...

    حتى و هي مريضة و تعبانه ...
    البريق اللي ظهر بعيونها كان واضح
    ... كانت فرحانة ...

    لو تبوا تعبير أدق ...


    يوم دخل أخوي
    ... سلم ...
    و ردت قمر السلام ...



    - كيف الأحوال اليوم ؟ إن شاء الله أفضل ؟
    - الحمد لله ...
    - الله يقومكم بالسلامة قريب إن شاء الله
    - الله يسلمك ...



    أنا كنت جالسة عند قمر ...
    و أشوف إيدها و هي تلعب بطرف الشرشف بتوتر ...
    أما أخوي ما كنت أقدر أشوفه من ورى الحاجز ...




    حل صمت للحظة ...
    و ظنيت أخوي طلع مع أني ما سمعت خطواته ...
    و رفعت قمر عينها لي
    – و كانت قبل متبعثرة بكل مكان –
    كأنها تسألني : راح ؟



    وقفت ...
    و مشيت خطوتين أبي أشوف ورى الحاجز ...
    و وقفت فجأة ،،
    لما جا صوت أخوي مرة ثانية ...


    - قمرة ...


    ارتبكت قمر ...
    و لا ردت ...
    و طالعت بأخوي اللي صرت أقدر أشوفه من مكاني
    – و هو بعد مرتبك يمسح العرق بمنديله
    ... بس ما طالعني ...



    - تتزوجيني ؟


    أظن ...
    أن الكلمة طلعت من لسان أخوي ؟؟

    لأن الصوت كان صوت رجالي ...
    و بالغرفة ما فيه رجال غير أخوي ؟؟



    مديت راسي أكثر ،،
    أطالع أخوي من ورى الحاجز ...
    أتأكد ...
    هذا أخوي ؟ هو اللي تكلم ؟؟؟


    و بعدها طالعت صوب قمر ...


    ما أدري من فينا كانت مذهولة اكثر من الثانية ؟
    كانت قمر تطالع فيني بعيون مفتوحة على حدها ...

    و جسمها كله متجمد ...
    للحظة خفت تكون متشنجة و أنا مو دارية ؟



    نفس السؤال كان طالع من عيونها بقوة :
    هذا سلطان ؟
    هذا هو اللي تكلم ؟؟؟



    رديت أطالع بسلطان ،،
    و أنا شبه واعية للي أسمع ...
    و هو ... أضاف :



    - أول ما تطلعي من المستشفى بالسلامة بامركم البيت ...


    و بعدها حل صمت الذهول ...
    لين قال أخيراً :


    - ما تشوفي شر ...
    مع السلامة



    و شفته يروح ...
    و سمعت خطواته تبتعد ...
    و طلع من الغرفة ....


    أنا .. و قمر
    ... و جملة أخوي ...
    تدوي بالغرفة ...
    ما وحدة فينا عرفت إإش تقول ... ؟؟؟



    *
    * *
    *

    جاي أزور أمي بالمستشفى ،،
    و جايب معي باقة ورد ،،
    و علبة شوكولا ...

    و أنا إذا جيت أبي أزورها ،،
    لازم أجي أول واحد ،،
    و أطلع آخر واحد ...

    وقت الزيارة ،،
    يبدأ من 4 و إلى 7 المساء ...
    و جديني يجوا بعدين عادة ...



    و أنا حامل الورد بيد ،،
    و علبة الشيكولا باليد الثانية ...
    و شفت الباب مفتوح ...
    و بثانية ...

    شفت رجال يطلع من الغرفة !


    وقفت مذهول ...
    و وفق هو بعد مذهول ...
    كل واحد يطالع بالثاني ...

    بدأ هو يتنحنح شوي ...
    و قال بصوت مخفوت :


    - السلام عليكم ... كيف حالك يا بدر ؟


    أنا حتى السلام ما رديته ،،
    في البداية ...

    وش جاب بو نواف لعند غرفة أمي ؟؟
    بو نواف التفتت صوب فتحة الباب ،،
    و نادى :


    - يالله شوق


    و شوي ،، و جت مرة ،،
    و طلعت من الغرفة ...
    و هي بعد شكلها تفاجأت لما شافتني ...

    و سلمت ...
    أنا أخيراً رديت السلام ...
    و أنا مستغرب و مستنكر ...

    و أنقل بصري ،،
    من بو نواف إلى الباب ...


    بو نواف قطع على نظرات التشكك ،،
    و قال :


    - بو ثامر موجود بالبيت هالوقت ؟

    جاوبته بتساؤل :

    - نعم ... ؟


    التفت صوب المره اللي معه ...
    و قال :


    - يالله ..


    و رد سلم علي ...
    و راحوا ....


    وقفت عند الباب ،،
    أراقبهم لين اختفوا في وحدة من اللفات ...

    بو نواف و المره اللي معه ...
    وش كانوا يسوون عند أمي ....؟؟؟


    دخلت على أمي ...
    و لقيت الحاجز محطوط بالعرض ...
    لا أقدر أشوفها و لا تقدر تشوفني ...


    ناديت :


    - يمه ؟


    ما وصلني رد ...
    قربت من الحاجز أكثر و ناديت مرة ثانية :


    - يمه ؟؟

    - هلا بدر ...

    جا صوتها مبحوح و مرتبك
    ... مو طبيعي ...
    سألت :


    - أجي ؟

    - تعال حبيبي ...

    تخطيت الحاجز ،،
    و جيت لعندها ،،
    و الورد و العلبة لسه بإيدي ...

    أمي ابتسمت لي و مدت يدها ...
    حطيت العلبة على الطاولة ،،
    و الباقة جنبها على السرير ،،
    و جلست جنبها و إيدي بإيدها ...


    - كيفك يمه اليوم ؟ أفضل مو صح ؟


    ابتسمت لي ،،
    و مدت يدها الثانية ،، و أخذتني بحضنها ...


    حضن أمي ،،
    هو أجمل مكان أحب أكون فيه ...
    مع ذلك ...
    رفعت راسي بعد شوي أطالع فيها ...

    و عيني تسأل :

    ( بو نواف وش كان يسوي هنا ؟؟؟ )


    بس أمي ما قالت شي ...
    يمكن ما شكت إني شفته ؟
    خصوصاً ...
    و أنا ظليت واقف فترة عند الباب ،،
    بعد ما طلعوا أراقبهم لين اختفوا ...


    أقدر أحس إنه في الموضوع شي ...
    أمي مو مثل عادتها ...


    جدي و جدتي تأخروا ،،
    و جو مع خالي و زوجته ،،
    بعد أكثر من ساعة ...
    الكل كان تصرفه طبيعي ...

    بس أنا مو مرتاح ...
    و لما ردينا البيت ...
    و بعد صلاة العشاء ...
    جيت لعند جدي ،،
    و قلت له :


    - فيه أحد سأل عليك اليوم ؟
    - أحد ... مثل من ؟
    - مثل ... أبو نواف ... سلطان ؟

    *
    * *
    *

    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






صفحة 8 من 9 الأولىالأولى ... 6 7 8 9 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. يا بعد قلبي
    بواسطة احلى كلام الحب في المنتدى منتدى الشعر والنثر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-06-2009, 05:34 AM
  2. عاكسها فدعت عليهـ000فاستجاب اللهـ دعائها000
    بواسطة بنت العقيله في المنتدى منتدى القصص والروايات
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 04-26-2008, 01:57 PM
  3. موت قلبي
    بواسطة MOONY في المنتدى منتدى الشعر والنثر
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 07-06-2007, 07:01 PM
  4. مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 11-17-2006, 07:36 PM
  5. من كل قلبي
    بواسطة ريـــم الفلاااا في المنتدى منتدى طلاب العلم والمدرسين
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-25-2006, 11:59 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •