صفحة 7 من 9 الأولىالأولى ... 5 6 7 8 9 الأخيرةالأخيرة
النتائج 91 إلى 105 من 135

الموضوع: فجعت قلبي

  1. #91
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :


    بعد المغرب ،،
    كنت جالسة بغرفتي أتصفح مجلة ودي أشغل نفسي بأي شي ...
    يبعدني عن التفكير بسؤال سلطان ...
    و دق علي ولدي بدر الباب ،،
    و دخل ...


    - هلا بدري ....

    ولدي ظل واقف عند الباب متردد ...
    يدخل أو يطلع ....
    اللي خلاني استنتج أنه فيه شي ...


    - بدر ... تعال إيش فيك ؟؟؟

    جا ولدي متردد و جلس جنبي ...
    و حسم أمره و قالها مباشرة :


    - يمه أنت ِ راح تتزوجين ؟


    السؤال كان مصحوب باستياء ...
    ولدي و أعرفه زين ...


    - من قال لك ؟
    - أدري يمه ،،
    حتى لو حاولتوا أنت ِ و جدتي تخبوا عني ...


    ابتسمت ،،
    و قلت ...( خلني أختبر ردة فعله ) ! ...


    - طيب بدري ... فرضاً هذا صحيح
    ... أنت وش رايك ؟


    طالعني بدر بنظرة غريبة ما عمري شفتها بعينه من قبل
    ... و قال ...


    - رايي ممكن يغير شي ؟
    - أكيد حبيبي ... ! وش رايك ؟
    - إذا أنت تزوجت بتروحين عني
    ... يعني ...
    لا أب و لا أم بعد ؟؟



    قطع قلبي بالكلمة اللي قالها ...
    شديته صوبي و ضميته لصدري ...


    - يا بعد عمري يا وليدي ...
    بدر حبيبي أنا لا يمكن أروح عنك ...
    أنا أمك و أنا أبوك و أنا كل اللي تبي ...

    - إذا تزوجت ...
    بـ أروح أعيش بيت جدتي مع عميني ...

    خالي راح ...
    و أنت بتروحين ...
    و أظل وحدي بالبيت ؟



    الظاهر أن الولد ...
    مو بس عرف ...
    إلا و جلس يدبر و يفكر و يصرّف أموره المستقبلية ...


    - آه !
    قول أنك تبيني أتزوج عشان تروح تعيش عندهم !؟


    قلت له بمرح ،،
    ورد على طول :


    - لا ما أبيك تتزوجين ....

    و استدرك ،،
    و أضاف :


    - إلا إذا أنت ِ تبين كذا ...

    ابتسمت و قلت له ...
    - لا حبيبي ،،
    أنا ما أبي أتزوج أصلاً ...
    تطمنت ؟؟؟


    و في نفس اليوم ،،
    خليت أمي تتصل بهم و تعتذر ....



    في اليوم التالي ...
    الدكتور هيثم و للمرة الأولى انتهز أول فرصة مناسبة ،،
    و قال لي فجأة :

    - دكتورة قمر ...
    أتمنى تعيدي النظر في موضوعنا ...

    ما راح أعتبره رد نهائي الحين ...


    ( و الله بلوة !
    ناقصتنك أنا بعد !

    بعدين ما انت متزوج و خالص !
    وش تبي فيني ؟؟

    وش شايف فيني ؟ ...
    على بالك أنا أقدر أشوفك !؟
    عاميني العسل عن كل رجال الدنيا إذا ما تدري ! )




    لما جينا نمر على هبه ...
    جا الدكتور هيثم يداعبها شوي ...
    شالها بحضنه ...
    ثواني و قامت تبكي ...

    ... و مدت إيدها صوبي فجيت و أخذتها من عنده أهدّيها ...

    هي كانت متعودة علي ...
    و سكتت بحضني ...

    سلطان كان يراقب ...
    لما جيت أبي أحطها على سريرها جا هو يبي ياخذها من عندي ...
    صار قدامي مباشرة ...
    يفصلني عنه بس هبه ...

    مد إيده و أخذها ...
    و همس لي بصوت خافت :


    - قمرة أبي أتكلم معك ...

    عطيته البنت ...
    و ابتعدت للورا ....
    أو بالأحرى ( انتفضت ) للورا ...


    معقولة ...
    ما زال نفس الإحساس اللي كنت أحس به قبل 13 سنة ...
    ما زال عايش بداخلي ... ؟؟؟


    لحظتها الزمن رجع للورا ...
    عمر طويل ...

    كأني أشوفه مثل ما كنت أشوفه قبل 13 سنة ...
    معقول ...
    أنه ما زال لوجوده ... في الحيز حواليني
    ... نفس التأثير .... ؟؟؟



    - يالله يا دكتورة قمر ...
    ودّي نراجع مع بعض الملف من أول ...


    كان الدكتور هيثم هو اللي تكلم ...
    و طلعنا من الغرفة و سلطان ...
    يشيعنا بنظراته ....



    أعدنا أنا و الدكتور هيثم مراجعة ملف هبه الطبي و سوّينا بعض التعديلات في خطة العلاج ...
    كنا موجودين عند مقر الممرضات ...
    و كان باب غرفة هبة مفتوح ...
    و أقدر أشوف سلطان كل شوي يطل من الباب ...


    بعد ما خلصنا رجعت مكتبي ...
    و شوي ...
    و رن الهاتف ...


    - نعم ؟
    - أهلاً ... قمره ...

    تفاجأت ...
    بلعت ريقي ...
    كان سلطان ...


    - أهلاً ...
    رديت باستغراب ...
    و قال :


    - عسى مو بمشغولة ؟
    - لا ... تفضل
    بغيت شي .....؟؟؟

    - ممكن أجي مكتبك ؟
    - خير ؟ فيه شي ؟
    - أبي أكلمك بشي خاص ...

    تسارعت دقات قلبي ...
    وش يبي مني سلطان ...
    على الصعيد الخاص ... ؟؟؟


    - في الواقع ...
    ما تقدر تجي مكتبي وحدك ...

    - بس هذا ... موضوع خاص جداً ...

    زادت سرعة نبضات قلبي ...
    و سيطر علي الفضول ...


    - قول ... خير ... ؟؟؟
    - ما ينفع كذا ....
    - زين ...
    بأحاول أمر على هبه بعد شوي ...


    كنت خايفة ...
    و صابني توتر شديد ...
    وش يبي سلطان مني ؟؟؟


    و اللي صار أني انشغلت ...
    و لا قدرت أمر عليها لين جا وقت الزيارة ...

    لما رحت ...
    كانت شوق و منال موجودين ...
    و مروري صار ( للتحية ) لا أكثر ...



    أول ما وصلت ...
    شفت مشهد هدني ...


    كان سلطان جالس مع منال على السرير جنباً لجنب .. وبين إيديهم كانت الصغيرة هبه يلاعبوها
    و يضحكوا بسعادة ...


    مشهد طبيعي ...
    أم وأب و طفلتهم ... إيش اللي خلاني اتأثر ...؟؟


    ضحكات سلطان كانت توصل قلبي قبل إذني ...
    و منال مرة تمسك بإيد بنتها و مرة بإيده ...
    كانوا مبسوطين لدرجة أنهم ما انتبهوا لي مباشرة ...


    شوق كانت أول من شافني و قامت تسلم علي ...
    طبعاً منال ما قامت من مكانها بس ردت التحية من بعيد
    ... أما سلطان ...

    الظاهر أنه نسى الموضوع اللي كان ...
    يبي يكلمني فيه ......


    *
    * *
    *

    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  2. #92
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :


    ظلت منال مع بنتها ،،
    و طلعنا أنا و أخوي بنرد البيت مع نهاية وقت الزيارة ...

    كنت أبي أرجع بيتي بس أخوي أخذني معه لبيته يقول فيه موضوع يبيني فيه ...


    - وش رايك لو ترتاح أنت اليوم ...
    نام لك شوي ...
    و نأجل الموضوع لبكرة ؟


    قلت له لما شفته يمدد ذراعه و يسترخي
    على الكنبة ،،
    و شكله مجهد ...
    لكن رد علي:


    - لا يا شوق ... أبـ أدخل بالموضوع على طول ...
    - خير ؟
    - أبي ... أتزوج قمره ....



    طبعاً ..
    ما فيه داعي أشرح لكم كيف كان وقع الجملة علي ...
    اللي قدرت أطلع به من المفاجأة هي ضحكة طويلة ...
    غصباً علي ...

    ضحكت لين عبس وجه أخوي وقال :

    - شوق أنا جاد ...
    أبيك تعرفي رايها ....


    طالعت به الحين بنظرة جدية ...

    - سلطان ... روح نام ...!
    ... أنت تعبان كثير ... و محتاج أسبوع نوم ...

    - شوق
    - و ما يحتاج توصّلني ...
    باتصل على ياسر يجيني ...


    بالفعل رفعت سماعة الهاتف و اتصلت على زوجي ...

    أخوي ظل جالس بمكانه بنفس الوضع ...
    ما قال شي ...

    لما جيت بـ اطلع وقفت عند الباب ...
    و التفت له و طالعته بتأمل ...

    ما كان يطالع فيني ...
    كان شارد التفكير ... سارح النظرات ...


    قلت :

    - مع السلامة ...
    - مع السلامة ....

    قالها ببساطة و شرود ...
    قلقت من ردة فعله هذي ... سألته :


    - سلطان إش تفكر فيه ؟ أنت مدرك وش قاعد تقول ؟

    طالعني بتركيز ...
    و قال بمرارة ...


    - ودي أرتاح ....
    أنا ما صدقت أنها رجعت ...
    يجي ياخذها ببساطة ؟؟


    - و أنت على بالك أنها ...
    ممكن تفكر فيك ؟ ممكن تقبل بك ؟
    بعد كل اللي صار ... ؟؟؟

    اصحى يا سلطان !
    و إلا أقول ... لا ... نام !
    روح نام عشان تنعش عقلك اللي انجن ...



    سمعت ( هرن ) سيارة ياسر ...
    و استأذنت و طلعت ..



    *
    * *
    *



    النوم ضل طريقه لعيني هذه الليلة ...
    سلطان كان شاغل تفكيري ...
    و صورته و هو جنب منال ...
    و إيدها بإيده ... يضحكوا سوى ...
    ما فارقت عيني لحظة وحدة ...

    ليه ؟
    هل ... للآن ... بعدني ... ؟؟؟

    بغيت أواجه نفسي
    ... أنا ...
    رجعت مثل أول ...
    حب سلطان استيقظ بقلبي بعد نومه طويلة ...

    ما لازم أسمح ...
    لنفسي أنجرف أكثر ...

    لازم أوقف عند هذا الحد ...
    لازم أنسى أني
    ... إمرأة ...
    و إن اللي ينبض بداخلي
    .. هو قلب ...

    ... و مو مثل ...
    أي قلب ...


    من بكرة ...
    راح أنسحب ...
    و أترك علاج هبه على الدكتور هيثم ...
    كلياً ...

    الدكتور هيثم ...
    عنده العلاج ... و عنده الحل ...



    و جا بكرة ...
    و سويت اللي ببالي
    ... بس ...
    بغيت أمر أسلم على هبه
    ... بالأحرى ...
    على أبو هبه ...
    مجرد سلام ... قبل الرحيل ..

    و تفاجأت بأن منال هي اللي كانت مرافقة بنتها ...
    و كرهت الحظ اللي ما خلاني أشوفه للمرة الأخيرة ...

    و كرهتها هي بعد أكثر ...
    و صورة إيدها اللي بيد سلطان ما زالت ملازمتني ...
    أدري أنه مالي أي حق في هذا الشعور ...
    زوج و زوجته ،، رجل و امرأته ...
    أنا وش دخلني بينهم ؟؟
    لكن ...

    غصباً علي ...
    اعذروني ....


    *
    * *
    *





    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  3. #93
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :

    مر يومين ...
    ما شفت فيهم سلطان ...
    حسيت نفسي مضيعة شي ...
    فاقدة شي ... ناقصني شي ...


    يوم ثالث ،،
    أنا جالسة بمكتبي ... جتني مكالمة من سلطان ...

    قال أنه ملاحظ شي بجلد هبه و يبيني أفحص عليها ...
    عرفت بكذا أنه جا المستشفى بدل منال ...
    ( كانوا يتناوبوا في مرافقة بنتهم )،،
    و كنت أبى أقول له

    يبلغ الدكتور هيثم ،،
    و اللي هو المسؤول الوحيد عنه هبة الحين ،،
    بس خفت يحسبني من سلمت ملف البنت لغيري ما عدت مهتمة بالطفلة ...


    رحت لغرفة هبه ..
    .. كنت ...
    مشتاقة أشوفهم هم الإثنين ....

    لما وصلت ...
    شفت البنت نايمة ...
    سلمت و سألت :


    - خير ؟
    - طفح خفيف بالجلد بس ودي تتأكدوا أنه مو بشي كبير ...

    و أشّر لي على بقعة صغيرة في ساق البنت ،،
    ما لها أهمية ...


    - تطمن ... ما هو بشي ...
    - الحمد لله ...

    يوم جيت أبى أطلع قال :

    - وينك ما جيتي مع الفريق اليوم ؟
    - ... ما جا الدكتور هيثم ؟
    هو اللي مسؤول عن هبه الحين ...

    - و أنت ِ ؟
    - أنا ...
    أنا بامر اتطمن عليها من وقت لوقت ...

    - و أنا ؟

    طالعت بسلطان
    ... فجأة ...
    على كلمة ( و أنا ... )
    ... و أضاف :


    - ما تبي تطمني علي ...؟

    هم شعورين بغوا يذبحوني لحظتها ....
    الخوف من أنه يقصد إنه هو ( سلطان ) به شي أنا ما أعرف عنه ،،
    و يبيني اتطمن عليه ...

    أو أنه يقصد
    ... إني اسأل عنه ...
    عن ( العسل ) ...



    قلت و الكلمة واقفة بحلقي :

    - خير ...؟
    ... فيه شي لا سمح الله ؟

    - لا ،، الحمد لله ...

    هو يقصد إذن ...
    إنه يبيني أسأل عنه ... ؟
    ... سلطان يبيني أسأل عنه ...؟


    تحركت صوب الباب و أنا أقول :

    - دام كذا ،،
    و اثنينكم بخير و الحمد لله
    ... يالله استأذن ....


    عطيته ظهري و جيت باطلع بس استوقفني ...

    - قمره ...

    تجمدت مكاني
    ... و ببطء ...
    رديت التفت عليه ...
    بخوف ... بتردد ...
    وجت عيني بعينه ... و آه من عينه ...

    صهرت كل الجليد اللي أجبرته يلف حواليني مثل الحصن ،،
    و غلت الماء اللي سال منه ،، و بخرته ،،
    و حرقت البخار بعد !



    - ... نعم ... ؟
    - ... تتزوجيني ...؟


    الكلمة ...
    ثقبت الطبلة و اخترقتها ...
    دوت بالراس ...
    هزت القلب ... زلزلت الجسد ...
    كهربت الأعصاب ...


    ما اقدر ...
    أوصف لكم ...
    أنا كنت هناك أو لا ؟ ما أدري ...


    بس شفت نفسي جالسة على الكرسي قدام مكتبي ...
    و كل شي فيني يهتز ...
    من أطراف أصابعي ...
    إلى

    رموش عيوني ...
    إلى دموعها ....

    كيف وصلت ؟ متى وصلت ؟
    إيش صار بعد ؟

    ما أدري !
    *
    * *
    *


    أنا بالي ما كان مرتاح ...
    من يوم قال لي أخوي أنه يبي يتزوج قمر ...

    انتوا تابعتوا الأحداث اللي صارت ..
    و عارفين كل شي ....


    الشي اللي ما تعرفوه ...
    أنه قبل السنوات اللي راحت ...
    و بعد الفاجعة المشؤومة ... أخوي سلطان ...

    ... عقب ما استقرت الأمور معه شوي ...
    قال أنه يبي يتزوج قمر ....

    اللي صار أنها سافرت مع أخوها و ولدها و غابوا كل هذه السنين ...

    منال في ذيك الفترة كانت تقول :
    ( خله يسوي اللي يبي بس يرتاح ... )
    لكن الموضوع ما طلع من بيننا احنا الأربع ...
    أنا و سلطان ... و منال و ياسر ..

    *
    *

    كلمني أخوي ...
    وقال لي شي ما قدرت أصدقه ....

    قال لي أنه عرض الزواج على قمر بنفسه في المستشفى
    ... اليوم الظهر ... !

    و طلب مني مرة ثانية أني أكلمها و أشوف رأيها ..
    تهاوشت معه ...
    و قلت له كم كلمة قاسية ..
    و ختمت بأني ما لي دخل و لا أبي أتورط في ذا الموضوع أبداً ....


    بعدها بليلة اتصلت منال علي و هي في حالة سيئة ...
    تقول لي أن سلطان قال لها أنه يبي يتزوج الدكتورة قمر ...
    و أنه رايح يخطبها بنفسه من أهلها ....


    راجعت نفسي و صار لازم على أتدخل
    ... سلطان بلا تفكير ...
    و لا عقل ...
    و يمكن مرض هبه هو اللي مأثر عليه ...
    يبي يهدم بيته !



    *
    * *
    *

    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  4. #94
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :


    و أنا مشغول في تجديد صبغ ( عشة الطيور ) في الحديقة ،،
    و صاير مبهدل شوي ...
    جا رجال غريب
    يسأل عن جدي ( أبو ثامر )


    الرجال كان متهندم و كاشخ ...
    و شكله شخصية مهمة !


    أول ما شافني الرجّال صار يطالع فيني بنظرة تفحّص !
    و فاجأني لما قال :

    ( أنت بدر بسام ؟ )

    و رد يدقق فيني لدرجة أني حسّيت بشوية خجل ...
    خصوصاً بحالتي ذي ،،
    و صار هو يعتذر عن
    الجيّة دون موعد ...
    و دخلته المجلس و ناديت جدّي ....



    المقابلة كانت مصحوبة بنظرات الدهشة الكبيرة من جدي ...
    و الارتباك من الرجال الغريب ...

    بس الظاهر أنهم معارف قدامى و ما التقوا من زمن ...!

    خليتهم و رحت أستحم و أبدّل ملابسي ...

    ما طوّلت ...
    كلها نص ساعة و لما رجعت المجلس شفته فاضي !


    رحت أدور على جدي و أنا مستغرب وين راح الضيف ؟
    سمعت صوت جدّي جاي من جهة المطبخ
    .... كان يكلم جدّتي ...
    و رحت أبي أعرف إيش السالفة ؟

    قبل ما أوصل أو أحد ينتبه لي ...
    سمعت جملة قالها جدي و وقفت بمكاني ....


    ( جاي يخطب قمر )


    تراجعت ...
    انسحبت من المكان ...
    ما عجبني اللي سمعته ...

    أمي قالت لي أنها ما راح تتزوج ...
    ليه ردوا جوا يخطبوها ...؟؟؟



    *
    * *
    *



    - و الله ما أدري وش أقول لك يا بو نواف ...
    أنت أمورك كلها ملخبطة و مالي شغل فيها ..

    هذا هو ردّي على سلطان لمّا قال لي أنه طلب يد الدكتورة قمر ...

    سلطان أعرفه من سنين ...
    عمري كله عشته معه ...
    و ولو حاولت أقنع فيه لين أموت ما راح يغير رايه ...

    أنا قلت لشوق أخوك بدأ يفقد عقله ...
    و تصرفاته لا في البيت و لا في الشركة
    - قبل ما يهجرها أواخر الأيام -
    ... كانت طبيعية .


    - ياسر ... تتوقع تقبل ؟

    سالني ببساطة ...
    يمكن يستهين بي ؟
    قلت له :


    - وين تلقى عريس أفضل منك ؟
    متزوج و عنده ولد و بنت ...
    و ثروة ...

    كان موجود قدامها و كانت موجودة قدامه من سنين ...
    تو الناس ؟



    - أعرفك تستهزىء يا ياسر ...
    بس لو داخلك اللي داخلي كان سويت مثلي ....


    - توّك تكتشف اللي داخلك ...
    وينه من سين ؟ ؟


    تجاهلني ...
    و طلع السبحة الفضية من جيبه ...
    و قال ،،
    يكلم روحه بصوت عالي :


    - لازم تكتمل ... و يلتم الشمل ....

    سألته :

    - سلطان
    .... أنت ... تحبها ...
    و إلا حاس بواجب تجاهها لازم تأديه ؟؟

    سألت نفسك هذا السؤال ؟

    رغم أني كنت أعرف ...
    أنه يحبها من سنين ...
    و بعدني أذكر كيف كان شكله ...
    لما عرف
    أنها انخطبت أول مرة ...
    في ذاك الزمن ....
    يوم جت تبلغه بنفسها ،،
    و هو ( صرفها )...


    شيئين تمنيتهم لسلطان ...
    و يا ما دعيت الله أنه يحققهم له ...
    يشفي له بنته ...
    و يشفي له قلبه ...


    و نشوف ...
    أي من الأمنيتين ...
    يكتب لها الله أنها تتحقق ؟؟؟


    *
    * *
    *



    أنا ما استعدت أفكاري المتشتتة ...
    و لا لملمت مشاعري المضطربة المتبعثرة في كل صوب ...

    ... من يوم ما سلطان ،،
    قال لي : ( تتزوجيني ... ؟ )


    إلى الآن ...
    أعيش بحالة شبه وعي ...
    شبه إدراك ... كأنه حلم ...
    حلم أخاف أصحى منه بأي لحظة ....


    معقول ...
    سلطان بعد كل ذا العمر ...
    معقول أنه ...
    يفكر يتزوجني ؟؟


    معقول ...
    الشي اللي ياما و ياما و يا بعد ياما حلمت به و أنا بنت صغيرة بالجامعة
    ... الحين ...
    جت الفرصة أنه يتحقق بعد 15 من عرفت سلطان .... ؟


    يومين ،،
    الخميس و الجمعة ،،
    ما شفته ...
    و كنت أنتظر يوم السبت بفارغ الصبر ...

    أبي بس أتأكد ...
    صحيح اللي قاله و سمعته ؟
    و إلا من زود حلمي بها الشي تخيلته ؟

    صحيح أن اللي بذيك الغرفة
    ... هو سلطان ...؟؟
    و إلا من زود تمني أني أشوفه توهمته ؟



    ليلة السبت ،،
    كلمتني أمّي ...
    و قالت لي أن سلطان جا خطبني من أبوي البارحة !


    و أمي تكلمني ...
    و أنا عيني معلقة بعينها ...
    أبي أقرأ كل ردود فعلها ...
    أبي أتأكد ...
    أنا أحلم و إلا صحيح ...؟؟؟


    الماضي ما جابت له سيرة أبداً ...
    عرضت الموضوع بنفس الطريقة اللي عرضت بها موضوع الدكتور
    هيثم ...
    كأننا نعرف سلطان تونا ...


    بغيت أعرف رأيها ...
    و رأي أبوي ...
    أذكر كلمتها بالحرف الواحد ،، قالت :


    - إحنا نبي لك السعادة و الستر ... الله يوفقك ..

    الانطباع ... اللي تركته بنفسي أنها ...
    وأبوي ما عندهم أي اعتراض ...


    أنا ... شوي و أطير ...
    أنا طايرة أصلاً من زمان ...
    بس ...
    أشوفك بكرة يا سلطان ...

    و أتيقن أنه مو حلم ...
    هذه الحقيقة ...

    أنا قمر ...
    بعد 15 سنة من عذاب الحب و الحرمان ...
    بـ أحظى أخيراً ...
    بسلطان ... زوج لي ...

    سلطان ... لي ...
    حبيبي ... لي ...
    اللــــه ....



    و لا غمضت لي عين ...
    و جا الصباح ،،
    و طرت للمستشفى ،،
    ما أشوف شي قدامي ...

    ما أعرف أحد قدامي ...
    أبي المسافة تقصر بسرعة ...
    الأرض تنطوي ... و الزمن يمر ...

    و أجي لغرفة هبة ...
    و أشوف سلطان
    ... ينتظرني ...



    أشوف عينه اللي انحرمت من شوفتها سنين ...
    و اسمعه و هو يقول لي
    ... قمره ...


    غصباً علي ...
    الدموع أمطرت من عيني و جلست أبكي بعمق ...
    و أنا بالمكتب ،،
    قبل ما أطلع أشوف هبه ...


    لا يا قمر مو وقته ... !
    شيلي الدموع و حطّي مكانها أوسع ابتسامة
    ... أكبر بهجة ...
    أعمق فرحة ...
    مو هذا الحلم اللي يا طول ما انتظرتيه ؟؟؟
    يالله
    ... سلطان ينتظر .......

    حلمك ينتظر ...
    ورا هذا الباب ...
    ... الباب يقترب ...

    كان مسكّر ،،
    مسكت المقبض و أنا أرتجف و أنفاسي تدخل و تطلع من فمي بدون نظام ...
    و حلقي جاف و ما لي ريق أبلعه ...
    و رجلي تترنح بي من الربكة ...


    دقيت على خفيف...
    و فتحت الباب ...




    لو أني شايفة شبح
    ... جني ... وحش ...
    أي شي ... كان أهون علي ...
    و لا أني أشوف منال جالسة مع بنتها ...

    و سلطان مو موجود ..


    كل أبواب البهجة اللي كانت مفتوحة لي تقفلت فجأة بوجهي ...
    و ظل باب الغرفة هو اللي مفتوح ....


    حتى لساني ما قدر ينطق ....

    طالعت فيها و كأني أطالع
    ... في شبح مرعب ...
    شي يخوفني و أكرهه ...
    شي أبيه يختفي من عالم الوجود ...


    أما النظرات اللي هي طالعتني بها
    ... فأخلي عليكم أنتم
    ... تصورها ....



    - خير ؟ بغيتِ شي ...؟؟

    كانت هذه هي جملتها ،،
    و اللي قالتها بحدة و بأسلوب تهديد ...
    و اللي عنت منها :

    ( يا متطفلة اطلعي برى أحسن لك ... )

    - بـ ... بغيت ...
    اتطمن على البنت ...

    - ما بها شي ،، شافها الدكتور هيثم ..

    تراجعت خطوة للورا
    ... بعدها خطوة ثانية ...
    لازم أنسحب في الحال ...
    يا رجلي شيليني أرجوك ...

    يا ليتني طحت بحفرة و تكسرت قبل أوصل لهذا الباب ...

    ما عرفت أقول أي شي ...
    مسكت الباب ...
    و جيت أصكه ببطء ...
    مو لأني أبي أطيل التفرج على الشبح المخيف ...
    و التأمل بنظراته المهددة
    ... لكن ...

    قوتي اللي انهارت لحظة ما شفتها ،، ما سمحت لي بسرعة أكثر من كذا ...


    - لحظة يا ... دكتورة قمر ....

    الحين
    ... وصلت لنقطة الهلاك ....

    وقفت بنص الطريق ...
    نصفي داخل الغرفة و نصفي برى ...
    انتظر نزول الكلمات السامة على قلبي ...


    منال تقربت مني عشان تتأكد أن كلامها يوصلني و ما يتبعثر يمين و شمال ...

    كانت النظرات اللي بعينها كلها تهديد و توعد ...

    - ابعدي عن زوجي
    ... اللي فينا كافينا ...



    هذه هي الصفعة اللي وجهتها لقلبي الحالم ،،
    قبل ما تصفع الباب بوجهي و هي تدفني برى الغرفة ...

    و برى حياتهم
    ... و برى قلب سلطان ...
    و برى الدنيا كلها ....



    *
    * *
    *

    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  5. #95
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :



    لما طلعت أمي الصباح ...
    كانت مبسوطة و مبتهجة كثير ... !


    الحين لما ردت العصر
    ... ضايقة الصدر ...

    و كأن هموم الدنيا كلها على راسها ...


    حاولت أعرف منها شي ،،
    بس خلتني و راحت غرفتها ..



    رحت لجدتي ،،
    وقلت لها فجأة :


    - الرجال اللي زارنا هو الدكتور اللي خطب أمي من قبل أسبوعين ؟


    طبعاً جدتي استغربت ،،
    واصلت :


    - بس أنتِ مو اتصلتِ عليهم و قلتِ أنها مو موافقة ؟
    ليه رد جا ؟

    - بدر !
    أولا ً هذا واحد غيره،،
    و ثانياً لا تدخل نفسك بذي الأمور ...



    قلت معترض :

    - أمي قالت لي أنها ما راح تتزوج
    ... و أكيد راح ترفضه مثل الأول ...

    - بس هي موافقة ...


    تفاجات ...

    - أمي موافقة ؟
    - نعم ،،
    ما قالت بالصريح ،، بس أكيد موافقة ....



    ... يتبع ...





    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  6. #96
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    الحلقة السادسة عشر
    * * * * * * *
    القمر يقول لك : الوداع


    قالت لي جدتي ،،
    أن أمي قبلت تتزوج العريس الجديد اللي خطبها قبل يومين ...


    أنا الموضوع ذا شغل بالي ...
    و بغيت أسأل أمي و أتأكد منها ،،
    بس لأنها توها رادة من العمل و شكلها
    متضايقة ...
    قلت أسألها بعدين ..



    خالي جانا ذاك اليوم ...
    و صاروا ثلاثتهم ،، جدي و جدتي و خالي ثامر ...
    يتناقشوا ( بموضوع سري ) بالمجلس و أنا مبعديني عنهم ...



    أدري أنهم يتكلموا عن العريس الجديد ...
    كان ودي أجلس معهم ...
    هذه أمي أنا أو أمهم هم ؟؟؟

    و بعدين من الأهم عندها ...
    أنا أو هم ؟؟




    من التعابير اللي كانت على وجيههم ،،
    بين لي رضاهم ... أو كذا تخيلت ...



    انا انقهرت ...
    لما شفتهم مطلعيني برى الموضوع و هامليني ...
    و طلعت من البيت غضبان و
    رحت بيت جدتي أم أبوي ....



    كان واضح علي الضيق ،،
    سألوني كلهم عن السبب ،،
    و ما ترددت كثير لين قلت لهم أنه في رجال اسمه بو نوّاف جا خطب أمي و الظاهر انها هي و البقية موافقين عليه ..


    ماجد و رائد بس سمعوا اسم بو نوّاف تفاجأوا ،،
    و صاروا يسألوني و يحققون معي ،،
    و أنا أسلأهم و أحقق معهم ...
    لين عرفت أشياء خطيرة ... صدمتني و طيّرت لي مخي ....




    ما أدري وش اللي صار عند أمي لين رديت البيت و أنا مقهور أكثر و أكثر ...
    من اللي عرفته ....



    *
    * *
    *



    تعبانة و مو قادرة حتى أرفع راسي ...
    الدنيا كلها تدور من حولي ...

    أسمع صوت طرق على الباب بس ما ودي أقوم أفتحه ،،
    و لا فيني قوة عشان أقوم ...



    الساعة يمكن كانت تسع بالليل ...
    من رديت من العمل و أنا على فراشي ...

    أبكي ...
    بحرقة وألم ... بحسرة و ندم ...
    بكاء اليائسين من الدنيا ...

    جفوني تورمت و ما عدت قادرة أفتحها ....


    طرق الباب زاد ...
    أرغمني على فتح عيني شوي ...
    كأني إذا فتحتها باشوف من عند الباب ...

    و إيش يبي ...



    - قمر لسه نايمة ؟


    كان صوت الوالدة ....


    لو كانت أي أحد ثاني تجاهلته ... بس رديت على أمي ...


    - خير يمه ؟
    - ودي أتكلم معك !


    جبرت نفسي أقوم ...
    و فتحت الباب و أنا أواري نظراتي بعيد عنها ...
    بس ما أسرع ما انتبهت لها ...

    و كان اول ما قالت :


    -... خير ؟ ... كنت تبكين ؟

    جيت و جلست على السرير ...
    و أنا منتهية ... شبه كائن حي به روح ....


    ما كنت أبي أمي تسألني أي شي أو تقول أي كلمة ....
    بس هي ...
    جابتها مباشرة ...



    - موضوع بو نوّاف ؟


    رفعت نظري لها ...
    جت عيني بعينها لأول مرة من فتحت الباب ...
    و سالت دمعتي المحبوسة ...

    يا ترى كم بقى بعد غيرها ؟
    ما خلّصت ها الدموع ؟


    أمي جت جلست جنبي ..
    و مسكت إيدي ... و ظلت ساكتة ...

    قلت ...
    بعد تنهيدة قوية ...


    - ما أبيه ...


    لساني ...
    غصباً عليه طلع الكلمة ...
    ما أعرف من فين جاب القوة اللي بها نطق بالكلمة
    ... كأنها سم ...

    كأنها خنجر ... كأنها الموت ...
    هي الموت
    ... هي الموت ...

    أنا ما أبي سلطان ؟
    أنا ...
    أنا كل ذرة من جسمي تتمناه و تبيه ...
    و لو تفحصون أي خلية مني تلقون العسل داخل النواه ...

    أنا روحي و جسمي مليانين من سلطان حد التشبع ...
    حد الفيضان .... حد الطوفان ...

    أقول ( ما أبيه ) ؟؟



    - خير يا قمر ... إن شاء الله خير ...
    أي شي تبينه يصير ...
    المهم راحتك ...



    حطيت راسي على كتف أمي
    ... و بكيت ...

    ودي أرتاح ... خلوني أرتاح ...


    منال دفتني برى الغرفة ...
    كأني أشوفها مثل أول مرة شفتها فيها قبل 13 سنة ...
    يوم كانت عند الباب ...

    منال حطمتني مثل ما حطمتني قبل 13 سنة ...
    هالمرة سلطان يبي يتزوجني
    ... و أنا أرفضه ...

    أنا سلطان يجي لعندي ...
    و أرفضه ؟؟

    معقول ؟؟؟ إنتوا تصدقوا ؟؟
    بعد كل هالحب و الشوق ...
    و سنين العذاب و الفراق ...
    و الأحلام ... و الحسرة ...
    يجيني لعندي و أرفضه ؟
    يا ليتني مت مع بسام ذاك اليوم ...
    يا ليتني أموت هذه اللحظة ،،
    و لا أعيش أتمناه و أرفضه ...
    أبيه و لا أقدر آخذه ...
    أحبه و لا أرضى أتزوجه ...

    إش بيصير فيني بكرة ...؟؟
    لسه باقي لي بكرة ؟
    خلاص ...
    أبي أنتهي ...
    ما أبي أعيش لحظة وحدة زود ،،
    و أذكر فيها أن حبيبي كان جاي لحد عند قلبي
    ... و أنا اللي طردته ....

    أنا ما ظليت عايشة بهاالدنيا إلا لأن بدر اضطرني إني أعيش ...
    أنا روحي طلعت ...
    يوم شفت سلطان يغرق بالبحر ذاك اليوم
    ... و ردت لي ...
    يوم رجع ظهر بحياتي ...



    يمه أنا أبيه !
    تفهمي دموعي ؟
    تشوفي الحقيقة الصارخة من نظراتي ؟
    آه يا يمه ...
    ما اقدر ابتعد ... و لا أقدر أقترب ...
    يمه أنا انتهيت
    ... انتهيت ...

    انتهيت ...





    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  7. #97
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :


    بعد شوي ،،
    يوم جت أمي تبي تطلع من الغرفة ...
    وصل ولدي بدر ...

    أنا كنت تايهة و شاردة بعيد ....


    وصلني صوته و هو يكلمني :

    - يمه ،،
    صحيح أنك تبين تتزوجين بو نواف ؟؟


    كأن الجملة خلتني أصحصح فجأة بعد سبات عميق ...

    طالعت أمي ببدر و قالت له بصوت حاد :

    - بدر و بعدين معك ؟
    مو قلت لك لا تتدخل ؟ يالله روح غرفتك ...


    الولد كانه طالع فيني بنظرة قوية ...
    كلها غضب ... كلها استنكار
    ... كلها لوم ...


    - يمه بو نواف هو نفسه سلطان ؟


    ارتجفت ...
    كأنها حقيقة توني أكتشفها !
    بو نواف هو سلطان أكيد !
    هو العسل ...

    ودي أوصف لكم ملامح وجه ولدي بس
    ... خاينني التعبير ....



    - بدر ؟؟؟

    صرخت عليه أمي ،،
    بس الولد و لا انتبه لها ... و ظل يحدق فيني أنا ...



    - عمي قال لي على كل شي ...
    هذا هو سلطان اللي تركت ِ أبوي يغرق عشان تنقذينه ؟
    الحين تبين تتزوجينه ؟
    أصير أنا يتيم و أنت تتزوجينه ؟


    - ... بدر ! ! !


    كانت الكلمة الوحيدة اللي قدرت أنطق بها هذه اللحظة ....


    بعدها انهرت في بكاء قوي ...
    طلعت فيها كل الآهات المكتومة بصدري ...

    ألف آه و آه ...
    تلف العالم ...
    و تزلزل الكون ...
    و تدوي السماء ...



    منال ...

    أنا أكرهك ...

    أكرهك ....

    أكرهك ....




    *
    * *
    *


    أنا واقفة وسط قارب بقلب البحر ....
    سلطان واقف معي ... تفصلني عنه خطوات ...
    الأمواج ترتفع و تنخفض بقوة ...
    بسام جا مع الأمواج ...
    بسام يصرخ : ( قمر انزلي ... )
    القارب يتأرجح ...
    الماء يتسرب داخل القارب من كل مكان ....
    القارب يغرق ... يغرق ... يغرق ...
    سلطان واقف بمكانه ...
    أنا أمد يدي أنادي : ( سلطان تعال معي ... )
    موجة كبيرة
    ... كبيرة ...
    كبر الدنيا .... ابتلعتنا بالقارب ....

    في قلب البحر ...
    وسط التيارات المتضاربة ... أشوف سلطان يغرق ...

    يحاول يتشبث ببقايا القارب ...
    و يغرق ...
    يغرق ...
    يغرق ...
    صرخت ...

    لا ...
    لا ...
    لا ...


    كأني مسكته ؟ أحس شي بيدي ...
    هذه أكيد يد سلطان ...
    أحس بذراع تحيطني ...
    معقولة ذي ذراع سلطان ... ؟

    كأنه فيه حضن ضمني ...
    هذا حضن سلطان ... ؟؟

    سلطان أنت حي ؟؟
    سلطان حبيبي لا تموت ...
    لا تموت سلطان أرجوك
    لا يا سلطان لا ...
    لا ...


    ما عاد أذكر شي ...


    *
    * *
    *
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  8. #98
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :


    أنا ما كنت نايم .. ما جاني النوم بعد موضوع بو نواف هذا ...

    ظليت أفكر و أفكر ...
    كان ودي أتكلم مع أمي بس جدتي ( طردتني ) من غرفة الوالدة لما شافتها منهارة ...

    أمي كانت منهارة ...
    أنا مو متطمن ...


    ظليت أفكر و أقلب الحقائق اللي عرفتها براسي طول الليل ...
    لين فجأة سمعت صرخة ( لا )

    هذه أمي !



    أنا كنت أول واحد يوصل ،،
    لأن غرفتي هي اقرب غرفة لغرفة الوالدة


    بعدها جت جدتي ...
    و بعدها جدي ...

    كانت أمي تصرخ و ترتجف في حالة من الذعر الشديد ،،
    اللي يصيبها من وقت لوقت بنص الليل ...


    و كانت تردد : ( سلطان لا تموت ) ،،
    و العرق يتصبب منها مثل الشلال ...
    و بإيدها ماسكة ثلاث فصوص فضية تشد عليها بقوة ...
    الفصوص نفسها اللي تذكرون !


    جيت و حضنتها و انا احاول أصحيها من الكابوس ...

    و صارت تمسكني بالقوة و تشد علي و هي تصرخ دون وعي :
    - ( سلطان لا تموت ) !


    لما جا جدي و جدتي و شافوها كذا بغوا يموتوا من الخوف ...


    و حتى بعد ما هدأت نسبياً ،،
    أصروا يودوها المستشفى لأنها كانت بحالة مخيفة ...



    طبعاً أنا خفت عليها
    ... بس قلت ...
    أكيد مثل المرة اللي طافت ،،
    زي ما يقول خالي : نوبة و تعدي ...
    بس هالمرة طوّلت معها كثير ...



    الطبيب قال أن ضغطها كان مرتفع ،،
    و أعطاها أدوية و مهدئات خلتها تنام لين الصبح


    و أنا و جديني ظلينا معها بالمستشفى ...

    *
    * *
    *



    فتحت عيني ...
    و طالعت من حولي ...
    و اكشفت أني مو بغرفتي ...
    أنا بمستشفى ...


    حاولت أرفع راسي لكن صداع شديد منعني
    ... إش صار لي ... ؟


    تذكرت
    ... كان كابوس ...


    بدأت الأمور تتضح لي أكثر ...
    وصلني صوت ولدي بدر :


    - يمه أنت بخير ؟

    توني الحين انتبه الى ولدي مع أمي و أبوي موجودين ...


    تذكرت الكلام اللي قاله لي البارح بالليل
    ... آه ...
    زاد الألم ...
    بكل جسمي ...
    براسي ... بقلبي ... بروحي ...
    بكل مكان ...


    - نادي الطبيب ...


    كانت أول كلمة نطقت بها و راح ولدي بسرعة و جا مع الطبيب ...


    طلبت منه يعطيني مسكن قوي ..
    لأني مو بقادرة حتى أفتح عيني ...
    بعدها بمدة تحسنت و قلت :


    - يالله نرد البيت ...



    أخذت أجازة اليوم ...
    و انعزلت بغرفتي ...
    و طلبت منهم أنهم ما يزعجوني ...


    ما كنت أبي أتكلم مع أي أحد عن أي شي ...

    أنا ...
    أو بالأحرى اللي باقي مني ...
    منهار و أي نسمة هوا تبعثره ...


    أنا ...
    لازم أمحي اسم سلطان من قاموس حياتي
    ... للأبد ...

    و لازم اتخلص من هذه الكوابيس نهائياً ...



    كان جنوني إني رديت تعلقت به و فتحت جروح الماضي
    ... ليت الذكرى ما جابتك لي يا سلطان ...


    أنا ردّيت للصفر ...
    و يبي لي سنين و سنين لين تبرى جروحي ....
    لا ظلّت فيني روح
    ... بعدك يا عسل ...




    سلطان ...

    لازم أودعك للأبد ....




    *
    * *
    * * * *

    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  9. #99
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :


    سلطان يا حلماً يداعب جفني ،،
    حال منامي

    سلطان يا أملاً يخاطب قلبي ،،
    حال قيامي

    سلطان يا ذكرى
    ... و يا جرحاً ...
    عميقاً دامي ...

    سلطان يا ناراً
    ... و بركاناً ...
    سعيراً حامي ...


    أنت يا سحر القلوب ِ
    أنت يا شمس الغروب ِ
    أنت يا أجلى عيوبي
    أنت يا أدهى ذنوبي
    نفسي يا خطـــاءة توبي
    عن هوى سلطان ...
    توبي ....

    أنت يا عشقاً تمادى في الوجود ...
    راح ينمو بلا حدود ...
    عابراً كل السدود ...
    كاسراً طوق القيود ...

    أنت يا حرفاً تطفـّـل بين كل الكلمات ...
    غيـّـر المعنى ... و بات ...
    بين جفني ّ ...
    فمات ...

    أنت يا سيلاً تمرّد ... رغم أنف الطرقات ...
    شقّ نهر العشق قهراً ...
    بين دجلة و الفرات ...
    يا نعيم الأمسيات ...
    يا جحيم الذكريات ...

    هل تبقى من جبال العشق صخرة ؟

    هل تبقّى من بحور الحب قطرة ؟

    هل تبقّى من سحاب التيم مطرة ؟

    هل تبقّى لي مكان بين حشد الفاتنات ؟

    جرعة من مر حبك ...
    اسقني قبل الممات ...

    هل تبقّى لي نصيب ٌ ...
    بعد توزيع الهبات ... ؟

    ما تبقّى من عطايا الحب يكفيني ...
    فهات ....

    * * * *
    * *
    *

    نصيبي من اللوم و التوبيخ كان وافر ...
    من جدتي و جدي ...
    و بعد من خالي لما عرف باللي صار ...

    كلهم صاروا يتهموني بأنني السبب اللي خلى أمي تنهار ...


    لكن أنا أبي أعرف ...
    وش قصة سلطان هذا ؟

    و ليه أمي صار لها اللي صار بسببه ؟
    و إش سالفة الفصوص الفضية ذيك ؟


    حاولت أكلمها بس جدتي منعتني أقرب من غرفتها هذا اليوم ...
    و حذرتني مئة مرة من أني أفتح سيرة الموضوع قدامها مرة ثانية ....
    و ما كان قدّامي إلا أني أروح لأعمامي و اسألهم عن القصة الكاملة ...
    قصة الحادث قالوها لي مثل ما شافوها قبل 12 سنة ...


    أبوي اللي مات قبل ما يعرفني و لا أعرفه ...
    و الوحيد اللي مات ذاك اليوم ...
    كان ينادي أمي عشان تساعده
    و هي خلته و راحت تنقذ سلطان ... !


    عميني ماجد و رائد ...
    صاروا يكرهوا سلطان و حتى أمي من ذاك الحادث ...


    عمي ماجد يقول :
    ( لو كنت أنا من بطن أمي أشوف اللي صار وقتها ...
    كنت كرهته أنا بعد و
    ما سمحت لأمي أنها تتزوج منه أبداً ... )


    الأفكار ذي كبرت براسي ...
    و خلتني أعترض أكثر و أكثر على زواج أمي منه ...
    و اتخذ منها و منه موقف معادي ...





    بالليل ،،
    و أنا جالس بغرفتي وصلني صوت أمي تناديني ...


    و بسرعة طرت لغرفتها ...

    كان شكلها يقلق ،،
    أعصابها مشدودة و حركتها متوترة ،،
    و وجهها متوهج و أحمر ....
    و كانت الغرفة مبهدلة !


    يوم وصلت سألتني بعصبية :

    - بدر شفت الفصوص ؟
    - أي فصوص ؟
    - اللي شلتها ذيك المرة ،، الفصوص الفضية ،، أنت أخذتها ؟
    - لا !


    طالعت فيني بغضب ،،
    و قالت بحدة :


    - بدر إذا ماخذنها طلعها بسرعة
    ... الحين ...


    قلت بدفاع :

    - لا ما شلتها يمه ! لو أخذتها كان قلت ..

    صرخت بعصبية أكبر :

    - وين راحت يعني ؟ طارت ؟



    و رجعت لعند السرير ،،
    و شالت البطانية و الشراشف و الفراش ...
    قلبت الدنيا فوق تحت مثل المجنونة ...

    و هي تصرخ :

    - وين راحوا

    بعصبية ...


    كنت أنا أراقبها بذهول ...

    - وينكم ... طلعوا بسرعة ...

    أنا خفت من شكل أمي و تصرفها الغريب ...
    و لما قلت :


    - يمه يمكن ...

    ما لحقت كملت جملتي ،،
    قاطعتني بحدة و بصراخ و عصبية :


    - اسكت !
    رد غرفتك ...


    تراجعت للوراء ....
    أمي ما أدري وش صابها ....
    خوفتني حالتها ذي ،،
    و هي تقلب في اغراض الغرفة فوق تحت تدور على الفصوص ...



    أنا ما طلعت ،،
    أذكر أنها كانت بيدها البارحة ،، بس ما أدري وين تركتهم ؟

    قلت :

    - بادوّر معك ...

    و خطيت صوبها شوي شوي و بتردد ،،
    خايف تصرخ علي !


    دورت معها ،،
    و لقيت الفصوص على طاولة بالغرفة ...


    - هذه هي يمه !

    لفّت أمي صوبي و جتني بسرعة ،،
    و أخذتهم مني و شدت عليهم بإيدها مثل البارح ...

    كأنها خايفة يضيعوا منها مرة ثانية ...
    راحت على السرير و استلقت و غمضت عينها و شفت الدموع تهل منها ...

    - يمه ...؟

    ناديتها بقلق ،،
    بس هي ردت علي :


    - رد غرفتك يا بدر ...


    وقفت ثواني أطالع بها بقلق ،،
    أمي صار لها شي ؟؟


    لها الدرجة هالفصوص عندها غاليين ؟

    إش سالفتهم ؟ ودي أعرف ...


    طلعت و صكيت الباب ،،
    و لأني ما أبي أسبب لها أي قلق و ازعاج ،، ما تعمدت أسألها عنهم بعد كذا ..



    *
    * *
    *


    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  10. #100
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :


    مر يوم الأجازة ...
    و ما أحد تجرأ و تكلم معي في أي موضوع ...
    و هذا اللي كنت أنا أبيه ...

    يوم ضيعت فصوص مسبحة سلطان الفضية ،،
    بغت روحي تضيع معهم ...

    هذه آخر ما بقى لي منك يا العسل ...
    و إذا ظلوا معي
    ... ما بتطلع من بالي ...

    لازم أتخلص منهم !
    لازم أتخلص من كل ذكراك ،،
    و أي شي يذكرني بك ،،
    و أي شي له علاقة بك
    ... و للأبد ...




    اليوم بارجع للعمل
    ... و أبدأ صفحة جديدة ...
    و انسى نهائياً وجود مخلوق اسمه سلطان على وجه الأرض ...


    بنت سلطان ...
    لا عاد أسأل عنها و لا أهتم لها و لا تجيني على بال بعد الآن ..





    اتصل علي سلطان قبل نهاية الدوام ...
    عرفت أنه موجود مع بنته ...
    أكيد كان يبي يعرف ردي على طلب

    الزواج ...
    انهيت المكالمة في ثواني بكلمة : ( أنا مشغولة )

    كلمة غصبت لساني أنه يقولها قهر
    ... و كانت هذه هذه بداية النجاح ...



    مر اليوم بسلام ...

    تجاهلت كل الناس حتى ولدي بدر ...
    ما تكلمت معه هذا اليوم ...



    في اليوم الثاني تجرأ بدر أخيراً و سألني :

    - يمه أنت راح تتزوجين بو نواف ؟

    و للمرة الثانية بحياتي
    - عقب البارحة -
    صرخت بعنف بوجه ولدي و قلت له :


    - إياك تتجرأ و تتكلم في ذا الموضوع مرة ثانية .. فاهم ؟


    ولدي من علامات الذهول اللي طلعت على وجهه عرفت أنه مصدوم ...
    و قال يتأتىء :


    - يمه أنا ...


    قاطعته ،،
    و بنفس العنف قلت له :


    - بدر ... ارجع غرفتك الحين ..


    الولد فجأة انفجر :

    - زين يمه أنا باطلع من غرفتك الحين لكن لو تتزوجينه ما عاد تشوفيني مرة ثانية ..




    قالها بسرعة و طلع بسرعة ...
    و بنفس السرعة
    ... قفزت دموعي من عيوني ...

    خلاص ...
    ما عاد أفكر فيه ...
    إش تبون أكثر ...
    خلوني أرتاح ...




    في الليل ... جتني أمي الغرفة ...
    و قالت :


    - بو نواف اتصل يسأل ...

    الدنيا كلها انتفضت قدامي ...
    و بهلع و بصوت شبه معدوم قلت :


    - وش قلتوا له ؟

    أمي كأنها ترددت شوي ،،
    لكن نظراتي حاصرتها ... و قالت مستسلمة :


    - ما فيه نصيب ...

    ما قدرت ...
    و الله ما قدرت ...
    ما حسيت الا و بنفسي مرتمية على أمي و اتأوه ...
    آه ..

    - يمه ... آه ...


    أي كلمة بتنقال ..
    ما كانت بتعطي أي مقدار من المواساه ...
    اللي خلانا ساكتين ...
    و مستسلمين لبقايا الدموع ...
    و الآهات ...

    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  11. #101
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :


    [ القمر يقول لك : الوداع ]



    جملة مكتوبة على قصاصة الورق اللي مع الفص الـ واحد و ثلاثين ...
    اللي بعثته لسلطان ...
    في الصباح ...


    بعدها بدقايق ...
    رن التهاتف ..
    و استنتجت أنه سلطان ...

    تجاهلته ...
    مرة و مرتين و خمس ...

    ما كنت أبي أسمع صوته و لا تعليقه ...
    سكت التلفون أخيراً ...
    و ظل ساكت فترة تؤكد أنه قطع الرجاء ...

    تنهدت بقوة ...
    باسترخاء ...
    انقطع الأمل ... و ارتحنا اخيراً ...

    سلطان ...
    ما عاد أعرفك بعد اليوم ...




    انتبهت من أفكاري على طرق على باب الغرفة ...
    قبل ما أجاوب ...
    كان هو واقف قدامي
    ... بشحمه و لحمه ...

    مو بس في الخيال !



    انتفضت ...
    ما قدرت اوقف ...
    دققت فيه كأني أبي اتأكد ...

    حقيقة و إلا خيال ؟؟؟
    أنا كثير ...
    كثير اللي اتخيل العسل قدامي
    ... و لا أدري ...
    هالمرة حقيقة و الا وهم ؟؟



    - صباح الخير ... قمره ...


    دخت ...
    تبعثرت ... تشتتت ...
    اعتقد أن الكلمة اللي المفروض يرودن بها ( صباح النور ) ...
    بس كأني سمعت لساني يقول :


    - و عليكم السلام !


    ما ادري ... مو متأكدة ... !


    - كيف أحوالك ؟

    أحوالي ؟ تسأل عن أحوالي يا سلطان ؟
    يعني ما تشوف ؟ ليش بعد تسأل ؟؟


    - الحمد لله

    - مشغولة ؟ أو ممكن آخذ كم دقيقة من وقتك ؟


    بلعت ريقي ...
    حبالي الصوتية جفت وانقطعت و ما عادت تقدر ترد
    ... صوتي مبحوح ...
    مرت ثواني ما قلت فيها أي شي ...


    - دقايق بس ... رجاءاً؟

    أكد علي مرة ثانية ...
    قلت أخيراً :


    - خير ؟


    اقترب سلطان ...
    و مع كل خطوة يمشيها تزيد نبضات قلبي عشر ...
    و ترتفع حرارتي درجة ... و تتسارع انفاسي أكثر و أكثر ...
    لين جلس على الكرسي اللي قدام طاولة المكتب مباشرة ...

    إش فيني تبهدلت ؟
    سلطان أنت شـ تسوي فيني ؟
    سلطان أنت ساحرني ؟؟



    سحبت ايدي من فوق الطاولة و خبيتها تحت الدرج ...
    ما كنت أبيه يشوف الرعشة الفاضحة اللي

    كانت مسيطره عليها ...

    - خير ؟

    قلتها أبي أتظاهر بالقوة ،،
    لكنها طلعت ضعيفة مبحوحة و متلعثمة ...
    كأنها أنة واحد يحتضر ...


    - قمره ...
    ممكن ... أعرف ليه ... ؟


    كأن الباب تحرك شوي ؟
    معقولة أنفاسي وصلته و حركته ؟
    أكيد أتخيل ؟

    فقدت الذاكرة لحظتها ...
    دورت بقاموس الكلمات اللي تعلمتها من طفولتي لليوم
    ... ما حصلت شي ...

    إش صار فيني ؟؟


    - فيه سبب ؟

    و أخيراً طلعت كلمة
    – أي كلمة –
    على لساني و قلت :


    - نصيب ...

    توتر ...
    رغم الحالة اللي كنت أنا فيها لاحظت هالتوتر ...

    قال بسؤال أقرب للجواب :

    - نصيب غيري ... ؟

    جت عيني بعينه
    ... و بعدتها بسرعة ...
    و نزلت راسي صوب الأرض ...
    ابي أخبيها تحت سابع أرض ...
    مو عارفة إش أسوي ...


    - قمره ....


    ناداني ...
    و ليته يدري أي تأثير تتركه هالكلمة بجسمي ؟
    كأنها مخدر !



    رفعت عيني من تحت سابع أرض مرة ثانية لعينه
    ... و أنا أحس إني شوي ...
    و أنام من تأثير المخدر ...
    لو يفتحو راسي ذي اللحظة ما حسيت !


    كأنه كان يبي يقول شي ...
    بس ...
    تراجع ...
    و وقف فجأة ...
    و قال :


    - ... يصير خير ...


    و طلع ...
    و هو يبتعد و أنا عيوني تبتعد معاه
    ... كأنه سرقها و راح ...

    طلعت إيدي من تحت الدرج
    ... كانت زرقاء ... باردة ...
    حطيتها على وجهي ..
    تبرد النار اللي شعللها ...

    سلطان راح ...
    سلطان انتهى ...
    سلطان جاني لحد عندي ...
    و أنا اللي رفضته ...
    سلطان ...
    أنا أتمناك ...
    أنا بعدني أحبك ...
    سلطان ...
    رجـّـع عيوني ...
    سلطان ...
    لا تروح !


    *
    * *
    *


    من طريقة كلامه عرفت أن فيه شيء مضايقه ...
    و لا استغربت لما قال لي :

    - قمره ردتني ...

    بصراحة ...
    أنا كنت متوقعة كذا و كنت أتمناه ...

    حمدت ربي في داخلي ،،
    بس رثيت لحال أخوي و هو ضايق الصدر ...

    بغيت أقول له أي كلمة مواساة ...
    قلت :


    - نصيب !


    و كأني قلت شي محظور أو كلمة سب أو شتم !


    لأن أخوي بس سمعها ثار علي و صرخ :


    - نصيب ؟ أي نصيب ؟؟
    الدكتور هيثم ؟
    هذا نصيبها ؟ هي نصيبه ؟
    و الله ما يستاهلها ...



    - سلطان !

    - و لا حتى بسام
    ... ما كان يستاهلها ...




    طالعت بأخوي و أنا مصعوقة بكلامه
    .. أكيد جن !؟
    اللي أكد لي كذا ،،
    الكلام اللي قاله لي تكمله :


    - شوق ... شوق أبيك تكلميها ...

    - نعم أخوي ؟؟؟
    كأني سمعت غلط ؟


    - سمعت زين يا شوق ...
    اعرفي منها ليه ردتني ؟
    عشان الدكتور سبقني و الا إيش السبب ..
    هي ناوية تتزوجه و إلا إش الموضوع ؟



    هالمرة انا اللي ثرت بوجه سلطان و قلت :

    - لا أبداً ..
    و لا أسألها و لا لي دخل أصلاً بالموضع ...
    سلطان طلعني نهائياً برى جنونك هذا



    كأني كنت قاسة بزيادة ؟
    لأنه أخوي شكله زعل
    ... و طالعني بنظره خيبة أمل ...

    و من غير ما يقول أي شي عطاني ظهره و طلع ...



    و النهاية مع ها القصة ؟؟
    ما خلصنا ... ؟؟؟




    في اليوم نفسه شفت منال ،،
    و انفتحت سيرة الموضوع ،،
    و طبعاً كانت مرتاحة لأنه انتهى على خير ...


    لكن ...
    و أنا أتذكر نظرة أخوي الأخيرة
    ... أكاد أجزم ...
    أن الموضوع لسه فيه مفاجآت ثانية ...

    و انتوا موعودين !!


    *
    * *
    *



    ... يتبع ...
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  12. #102
    مشرفة مالذ وطاب في فن الاطباق الصورة الرمزية دمعة طفله يتيمه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    هناك عند مرقد سيدتي رقيه
    المشاركات
    13,755
    شكراً
    7
    تم شكره 76 مرة في 68 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    11281

    رد: فجعت قلبي

    اولاً.الف الف مبروك
    وعقبالك يارب بحق محمد وآل محمد
    ربي يعطيك الي في بالك ويجبر خاطرك
    ثانياً. قصه اكثر من راااااااااااااااااااااااااائعه
    والحب باقي بين عسل وقمر...
    ربي يعطيك العافيه طرح موفق
    دمتي بود لاخلا ولاعدم من جديدك
    انتظرالباقي على نار... نار الشوق



    يا أبا الفضل أغثني بحق زينب الحوراء أدركني


  13. #103
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دمعة طفله يتيمه مشاهدة المشاركة
    اولاً.الف الف مبروك
    وعقبالك يارب بحق محمد وآل محمد
    ربي يعطيك الي في بالك ويجبر خاطرك
    ثانياً. قصه اكثر من راااااااااااااااااااااااااائعه
    والحب باقي بين عسل وقمر...
    ربي يعطيك العافيه طرح موفق
    دمتي بود لاخلا ولاعدم من جديدك
    انتظرالباقي على نار... نار الشوق





    هلا بكـ دموووعه الغالية

    يبارك في عمركـ وعقبالكـ يارب بحق محمد وآل محمد ،،



    يعافيكـ يارب ويسلم قلبكـ الطاهر،،
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  14. #104
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    الحلقة السابعة عشر
    * * * * * * *
    سلامي إلى هبة


    مريت على مرضاي بالمستشفى في الصباح ...
    كنت أطلع من غرفة و أدخل غرفة ،،
    لين وصلت عند غرفة هبه ...


    وقفت أناظر في الباب ...
    و أتذكر وجه منال و هي تطردني منها ...


    كان ودي أدخل أشوف الصغيرة
    و أسلم عليها ،،
    بس ...


    يا ترى ...
    أبوها اللي معها و إلا أمها ...؟؟


    ليت الجدران كانت شفافة !


    بعد ما خلصت ،،
    جلست عند مقر الممرضات أسجل بعض المعلومات بالكمبيوتر ،،
    و جا الدكتور هيثم و صار يقرأ بعض التقارير اللي بإيده ..
    سألته عن حالة هبه ،،
    و قال أنها مثل أول ،،

    بين تحسن و انتكاس ..

    شوي ،،
    إلا سلطان طالع من غرفة هبه ،،
    و جاي صوبنا ... و تصادمت نظراتنا


    بس طاحت عيني عليه تكهرب جسمي و انطلقت دقات قلبي بدون فرامل ... !

    بسرعة نزلت عيني على الأرض عشان تصطدم بها ...
    يمكن يكون حادث أهون ؟



    سلطان سلم ،،
    و بعدها سأل الدكتور هيثم عن آخر التقارير و نتائج الفحوصات لهبه ...


    الدكتور هيثم عطاه بعض المعلومات المختصرة ،،
    فشكره ..
    و رد رجع الغرفة ،، و عيوني معاه ...



    سلطان ترك باب الغرفة مفتوح ،،
    اللي يسمح لنا نشوف داخلها ...
    و يسمح له يشوف براها


    حاولت أركز نظري على شاشة الكمبيوتر اللي قدامي ،،
    بس ...
    نظرات بدون فرامل ،، وش لون أتحكم فيها ؟؟



    أنا جالسة هنا ،، بس عقلي هناك ،،
    مع سلطان داخل الغرفة ...
    أشوفه و هو يلاعب بنته مرة ،،
    يشيلها على ذراعينه مرة ،، و يحطها على رجلينه مرة ...
    يحضنها مرة ... و يقبلها مرة ...
    يمسح على شعرها مرة ،، و تمسح هي على شعره و تطوق عنقه بذراعيها الصغار
    ... مرة أخرى ...



    آه يا هبه ...
    يا حظك !
    يا ليتني أقدر أقترب منه مثلك ...
    يا ليتني أتحول إلى هبه لو دقيقة وحدة ... !
    كثير علي دقيقة وحدة بس ،،
    أتحول فيها إلى شيء قريب قريب من قلب العسل ... ؟

    آه يا العسل ...



    انتبهت من شرودي على صوت الدكتور هيثم و هو يقول :

    - متعلق ببنته كثير ذا الرجال !

    التفت صوبه ،،
    و عرفت أنه كان يراقبني و أنا أراقب سلطان و بنته ،،
    و حسيت بخجل ...


    - نعم ... الله يخليهم لبعض !

    - و يخلي لك ولدك و يخليك له ،،
    و لنا كلنا ..



    لحظتها دق المنبه براسي بقوة و خلاني أصحصح أكثر و أكثر ...
    الدكتور هيثم يقصد شي من جملته ذي !

    ما لف و لا دار ،،
    يوم شافني طالعت به فجأة بتركيز ،،
    قال مباشرة :


    - فكرت ِ مرة ثانية بموضوعنا ؟


    هذا الفاضي على عمره بعد !
    أي موضوع و أي تفكير ...
    و الله مو بداري بالدنيا و خاش عرض !
    ودي أقول له كلمة قوية تخليه ينسى انه طرح الموضوع أصلا ً!


    أرد العسل عشان أتزوجك أنت ؟


    لا شعورياً قفزت عيني صوب سلطان ،،
    كأني أبي أقارن بينهم !


    و تكهربت مرة ثانية يوم تفاجات بعيونه تطالع فيني و بحدّه !


    رديت نزعت أنظاري من عينه غصب ...
    و جبتها لعند الدكتور هيثم ،، و فتشت عن الكلمة القوية بس ما لقيتها ...


    سلطان ظل يطالعني !

    أنا متأكدة أنه يطالعني ...

    حتى و هو بعيد ،، حاسة بنظراته جاية علي ...
    مثل الشمس ،،
    تعشي عينك و تحرق جلدك و تحس بحرارتها و هي أبعد ما يكون ....


    - ما فيه نصيب ...

    هذه أقوى كلمة حصلتها ذيك لحظة ...
    و أنا مرتبكة و حالتي حالة ،، الدكتور هيثم ابتسم و قال :


    - اللي به خير الله يسويه ...


    هو على باله إني مرتبكة بسببه هو !
    و جملته توحي بأنه لسه ما قطع الرجاء !


    رفعت عيني له أبي أقول له ( الموضوع منتهي خلاص ) ،،
    بس قبل ما أتكلم وصلني صوت نساني وش كنت أبي أقول !


    سلطان جا لعندنا و هو يحمل هبه على كتفه ،،
    و قال :


    - دكتور هيثم أحس بنتي مسخنة ...

    و تالي طالع فيني نظرة غريبة ...
    كأنها لوم ... كأنها تهديد ...
    كأنها تحدي !


    طالع بهبة و قال لها :

    - سلمي على قمره !

    و رد طالع فيني ...

    أنا فهمت قصده ...
    كأنه يبي يثبت أنه أقرب لي من الدكتور هيثم
    ... بس ...
    كيف عرف أننا كنا نتكلم عن موضوع الزواج ؟؟


    قمت من على الكرسي و جيت لعند هبه و مديت يدي أصافحها

    - سلام هبه !


    مدت هي يدها تصافحني ،،
    و تالي أخذتها من أبوها لحضني ...


    حضنتها بقوة ...

    كأني أحضن آثار حضن العسل اللي ظلت على حضنها ...
    و أشم ريحة العسل اللي علقت بملابسها ...
    و أحس بدفء العسل اللي سخّن جلدها ...
    و أستشعر
    ... حب العسل ...
    اللي مكوّر حواليها ....



    آه يا هبه ...
    تسمحي لي أسكن جسمك ...
    دقيقة وحدة بس ....؟؟؟



    *
    * *
    *





    أمي تغيرت كثير ...

    صارت عصبية
    ... كل شي بصراخ ...
    و دوم منعزلة بغرفتها و لا ودها تكلم أحد...



    و بعد ...
    كأنها تعبانة أو مريضة ...
    حتى صارت ما تهتم فيني مثل أول



    جدتي كانت خايفة عليها كثير و كانت نظراتها لي ما تخلو من اللوم تحسسني بأني السبب اللي خلــّـى أمي تتعب ...
    عشان ...
    عارضت أنها تتزوج بو نواف ...


    بو نواف ...

    ما شفته بحياتي غير مرة وحدة ...
    بس صورته انطبعت ببالي ،،
    و بعد فترة عرفت نواف و التقيت به معي بنفس المدرسة ،،
    يسبقني بسنة وحدة و كثير يقولون عنه مغرور و شايف حاله !


    و عرفت أنه ولد أبوه الوحيد ...
    و أبوه من أثرى و أرقى الشخصيات في البلد !

    يا حظه ...
    أبوه عاش ...
    و أبوي أنا ميت ...




    *
    * *
    *

    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  15. #105
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: فجعت قلبي

    تتمه :



    أخوي سلطان كان تعبان ...
    من يوم ما ردته قمر وهو حالته تسوء كل مرة أشوفه فيها عن اللي قبلها ...

    حتى و هو مع بنته ما أحسه يرتاح ...


    و ياسر ...
    كان يقول لي :


    - ( الرجال قاعد يضيع بين يدينا ! )


    كلامه يخوفني كثير ...
    أخوي بالفعل ...
    كان منتهي ...

    يعني لو قمر قبلت عرضه ...
    كان ممكن حالته تتحسن شوي ؟



    كان وقت الزيارة و كنا بغرفة هبة و البنت اليوم تعبانة أكثر من أمس
    جا الطبيب و عاينها و ما ارتاح لوضعها و أمر أنها تنقل لغرفة العناية المركزة
    أخوي بس سمع كذا فزع ...


    - البنت فيها شي جديد ؟

    سأل أخوي الطبيب ،،
    و رد عليه :


    - وضعها متدهور نوعاً ما و لازم أنقلها للعناية المركزة احتياطاً...



    أخوي شال بنته على ذراعه و ضمها لصدره بقوة و ضعف في نفس الوقت
    ... بخوف و رجاء ...
    بأمل و يأس ... بحرقة و مرارة ...



    كانت هبه نصف واعية و تئن ...
    و تتنفس بشكل مو طبيعي ...

    انتكاسة شديدة
    ... و الله يعين ...



    دقايق و كنا مع البنت في العناية المركزة ...
    عملوا لها تحاليل جت كلها محبطة ...

    و قرر الطبيب يحطها على جهاز التنفس الإصطناعي ...



    منال بدت تولول و تنحب
    ... و أنا ما أدري ...
    أواسيها و الا أنحب معها ؟؟


    أخوي جلس عند هبة و مسك يدها و هي فاقدة الوعي ...

    طلب منا الطبيب أنا نطلع عشان ما نربك المكان ...
    أخوي ما تحرك و احنا ظلينا رايحين جايين على الغرفة ...



    *
    * *
    *



    اللي جابني المستشفى اليوم هو أني كنت أبي أقدم أوراق طلب أجازة
    كنت تعبانة و ما فيني أشتغل ...
    و الصداع ملازمني طول الوقت و ضغطي مرتفع ...


    قدمت الطلب و ظليت بمكتبي أخلص بعض شغلاتي ...
    و على العصر مرتني سلمى و جلسنا نسولف شوي ...
    قلت لها عن آخر التطورات اللي صارت ...
    سمحت لنفسي
    ... بلا شعور ...
    أني أبكي في حضنها ...
    لحظة نسيت فيها كل شيء ...

    و استسلمت لمشاعري بضعف ...


    كم و كم من الأمور مرت ببالي ...
    لحظتها حسيت أنه براسي قنبلة شوي و تنفجر ....



    سلمى ...
    بعد شوي غيرت الموضوع ...
    تبي تخلصني من الحالة اللي كنت فيها ...
    و سألت :


    - متى ماشية ؟
    - الحين ... و انت ِ ؟
    - و الله عندي مريض تعبان كثير بالعناية المركزة و احتاج انعاش ثلاث مرات من الصباح ..
    .. بامر عليه قبل ما أطلع ...



    و في نفس اللحظة ،،
    جاء النداء العام الحرج للعناية المركزة ...


    - و هذه المرة الرابعة !

    قالت سلمى و قامت بسرعة و قمت معها ،،
    و رحنا على طول للعناية المركزة نشوف مريضها المتدهور ....




    أكوام من الممرضات و الأطباء متكدسة عند سرير واحد من المرضى ...
    انا كنت أطالع صوبهم ،،
    لكن سلمى
    لفت صوب سرير ثاني ...



    طالعت بسلمى و بالمريض اللي راحت صوبه ،،
    و بعدها التفت مرة ثانية لكتلة الممرضات و الأطباء ...

    إيش شفت ... ؟؟
    سلطان .... !!!


    *
    * *
    *





    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






صفحة 7 من 9 الأولىالأولى ... 5 6 7 8 9 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. يا بعد قلبي
    بواسطة احلى كلام الحب في المنتدى منتدى الشعر والنثر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-06-2009, 05:34 AM
  2. عاكسها فدعت عليهـ000فاستجاب اللهـ دعائها000
    بواسطة بنت العقيله في المنتدى منتدى القصص والروايات
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 04-26-2008, 01:57 PM
  3. موت قلبي
    بواسطة MOONY في المنتدى منتدى الشعر والنثر
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 07-06-2007, 07:01 PM
  4. مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 11-17-2006, 07:36 PM
  5. من كل قلبي
    بواسطة ريـــم الفلاااا في المنتدى منتدى طلاب العلم والمدرسين
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-25-2006, 11:59 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •