تتمه :
سلطان يا حلماً يداعب جفني ،،
حال منامي
سلطان يا أملاً يخاطب قلبي ،،
حال قيامي
سلطان يا ذكرى
... و يا جرحاً ...
عميقاً دامي ...
سلطان يا ناراً
... و بركاناً ...
سعيراً حامي ...
أنت يا سحر القلوب ِ
أنت يا شمس الغروب ِ
أنت يا أجلى عيوبي
أنت يا أدهى ذنوبي
نفسي يا خطـــاءة توبي
عن هوى سلطان ...
توبي ....
أنت يا عشقاً تمادى في الوجود ...
راح ينمو بلا حدود ...
عابراً كل السدود ...
كاسراً طوق القيود ...
أنت يا حرفاً تطفـّـل بين كل الكلمات ...
غيـّـر المعنى ... و بات ...
بين جفني ّ ...
فمات ...
أنت يا سيلاً تمرّد ... رغم أنف الطرقات ...
شقّ نهر العشق قهراً ...
بين دجلة و الفرات ...
يا نعيم الأمسيات ...
يا جحيم الذكريات ...
هل تبقى من جبال العشق صخرة ؟
هل تبقّى من بحور الحب قطرة ؟
هل تبقّى من سحاب التيم مطرة ؟
هل تبقّى لي مكان بين حشد الفاتنات ؟
جرعة من مر حبك ...
اسقني قبل الممات ...
هل تبقّى لي نصيب ٌ ...
بعد توزيع الهبات ... ؟
ما تبقّى من عطايا الحب يكفيني ...
فهات ....
* * * *
* *
*
نصيبي من اللوم و التوبيخ كان وافر ...
من جدتي و جدي ...
و بعد من خالي لما عرف باللي صار ...
كلهم صاروا يتهموني بأنني السبب اللي خلى أمي تنهار ...
لكن أنا أبي أعرف ...
وش قصة سلطان هذا ؟
و ليه أمي صار لها اللي صار بسببه ؟
و إش سالفة الفصوص الفضية ذيك ؟
حاولت أكلمها بس جدتي منعتني أقرب من غرفتها هذا اليوم ...
و حذرتني مئة مرة من أني أفتح سيرة الموضوع قدامها مرة ثانية ....
و ما كان قدّامي إلا أني أروح لأعمامي و اسألهم عن القصة الكاملة ...
قصة الحادث قالوها لي مثل ما شافوها قبل 12 سنة ...
أبوي اللي مات قبل ما يعرفني و لا أعرفه ...
و الوحيد اللي مات ذاك اليوم ...
كان ينادي أمي عشان تساعده
و هي خلته و راحت تنقذ سلطان ... !
عميني ماجد و رائد ...
صاروا يكرهوا سلطان و حتى أمي من ذاك الحادث ...
عمي ماجد يقول :
( لو كنت أنا من بطن أمي أشوف اللي صار وقتها ...
كنت كرهته أنا بعد و
ما سمحت لأمي أنها تتزوج منه أبداً ... )
الأفكار ذي كبرت براسي ...
و خلتني أعترض أكثر و أكثر على زواج أمي منه ...
و اتخذ منها و منه موقف معادي ...
بالليل ،،
و أنا جالس بغرفتي وصلني صوت أمي تناديني ...
و بسرعة طرت لغرفتها ...
كان شكلها يقلق ،،
أعصابها مشدودة و حركتها متوترة ،،
و وجهها متوهج و أحمر ....
و كانت الغرفة مبهدلة !
يوم وصلت سألتني بعصبية :
- بدر شفت الفصوص ؟
- أي فصوص ؟
- اللي شلتها ذيك المرة ،، الفصوص الفضية ،، أنت أخذتها ؟
- لا !
طالعت فيني بغضب ،،
و قالت بحدة :
- بدر إذا ماخذنها طلعها بسرعة
... الحين ...
قلت بدفاع :
- لا ما شلتها يمه ! لو أخذتها كان قلت ..
صرخت بعصبية أكبر :
- وين راحت يعني ؟ طارت ؟
و رجعت لعند السرير ،،
و شالت البطانية و الشراشف و الفراش ...
قلبت الدنيا فوق تحت مثل المجنونة ...
و هي تصرخ :
- وين راحوا
بعصبية ...
كنت أنا أراقبها بذهول ...
- وينكم ... طلعوا بسرعة ...
أنا خفت من شكل أمي و تصرفها الغريب ...
و لما قلت :
- يمه يمكن ...
ما لحقت كملت جملتي ،،
قاطعتني بحدة و بصراخ و عصبية :
- اسكت !
رد غرفتك ...
تراجعت للوراء ....
أمي ما أدري وش صابها ....
خوفتني حالتها ذي ،،
و هي تقلب في اغراض الغرفة فوق تحت تدور على الفصوص ...
أنا ما طلعت ،،
أذكر أنها كانت بيدها البارحة ،، بس ما أدري وين تركتهم ؟
قلت :
- بادوّر معك ...
و خطيت صوبها شوي شوي و بتردد ،،
خايف تصرخ علي !
دورت معها ،،
و لقيت الفصوص على طاولة بالغرفة ...
- هذه هي يمه !
لفّت أمي صوبي و جتني بسرعة ،،
و أخذتهم مني و شدت عليهم بإيدها مثل البارح ...
كأنها خايفة يضيعوا منها مرة ثانية ...
راحت على السرير و استلقت و غمضت عينها و شفت الدموع تهل منها ...
- يمه ...؟
ناديتها بقلق ،،
بس هي ردت علي :
- رد غرفتك يا بدر ...
وقفت ثواني أطالع بها بقلق ،،
أمي صار لها شي ؟؟
لها الدرجة هالفصوص عندها غاليين ؟
إش سالفتهم ؟ ودي أعرف ...
طلعت و صكيت الباب ،،
و لأني ما أبي أسبب لها أي قلق و ازعاج ،، ما تعمدت أسألها عنهم بعد كذا ..
*
* *
*
المفضلات