تتمه :


أنا ما كنت نايم .. ما جاني النوم بعد موضوع بو نواف هذا ...

ظليت أفكر و أفكر ...
كان ودي أتكلم مع أمي بس جدتي ( طردتني ) من غرفة الوالدة لما شافتها منهارة ...

أمي كانت منهارة ...
أنا مو متطمن ...


ظليت أفكر و أقلب الحقائق اللي عرفتها براسي طول الليل ...
لين فجأة سمعت صرخة ( لا )

هذه أمي !



أنا كنت أول واحد يوصل ،،
لأن غرفتي هي اقرب غرفة لغرفة الوالدة


بعدها جت جدتي ...
و بعدها جدي ...

كانت أمي تصرخ و ترتجف في حالة من الذعر الشديد ،،
اللي يصيبها من وقت لوقت بنص الليل ...


و كانت تردد : ( سلطان لا تموت ) ،،
و العرق يتصبب منها مثل الشلال ...
و بإيدها ماسكة ثلاث فصوص فضية تشد عليها بقوة ...
الفصوص نفسها اللي تذكرون !


جيت و حضنتها و انا احاول أصحيها من الكابوس ...

و صارت تمسكني بالقوة و تشد علي و هي تصرخ دون وعي :
- ( سلطان لا تموت ) !


لما جا جدي و جدتي و شافوها كذا بغوا يموتوا من الخوف ...


و حتى بعد ما هدأت نسبياً ،،
أصروا يودوها المستشفى لأنها كانت بحالة مخيفة ...



طبعاً أنا خفت عليها
... بس قلت ...
أكيد مثل المرة اللي طافت ،،
زي ما يقول خالي : نوبة و تعدي ...
بس هالمرة طوّلت معها كثير ...



الطبيب قال أن ضغطها كان مرتفع ،،
و أعطاها أدوية و مهدئات خلتها تنام لين الصبح


و أنا و جديني ظلينا معها بالمستشفى ...

*
* *
*



فتحت عيني ...
و طالعت من حولي ...
و اكشفت أني مو بغرفتي ...
أنا بمستشفى ...


حاولت أرفع راسي لكن صداع شديد منعني
... إش صار لي ... ؟


تذكرت
... كان كابوس ...


بدأت الأمور تتضح لي أكثر ...
وصلني صوت ولدي بدر :


- يمه أنت بخير ؟

توني الحين انتبه الى ولدي مع أمي و أبوي موجودين ...


تذكرت الكلام اللي قاله لي البارح بالليل
... آه ...
زاد الألم ...
بكل جسمي ...
براسي ... بقلبي ... بروحي ...
بكل مكان ...


- نادي الطبيب ...


كانت أول كلمة نطقت بها و راح ولدي بسرعة و جا مع الطبيب ...


طلبت منه يعطيني مسكن قوي ..
لأني مو بقادرة حتى أفتح عيني ...
بعدها بمدة تحسنت و قلت :


- يالله نرد البيت ...



أخذت أجازة اليوم ...
و انعزلت بغرفتي ...
و طلبت منهم أنهم ما يزعجوني ...


ما كنت أبي أتكلم مع أي أحد عن أي شي ...

أنا ...
أو بالأحرى اللي باقي مني ...
منهار و أي نسمة هوا تبعثره ...


أنا ...
لازم أمحي اسم سلطان من قاموس حياتي
... للأبد ...

و لازم اتخلص من هذه الكوابيس نهائياً ...



كان جنوني إني رديت تعلقت به و فتحت جروح الماضي
... ليت الذكرى ما جابتك لي يا سلطان ...


أنا ردّيت للصفر ...
و يبي لي سنين و سنين لين تبرى جروحي ....
لا ظلّت فيني روح
... بعدك يا عسل ...




سلطان ...

لازم أودعك للأبد ....




*
* *
* * * *