تتمه :

مر يومين ...
ما شفت فيهم سلطان ...
حسيت نفسي مضيعة شي ...
فاقدة شي ... ناقصني شي ...


يوم ثالث ،،
أنا جالسة بمكتبي ... جتني مكالمة من سلطان ...

قال أنه ملاحظ شي بجلد هبه و يبيني أفحص عليها ...
عرفت بكذا أنه جا المستشفى بدل منال ...
( كانوا يتناوبوا في مرافقة بنتهم )،،
و كنت أبى أقول له

يبلغ الدكتور هيثم ،،
و اللي هو المسؤول الوحيد عنه هبة الحين ،،
بس خفت يحسبني من سلمت ملف البنت لغيري ما عدت مهتمة بالطفلة ...


رحت لغرفة هبه ..
.. كنت ...
مشتاقة أشوفهم هم الإثنين ....

لما وصلت ...
شفت البنت نايمة ...
سلمت و سألت :


- خير ؟
- طفح خفيف بالجلد بس ودي تتأكدوا أنه مو بشي كبير ...

و أشّر لي على بقعة صغيرة في ساق البنت ،،
ما لها أهمية ...


- تطمن ... ما هو بشي ...
- الحمد لله ...

يوم جيت أبى أطلع قال :

- وينك ما جيتي مع الفريق اليوم ؟
- ... ما جا الدكتور هيثم ؟
هو اللي مسؤول عن هبه الحين ...

- و أنت ِ ؟
- أنا ...
أنا بامر اتطمن عليها من وقت لوقت ...

- و أنا ؟

طالعت بسلطان
... فجأة ...
على كلمة ( و أنا ... )
... و أضاف :


- ما تبي تطمني علي ...؟

هم شعورين بغوا يذبحوني لحظتها ....
الخوف من أنه يقصد إنه هو ( سلطان ) به شي أنا ما أعرف عنه ،،
و يبيني اتطمن عليه ...

أو أنه يقصد
... إني اسأل عنه ...
عن ( العسل ) ...



قلت و الكلمة واقفة بحلقي :

- خير ...؟
... فيه شي لا سمح الله ؟

- لا ،، الحمد لله ...

هو يقصد إذن ...
إنه يبيني أسأل عنه ... ؟
... سلطان يبيني أسأل عنه ...؟


تحركت صوب الباب و أنا أقول :

- دام كذا ،،
و اثنينكم بخير و الحمد لله
... يالله استأذن ....


عطيته ظهري و جيت باطلع بس استوقفني ...

- قمره ...

تجمدت مكاني
... و ببطء ...
رديت التفت عليه ...
بخوف ... بتردد ...
وجت عيني بعينه ... و آه من عينه ...

صهرت كل الجليد اللي أجبرته يلف حواليني مثل الحصن ،،
و غلت الماء اللي سال منه ،، و بخرته ،،
و حرقت البخار بعد !



- ... نعم ... ؟
- ... تتزوجيني ...؟


الكلمة ...
ثقبت الطبلة و اخترقتها ...
دوت بالراس ...
هزت القلب ... زلزلت الجسد ...
كهربت الأعصاب ...


ما اقدر ...
أوصف لكم ...
أنا كنت هناك أو لا ؟ ما أدري ...


بس شفت نفسي جالسة على الكرسي قدام مكتبي ...
و كل شي فيني يهتز ...
من أطراف أصابعي ...
إلى

رموش عيوني ...
إلى دموعها ....

كيف وصلت ؟ متى وصلت ؟
إيش صار بعد ؟

ما أدري !
*
* *
*


أنا بالي ما كان مرتاح ...
من يوم قال لي أخوي أنه يبي يتزوج قمر ...

انتوا تابعتوا الأحداث اللي صارت ..
و عارفين كل شي ....


الشي اللي ما تعرفوه ...
أنه قبل السنوات اللي راحت ...
و بعد الفاجعة المشؤومة ... أخوي سلطان ...

... عقب ما استقرت الأمور معه شوي ...
قال أنه يبي يتزوج قمر ....

اللي صار أنها سافرت مع أخوها و ولدها و غابوا كل هذه السنين ...

منال في ذيك الفترة كانت تقول :
( خله يسوي اللي يبي بس يرتاح ... )
لكن الموضوع ما طلع من بيننا احنا الأربع ...
أنا و سلطان ... و منال و ياسر ..

*
*

كلمني أخوي ...
وقال لي شي ما قدرت أصدقه ....

قال لي أنه عرض الزواج على قمر بنفسه في المستشفى
... اليوم الظهر ... !

و طلب مني مرة ثانية أني أكلمها و أشوف رأيها ..
تهاوشت معه ...
و قلت له كم كلمة قاسية ..
و ختمت بأني ما لي دخل و لا أبي أتورط في ذا الموضوع أبداً ....


بعدها بليلة اتصلت منال علي و هي في حالة سيئة ...
تقول لي أن سلطان قال لها أنه يبي يتزوج الدكتورة قمر ...
و أنه رايح يخطبها بنفسه من أهلها ....


راجعت نفسي و صار لازم على أتدخل
... سلطان بلا تفكير ...
و لا عقل ...
و يمكن مرض هبه هو اللي مأثر عليه ...
يبي يهدم بيته !



*
* *
*