تتمه :
كل يوم ... أشوف سلطان ...
كل يوم أتكلم معه ...
كل يوم أسلم عليه ...
و اليوم ...
آخر يوم من دورة العلاج المبدئية ...
و الصغيرة راح تطلع للبيت أخيراً ...
كم أسبوع ،،
و ترجع لمتابعة العلاج بعدين ...
من بكرة ما راح أقدر أشوفه ...
و لا أسمع صوته ...
قمر ...
أكيد جنيت ِ ؟ إش اللي جالسة تفكرين فيه ...؟؟؟
معقول ......؟؟
و الدكتور هيثم بيرد أول الأسبوع الجاي ...
و راح أحول عليه الحالة ذي ...
و ابتعد عن سلطان ...
و عن منال ...
و عن الماضي و ذكرياته ...
ذا الإحساس قتلني ...
كيف تكون عندي فرصة أي فرصة ...
من أي نوع ؟
... أني أشوفه ... و أفرط فيها ...؟؟؟
قطع علي حبل أفكاري المجنونة صوت الهاتف ،،
كانت سلمى تأكد علي عزومة العشاء الليلة في بيتها ...
و في نفس الوقت ،،
جا سلطان يحمل بنته ،،
و معه زوجته يستفسروا عن آخر التعليمات قبل ما يطلعوا من المستشفى رادين للبيت ....
البنت بعد شوي صارت تصيح و أخذتها أمها و طلعت بها تهديها ...
و اللي ظل بالمكتب ...
أنا و سلطان ...
عطيته ( كرت) موعد للمتابعة في عيادتي بعد كم يوم ...
أخذ الورقة ...
و شكرني و سلم ... و راح طالع ...
أنا ......
نقلت نظري لشاشة الكمبيوتر اللي قدامي أتظاهر أني أسوي شي ،،
و في الواقع كنت أراقبه و هو يمشي للباب ...
- قمره ....
وهو ماسك الباب ،،
قبل ما يطلع ...
فجأة ...
و دون سابق إنذار ... ناداني
... قمره ...
قمره .. الاسم اللي كان دايماً يناديني فيه ...
بنبرة تختلف عن اللي كان قبل شوي ...
يخاطبني بها ......
حوّلت أنظاري من شاشة الكمبيوتر إلى عيونه مباشرة ....
و هناك ...
تعلقت ...
ما قدرت أبعد عيني عن عينه ...
أسرتني غصباً علي ...
و هو بعد ...
ظل مركز في عيني ...
لأول مرة ...
من التقينا قبل كم أسبوع ...
مرة ثانية ...
رن الهاتف و قطع علي لحظة العمر ...
و بعد كانت سلمى
– الله يسامحها –
تأكد علي أجيب بدر معي !
هذا وقته يا سلمى ؟؟؟
لما خلصت المكالمة كان هو
... اختفى ...
طالعت صوب الباب ...
و استقرت عيني عند نفس الموضع اللي كانت عينه فيه قبل ثواني ...
وين راح ...
ليه راح ...
ارجع يا سلطان ....
كان يبي يقول شي ...
متأكدة
... بس .... ....
رجعت البيت و أنا طايرة من الفرح ...
كأني بنت مراهقة تنقال لها كلمة حب لأول مرة !
ما ادري وش صار بي ...
يمكن جنيت ...؟
إلا أكيد جنيت ...
كانت ليلة الخميس ،،
تعشينا أنا و ولدي بدر عند سلمى ...
و بعد العشاء راح الأولاد يلعبوا كورة بمكان قريب ...
و جلسنا أنا و سلمى نسولف ...
كنت مبتهجة بشكل ملحوظ ...
بس كتمت السر بصدري و إلا كان تقول عني سلمى ...
مجنونة من جد ....
طبعاً جبنا سيرة بنت سلطان ...
و عرفت مني سلمى تفاصيل أكثر عن الموضوع ،،
بس و لا حاولت تثير شي من الماضي ....
و زي ما احنا كنا مبسوطين ،، كانت عيلة سلطان بعد مبسوطة ...
*
* *
*
سوينا عشاء كبير ...
و عزمنا خالتي أم منال و بناتها و أولادها ...
بالإضافة إلى عيلتنا احنا ...
فصار البيت مليان ناس ...
و كلنا كنا مبسوطين أن بنت أخوي هبه طلعت من المستششفى بالسلامة ....
حالتها احسن بكثير من أول ما مرضت و أول ما أخذت العلاج المكثف ...
كلنا كنا فرحانين و أخوي أكثرنا ...
أخيراً ارتاح ولو مؤقتاً ...
و الليلة بتنام بنته بحضنه و عيونهم قريرة و متهنية ....
رديت البيت و أنا مرتاحة و صليت لله شكر ...
و دعيته أنه يشفيها تماماً من المرض ...
و يريح بالي و بال أخوي المسكين ....
بعدها بكم يوم ....
عرفت أن الدنيا كانت
... بس ...
تضحك علينا ...
قبل ما يحين موعدها بالمستشفى ...
بنت أخوي فجأة انتكست حالتها بشكل كبير ...
داهمتها نوبة تقيؤ حادة ...
و شالها أبوها و راح طاير بها على المستشفى ...
كان الوقت نص الليل ...
أنا ما دريت إلا يوم ثاني ...
لما اتصل علي و قال لي أنها بالعناية المركزة ....
يوم وصلت ...
شفت البنت مسدوحة على السرير ...
و أخوي يبكي ... و منال تنوح ...
و بعد شوي وصلت طبيبتها ،،
الدكتورة قمر ...
و معها كانت ... سلمى ....
و دكتور ثاني ...
سلطان لما شاف قمر قام يقص لها وش صار ،،
و هو مو قادر يمنع دموعه من أنها تسيل غصباً عنه ....
قمر جت تفحص على هبه ...
و هي تحاول تكرر عبارات تطمنهم بها ...
لكن من صوتها كان واضح أنها
هي بنفسها مو متطمنة ...
قلوبنا كانت متعلقة بكل حركة تسويها و كل إشارة ...
نبي نعرف ...
بنتنا بخير ؟؟ وش صار لها ؟؟
و متى تصحى ...؟؟؟
قمر قالت موجهة خطابها لسلطان :
- هي نايمة من تأثير الأدوية بس تصحى راح تكون أفضل إن شاء الله ...
- إش صار لها ؟ و ليه ؟
- أنا شرحت لكم أن هذه أشياء ممكن تصير أي لحظة خلال فترة العلاج ...
تكلم الحين الدكتور الثاني :
- ياجماعة المريضة مستقرة الآن تفضلوا لو سمحتوا هذه غرفة العناية المكزة و ما يصير نتجمع كلنا هنا ...
قال كذا و نقل أنظاره بيننا ،،
أنا ... و سلطان ... و منال ...
كان هدفه أن حنا نطلع من الغرفة و يظل هو و قمر يتناقشوا ....
ما أحد منا تحرك ...
حتى سلمى ،،
و اللي جاية دون داعي ظلت واقفة بمكانها ...
و عينها كانت على اخوي سلطان ...
كأنها ...
كأنها ما صدقت تشوفه مكسور عشان تتشفى فيه .... !
قمر بعدها تكلمت ...
- تفضلوا معي لو سمحتوا ...
منال ما تحركت شبر واحد ...
سلطان ظل متررد ...
و بعدين جا معنا أنا و قمر ...
أما سلمى فانشغلت مع مريض ثاني ...
في مكتبها ...
جلسنا أنا و أخوي المنهار ... مو قادر حتى يفتح فمه يقول شي ...
كان الدور الآن كله مرتكز على قمر ...
- ما فيها شي ...
و ما راح يتكرر مرة ثانية إن شاء الله مع العلاج اللي راح نضيفه لأدويتها ...
... و إن شاء الله بكرة تطلع من العناية المركزة ....
رفع أخوي عينه تجاهها متعلق بكلمتها الأخيرة ......
- بكرة تطلع من العانية ؟ صحيح ؟
- ...نعم ...
- وش فيها بنتي ؟ صار شي بمخها ؟
سأل أخوي سؤال يائس ...
- لا أبداً ... بعد الشر ...
- ليه صار لها كذا بالتالي ؟؟؟
قمر ما جاوبت ...
القلق تفجر بقلب أخوي و قال ...
- أرجوك قمره ... إذا فيه شي علميني ...
جا صوت قمر مبحوح ... و هي تقول :
- ... ما فيه شي جديد ...
لو فيه قلت لكم
... و ...
و على كل ...
من بكرة الدكتور هيثم راح يتابع علاجها و تقدر تسأله عن كل شي ...
تفاجأت ...
و أخوي بعد ...
و طالعنا في بعض و تالي فيها ...
- الدكتور هيثم ؟؟
- هذا اللي كان معنا بغرفة العناية ...
أنا حولت الحالة عليه و صار يعرف عنها كل شي ...
- ليه ......؟؟؟ فيه شي .....؟؟؟
- لا ... لا ...
*
* *
*
المفضلات