تتمه :



اللي كان يكلمني كان أب ...
متعلق بأمل ... أي أمل ...
لعلاج بنته الوحيدة... مهما يكون ....


رحنا لغرفة الصغيرة ...
كانت نايمة ..
و أمها ( منال ) جالسة جنبها ...

و الطريقة اللي كلمتني بها اليوم ...
تختلف عن الأمس ... !


أمس ...
كان كلامها كله رجاء ...

و اليوم ،،
كله اعتراض ... !


أنا ...
تقبلت كل كلامها في كلا الحالتين ...
و مصرة أني أعاملها كما تعامل أي طبيبة أم وحدة من
المريضات ...
و أنسى أنها كانت ..
و لا تزال ...
أكثر امرأة كرهتها بحياتي ...

اللي سرقت مني
– و لو بدون قصد -
... حبيب عمري الوحيد ...


في نفس اليوم ،،
بعد كم ساعة جتني شوق المكتب ...
و تناقشنا مرة ثانية عن المريضة و العلاج ...


شوق ...
كانت .. و لو بشكل غير مباشر ...
تبي توصل لي رسالة محتواها :


( لا تخلي الأمور الشخصية تأثر على تصرفك كطبيبة ... )

أنا ...
قلت بشكل مباشر ...


- تطمني يا شوق ...
أنا في المستشفى طبيبة و بس ...
و أتعامل فقط و فقط على هذا الأساس ....


و على هذا الأساس ...
بدأنا العلاج المكثف ...
و اللي يتطلب شهور ... و شهور ...


في نفس اليوم ...
بالليل ...
جاني ولدي بدر ...
و عطاني الفصوص الثلاث اللي قلبت الغرفة فوق تحت أدور عليها...


- من وين جبتها ...؟؟؟
- آسف يمه شفتها بايدك و أنت نايمه و شلتها ...

أخذت الفصوص ..
و رجعتهم بالصندوق ... و ولدي بدر يراقبني ...


- يمه ...
- نعم ؟
- إش هذه ؟

ما رديت عليه في البداية ...
تالي قلت له ...


- تذكار من شخص عزيز ...
- من هو ؟


ما جاوبت ...

- سلطان ..... ؟ ؟


انتفضت ...
و التفت له فجأة ...
و أنا مذهولة ... و طالعت فيه ...
أبي استشف من نظراته أي شي
يكون عارفنه أو فاهمنه ...


- أي ... سلطان ... ؟
- ما أدري .... أنت قولي لي ؟
- بدر ...
بدر من وين جبت الاسم ؟؟؟

-... أنت دايما ترددينه لما ... .... ....
- خلاص بدر ... ارجع دارك ...
- أنا آسف ....
- تصبح على خير ....

الولد كبر ... و صار يفهم ...
الكوابيس اللي طاردتني طول ها لعمر صارت توحي له بشي ....
يا رب ...


...أبيه بس ...
يتجاهل ها الموضوع ...



*
* *
*



ظلت بنت أخوي هبه بالمستشفى فترة طويلة ...
بين تحسن و انتكاس ...
و احنا ندري أن العلاج يطول
و يبهدل ...
و ما لنا إلا الصبر ...


أخوي سلطان أخذ أجازة طويلة ... تفرغ فيها لعلاج بنته ...
اللي ما كان شاغل باله شي غيرها ...

أما قمر ...
فما أظنها صارت تعني له شي ...
لأنه انشغل باللي أهم منها ...


علاقتي بقمر بدت تنتعش من جديد ...
و بدينا نتقرب من بعضنا اكثر و أكثر ...

كصديقات و كزميلات عمل ...
هذا الشي ريحني ....


منال أخيراً تأقلمت مع الوضع ...
و صارت تتعامل مع قمر على و كأنها طبيبة تشوفها لأول مرة ...
... كل شي سار بشكل طبيعي ...
و مألوف ....


*
* *
*


فاجأتني قمر لما قالت لي قبل فترة أنها صارت تعالج بنت سلطانوه ،،
بمحض الصدفة ... !

أنا دورت على التعليق المناسب بس ما لقيت ...
ما قدرت أتخيل كيف الوضع ...
بس الظاهر و الله أعلم أن الأمور تمشي بشكل معقول ...
و الله يستر من الجاي ... !


صحيح الدنيا دوارة ...
ودي التقي بسلطانوه ... الزفت ...
و أقول له :


- ( شفت يا سلطان ؟
هذه البنت اللي حطمت قلبها يوم من الأيام ...
اللي ترملت عشان تنقذ حياتك أنت ...

هذه هي الحين تعالج لك بنتك بعد ...! )

لو أنا مكانها كان رفضت استقبل الحالة و خله يروح يدور على طبيب غيري ...
ما ناقص إلا إني أعالج بنت الشخص اللي حطم لي قلبي !
الله يحطم قلبه و ينتقم منه يا رب !


خاطري مرة ... مرة وحدة بس ...
أشوفه و أتشمت فيه ...
أبرد حرتي فيه من ذيك السنين ..

عقب كل اللي سواه بصديقتي قمر ... ...

من زمان ...
و أنا أتمنى ذي الأمنية الشريرة ...


و القدر ...
أتاح لي الفرصة ... و حقق لي إياها ...
من أوسع الأبواب !



*
* *
*