تتمه :
لها الحد ...
و شوق ما قدرت ...
انفجرت بصيحة مكبوتة فجأة ...
و التفتنا كلنا صوبها ...
و شفتها و هي شوي و تطيح ...
و رحت بسرعة ...
و بسرعة فتحت ذراعيني و أخذتها بحضني ...
بلا شعور ... بلا إدراك ...
و صرت أطبطب عليها و أنا أبكي معها ...
لا تلوموني ...
أنا قبل ما أكون طبيبة ...
إنسانة ... و صديقة ...
و في ها اللحظة بالذات ...
صديقة في وقت محنة ...
- عيدوا التحليل يمكن ما يطلع صحيح ...
قالت شوق و هي تبكي بمرارة ...
أنا ما أذكر وش رديت ...
- ما أدري من وين طلعت لنا هالبلوة ...
- يكفي شوق ... يكفي ...
هل كنت أواسيها أو أواسى نفسي ...؟؟؟
ما أدري .....
- الله يخليك قمر سووا أي شي عشانها أي شي ...
- أكيد ... أكيد ...
بعد ما هدأت شوق شوي ...
قلت :
- خلينا نروح نشوفها الحين ...
شوق طالعت بسلطان ...
اللي كان جالس على الكرسي ...
و الله يعلم من فيهم أجمد من الثاني ...؟؟؟
وقف سلطان ببطء ...
و وجه نظراته صوبي أنا ...
و للمرة الأولى ...
تلتقي نظراتنا ...
للمرة الأولى ....
بعد فراق كل ذيك السنين ....
التقت نظراتنا ..
في موقف فاجع ...
مثل ما افترقت في موقف فاجع ...
قبل ... 13 سنة ....
كانت نظراته مذهولة ...
أنا ...
بسرعة طالعت صوب مقبض الباب ...
و مديت يدي ...
و فتحته ...
سلطان ...
الحين أدرك أنا من أكون ...
بس يمكن ذهول المفاجأة ...
أو يمكن هول المصيبة
اللي هو فيها ...
ما خلاه يقدر يعبر ...
بأي كلمة ...
طلعنا إحنا الأربعة ...
أنا و شوق و الممرضة و سلطان ...
و رحنا لغرفة هبه ...
رجلي بالكاد كانت تحملني ...
ودي أنهار ...
ودي أطيح ...
ودي أصرخ لا ... لا ... لا ...
بس مسكت حالي ...
و حركت رجلي غصباً عليها ...
و أجبرت نفسي أني أتظاهر بالتماسك
... كطبيبة ...
مع مريض و أهله ...
الانفعالات الثانية محوتها من الوجود و ما عطيتها أي فرصة أنها تظهر ...
دخلنا الغرفة ...
و شفت هبة ...
الطفلة الصغيرة ...
ملمومة بلا حول و لا قوة ...
في حضن أمها ...
... منال ...
أكثر امرأة كرهتها في هذا الكون ....
عيونها ... من فتحة النقاب ...
كانت باينة ...
حمراء و متورمة ... و أثر الدموع ما برحها ....
سلـّـمت ...
و سألت عن الأحوال ...
و جيت لعند الطفلة أحاول أكلمها و أداعبها شوي ...
قبل الفحص ...
الطفلة بس شافتني قامت تبكي ....
و أشرت على أبوها و جا و شالها بحضنه ...
و صار يحضنها
و يطبطب عليها ...
و يقبلها .....
أنا بشر ...
و الله مو قادرة أتحمل ...
يا ليتني بحلم و اصحا منه بسرعة ...
المفضلات