تتمه :


تشخص مرض هبه بنت أخو زوجتي ...
على انه ...
سرطان في الدم ...


و حلت المصيبة على العيلة ...
و بغى سلطان يموت يوم عرف ...


أخذها لمستشفى ثاني ...
و سووا لها نفس التحاليل ...
و جت بنفس النتيجة ...



و الرجال انهبل ...
و العيلة كلها انفجعت ...
و لا أقول ...
غير إنا لله و إنا إليه راجعون ....




أحيلت هبة بتحويل عاجل إلى أكبر مستشفى بالمنطقة ،،
إلى قسم أورام الأطفال ...


ما اقدر أوصف لكم الحال ...
اللي كانت هي ،، و أمها و أبوها ...
و عمتها و كل أهلها عليه ...




ما قدروا يتخطوا مرحلة الصدمة ،،
و يبدأوا مرحلة التصديق إلا بعد فترة ...


كانت غمامة سودا عاتمة كبيرة ...
استحلت سمانا و أظلمت ديانا ...
و ظلت مغطية عنا النور ... شهور ...

و شهور ...



أمس دخلت هبة المستشفى الكبير ...
و اليوم راح يشوفها الأخصائي و يقرر العلاج




*
* *
*




الدكتور ( هيثم )
– زميلي في التخصص –
كان بأجازة و راح يرد بعد كم أسبوع ...
و كنت

المسؤولة عن كل المرضى في الوقت الحالي ...



كنت أراجع بعض نتايج التحاليل لمريض جديد محول علينا من مستشفى ثاني ...
لما سمعت صوت الباب يندق ...


- تفضل ...
- مرحبا دكتورة .......
هذا والد المريضة الجديدة ...


كانت الممرضة ،،
كنت طلبت منها تجيب والد أو والدة المريضة معها ...

رفعت عيني من على الأوراق ...
و طالعت صوب الباب ...





شخصين اثنين ،،
غير الممرضة ... كانوا واقفين ...

امرأة ... و رجال ...
شوق ... و سلطان ... !





تجمدت نظراتي ...
ما ادري أنا أتخيل .... ؟؟
أتوهم ...؟؟؟



طاح القلم من إيدي فجأة ...

و نزّلت عيني في الملف بالغصب ...
أبى أدور اسم المريضة ...

و شفته ...
( هبه سلطان ) ...




- تفضلوا ...


قالت الممرضة ...
و سلـّـم سلطان ،،
و جا جلس على الكرسي قدام المكتب ...
و ظلت شوق ...

متجمدة عند الباب ........




التفتت الممرضة لشوق و هي تأشر لها على الكرسي،،
( تفضلي ؟ )
لكنها ظلت متيبسة بمكانها ...



الله لا يوريكم مثل هالموقف ...



ما ادري ...
أنظاري كانت تطالع في الأوراق اللي بين يديني ...
و إلا تخترقها و تخترق الطاولة ...

و تطالع برجلي اللي صارت ترتجف مثل يدي ... ؟؟



حاولت ...
أرفع عيني صوب شوق ...
ودي بس أتأكد ...
هي شوق اللي أعرفها أو غيرها ؟
لكن ...



- طمنينا يا دكتورة فيه شي جديد بالتحاليل ؟


جا صوت سلطان ....
كان يكلمني ؟
أكيد كان يكلمني ...

هذا سلطان ؟
طبعاً ...
هذا سلطان ...

أنا مو بحلم ؟ مو خيال ؟
معقول ؟؟؟
معقول ؟؟؟


الاوكسجين خلّص من الغرفة فجأة ،،
لأني شوي و أختنق ...

التكييف انقطع فجأة ...
لأني شوي و احترق ...
المطر نزل فجأة ...
أحسه يبلل جسمي كله ...
و شوي ...
و أغرق .....



هذا سلطان ...
سلطان نفسه ...
العسل ...
قدامي الحين !
إنتوا تشوفوا ؟
قولوا لي ... هو و الا مو هو ؟
يشبهه ؟
الصوت ،، الشكل ،، الهيئة ...
الإحساس اللي أحسه لا كان قريب مني ...

أنا قلبي مستحيل يتوه عنه ...
هذا سلطان أكيد ...
شوي و يغمى علي ...
أرجوكم امسكوني ....





ما أدري كيف ،، هزيت رأسي ...
ففهم مني أنه ما فيه شي جديد ...


- و العلاج ؟
ممكن ؟ موجود هنا أو أسافر برى ؟
الحالة ذي شفتوا زيها قبل ؟
عالجتوا مثلها ؟

ممكن تطيب زي أول ؟؟؟


هزيت راسي ...
ما فيني صوت أتكلم ...




سلطان كان يتكلم بنبرة هلع ...
نبرة فزع ... خوف و قلق ...
أمل و يأس ... تصديق و تكذيب ...

و الله كل هالمشاعر كانت تنبعث من صوته و كلماته في اللحظة نفسها ....



- متى نبدأ العلاج ؟
اليوم ؟ و كم يطول ؟
و راح ترجع طبيعية مثل أول ؟

ترى ما عندي بنت غيرها أرجوكم لا تتأخروا عنها ...