تتمه :


بعد ثلاثة أشهر ،،
في مرة من المرات ،، و بشكل غير متوقع ،،
سألني أخوي فجأة :


- قمرة رجعت البلد ؟



طالعت في أخوي ،،
و أنا كلي اندهاش ،، يمكن ما سمعته زين ؟


- إيش قلت أخوي ؟؟


و رد علي بنفس النبرة :

- قمرة رجعت البلد ؟؟؟


ظليت أناظر به ،، نظرة بلهاء ،،
كأني وحدة غبية أو ما تفهم اللغة ...
من كثر ما أنا متفاجأة من السؤال ...


- ... أي ... قمرة ... ؟؟


سألت ،،
و أنا أبي أقنع نفسي أني ما سمعته زين ،،
أو أنه يقصد شي ثاني ...


- قمر صديقتك ...
ردت البلد و إلا ما عندك خبر ؟




أكيد كان يقصد قمر نفسها ،،
ما غيرها .... !



- ... قمر ... صديقتي زمان ؟


طالع بي بنفاذ صبر من ( استهبالي ) ،،
لكن ...



- ... وش جابها على بالك الحين ؟؟؟



أخوي ،،
مد إيده بجيبه ،،
و طلـّـع علبة صغيرة ،، و فتحها قدّامي ....



داخل العلبة ،،
كان فيه أربعة فصوص فضية ،، مثل الفص اللي شفته قبل ثلاث شهور ...
و جنبها سلسلة

فضية ....


أخوي ،،
أخذ السلسلة و صار يدخل بها الفصوص واحد ورا الثاني ...



الحين بس ،،
لما شفت الفصوص في السلسلة ،،
تذكرتها ....



طالعت بكل معاني الدهشة و الذهول و الاسغراب الشديد ...
هذه ... سبحة أخوي سلطان ،،
اللي كانت عنده قبل

13 سنة ،،
و اللي أذكر ...
أن قمر أخذتها منه يوم رحت أنا معها له في مكتبه ذاك يوم .... ! ! !




قمر ...
سافرت قبل أكثر من عشر سنين ....
و أخبارها عني انقطعت ....



و أنا ...
بعد كل اللي صار في الماضي ،،
ما تجرأت اتقصى عنها و عن أخبارها...


و الحين ...
ما اقدر اتجرأ ...



*
* *
*




فيه شي تغير في سلطان ...
الرجـّـال ما هو بطبيعته الأولى ...


الشرودصار يرافقه أغلب الوقت ...
و البهجه تهل عليه بشكل ملحوظ و غريب ،،
كلما وصلته علبة جديدة ،،
من

العلب اللي صارت تجيه نصف كل شهر ... !


يفتحها ،، و يبتسم ،،
و تشوفه يرتخي فجأة و تنبسط كل عضلاته ،،
و يسبح في بحر من الشرود ...
تقول

( مخدرات ) و العياذ بالله !



اليوم ،،
جالس على أعصابه ،، ينتظر البريد ،،
ينتظر ( الفص المخدر )




- وش فيك يا سلطان ما انت على بعضك ؟
- ولا شي ياسر ...
خليك بحالك ..

- يا رجـّـال !
اللي يشوفك يقول عاشق غرقان في الحب !

- ياسر ما لي مزاج لتعليقاتك الساعة ،،
أجلها شوي ...

وش رايك تنقشع عني الحين ؟




وشوي ،،
و وصل البريد ،، و وصل معه الفص الفضي ،،
و تهلل وجه الرجّال و صار غير اللي كلمني قبل
شوي ... !



- ياسر ،، وش رايك نروح نتعشى الليلة بمطعم ؟
على حسابي ؟

- سبحان مغير الأحوال !


ابتسم ،،
و أخذ الفص رقم 30 ،، و دخله في السلسلة ...
و قال :


- باقي ثلاثة ...

- سلطان ،،
أبي أقول لك شي ،، تراك مجنون يا أخي ...




ما عبرني ،، بعده في نشوة المخدر !

- سلطان ،، أقول لك تراك جنيت ،،
و لازم تروح المستشفى !



انتبه لي فجأة ،،
كأني قلت شي خطير ،،
و طالعني بنظرة ادراك ،، يمكن أوحيت له بفكرة كانت غايبة عن باله ؟


- المستشفى ....



قالها ،، و ابتسم ،،
و أخذ نفس طويل ،،
و رجع لحالته الأولى ،، الطبيعية ،،
انتهى تأثير المخدر ....


- و بعد ما تكتمل السبحة ؟


سألته ،، بس ما رد علي ...
أنا بديت أخاف عليه ،،
أنا متأكد أن هذه من علامات الجنون المبكرة ،،
و يا ليتنا نلحق

عليه قبل فوات الأوان ... !



- سلطان وش تفكر فيه ؟ بعد ما تخلص السبحة ؟
- يكفيني ..
أني أحس بها موجودة حواليني ،،
في مكان قرب أو بعد ...
بس هي حواليني ...

- أنت مجنون من جد يا سلطان ،،
المره يمكن تزوجت واحد ثاني و عشان كذا تبعث لك الفصوص ،،
مثل ما

بعثت السلسلة ليلة زواجها من بسام ،،
الله يرحمه ... تذكر ؟




يا ليتني ما قلت اللي قلته ،،
ثار سلطان بوجهي :



- اسكت يا ياسر اسكت ،،
خلني اتهنى لحظة من عمري ،،
اسكت يا ياسر و اطلع برى لو سمحت ...

حتى لو تزوجت عشر مرات ...
قمرة عايشة بأنفاسي أنا...

روحها هي اللي تحركني ...
أنسامها مازالت بصدري من ذاك اليوم ...





لما رجعت البيت ،،
قلت لشوق :



- أخوك سلطان مريض ،،
و راح ينجن ، و لازم تشوفي له طبيب نفساني ...




*
* *
*