تتمه:
جا وليدي يبي يبتعد عني ،،
ضميته لي أكثر ...
و صرت أتشمم غترته ...
أتأكد ...
من الريحة ...
الله يا زمن ... !
بعـّـد وليدي عني شوي ،،
و طالعني باستغراب ،،
و رديت قربت راسه من أنفي و أخذت أنفاس طويلة ،،
واحد ورى الثاني ...
مو مصدقة ...
هذا حلم ... ؟؟
- يمـّـه ؟؟ خير ؟
سألني بدر و هو مستغرب ...
- بدر ...
من وين لك هذا العطر ؟
- عجبك يمـّـه ؟ اشتريته مع خالي !
شلت الغترة من على راسه ،،
و قربتها من أنفي و شميتها مرة بعد مرة ...
و ما دريت بدموعي تسيل على
خدي ...
و على شفايفي ...
تعبير حائر ...
ما هو عارف ... هل هي لحظة سعادة و الا حزن ؟
هل أبتسم و الا أبكي ... ؟؟؟
- يـمـّـه وش فيك ؟
طالعني بقلق ...
و طالعت به و أنا ما ادري وش الشعور اللي غلبني ساعتها ...
- هذا العطر ...
شمـّـيته من قبل ...
قبل سنيــن ... قبل ما تنولد أنت يا بدر ...
تعجّب بدر ،،
و سألني :
- عطر من ؟ ... أبوي ؟
طلعت مني آهه غصباً علي ،،
الكلمة تهز قلبي و ترج جسمي كله ،،
لا طلعت من لسان ولدي اللي
ما عمره عرف وش معناها أصلاً ...
- يمـّـه أنت ِ بخير ؟
هزيت راسي ،،
نعم بخير ...
و الغترة بعدها عند وجهي ...
- ما هو أبوك الله يرحمه ...
شخص ثاني ... كان يستخدم نفس العطر ...
من قبل 13 سنة ...
- صحيح ،،
البيـّـاع قال أنه عطر أصلي و قديم !
بس ريحته اعجبتني ...
يمـّـه من هو ؟
سالت آخر دمعة على خدي ،،
و مد بدر يدّه و مسحها ،، و هو بين المستغرب و بين القلـِـق و الحيران ...
- خلاص بدر ،،
يالله نروح ننام تأخـّـر الوقت ...
اعترض بدر ،،
و قال بالحاح ...
- يمـّـه قولي لي ؟
- خلاص حبيبي ،،
خذ الجوال و روح غرفتك ...
ما أبي أذكر شي ...
ما أبي أفتح الجروح ....
ما أبي أحيي الذكرى الميتة ...
سلطان انتهى ...
سلطان اندفن ...
سلطان غرق ... وسط البحر ...
ذاك اليوم ...
رحت لغرفتي ،، و الغترة معي ،،
و معها ريحة عطر سلطان ...
للحين ما نسيته ،، بعد كل هذه السنين ... !
وش جيبك يا ذكرى الحين ؟
تاه قلبي في ذكرى الماضي ...
ذكرى العذاب ... ذكرى الألم ...
آه يا سلطان ...
يا ترى وين أراضيك ...؟
يا ترى عايش و الا ...
يا ترى تذكرني ... ؟
إيه يا زمن ....
ما تصورت أني بعد كل هذه السنين و العمر ،،
بـ أرد أذكره ... و من ريحة عطره ...
... الله ... ... ... يا سلطان ...
تمددت على سريري ،،
و الغترة بحضني ،،
عند قلبي ،، و على وجهي ...
اسحب منها ريحتها ،، و تسحب مني دموعي ...
تقلـّـبت كل المواجع و كل الآهات ...
و أنا أحاول ابعثر الذكرى اللي سيطرت علي ،،
بعدت الغترة عن وجهي و شحت به ناحية اليسار ...
و طاحت عيني ... على واحد من الأدراج ...
الدرج اللي احتفظ فيه بعلبة خاصة ما فتحتها من سنين ...
تملكتني الرغبة العارمة ،،
و قمت ،،
و فتحت الدرج ،، و طلعت العلبة ...
كانت علبه مجوهرات ...
و بداخلها ... كان فيه ...
عقد به حجر بالمنتصف ،،
منقوش على ظهره :
(( حبيبتي قمر حلوة )) ....
و بداخل العلبة بعد ،،
كانت متبعثرة 33 خرزة ( فص ) فضية ....
*
* *
*






رد مع اقتباس

المفضلات