تتمه :
ما كانت الفاجعة بس مقتصرة على قمر ،،
كلنا انفجعنا ...
أخوي سلطان ظل بالمستشفى 12 يوم ،،
جاه التهاب رئوي حاد ،،
و احتاج يدخل العناية المركزة و ينحط تحت
الملاحظة ثلاثة أيام ..
كانت قمر،، و هي بعدها بالمستشفى ،،
تطلع و تجي تشوفه من وقت لوقت
ما شكلها استوعبت أن زوجها مات ،،
إلا بعد فترة ...
كانت في بداية الصدمة ،، مهووسة بس على سلطان ...
و كانت سلمى بعد تجي تلقي عليه نظرة ،،
لكني ما أنسى نظرة الشماته الوحشية اللي كانت تنبعث من عينها ،،
بكل
كره و بغض ...
و قسوة ...
سلمى كانت تمنعني أشوف قمر ،،
كل كرهها لأخوي سلطان صبته علي أنا ،،
و صرت أنا أمثل سلطان قدامها ،،
و بدت علاقتنا تتدهور بشكل سريع ...
و في النهاية تجمدت ...
اختلت الموازين عندنا بالبيت و انعفس النظام ...
الشعور ،، بأنه هو حي لأن قمر انقذته ،،
و لأنها انقذته هو تركت زوجها يغرق في البحر
و تصير أرملة ،،
هذا
الشعور ذبح أخوي سلطان أكثر مما ذبحه الغرق ،،
و الالتهاب الرؤي الحاد ...
أما منال ،،
و اللي عرفت ( من هي ) ،، حبيبة سلطان الأولى ،،
و اللي هي نفسها ،،
اللي انقذت زوجها من الموت
بالتالي من أنها تترمل ،، و ولدها يتيتم ،،
و اللي ترملت هي بدورها في لعبة قدر فظيعة ،،
و تيتم طفلها قبل ما
ينولد ،،
ما كان منها إلا انها استسلمت بلا إرادة ،،
لأي شي يكتبه القدر و يقرره عليها ،،
مهما يكون .....
سلطان أخوي ،، ما قدر يشوفها ...
ما قدر حتى يقول لها كلمة شكر ،،
أو كلمة تعزية
عاش بعذاب ...
و مرارة و حزن طويل ...
حالته كانت أصعب من أن يتحملها انسان ...
لدرجة أن ...
في مرة من المرات ،،
صحـّـتني منال من النوم آخر الليل ،،
و هي تبكي و ما لها حال ...
و قالت لي :
- (خله يشوفها يمكن ترد له روحه ،، بيموت إن ظل على ذي الحال )
ما كان أخوي يسألني عنها ،،
ما كان يجرأ يسألني عنها ،،
لكن أنا كنت أطمنه عليها كلما تطمنت أن حالتها تحسنت شوي ...
قمر ما عاد رجعت بيت أهل زوجها ،،
و بيتها الجديد اللي كان ينبني باعوه على حاله ...
رائد و ماجد ،،
فقدوا (أبوهم ) مرة ثانية ،،
و ها المرة بشكل أعنف ...
كانوا لابسين ملابس عوم ،،
بالتالي ظلوا طافين على سطح البحر ،،
ماسكين بأخوهم الكبير اللي ما يعرف يسبح ،،
لين طغى الموج ،،
و فلت منهم ...
و غرق ....
احنا ما شفنا اللي صار له و لا كيف صار ...
ياسر كان ماسكني ،،
و أنا عيني على نواف على كتف أمه و هي تحاول تسبح صوب الساحل ...
بعدها ياسر
شال الولد و أنا مسكت منال ،،
و صار ياسر يسبح بسرعة و احنا نسبح وراه ...
كان هو أول واحد وصل الساحل و الولد على كتفه ،،
حطه على الرمل و جا بسرعة يمسكني ...
قبل ما نوصل البر ،،
شفت قمر و هي تسحب سلطان لين وصلت الشاطي ...
صرخت ...
- (أخوي سلطان غرق)
شفتها و هي تهز فيه ...
تنعشه ...
تحضنه ... تصرخ ...
( لا تموت يا سلطان )
(سلطان حبيبي رد علي )
أتعجب ،،
كيف قدرت أتذكر مثل هالتفاصيل في مثل ذاك الوضع ؟
يمكن الحين ،،
بعد ما هدأت الأمور و استقر الوضع ،،
بدت ذاكرتي تستعيد الأحداث ....
أذكر ،،
لما وصلنا للساحل ،، و جينا نركض صوب سلطان ...
كان هو جالس ،،
و عنده واقفه قمر ... تطالع حواليها ...
جت عينها على عيني ،
، بس ما كأنها شافتني
نظرتها كانت تايهة ...
ما كأنها موجوده ... كأنها لاشيء ...
و بعد ثانيتين أو ثلاث ،،
انهارت قمر فاقدة الوعي ...
منال أول ما وصلت الساحل راحت لولدها و شالته عن الرمل و ضمته لصدرها بقوة ...
و جت بعدها لعندنا و سلطان ماسك قمر على ذراعه و هو جالس بمكانه ما تحرك يحاول يصحيها
- (قمره ... قمره ... )
و احنا بها الوضع ،،
ما جا ببالنا أن فيه ثلاث أشخاص من اللي كانوا معنا ما ظهروا
لين وصلنا بعد شوي صياح الولدين ،،
و هو عايمين في البحر ...
- ( لحقوا علينا ... بسام غرق )
قمر كانت آخر وحدة عرفت أن بـسـّـام غرق ...
كانت آخر مرة شافته فيها وهم وسط البحر ...
مع ذلك ،،
هاجسها كان بأن سلطان حي ،،
أكبر من هاجسها بأن بسـّـام مات ...
من أول لحظة ،،
لما بدأ القارب يهتز فجأة ،، و احنا متمسكين به بالقوة ،،
وقفت قمر فجأة و صرخت :
- (اقفز يا سلطان ) ...
سنتين و هي ما تطيق يجي طاريه قدامها ،،
و تتظاهر بانها نسته و حتى كرهته ...
و أنا صدقت أنه ما عاد يعني لها شي ...
لكن يوم الحادث ...
ما كان همها إلا أنها تنقذ سلطان من بين كل الموجودين ....
أخوي عايش ،،
لأن قمر انقذت حياته ...
و هذا اللي مستحيل ننساه يوم من الأيام ....
*
* *
*






رد مع اقتباس

المفضلات