تتمه :


كنا متواعدين أنا و شوق ،،
نطلع رحلة بحرية مع بسام و ياسر ،،
نغير جو و ننبسط شوي ...


رائد و ماجد ما صدقوا خبر ،،
على طول جهزوا عدتهم و لباس العوم يبوا يروحوا معنا ،،
و طبعاً ما كسرنا

بخاطرهم ،،
و أخذناهم ...


الولدين اليتيمين متعلقين بأخوهم بسام ،،
تعلقهم بالأب ،،
اللي فقدوه من سنين ...



لما وصلنا المكان اللي اتفقنا عليه ،،
انصدمت ...



كان فيه سيارة ثانية ...
أعرفها زين ....

سيارة ما ركبتها من سنتين ...
و صاحبها شخص ...
ما شفته من سنتين ...
و لا أبي أشوفه أبداً ....




حسيت أنها حفرة و طحت فيها و ما قدرت أطلع ،،
بسام وقف السيارة جنب سيارتينهم ،،
و ماجد و رائد قفزوا

على طول للبحر ...

و أنا ... تدبّست ...
و ما قدرت أنسحب ...




جت شوق لعندي تسلم علي ،،
و طالعتها بنظرة غضب و استياء ،،
و لسان حالي يقول :


- ( وش جابهم هذولا بعد ؟ )


شوق فهمت علي ،،
و قالت لي أنه صار غصباً عنها ...


ما كان عندي خيار ،،
ليتني قدرت أرجع ...

يا ليت ...


بعدين ،،
لو انسحبت ،،
راح يظن ( صاحب السيارة ) أن وجوده أثر علي ...

رفعت عيني للسماء ،،
الله يعدي الوقت بسرعة و بخير ...


و بعدها ناظرت المرأة الثانية ،،
اللي كانت مع شوق ...



كانت زوجة ( صاحب السيارة ) جالسة على سجادة مفروشة على الرمل ،،
و بيدها ولدها الصغير نواف ...

و الله يعيني عليها ...



رحنا و جلسنا معها ،،
و بدينا نسولف و أنا مو طايقة أسمعها ..

من بد كل البشر اللي خلقهم ربي ،،
هذه الانسانة أنا ما أطيقها بالمرة ... !

غصب هي ؟ ...
ما أقدر أستحملها أبداً !




- الجو حلو كثير !
ليتنا نجي كل اسبوع هنا !



قالت منال ،،
و ردت شوق :



- ياليت ! بس وين ؟ !
ياسر كله مشغول بعمله ،،

ما قدر ياخذ أجازة نسافر لنا كم يوم،، اذا بغيته لازم أحجز قبل
اسبوع على الأقل !
- يعني سلطان اللي فاضي ؟
و الله ما ادري كيف صادفت فرصة نجي معكم !

يا حظك يا قمر ،،
زوجك يقدر يأجز وقت ما يبي !




استثقلتها ،، وش قصدها يعني ؟
عشان بسام شغله حر ،،
و مو صاحب منصب مثل أزواجهم ؟


رديت بلهجة حادة :

- بسام بعد مو فاضي ،،
و الحين نبني بيت جديد و ماخذ كل وقته ...
و بعدين عنده مسؤوليات كثيرة في البيت و

العيلة ،،
و لا يقدر يأجز أو يسافر بكيفه ...




و على هالحال ،،
كلما قالت شي وقفت لها برد اعتراض ،،
يمكن هي ما حست ،، أو ما اهتمت ،،
بس شوق كل

شوي تناظرني ( هدّي الجو شوي ) ... !

حتى و أنا أتكلم ،،
عيوني ما كنت أجيبها بعينها !
أسوي حالي منبهرة بالبحر و السماء ...

ما أبي أشوفها ...


و لأني كنت اناظر البحر ...
كان لابد إن عيني تجي على ... ( صاحب السيارة )
... تلقائياً ....


و بسرعة ،،
أبعدها ...

أصرفها أي مكان ...
يا ليت مركبة فوق راسي عشان ما أشوف إلا السماء !




جاؤو الجماعة من جولتهم الأولى بالقارب ،،
مبسوطين ،،
و أصروا ياخذونا معهم في الجولة الثانية ،،
قبل ما تغرب

الشمس ...



الفكرة كانت فكرة ياسر ،،
أنا طبعاً ما عجبتني ،،
ما بغيت أركب مع ذاك الشخص في زورق واحد ،،
و بعد معنا

زوجته و ولده ... ؟؟
هذا اللي ناقص !




ما ابي اقترب منه مسافة أقل من عشرين متر ....
ما أبي أحس بوجوده و أكون في الحيز اللي تقدر فيه أنسام

الهواء تعبر عليه و تجيني ...
ما أبي صوته يهز طبلتي ...
يا ليتني جبت معي ( سدّادة آذان ) !
أو حتى ...
سدادة حناجر أبلعه إياها !
ما كنت أبي أركب معهم أبداً ...
لكن ،،
لما شفتهم كلهم راكبين ،،
اضطريت أركب غصباً علي ...





جلسنا احنا الثلاث في مؤخرة القارب ،،
و الرجال كانوا قدام ،،
و رائد و ماجد يتنقلوا من جهة لجهه و معهم

كورة صغيرة ...



انطلق القارب بسرعة معتدلة ،،
كان ياسر هو اللي يقود ،،
و جت الأنسام تلفح الوجوه و تداعب الرموش ،،

وتشرح الصدور ...