تتمه :



يوم السبت اللي بعده ،،
رجعت قمر للجامعة ...

لا ،،
في الواقع ...
ما رجعت قمر ...


اللي رجعت وحدة غير ...
اكتشفنا انها ما هي قمر اللي نعرفها مع مرور الأيام ...

فيها شي تغير ...


صارت أميل للجدية ،،
و العصبية ،، و نفاذ الصبر ...
و تشاحنت أكثر من مرة مع زميلاتنا ،،
و لأسباب ما كانت تعبرها

في الماضي ...


و لاحظت ،،
أنه و لو بالصدفة جا طاري سلطان أو منال قدامها ،،
يضيق صدرها و تتأفف و تعابير وجهها تمتلي كره و

بغض و تعلق أحياناً تعليق جارح ،،
أو تغير الموضوع بشكل غير لائق ...




هل ممكن للحب ،،
أنه يغير الانسان بذا الشكل ...؟؟



كان أول خبر تفاجأنا به يوم السبت ذاك ،،
هو أن موعد زواجها خلاص تحدد بعد كم أسبوع ...


أنا تحاشيت أتكلم معها عن أي شي من اللي صار مع أخوي سلطان ،،
و هي بدورها بعد ما أشارت للموضوع و لا

بحرف واحد ...



أنا صارت عندي عقدة الذنب ...
حسيت أنني تسببت بتحطيم حب قمر لسلطان ،،
بحسن نية ...




في نفس اليوم ،،
بعدين لما سألني أخوي عنها :



- ردت للجامعة ؟
- نعم ...
- و كيفها ؟
- خلاص يا سلطان ،،
نصف شوال الجاي ...
حفلة زواجها .





طالعت بسلطان ،،
مثل اللي يطالع بمتهم ... و قلت :


- ارتحت الحين ؟


و عطيته ظهري و طلعت ..



أنا ما عمري سألته عن اللي صار بينهم ذاك اليوم ،،
بس منها عرفت ...
أنها كانت خاتمة القصة ...
قصة الحب

المأساوية ،،
اللي انكتب عليها أنها تنذبح و هي في المهد ...

و بكذا ،،
كانت نهاية حب قمر لسلطان ...


*
* *
*






خلصنا الدوام ،،
و جت الساعة 5 و نص ،،
و أنا و سلطان لسا موجودين بمكتبه نملم أوراقنا ..



كان يوم أربعاء ،،
و كنت أبي ألحق أروح ارتاح و اقضي لي كم شغلة ،،
قبل ما اروح عرس بسـّـام ..


أنا و بسـّـام معرفة قديمة و الرجال عزيز علي ،،
و لازم احضر زواجه ..





- يالله سلطان يكفي ! نكمل بكرة ..

- بكرة الخميس يا ياسر ،،
ما فيه دوام ..
أبي أخلص الشغلة و تكون جاهزة للسبت ..


- أجل أنا بـ اطلع ،،
وراي عزومة الليلة و عندي كم شغلة أنجزها ...



يعني أنا مو قوي الملاحظة لذيك الدرجة ،،
بس كأنه وجه الرجـّـال انعفس ،، و قط القلم من إيده ،،
و قال :


- يالله ،، أنا بعد طالع خلاص ...



و في نفس اللحظة ،،
جا العامل و بايده علبة صغيرة ،،
و عطاها سلطان ...


- إش هذه ؟
- جاية بالبريد



بعد ما طلع العامل ،،
صار سلطان يقلب بذيك العلبة ،،
مستغرب ...
و شاف اسمه و بريده الخاص مسجل عليها ...



- افتحها شوف !


قلت و أنا كلي فضول ،،
لأن العلبة الصغيرة شكلها كان غريب ... !



فتح سلطان العلبة ،،
و أنا جنبه ،،
و اندهشنا لما شفنا اللي فيها ...


أنا كان اندهاشي اندهاش تعجب و تساؤل ،،
لكن هو ...


كانت دهشته دهشة ذهول ...
و وجهه اعتفس كلـّـش ...
و تعابيره صارت مخيفة و مهولة ...
مفزعة ،،


إن صح تعبيري ...



داخل العلبة ،،
كان فيه سلسلة فضية مقطوعة ...
و جنبها ...
كان فيه ورقة صغيرة مكتوب عليها :



((( القمر يقول لك الوداع ... )))








... يــتــبــع ...