تتمه:

ما وعيت لنفسي ...
إيدي تحركت لا إرادياً ،،
و صفعت سلمى على خدها بقوّة ...


سلمى جمدت بمكانها ...
مذهولة من ردة فعلي ...
و أنا نفسي تجمدت ... ما عرفت إش أسوي بعدها ...



راحت سلمى صوب مكتبي ،،
و مسكت قبضة واحد من الأدراج ،،
الدرج اللي تعرف إني فيه أحتفظ
بكل شي يخص ذكريات سلطان ...
سحبت الدرج بقوة ،،
و مدت إيدها و طلـّـعت أوراق كثيرة ،،
و بعصبية رمتها صوبي و هي تصرخ :



- عشان هذا ناوية تدمري حياتك ؟
عشان هذا مستعدة تضحي بخطيبك ؟
عشان هذا تصفعيني أنا يا قمر ؟؟؟
عشان سلطانوه الزفت ؟
إش استفدت ِ منه و إش جاك من وراه ؟
خذي ...




و هي تطلع في الأغراض و ترميها صوبي شي ورا شي ...

- خذي ...
هاك سلطان ...
خذي بعد ... و بعد ...
لين تموتي بسببه و تشبعي مـــــــــــــــوت



أنا ،،
ما سويت أي شي ...

ظليت أراقبها في ذهول و هي ترمي علي الرسايل ...
المذكرات ... الكتب ...
و السبحة ...


من بين كل الأشياء ،،
مديت ايدي و التقطت السبحة ...
راقبتني سلمى و أنا أمسك بالسبحة كأني أمسك بروحي لا
تطلع ...



غصباً عليّ ...
فاضت عيوني بالدمع ،،
و أنا أشوف ذكريات سلطان ... تنرمي و تتبعثر حوالي ...
و سلمى تصرخ بوجهي بعصبية و قسوة ما عهدتها عليها من قبل ....



لما شافت دموعي تسيل ،،
و أنا اطالع فيها ...
كأني أرجوها ... لا ...
لا تقتلي سلطان ... لا أرجوك ...


هدأت نوبة التهيج اللي اعترتها ...
و ابتعدت عن المكتب ...
و جت لعندي ...


جلست جنبي ،،
و مدت يدها تبي تنزع السبحة من بين أصابعي ،،
و ضغطت بقوة ،، بكل قوتي عليها ...
هي تشد ،، و أنا أشد ...

( لا يا سلمى لا ... لا ... لا ... )




و انقطعت السلسة ...
و تبعثرت الفصوص على الأرض من كل جهة ...


جرت أنظاري تركض ورا الفصوص ...
كل واحد استقر بمكان ...
و في إيدي ،،
ظلت السلسة مقطوعة تترنح ....

- سلطان ... انتهى ...


قالتها و هي تشد على صوتها بحدة ،،
و تشير الى الفصوص المتبعثرة ...
كأنها تقارن نهايتها بنهاية سلطان ...
المصير واحد .....




هويت براسي على الكنبة ،،
و بكيت ...
بكيت بكاء طويل ،،
و عميق ،،
و شجي ....


ظليت أبكي و أبكي و أبكي ،،
و صورة الفصوص و هي تتبعثر على الأرض من حولي ،،
مطبوعة بأنظاري ...

ما حسيت لسلمى ،،
و لا دريت عنها و هي تطلع من الغرفة ،،
دون كلمة زيادة ...


أول ما رفعت راسي بعد مدة طويلة ،،
تلفت ،، و لا شفتها ...

شفت الأوراق متبعثرة عند رجلي ،،
مديت إيدي و أخذت أقرب ورقة منها ...
و قريت :

((( قمره ... الوالدة خطبت لي بنت خالتي البارح ،،
أنا تدبـّـست ... )))




... يتبع ...