تتمه:

إلى الآن ،،
مرت ثلاثة أسابيع تقريباً ،،
قمر استردت عافيتها كاملة ،،
و لأن النزيف كان بسيط ما احتاجت لأي عملية ،،
الحمد لله ،،
بس ظلت كم يوم بالمستشفى تحت الملاحظة ...




حالتها ظلت مستقرة جداً،،
و الأطباء أكدوا أن الشريان اللي انفجر كان به نقطة ضعف في أنسجته ،،
و هذا ما يقتضي
بالضرورة أن بقية الشرايين بها نفس المشكلة ،،
أو أن قمر احتمال تجيها نفس الحالة مرة ثانية ...



و أنا بعد ،،
ما خليت كتاب فيه موضوع عن ( نزيف الدماغ ) إلا و قرأته،،
لين تهيأ لي أني بـ صير ( جرّاحة مخ و أعصاب ) !



الأحداث اللي صارت ،،
كرّهتني بأشياء واجد ...
كرّهتني في نفسي ،،
لأني ضغطت على قمر أنها تروح معي لشوق ذيك الليلة ...
كرهتني في أهلي،،
اللي ما هم مقتنعين يجيبوا لي سواق انتفع به وقت الأزمات !
كرهتني بالبيتزا !
و كرهتني بعد ...
أكثر و أكثر ..
في سلطان ....




سلطان هو السبب ،،
و بـ أحمله مسؤولية أي شي يصير لقمر ...


قمر ...
ما قدرت تتذكر أي شي صار،،
من لحظة شوفتها لـ منال ...
الى اللحظة اللي صحت فيها من الغيبوبة ،،
يوم ثاني ...



*
* *
*


بالرغم من أني كنت جافة في معاملته،،
بسـّـام طول الأسابيع اللي طافت،،
كان يعاملني بكل عطف و حنان ...
و إذا باعترف ... و بحب ...



نظرتي له تغيرت،،
و بديت أتعاطف معه،، و حسنت موقفي منه كثير ...

لكن ... ما حبيته ...

الشي اللي خلاني ،، و بعد تفكير و عوار راس في أحرج مراحل حياتي،،
أفكر أني ... أفك ارتباطي به ...


بسّـام يستاهل وحدة أفضل مني ،،
وحدة مستعدة تستقبل مشاعره الدافية ،،
و تبادله نفس العطاء ...


هذا القرار بعدني ما أعلنه ،،
و ما لي إلا سلمى ... اعرض عليها مخاوفي ...

سلمى جاية لي بعد شوي ،،
حسب اتفاقنا ...
و راح أقول لها ،، أنا وش أفكر فيه ....




و في موعدها ،،
وصلت ... و جتني الغرفة ،،
و ابتسامتها تسبقها ،،
و المرح دوم على وجهها الدائري حتى في أصعب
الظروف !



- سلمى فيه شي،، ودي تشاركيني فيه ...
- خير قمر ؟ كلـّي لك !



ابتسمت ،،
و بعدها أظهْرت ملامح الجد ...
و قلت ،،
بدون لف و لا دوران :

- بـ افك خطوبتي من بسـّـام ...


ما تغيرت البسمة و تعابير المرح على وجهها ،،
و قالت بعد صمت ثواني :


- مزحة ثقيلة قمر !
هاتي غيرها !



جلست فترة طويلة أحاول اقنعها بمبرراتي ...
الرجّـال ما يستاهلني ،،
يستاهل وحدة أفضل ...
أنا ما شفت به عيب و هذا اللي ذابحني ...
حرام أظلمه معي و أنا ...
ما احبه ! و الله ما احبه !



- قمر اسمحي لي أقول لك :
أنت ِ انسانة مستهترة و ما عندك وفاء !



كانت أقسى كلمات قالتها سلمى لي ،،
و ظلـّـت تهاوش فيني مدة ،،
و صرخت بوجهها :


- ليه مو قادرة تفهميني يا سلمى ؟
حرام علي أظلم الرجـّـال معي ،،
سلمى أنا ما أحبه !
لا حبيته و لا عمري راح أحبه !
ما أحبه غصب هي ؟



- أكيد ما تحبينه ،،
دام (سلطانوه ) اللعين بعده عايش ...
الله ياخذ روحه ذي الساعة و يفكنا منه آمين!