تتمه:

*
* *
*





أخوي سلطان صار يسوق بسرعة طبيعية ،،
و كانت عيني أنا و سلمى على قمر ،،
مو على الطريق ...

ما انتبهت ،،
إلا على صوت أخوي ،، لما وصل مفترق طرق ،،
يسأل :

- وين ؟

رفعت عيني عن قمر و طالعت الشارع ،،
و ناظرت أخوي بالمراية و قلت له :

- يمين ،،
... بيت بو ثامر ...




و نظراتي بنظراته على المراية ،،
شفت – رغم أن الإضاءة خافتة – شفت نظرته فجأة تضطرب ،،
و جفونه تنفتح
على آخرها ...
و حدقت عيونه بعيوني تسألها :


- ( هذه قمر ؟؟؟ )
و هزيت راسي هزة بسيطة :
( .. نعم .. )



وقتها بس ،،
عرف سلطان أنها كانت
... قمر ...





وصلنا عند آخر لفة ،،
توصل لبيت بو ثامر ...
كانت يد قمر بيد سلمى ...
ما أدري وش حست بها فجأة ،،
لأنا سمعناها
فجأة تنادي بصوت عالي مفزوع :


- قمر ! ....
قمر .... تسمعيني ؟؟؟


فزعنا كلنا ،،
و وقف أخوي سلطان السيارة قريب باب البيت ...
و قمنا أنا و سلمى نهز قمر ،،
نبيها تجاوب أو تتحرك ،،
لكنها كانت مثل قطعة القماش


صرخت :

- ارجع المستشفى يا ســلــطــان



و بسرعة ،،
و بلمح البصر ... ( طار ) بالسيارة طيران للمستشفى ...
المشوار ،، ما أظن أخذ أكثر من دقيقتين !


وصلنا عند بوابة الطوارىء ،،
و فتح سلطان الباب بسرعة و قفز من السيارة ...

ها المرة ،،
ما راح يجيب كرسي العجلات ...

لف على الباب اللي جنبي و فتحه بسرعة ،،
و صاح :


- انزلي شوق ...


أنا ،،
ما استوعبت شي ،، ما مداني استوعب ...
طالعت به و حتى قبل توصله نظراتي المستغربة ،،
رد صرخ علي :

- بسرعة شوق !



نزلت من السيارة ،،
و جا هو ... و مد يدينه داخل ،،
و شال قمر على ذراعيه ...
و طار بها لداخل المستشفى ...


ركضنا وراه ،،
وصلنا و شفنا ه يحطها على السرير ،،
و تجي الممرضات و يختلط هذا بهذا و تعم الفوضى ...



*
* *
*




من مجرد ( دوخة و تروح ) ،،
إلى نزيف داخل الدماغ ...



التشخيص اللي وصل له الأطباء بعد الفحوصات المكثفة ...


صديقتي أنا ،، أعز و أقرب صديقاتي،،
و أحب انسانة لقلبي ،،
صار عندها نزيف داخل الدماغ ...

بعد ما انفجر شريان صغير ضعيف البنية في راسها ،،
بسبب اضطراب مفاجيء في الضغط ....

ظلت قمر ساعات غايبة عن الوعي ...


أذكر أنها لثواني فتحت عينها ،،
قبل ما ياخذوها لقسم الأشعة ،،
و يتهيأ لي أني سمعتها تهذي ،،
مرة ثانية ....

- ( بـ اكسر الجدار ... ! )


إش كانت تقصد ؟ الله أعلم ... !


قالتها مرتين أو ثلاث ،،
و ردت غابت عن الوعي ،، و لا أفاقت إلا يوم ثاني ...