تتمه:
أحس بسّـام ... غريب عني ،،
مو قادرة آلف وجوده ،، مو قادرة أعتاد عليه ...
بالأحرى ...
مو قادرة اتقبله ،،
أو أعطي نفسي حتى فرصة ،، أني اتقبله ....
كأن أفكاري ذي كلها وضحت على تعابير وجهي و عيني ،،
قالت لي سلمى :
- قمر ... مبسوطة عزيزتي ؟
ملامح القلق باينة على وجهها ،،
مثل ما كانت ( إشارة إكس ) معقودة بين عيوني
و حواجبي ...
مسكت سلمى إيدي بحنان ،،
و تشجيع ...
و ابتسمت ابتسامتها اللي أحبها و احتاجها ...
اللي ترفع معنوياتي و تجدد
الأمل ...
و زادت ضغطها على إيدي ،،
و قالت ...
- بـتتعودين ... تو الناس ...
كل شي بيجي تلقائياً ...
أنت ِ بس خلي الأمور تمشي طبيعية ...
هزيت راسي ( نعم ) ،،
و بإيدي الثانية مسكت إيدها القابضة على إيدي ،،
تعبيراً عن ( شكراً ) ....
لمحت الساعة و أنا أحط إيدي على إيدها ،،
تقترب من ثلاث العصر ...
حسيت بشوية تأنيب ضمير ،،
لأني ما اتصلت على بسّـام و قلت له على الأقل ،،
متى راح أخلص ...
لو كنت ركزت بعينه ،،
يمكن كنت شفت فيها نظرة العتاب ،،
لكن أنا ،،
بعد ما جلست بالسيارة سويت حالي أرتب بأوراق كانت بيدي ...
هو ،، بعد ما قال شي عن تأخري ،،
أو اتصالي ...
أول ما سالني :
- كيف كان الامتحان ؟
- نص و نص ، صعب إلى حد ما
- الله يوفقك ...
- جميع ...
مشى بالسيارة بهدوء ...
و ما تكلم ،،
عكس الأيام اللي فاتت ،،
كان تقريباً ما يبطل كلام ،، طول المشوار ...
هذا زود علي احساسي بالذنب ...
اعرف أني غلطانة و المفروض اعتذر ...
- أنا آسفة ، ،ما اتصلت عليك ،،
انشغلت مع زميلاتي ...
- مو مشكلة ...
و ابتسم ،،
اللي خلاني أفهم أنه ما أخذ على خاطره مني ،،
و ارتحت ...
مو لأنه هو بسّام بذاته مو زعلان علي ،،
بس لأني ما أحب أزعل حد ...
و لو كان أي أحد ثاني بداله كنت حسيت بنفس
الشعور ...
بسّـام لللـّحظة ذي ،،
ما عنى لي شي ...
لما وصلنا البيت ،،
توقعته ينزل معاي ،، بس ظل بمكانه،،
و قال :
- أشوفك على خير بكرة إن شاء الله ...
في البيت ،،
صادفت أمي بالصالة ...
- هلا يمـّـه ،، وين العمـّـه ؟
- هلا ،،
راحت خلاص !
وداها ولدها قبل ما يروح لك ...
ظنيتها لسّـا موجودة ...
بس الحين عرفت ليه بسّـام وصلني و راح ...
- أنا طالعة غرفتي
لفـّـيت أبي أروح ،،
لكن الوالدة نادتني
- لحظة قمر
التفت لها ،،
و عرفت من نظراتها ،،
فيه شي ...
و أدري وش راح تقول ...
- أنت ِ مو قايلة ما عندك شي بعد الامتحان ؟
متى خلص ؟
- وقت الصلاة ،،
بس بعدها انشغلت مع زميلاتي ...
- و تدري أن خطيبك و عيلته جايين يتغذوا عندنا اليوم !
ليه ما رجعتي على طول ؟
- اللي صار ...
استنكرت أمي فعلتي ،،
و حسيت أنها ناوية تهاوشني شوي ،،
و أنا تعبانة و ضايق صدري من الامتحان ،،
و شايلة شنطتي على كتفي ،، و أوراقي بايدي ...
أبي بس أوصل سريري و اتمدد عليه ...
- يا قمر انحرجنا معاهم !
تدرين انهم أكثر جايين عشانك
- يمّـه هذا اللي صار ،، خيرها بغيرها ...
ودي أطلع انام شوي ...
- الله يهديك يا قمر ،،
على الأقل اتصلت ِ بخطيبك اعتذرت ِ له !
وش يقول عنك الحين؟ ما تفهمي في الأصول ؟؟؟
فلتت أعصابي مني ،،
انفجرت بصوت عالي بلا شعور :
- إيه أنا ما أفهم في الأصول !
مو عاجبنه خلـّـه يدور غيري ! ما حد جبره علي ...
قلتها بعصبية و بلا تفكير ،،
و ذهلت الوالدة ،، و ظلت تطالعني بدهشة ...
أنا .. ما أرفع صوتي قدّام الوالدة ،،
بس أعصابي انفلتت ...
لكن اللي همها ما هو صراخي بوجهها ،،
الـّي همها ،، هو الكلام اللي قلته ،،
و اللي كان بيكون له نفس الوقع و
التأثير ،،
حتى لو قلته بصوت هادىء و منخفض ...
- قمر ؟ وش الكلام هذا ؟؟؟
- أنا آسفة ...
حاولت أنهي الموضوع باعتذار ،،
بس الوالدة الله يسلمها ...
ما اعتقتني ...
- اش بلاك يا بنت ؟؟
- يمـه أنا آسفة ،،
راح اتصل عليهم و اعتذر لهم فرد فرد ...
خلاص ؟
- لا مو خلاص ،،
الولد فيه شي مو عاجبنك ؟
المفضلات