تتمه


ببطء ،،
لفيت انظاري صوبه ،،
و حاولت ادقق في تعابير وجهه ،،
لكن دموعي هزّت الصورة ...
هل هذا عرض زواج و إلا مجرد سؤال استنكار ؟ ...
- ما أظن يا قمر ... ،،
ما أنت ِ مضطرة تتزوجي رجـّـال متزوج و قريب يصير أب ...



ارتجفت أوصالي ،،
و حسيت برعدة تهز جسمي كله ...
و كلمة ( أب ) هذه رنت بأذني لين بغت تثقب طبلتها ...
معلومة جديدة ،،
جاي تصدمني بها بعد ... ؟؟؟

واصل هو كلامه ،،
لما شافني صامتة و في وضع ذهول ....


- بعدين ،،
( منال ) وش ذنبها ؟
يرضيك بعد 3 أشهر من زواجنا ،،
أتزوج عليها ؟
إش يكون موقفي قدامها و قدام أهلي ؟

و حتى أهلك ...
تتوقعي يرضوا بكذا ؟
أبداً يا قمر ...

حتى مجرد طرح الفكرة أسخف من سخيف ...


- نعم ... سخافة ...
- فاهمتني يا قمر ؟
- نعم ... فاهمة ...
- شفت ِ كيف ،، أن طريقنا مسدود ؟


مسحت دموعي ....
و قلت بنبرة أقرب للعتاب :

- جايبني هنا عشان تقول لي ذا الكلام ؟

و استمر لسان حالي يقول،،
( كذا يا سلطان تسوي فيني ؟
تجيبني هنا عشان تقول لي :
ما أبيك و لا اقدر اتزوجك ؟
كذا قلبك علي صار ؟
طاعك تسويها فيني أنا ؟؟؟ )


- لا يا قمر ... أنا ... أنا ...

و لا قدر يكمل ...
سكت لعدة ثوان ...
و تنهد بعدها ...
و هز السبحة الفضية اللي بيدّه بعصبية ...
دار براسه في السماء ...

كأنه يدور على طير ...
طير له جناحين ...

يقدر يحلق بحرية ... بدون قيود ...
وفي كل إتجاه ...



رجع يطالعني ...
و كأنه يقول :
( للأسف ما ني طير و لا لي أجنحة )


- قمر ....
أنا بغيت انبهك ...
إلى أنك ما تندفعي و ترتبطي بانسان ما تبيه
لا تتسرعي يا قمر ...

اعطي نفسك فرصة أكبر ...
لا تقرري الزواج في الوقت الحالي ...
ما أبيك تندمي بعدين ...
قمر ...
أرجوك ِ افهميني ....

- وش عاد يهمك أنت ؟
وش دخلك أصلاً ؟
و الا مستكثر أو مستخسر بسام عليّ ؟؟


اندهش ،،
و استاءت تعابير وجهه ،،
و هز رأسه نفي ،، و شاح بوجهه عني ...


هبت نسمة هواء باردة و منعشة ...
و بدأت الستائر تتراقص ...
و تطايرت بعض الأوراق داخل المكتب ...
اسرعت شوق تلملم الأوراق و ترتبها على طاولة المكتب،،
و صارت قريبة من الشرفة لحد ما ...


- سلطان ....


ناديته بصوتي الحزين الراجي ...
التفت لي ،،
و رد عليّ بحنان ...


- لبيك ؟


بدت غترته و كأنها رح تطير مع هبوب النسيم ،،
شالها و حطها على طاولة كانت موجودة بيننا ،،
و حط العقال فوقها ...
و السبحة الفضية معها ...

و رد يقول لي :

- نعم يا قمر ؟
آمري ؟



أخذت نفس عميق ،،
تهيأ لي من شدته أني خلّـصت أنسام الهواء اللي عبرت علينا ...
كتمت النفس بصدري لحظة ...
و طلّعته ،، مع صوتي ،،
مع بقايا شجاعتي و جرأتي ،،
مع سيول دموعي و آهاتي ،،
مع مرارة عذابي و حرارة نيران صدري ...
طلعته معهم كلهم ،،
دفعة وحدة ،، في كلمة وحدة ،، و نظرة وحدة ،،
و نفس واحد ...



- أحبك....