الحلقة الثانية
* * * * * * *
لا تكابر !
طرقت الباب ،، و دخلت ..
شفت (سلطان) واقف عند النافذة
ما ادري وش يراقب ؟
سلّمت عليه و ما رد عليّ ..
رفعت صوتي :
- إحـم إحـم ! أقـول : العوافي يا طويل العمر !
انتبه لي ،،
و رد عليّ من دون ما يلتفت صوبي
- هلا ياسر ...
من نبرة صوته ، حسيت أنه به شي ..
سألت :
- خير ...؟ كأنك تعبان أو متضايق ؟
ما رد علي ،، و هذا اللي أكّد لي أن به شي ..
قلت يمكن ما يبي يقول لي ،،
اجل ندخل في موضوع الشغل ..
- بغيت نراجع البنود للمرة الأخيرة قبل الاجتماع ..
- الحين يا ياسر ؟ ما له داعي ..
- عجب ! أنت اللي قايل لي أمس !
- خلاص ياسر ،، احضر الاجتماع وحدك و بالنيابة عني ، و الا أقول ،، أجله الى بكرة ..
تفاجأت !
أمس كنا حضّرنا كل شي ،،
و هذي أول مرة يقول لي فيها أجّل !
الرجّال مو طبيعي ..
كان واضح عليه أنه ضايق الصدر ...
رديت سألته مرة ثانية :
- فيه شي سلطان ؟
ما انت طبيعي .. قل لي يا أخوي ..
توني مخليك عال العال قبل ساعة !
وش صار ؟؟؟
- ما فيه شي يا ياسر ،، ما ودي أحضر اجتماع الحين ..
- أنا مو تايه عنك يا سلطان !
مو توّنا نعرف بعض .. قل لي يمكن ترتاح ؟
أنا قريبك و صديقك و زميلك
في الدراسة و العمل و أقرب الناس لك ..
و الا ( الأحباب ) نسوك الأصحاب ؟؟؟
فجأة ،
إلا و وجه الرجّال منعفس علي ،،
و ضرب بإيده على النافذة و زين ما كسرها ..
كأن الجملة اللي
قلتها صابت الهدف بالضبط ..
سكت عنه لحظة ،،
أعرف سلطان ،،
مو من النوع اللي يعصّب بسهوله ،،
و مو أي شي يقدر يأثر عليه..
(أشياء معينة) ممكن تخليه بهذه الحالة ....
- قمر ...
قلت الاسم ،،
ودي اختبر ردة الفعل ،، و ما اخطيت الهدف ..
بس سمعني لف راسه فجاة صوبي و خزني بنظرة
اعرفها زين ..
قدرت اشوف بعيونه كلام كثير مكبوت ...
و قدرت أشوف يدينه و هي تنقبض بقوّه و عصبية
كأنه يحاول يمسك نفسه عن الانهيار ...
لكنه ، ما قدر ...
على الكنبه اللي كانت جنبه ،،
ارتمى بانهيار ،،
و رفع راسه و غمض عينه و أخذ نفس طويل ...
و طلع بتنهيده مريرة ...
سمحت لنفسي ،، بعدما تراخت اعصابه المشدودة شوي ،،
اني أسأل :
- وش جد ؟
ما تردد كثير ،، و نطق و قال :
- كانت هنا ..
اندهشت ! و سألته باستغراب :
- متى ؟؟؟
- قبل ما أنت تجي بشوي ..
- و ... ايش صار ؟
- جت ... تقل لي ... فيه واحد خطبها ..
مرّت لحظة صمت ،،
هالمرّة ما سألت ، هو قال بنفسه :
- بسّام قريبها ، اللي تعرفه ..
- آه ،، بسّام .. و الله و النعم فيه ...
- رجّال طيب و أخلاقه ممتازة ، و يستاهل كل خير .... بس ...
... ما يستاهلها ...
المفضلات