تتمه :
كان بودي أصرخ ...
لأني ما عدت قادرة أتحمل ... حرام عليكم ...
أشوف سلطان قدامي متحطم ...
و أظل صامدة و جامدة ؟
تبوني أعالج بنته و هي عندها أخبث الأمراض و ألعنها ...
و أشوفه كل يوم يتعذب معها ...
ما اقدر ...
ما أقدر ...
ما أقدر ...
اللي اسعفني به لساني ذيك اللحظة كان ...
- لأني باخذ أجازة فترة ...
و كان جواب مقنع ...
سلطان ...
قال ...
- توصوا فيها يا قمره أرجوك ..
و إذا فيه أي علاج أفضل بأي مكان بالعالم قولوا لنا عنه ...
مسكت اللي باقي من قلبي بصدري ...
و قلت ...
- العلاج هنا أو بأي مكان هو نفسه ...
ما يحتاج توصية ...
هذا واجبنا ...
*
* *
*
بعدما طلع سلطان ...
انهار القناع اللي كانت قمر مخبية شعورها الحقيقي خلفه ...
رمت راسها على طاولة المكتب و تنهدت ...
جيت لعندها ...
- قمر ؟؟؟
رفعت راسها و طالعتني ....
- فيه شي ما تبين تقولينه لنا ...؟؟
- إش أخبي ؟ أنت عارفة إش المرض ذا ...
- ليه حولتيها لدكتور ثاني ...؟؟؟
- لأني ... لأني ...
... لأني ما استحمل يا شوق ... ما استحمل ....
تأكدت من أن الدكتورة قمر هي قمر زمان ...
و أن قلب الدكتورة قمر ...
هو قلب قمر زمان ...
و أن وجود سلطان و قمر في حياة بعضهم البعض ...
راح يفتح جروح الماضي و يسبب جروح جديدة ...
لازم الدكتور هيثم هو اللي يتولى العلاج ...
و نسد أي باب ممكن يفتح علينا طرق للورا ...
*
* *
*
يوم ثاني ...
مريت على البنت بالعناية و شفت أوضاعها متحسنة ...
و اقترحت على الدكتور هيثم يطلعها من العناية ،،
و خلال الكم يوم اللي تلوا ...
كنت أجي كل يوم اتطمن عليها بنفسي ...
و اتطمن ... على ... سلطان ....
طلعت بنت سلطان من المستشفى بعد كم يوم ...
و جتني في موعدها بالعيادة بعدها بفترة ،،
مع أبوها و أمها ...
كانت حالتها طيبة و طمنت أهلها عليها ...
سلطان فاجأني ...
و قال أنه يبي يتابع عندي لأني بديت العلاج معها من البداية ...
وبس انا صرت ..
أتابع الحالة من بعيد ...
مع الدكتور هيثم ...
حالة البنت تحسنت كثير ...
و آخر مرة جتني بالعيادة كانت مليانة حيوية و نشاط و مرح ..
و أبوها يراقبها
بكل سرور ...
و أنا أراقبه هو ... بكل راحة ...
و مرت مدة ...
و البنت بين انتكاس و تحسن ...
و أهلها بين الرجاء و الخوف ...
بين الأمل و اليأس ...
... بين الحياة و الموت ...
أخذت أجازة كم يوم عشان زواج أخوي ثامر ...
ريحت فيها و انبسطت ،،
بس ظل بالي مشغول ... إلى حد ما ....
بعد العرس بكم ليلة ...
زارتنا أم الدكتور هيثم و أخته ...
يخطبوني لولدهم ... !
طبعاً بالنسبة لي كانت مفاجأة الموسم ،،
اللي ضحكت منها ضحك ما ضحكته من زمن ...
لكن أمي أخذت الموضوع بكل جدية ...
و طلبت من أخوالي يسألون عليه !
أنا أصلاً حاذفة هذا الموضوع من حياتي نهائياً ...
ما أدري وش بلاه الدكتور هيثم ؟
عاد ما لقى غيري ؟
و بعدين وش فيها زوجته الأولى عشان يفكر يتزوج غيرها ؟؟
بصراحة تجاهلت الموضوع ،،
و رجعت للعمل و لا كأن شي صاير ....
اللي صدمني ،،
هو أن الخبر كان منتشر بالمستشفى ..
و صار الكل يعرف أنه الدكتور هيثم متقدم لي ...
وضع أزعجني بالمرة ...
و صار التجاهل ما ينفع ...
تنومت هبه مرة ثانية عشان تبدأ المرحلة الثانية من العلاج ،،
و في هالمرة رافقها أبوها ،، الظاهر أن أمها
ما قدرت تاخذ أجازة من عملها ...
جينا نمر عليهم الصباح ،،
و شفت سلطان ...
كان وجهه مستبشر خير و معنوياته مرتفعة ...
لأن بنته
كانت بحالة ممتازة ...
كل يوم أمر على البنت ..
كل يوم أشوف سلطان ... و أتكلم معه ...
كل يوم ..
قلبي يتعلق به ...
أكثر و أكثر ...
كل يوم أنا أنجن ...
و أدري أني في خطأ كبير
... بس ...
ما أقدر أبتعد ...
رغم أن الكلام اللي كان بيننا ...
ما يتعدى كلام طبيبة و والد مريضة
... بس كنت ...
أحس بانتعاش بقلبي ...
و أرتاح كل ما شفته و سمعته ...
أما الدكتور هيثم ،،
عاملته بشكل عادي جداً ...
و هو بعد ما حاول يخرج عن النطاق المألوف ...
يوم من الأيام ،، رجعت البيت و شفت أمي تنتظرني ...
حاصرتني بموضوع الزواج و أنا رفضته نهائياً ...
و طلبت منها تتصل عليهم و تبلغهم الرد ...
و الظاهر أنها ما اقتنعت ،،
و بدل من كذا اتصلت على صديقتي سلمى و اقنعتها أنها تتكلم معي ...
و تحاول فيني ...
- فيه شيء مو بزين ؟
- لا يا سلمى مو رفضي للرجال نفسه ،،
إنما للزواج ذاته ...
- اعتقد يا قمر إنها فرصة ممتازة ...
طبيب يشتغل معك ...
و ما به شي ينعاب ...
راح تقضي حياتك بس ...
بين العمل و ولدك بدر ؟
بكرة يكبر و يتزوج و ينشغل عنك و تصيري وحيدة ...
سلمى لفتت انتباهي لشي ...
ما كنت أفكر فيه من قبل ...
أن بدر ...
في يوم من الأيام راح يتزوج و يرتبط بانسانة غيري ...
تصير عنده الأهم ...
صحيح الكلام هذا تو الناس عليه ،،
و هو لسا بالمتوسطة
... لكن ....
سمحت لنفسي أنها تاخذ فرصة قصيرة للتفكير ...
يمكن يكون كلامها صحيح ... ؟
... يتبع ...
المفضلات