الموضوع 11

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
-------------(((من كنت مولاه فهذا علي مولاه )))--------
كنا حدود عشرون نفرا عزمنا الذهاب مشيا على اقدامنا من النجف الاشرف الى كربلاء الحزينة و الان هؤلاء العشرون اصبحوا كلهم كبار اصحاب اطفال واحفاد و احدهم تاجر في دبي وآخر تاجر في طهران وآخر في النجف الاشرف وحفظ الله جميعهم0
بدئنا كالعاده بزيارة امير المومنين عليه السلام ؛ ثم ذهبنا الى مسجد الكوفة وزيارة مسلم بن عقيل عليه السلام والمختار وهاني رضوان الله عليهم ؛ومن هناك الى مسجد السهلة وكان في ذلك الوقت بين المسجدين صحراء وفيها بعض النخيل ، من بعيد لاح لنا اعرابي يرتدي ملابس بيضاء ،نادى اخي والذي الان هو تاجر في دبي انظروا الى صاحب الزمان جاء يستقبلنا !!
قلت له:
يا اخي ليس قولك صحيحا كيف عرفته انه الحجة عجل الله تعالى فرجه بخير وعافية لانه حتى في حال ظهوره يقال له ماهو الدليل على انك الحجة فيغرس عصى في صخر فتنبت في نفس الوقت فتكون هذه له معجزة ؛ فيؤمنون به ؛اما نحن في الغيبة الكبرى لا يمكن بمجرد ان نرى انسان يعمل عملا غريبا او له شكلا عجيبا ام يلبس ملابسا غير ماتلفه لنا نقول اووووه هذا هو الحجة ؛ وانت الان تقول هذا الحجة بدون دليل جاء يستقبلنا !!
كنا نتحدث واذا بالاعرابي جلس امامنا يتبو ّل !!
قلت لاخي طوبى لك جاء هذا يستقبلك !!!
ولما جاء الليل واظلمت الدنيا صرخ اخي باعلا صوته صلوا على النبي وال النبي فبدأت الكلاب بالعويل !!
جاء احد المزارعين وقال :
من صرخ؟؟
خاف اخي وسكت .
قال المزارع :
لا تخافوا نحن نريد ان ندعوكم جميعا على شرفه لجهورية صوته 0
وبالفعل بالاجبار اخذنا وتعشينا جميعا ببركة امامنا الحسين عليه السلام
ثم سرنا وفي الطريق كما تعلمون وجود كثير ممن يجبرونا على الاكل والشرب حتى لا نستطيع ان نأكل شيئا ، جلسنا تحت شجرة نستظل بها هاربين من ((المضايف))
واذا بشابة حدود العشرين سنة من عمرها بارك الله لها ؛ جائت وبيدها سجاده ونادت :
((الله اكبر زوار ابو علي جالسين على الطين!!! ))
قلت لها :
لانريد السجاد!
قالت:
بابتسامة كلها برائة وولاء لامامها وحب لسيدها الشهيد ويفوح منها شذى الوفاء لمن ضحى من اجل كرامتها عليه افضل الصلاة والسلام :
انا ما قلت لكم خذوا السجاد معكم قوموا بسرعه !
جلسنا على السجاد ورأيناها أخذت دجاجة بيدها لتذبحه ومرّ الزمن قليلا واذا بصحن فيه من انواع الاطعمة التي هي من نتاجهم ؛ ليتكم كنتم معنا لتروا كم كان لذيذا وطيبا !!
ثم بعد ان سرنا قال اخي الطيب القلب:
انا اشتهيت اللبن ، ولا اذهب من هنا ان لم اشربه .!
قلت له :
اخي اتمُنّ على الحسين عليه السلام
قال :
ما طلبته منك لتقول هذا الكلام اذهبوا واتركوني والحسين اماماي عليه السلام .
فتحيرت في امره ماذا اقول له
اتركه ونسير ام انتظره ثم الى متى ؟؟ وبينما نحن صامتون واذا باعرابي على رأسه قدر كبير مملوء لبن قال :
زوار ابو علي تعالوا اشربوا
قال لي اخي:
تعال اول من يشرب انت يا قليل اليقين
والذي زاد غرابتي ان القدر كان كلفضة من النظافة ؛ بينما هناك بين ابناء القرى التي في الطريق لايوجد قدر عادتا الا وهو اسود من اشتعال الحطب تحته .
اين تلك الذكريات الحلوة
السلام عليك يا ابا عبدالله ماخاب والله من تمسك بكم .