بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
.
.
تكبيرة صلاة أعلنت لي أستجابة الدعاء ..
الدعاء الذي حلمت به في سنين طوال من عمري وتمنيت أن يتحقق لي يوماً ..
فها قد حانت الساعة لتلبية ذلك الفرض الذي كنت أحلم بتحقيقة يوماً ..
ففي العام الماضي وفي مثل هذا الوقت حزمت أمتعتي وأعلنت الرحيل عن دياري الى ديار بعيدة
إلى هناك حيث الكل يتوجه في هذا الوقت إلى أداء ذلك المنسك الذي فرض علينا ...
وهاقد حان يوم الرحيل أخذت أودع في عالمي هذا لأعيش عالماً آخر بقرب الرب الجليل ,,
حتى ذنوبي وآثامي خلفتها ورائي تاركة أياها هنا لأذهب الى عالم الصفح والسماحه ..
ركبنا تلك الطائرة وأتخذت لي مكاناً فيها جلست أفكر بصمت في الايام القادمة التي سأعيشها هناك ,,
فها اناذا ذاهبه كي أوءدي ماعلي من واجب مفروض ولكن هناك خوف يراودني هل ستقبل حجتي أم لا ..؟؟
وصلنا إلى المطار الاخر ليعلن بدء وقت الاحرام عن كل ملذات الدنيا ,,
تجهزنا وأحرمنا بعدها عقدنا نية الاحرام وسرنا مشورانا نحو مكـــــــة ..
عند دخولي إلى مكة شعرت بشيئ غريب يختلج مشاعري مع إنها ليست المرة الاولى التي أذهب فيها الى مكة
ولكني لا أعلم لما يختلف شعوري هذه المرة فمشاعري ممتزجه بين فرح وحزن بين صمت وكلام ...
وها نحن وصلنا إلى حيث المكان الطاهر إلى حيث الكعبة المشرفة ,,
نعم انا أراها امامي إنه بيت الله الذي أعشقة بل ويستهويني الجلوس والنظر وتمتيع ناظري بالنظر اليه ..
عندما لاحت عيني منظر الكعبة لم أشعر الا والدموع قد تساقطت على خذي ،،
عندها أخذت أشكر ربي على هذا الوصول الذي رزقنيه ومن عليّ به
ففي كل سنة كنت أذهب أطلب منه الوصول والعود الى هذا المكان الطاهر ..
فحمداً وشكراً لك ياربي على هذه التلبية ...
أديتُ مناسك عمرتي من طواف وسعي وتقصير حتى انتهيت منها تماماً
بعدها توجهنا للسكن الذي سأكون فيه مع اناس غرباء عني
لايربط بيني وبينهم هو الاسلام وولاية علي بن أبي طالب
وفي تلك الايام تجولنا بين الدروس والمسائل الدينية لمعرفة أمور الحج
حتى نؤديه على أكمل وجه ومرت الايام حتى جاء اليوم الذي سنبدأ فيه أعمال الحج ..
وها نحن نقوم بالاعمال حتى اتانا يوم عرفة وما أدراك مايوم عرفة
يوم كنت أسمع عنه كثيراً ولكني لم أعي ما معنى الوقوف بعرفة كيف يكون حتى تحقق لي ذلك ..
ففي ذلك اليوم المسمى بعرفة وفي تلك الخيمة التي جمعت بين كل الناس
كلنا بروح واحده وقلب واحد ،،
أتخذت لي زاوية بعيدة قليلاً عمن كانوا معي حيث جلست منفردة فيها مع الرب الجليل
وليس معي سواه أخذت أستمع إلى كلمات الادعية ذات الكلمات الرنانة
بذلك الصوت الرحماني العذب الذي أطرب قلبي وجعل كل كلمة تخرج منه
تسقط دمعة من عيني فقد جعلتني أعيش عالماً خاصاً بي مع خالقي
وقد شعرت بدنوي كثيراً من رب العالمين مما جعل قلبي يشعر بالارتياح كثيراً
وفي تلك الاثناء شعرت بأن روحي تخرج من جسدي لتحلق مع صفوف الملائكة
الى عنان السماء شعرت بها سوداء مظلمة من شذة الذنوب والاثام ثقيلة منهكة من كثرت الذنوب ،،
ومالبثت الا وقد شعرت بها تعود لي وهي خفيفة بيضاء صافيه لم تدنسها المعاصي ..
في تلك اللحظات شعرت بمعنى عرفة بمعنى الوقوف بين يدي رب العباد في عرفة
وتلقي الرحمة منه فليتني أعود لذلك يوماً لأعيش تلك الايام الرحمانية ..
عشت هناك كل يوم بتفاصيل وذكريات رائعة فمبيتي بمنى كان له معنى مزدلفة كذلك
ولا أنسى رمي الجمرات التي وحينما تؤديها تشعر بإنك ترمي الشيطان وتخفق من نواياه ..
كل يوم له تفاصيل طويلة جداً قد احتاج إلى صفحات لأتكلم عنه
ولكني وددت أن أخبركم بجمال ورعة تلك الايام وصدقوني لايشعر بها الا من ذاقها
فعندما تذهب تكون ثقيلاً من شدة الذنوب والمعاصي وتعود خفيفاً لانك ترمي بكل شي هناك
لتعود كيوم ولدتك أمك ...
ولكني سأذكر لكم ذكرى أخيرة حصلت هناك ولن أنساها أبداً ...
بعد عرفة بيوم وقد كنا نستعد لأداء الواجب الذي يلي عرفة
وحينما أستيقظت من النوم سمعت صوت عالي لقراءة حسينيه أرهبت قلبي
وجلعتني أشعر بإن شي ما قد حصل ..
خرجت فزعة من غرفتي رأيت أحد الاخوات نظرت لها ورأيت ملامح وجهها متغيرة
سألتها لما هذه القراءة مالذي يحدث ؟؟
فاجئتني بكلمتها بإن أحد كوادر الحملة قد توفي في حادث تصادم سيارة
تراجعت خطواتي للخلف عدت منكسرة إلى غرفتي
فقد تذكرت بإني قد رأيت ذلك الشاب قبل خروحي الى عرفة وكان يؤدي ماعليه من تنظيمات للحجاج
حينها جلست أفكر في أهله أمه إخوته زوجته كيف سيكون حالهم عند سماع الخبر
فالاهل والجيران يكونون على أستعداد لستقبال الحاج بعد عوته
ويستقبلونه بكل فرح وسرور
ولكن اهل هذا الشاب ماذا سيستقبلون
هل سيستقبلون جثتة أم ماذا ..؟؟
تخليت لو كنت أنا في نفس ذلك الموقف وكيف سيكون شعور أهلي عند سماعهم لذلك
مع إني لا أنكر بإني كنت ولازلت أتمنى أن أذهب إلى الحج وتعود روحي إلى بارئها بعد عرفة
ففي ذلك الوقت يكون الشخص قد نفض غبار آثامه وذنوبه ليعود كيوم ولدته أمه ..
ولكن مشيئة السماء فوق كل شي ..
هنيئاً لك أيها الشاب بهذه الموته ورحمك الله وتغمد روحك في واسع جنانه
ورزقنا الله وإياك الجنة يارب ...
لن أنسى لا أنا ولا كل الناس ذلك الشاب فقد كانت له في كل يوم ذكريات
تخصه دون غيره
ففي كل يوم كان لنغمات صوته رنات تهز المكان
ولكن بموته فقدنا كل ذلك ..
وبالذات يوم النفرة هو من كان يحي ذلك اليوم بذلك الصوت العذب الرحماني
من تهليلات وتكبيرات وهز تلك الاماكن بذكر أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ...
فليرحمة الله ..
~~~
ذكريات الحج لازالت في ذاكرتي فأنا أتذكر كل يوم بتفاصيله حلاوته مرارته
الآمه تعبه وأتمنى لو أعود يوماً إلى هناك ..
وهاهو عاد وقت ذلك المنسك لتحلق روحي من الآن مع حجاج بيت الله الحرام
لتؤدي الحج ولكن عن بعد ..
حج مبرور وسعي مشكور لكل الحجاج ..
~~~~~
تقبلوا إطالتي ..
دمتم بخير ..
همــــــ الصمت ـــس ...
المفضلات