حسن الظن:
إن سوء الظن بالمؤمنين هو من أسوء الأمراض التي يمكن أن
يبتلي بها المؤمن العامل، لأنه يتسبب بعدم الثقة بالآخرين مما يتسبب
بإضعاف العمل وخسران الطاقات وعدم الاستفادة منها، وهو يؤدي أيضاً
إلى التشنج في العمل وفي المؤسسات بشكل يؤدي إلى فشل الأعمال وزوال
الروح الإسلامية من العمل. يقول اللَّه تعالى: )يا أيها الذين آمنوا
اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم...( )الحجرات: 12).
: ذكر الآخرين بالخير
: إن التركيز على عيوب المؤمنين والبحث عنها لا
للنصيحة والإصلاح بل للقدح والغيبة هي خطيئة كبيرة، ولها في عالم
الغيب صورة قبيحة وبشعة تفضح الإنسان في الملأ الأعلى أمام الأنبياء
والمرسلين والملائكة المقربين. هذه الصورة البشعة التي أشار إليها
سبحانه وتعالى في قوله: )..
. ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن
يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه...( )الحجرات: 12).
إن لأعمالنا صوراً وأشكالاً تناسبها ستظهر بتلك الصور والأشكال لتعود
إلينا في العالم الآخر، والمغتاب يضاهي الكلاب الجارحة في افتراسه
لأعراض الناس ولحومهم، وسيظهر بهذه الصورة كلب ينهش لحم ميت في نار
جهنم. وفي رواية أن رسول اللَّه (ص) لما رجم الرجل في الزنا، قال رجل
لصاحبه: هذا اقعص كما يقعص(2) الكلب، فمرّ النبي (ص) معهما بجيفة،
فقال: إنهشا منها، فقالا: يا رسول اللَّه ننهش جيفة؟ فقال: ما أصبتما
من أخيكما أنتن من هذه(3).
إن رسول اللَّه (ص) قد شاهد بما لديه من قوة نور البصيرة النبوية
الغيبية عمل المغتابين وعرف أن جيفة الغيبة أشد نتانة من جيفة
الميتة، والصورة الحقيقية للغيبة أشد قبحاً وفظاعة من صورة الميتة
المتفسخة.
المفضلات