يابني ...
اني حملت الجندل والحديد وكل حمل ثقيل فلم احمل شيئا

اثقل من جار السوء، وذقت المرارات كلها فلم اذق شيئا امر من الفقر.

وفي حديث اخر عن الامام الصادق (ع) قال: قال لقمان لابنه :

يابني ...

اتخذ الف صديق والف قليل ، ولا تتخذوا عدوا واحدا والواحد كثير، فقد قال امير المؤمنين عليه السلام :

تكثر من الاخوان ما استطعت انهم
عماد اذا ما استنجدوا وظهور
وليس كثيرا الف خل وصاحب
وان عدوا واحدا لكثير

(( اليقين الى رحمة الله ورافته ))

ورد في حديث معتبر عن الامام الصادق (ع) قال: قال امير المؤمنين (ع):
كان فيما وعظبه لقمان ابنه ان قال له:

يا بني ...

ليعتبر من قصر يقينه وضعفت نيته في طلب الرزق ان الله تبارك وتعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره واتاه رزقه ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة ، ان الله تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة.

اما أول ذلك فانه في رحم أمه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا يؤذيه حر ولا بر ، ثم اخرجه من ذلك واجرى له رزقا من لبن امه يكيفه به ويربيه وينعشه من غير حول ولا قوة ، ثم فطم من ذلك فاجرى له رزقا من كسب ابويه برافة ورحمة له من قلوبهما لايملكان غير ذلك حتى انهما يؤثرانه على انفسهما في أحوال كثيرة، حتى اذا كبر وعقل واكتسب لنفسه ضاق به امره وظن الظنون بربه ، وجحد الحقوق في ماله، وقتر على نفسه وعياله مخافة اقتار رزقه، وسوء يقين بالخلف من الله تببارك وتعالى في العاجل والآجل، فبئس العبد هذا يا بني.