المقدمة
أكرم الباري تبارك وتعالى رجالاً أطاعوه فحباهم من الطافه واكرمهم بعطاياه .
وان الله تعالى، علم ان خير ما يحبو به هؤلاء العظماء هو العلم والحكمة، وهذا دليلٌ على ان لا فائدة في كل خير خالٍ من الحكمة، فمصير هذا الخير الزوال ، كأن لا يعمل العقل في حسن التصرف بهذا الخير فيذهب هباءًا منثورًا ، وهنا يشير القرآن الكريم
إلى أهمية الحكمة في حياة الإنسان ، قال تعالى : ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب ) والخير الكثير الذي لا يفني إذا أخذ منه ، بل هو يزداد
ويزداد كلما أمعن صاحب الحكمة لعبرة مرة عليها ، أو قرأ ما جرى للآخرين فاعتبر منها ، وهنا يقول أمير المؤمنين (ع) : (( الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها )) فلا يوجد
حدا معينا لمعين هذه الحكمة فيستقى منه ، وروي أن الحكيم هو الرجل الذي يعتبر
بغيره ، والعاقل يعتبر من أخطاء نفسه، ويتبين لنا أنّ لو كان شيء أفضل من العلم
والحكمة في الدنيا ، لكان أولى الناس بأن يعطوه الانبياء و الصديقين والصالحين ، لكن الحكمة كانت في رأس قائمة الخيرات وكل خير دون الحكمة لا قيمة له ، فهو يفنى بفناء صاحبه ، كما سيمر علينا من أقوال لقمان (ع)، ومن الأمثلة على أهمية العلم،والمعارف الإلهية ما يروى عندما قدم جعفر بن أبي طالب (ع) من الحبشة سر به النبي (ص) سرورا كبيرا ، وكان ذلك عند قدومه من فتح خيبر فقال : ( أيهما اسر بقدوم جعفر ، ام بفتح خيبر )) ثم قال (الا احبوك ) فظن القوم ان النبي (ص) سيقدم جوائز مادية فحباه رسول الله (ص) بان علمه صلاة خاصة عرفت باسمه (( صلاة جعفر )) و روي ان امير الموؤمنين (ع) قال في اهمية العلم وانه هو الخير الكثير ، اذ لاينفع للخير بدون علم : (( لا نفع في خير لاعلم فيه ولا خير في علم لانفع فيه )) .
( ما كتبت المقدمة كلها لانها طويــــــــــــلة)
المفضلات