بسمه تعالى
الامامة في القران الكريم
قال الله تعالى((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ))1
ويقع البحث في هذه الايةالمباركة ضمن نقاط عدّة
1_ الامامة والنبوة
من الملاحظ ان مقام الامامة بلغه ابراهيم الخليل عليه السلام أوخر حياته وهذا يعني أنها متاخرة عن النبوة والرسالة وغيرهما من المقامات السامية التي بلغها الخليل عليه السلام ومن هنا فأن الامامة مقام يختلف عن النبوة والرسالة وشواهد ذلك جمّة منها:
1_ طلب الامامة للذّرية ومن الواضح أن ابراهيم عليه السلام حصوله على الذرّية كان فى كبره وشيخوخته كما قال: الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء))2
وحكى سبحانه على زوجة الخليل...: قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ))3
وتفيد احاديث بشارته بالولد فى القران انه كان نبيا مرسلا تنزل عليه الملائكة انذاك
ونجد ابراهيم الخليل عليه السلام فى اية الامامة يطلبها لذريته ولا يصح مثل هذا الطلب الا لمن كان عنده اولاد وذرية اما من كان آيسا من الولد ويجيب مبشريه بقوله:... قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ))4
فلا يصح منه والحالة هذه ان يطلب أي طلب لذريته وهو ما يتنزه عنه مقام النبوة والرسالة
وهذا يدلنا بوضوح على ان مقام الامامة انتهى اليه فى اخريات ايام حياته واختلاف مقامي النبوة والامامة
2_ ان مقام الامامة لم ينله ابراهيم عليه السلام الا بعد الابتلاء والامتحان كما هو واضح وصريح فى قوله تعالى: وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ))5
ومن جملة ما ابتلي به فى حياته ذبح ولده قال تعالى: فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ))6
ومن الواضح ان حادثة الذبح كانت ايام الشيخوخة أي بعد نبوته وهذا مما يعني ان النبوة كانت قبل الامامة وانهما مقامان مختلفان
3_الصحيح عن ابي عبد الله فى حديث مطول يقول فيه: وقد كان ابراهيم نبيا وليس بغمام حتى قال الله تعالى (( اني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي)) فقال (( لا ينال عهدي الظالمين)) من عبد صنما أو وثنا لا يكون اماما.)) الكافي ج1
4_ماروى عن الصادق عليه السلام
((إن الله تبارك وتعالى اتخذ ابراهيم عبدا قبل ان يتخذه نبيا وان الله اتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا وان الله اتخذه رسولا قبل ان يتخذه خليلا وان الله اتخذه خليلا قبل ان يتخذه إماما فلما جمع له الاشياء قال:
((إني جاعلك للناس إماما))قال : فمن عظمها فى عين ابراهيم قال ((ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين)) قال لا يكون السفيه امام التقي
ومن خلال هذه الشواهد يتضح لنا ان الامامة مقام يختلف عن النبوة والرسالة بل هي اسمى منهما وأرفع وأنه حصل عليها أيام شيخوخته بعد أن خرج من جميع ما ابتلاه الله به صابرا مسلّما)) شاهد تفسير الميزان
اخوتى الاعزاء هذه جزء من محاضرة للسيد كمال الحيدري
1) سورة البقرة 124
2) سورة ابراهيم40
3) سورة هود 73
4) سورة الحجر54_55
5) سورة البقرة124
6) سورة الصافات 103_104